ولد لعائلة إبنة جميلة جدا،
ومع ان هذه العائلة الصغيرة كانت تسكن في بلد مسيحي،
لكن والديها، ارادا ان يبعدا إبنتهما عن أي أمر يخص الله.
وعاشت إبنتهما سنينها الأولى، ولم تعرف أي شيء عن الله، وكأن الله غير موجود.
في احد الايام،
طلبت الام من إبنتها ان تذهب الى الدكان لتشتري لها شيئا.
فذهبت تلك الفتاة الى الدكان،
لكن في طريق عودتها سمعت صوت ترنيم جميل خارجآ من احد الكنائس الصغيرة …
فإقتربت تلك الفتاة ودخلت لترى ماذا يحدث …
كان هناك صف لمدارس الأحد،
فبعد الترنيم. وقف احد معلمي مدرسة الاحد وتكلم للاولاد عن الرب يسوع،
كيف كان يعمل العجائب، ويشفي الناس، وكيف كان يحب الجميع.
ومن محبته لكل واحد منا، اخذ مكاننا على الصليب، ومات ليخلصنا من الخطية.
احبت تلك الفتاة ما سمعته عن الرب يسوع،
ولم تشعر بالوقت الذي كان يمر،
بل لدى سؤال معلم مدرسة الاحد، ان كان احد يرغب ان يصلي،
فرفعت يدها، وصلّت صلاة بسيطة للغاية، معبرة عن محبتها لصديقها الجديد الذي ابتدأت تحبه.
ولدى إنتهاء مدرسة الاحد،
احست تلك الفتاة الصغيرة بأنها تأخرت عن البيت،
وابتدأت السماء تمطر بغزارة، وبدون شك قد قلق عليها والديها.
وصلت تلك الفتاة البيت وقد بلل المطر جسدها كله.
فما ان دخلت حتى رأت وجه والديها الغضوب …
فحاولت تلك الفتاة أن تطلب السماح قائلة :
انا متأسفه يا ماما لكن في طريق عودتي سمعت صوت موسيقى خارجة من الكنيسة،
فدخلت وسمعت قصة جميلة جدا عن يسوع،
وطلبت منه ان يدخل قلبي إذ احببته جدآ …
وعند سماع والدها ما قالته حتى إنقض عليها فاقداً وعيه ومستسلما للشتائم والتجاديف،
إذ لم يعد يقدر على ضبط نفسه، فأخذ حزامه واخذ يضرب تلك الفتاة الصغيرة من غير وعي،
بينما الام تصرخ بصوت عالٍ، حتى وقعت إبنتها على الارض مغمى عليها.
ولمدة يومين كانت تلك الفتاة الصغيرة طريحة الفراش،
وكانت الام تحاول وضع بعض المراهم على جروحها لمنع الإلتهاب،
بينما الدموع تملئ عينيها لما حصل لإبنتها …
ولكن في صباح اليوم الثالث،
اصيبت تلك الفتاة بحمة قوية واخذت تهذي لشدة الحرارة،
ودعي أحد الأطباء لكن لم يكن من علاج … بالرغم من كل المحاولات …
إذ كانت تلك الفتاة تغيب لفترات طويلة عن الوعي …
ولكن في مساء ذلك اليوم،
جلست تلك الفتاة في السرير ونادت والدتها …
ولدى سماع والدتها صوت إبنتها فرحت تلك الام ظناً منها بإن إبنتها اخذت تتعافى …
قالت الفتاة : ماما …
اجابت امها نعم يا حبيبتي…
قالت: ماما هل يمكن ان تجلبي لي الفستان الذي كنت ارتديه ذلك اليوم عندما ذهبت الى الكنيسة…
اجابت الوالدة، لماذا يا حبيبتي, إذ قد اصبح ممزقآ وكان قد تبلل بالمطر وعليه بعض بقع دم …
إني أنوي رميه…
كلا يا ماما بل اريده جنبي، فهل لك أن تجليبه لي …
لكن لماذا يا حبيبتي … سألت الام،
بينما اقترب والد الفتاة من باب الغرفة والحزن والندم يرتسمان على وجهه لما فعله بإبنته الصغيرة …
اغمضت الفتاة الصغيرة عينيها وخفت صوتها ولم تكن تعلم بأن اباها يقف جنب الباب …
واخيرآ قالت : ماما, إن ملاك قد جاء واخبرني بأنني قريبآ سأذهب الى السماء،
واحببت ان آخذ ذلك الفستان معي،
لكي اخبر يسوع بأنني ايضا، أرقت بعض الدماء محبة له …
أخي وأختي، إن السؤال لك ولي هو:
” وماذا نحن يا ترى فعلنا من أجله “؟