كتب : عصام عياد
وسط فرحة غامرة،وابتهاجا بذكرى النذور الاحتفالية الدائمة،على خطى الأب المؤسس القديس جان باتيست دي لاسال ،في تسليم تام لحب الله الآب،و بنعمة الروح القدس قدما كل من الأخ / ملاك فايز اللاسالي،والأخ / لويس مجلي اللاسالي ،نذور الفقر الانجيلي و العفة المكرسة و الطاعة عن حب لمدى الحياة حسب قوانين رهبانية اخوة المدارس المسيحية ” الفرير ” ، بين أسرتهم اللاسالية ،بعد مسيرة من الالتزام في الحياة الرهبانية، بروح التطويبات،بأمانة تامة للكنيسة بين يدي الأخ / فادي صفير frère visiteur نائبا عن الرئيس العام للرهبنة اللاسالية،متخذين شعارا لهما مقطعا من رسالة الأخ سالومون الى أمه – 25 أبريل 1769 : ” انني سعيد جدا بالحالة التي أنا فيها،ومع جميع أخوتي … حيث ننعم معا بالوحدة فيما بيننا،وبالسلام الذي لا نجده الا في خدمة الله الأمينة ” وذلك قي 7 يناير الفائت بلبنان .
تكليلا لهذه المسيرة التكريسية،أقيمت ذبيحة الشكر لله تعالى على نعمته التي رافقت و ترافق هذه الدعوة الرهبانية على مذبح كنيسة مدرسة الفرير دي لاسال بالظاهر يوم الخميس 26 يناير الماضي ،و ترأسها سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر،وشاركه في الخدمة الأب ممدوح شهاب الفرنسيسكاني رئيس دير رهبانية الأخوة الأصاغر فرنسيسكان الأراضي المقدسة بالموسكي .
شارك بالحضور سيادة المطران جورج شيحان مطران الموارنة بمصر،ولفيف من الآباء الكهنة، و العديد من الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية ، و مديري المدارس اللآسالية و بعض من أعضاء هيئة التدريس و جمعية الخريجين و الأصدقاء و المحبين الى جانب الأخوة الفرير بالقاهرة …الخرنفش،شبرا،باب اللوق،و الظاهر و الاسكندرية،و البياضية بالمنيا،و السودان و سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن و تركيا .
من جانبه تحدث المطران زكي في عظة القداس في هذه الاحتفالية التكريسية ،عن نقاط ثلاث .. الله أولا وقبل كل شئ فالأفضلية لله تعالى،اما النقطة الثانية فذكر سيادته أنه لا بديل عن الآلام وحمل الصليب على مثال السيد المسيح الذي له كل المجد كطريق للخلاص ،وتحدث في النقطة الثالثة عن التخلي والاتضاع في حياة المكرس والناذر كمنهج وأسلوب حياة ،الى جانب حياة الشركة والتضامن ،واختتم حديثه بتقديم الشكر لله تعالى على دعوة الأخ ملاك والأخ لويس ،وتهنئة الأسرة اللاسالية ممثلة في شخص الأخ فادي .
وطبقا للأصول المتبعة … تأتي ” رتبة النذور ” بعد تلاوة الانجيل المقدس و امام المذبح المقدس حيث يلتف جميع الأخوة الرهبان على شكل نصف دائرة و محيطين بالأخ ملاك ،والأخ لويس … ثم تتلى ” طلبة القديسين و صلاة التشفع ” حيث يفترش الأخوين الناذرين الأرض حسب الترتيب المتبع ،ليقوما بعدها بالمجاهرة بالنذور محاطين باخوتهم الرهبان .. ” اقبل أيها الآب القدوس و الكثير الرحمة بحضور العذراء مريم و الملائكة و القديسين تقدمة كيانينا بكاملهما بالاتحاد مع ذبيحة جسد يسوع و دمه لمجد اسمك … ” ممسكينا بكتاب ” قوانين الرهبنة ” فيجيبهما الأخ فادي .. ” ليبارككما الثالوث الأقدس الذي تكرستما له .. ليقدسكما و يقودكما فتعلنا محبته لكل البشر … آمين ” ليتبادلا بعدها التهاني مع اخوتهم الرهبان و مع الأقارب و الأصدقاء ثم يقوما بالتوقيع على ” صيغة النذر ” وسط فرحة الجميع و يستكمل القداس كالمعتاد حتى النهاية .
في سياق متصل كان قد أقيم أيضا قداس شكر بمركز التنمية بالبياضية بالمنيا في يوم الجمعة 27 يناير الماضي الجدير بالذكر ان رهبانية” اخوة المدارس المسيحية ” كانت قد تأسست في سنة 1684 في رنس بفرنسا ،و كان قد وصل اول فريق منهم الى الاسكندرية في يونيو 1847،و أخذت مدارس الفرير تنمو و تزدهر في معظم أنحاء مصر،و يوجد حاليا للفرير ستة مدارس،أربع في القاهرة و اثنتان في الاسكندرية، كما يوجد مركزين لذوي الاحتياجات الخاصة أحدهما بكلية سان مارك بالشاطبي و الآخر بمدرسة دي لاسال بالظاهر،كما يعمل الأخوة الفرير منذ سنوات عديدة مع العلمانيين اللاساليين على تحقيق الرسالة التربوية اللاسالية بمدارسها الست و التي توجد سكرتاريتها بمدرسة دي لاسال بالظاهر،أيضا تم انشاء ” جمعية الفرير ” للتنمية و خدمة المجتمع و التي تؤدي بعض الخدمات الاجتماعية في القاهرة و بخاصة في مجال محو الأمية .
من جانبه وجه الأخ صفير كلمات الشكر الدافئة للحضور الكريم على مشاركتهم وموجها شكرا خاصا لصاحبي السيادة المطران عادل زكي ،والمطران جورج شيحان .
في ختام الاحتفالية جاءت كلمات الشكر من الأخوين الناذرين… للجميع ممن شاركوهم احتفالية نذورهما الدائمة .
تهنئة من القلب للأخ ملاك والأخ لويس بنذورهما الاحتفالية الدائمة مع المنيات القلبية بخدمة مثمرة في حقل الرسالة اللاسالية لمجد الله الأعظم وتبقى كلمات الشكر موصولة للعائلة اللاسالية،وليرسل الرب دعوات رهبانية صالحة تواصل الرسالة والخدمة بشفاعة سيدتنا أمنا مريم العذراء والقديس يوحنا دي لاسال .