بمناسبة انعقاد اليوم الكاثوليكي الألماني المائة “Katholikentag” والذي يُعقد في لايبزيغ من الخامس والعشرين وحتى التاسع والعشرين من أيار مايو الجاري تحت عنوان “هوذا الرجل” وجّه قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأربعاء رسالة فيديو للمشاركين قال فيها لقد اجتمعتم تحت شعار “هوذا الرجل” وهذا الأمر يُظهر بأسلوب جميل أن ما يهمّ ليس النجاح الخارجي وإنما القدرة على التوقف لنتنبّه للآخر ونقدّم له ما ينقصه فعلاً.
تابع الأب الأقدس يقول كل إنسان يرغب بالشركة والسلام، ويحتاج لتعايش سلمي؛ لكن هذا الأمر يمكنه أن ينمو فقط عندما نبني أيضًا السلام الداخلي في قلبنا. يعيش العديد من الأشخاص في عجلة دائمة ويتوقون هكذا إلى تدمير كل ما هو حولهم، وهذا الأمر يؤثر أيضًا على الطريقة التي تُعامل فيها البيئة. فالأمر يتعلّق بأن نعطي أنفسنا المزيد من الوقت لنستعيد التناغم مع العالم والخليقة وإنما أيضًا مع الخالق، فنسعى من خلال التأمّل والصلاة كي نحقق حميميّة أكبر مع الله، فنكتشف هكذا شيئًا فشيئًا أن الآب السماوي يريد خيرنا ويريد أن يرانا سعداء وممتلئين فرحًا وسلامًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول هذه الحميميّة مع الله هي التي تحرّك أيضًا رحمتنا. كما يحبّ الآب هكذا يحب الأبناء أيضًا؛ وكما هو رحوم نحن أيضًا مدعوون لنكون رحماء تجاه بعضنا البعض. لنسمح لرحمة الله بأن تلمسنا من خلال اعتراف صادق لنصبح أكثر فأكثر رحماء كالآب. “هوذا الرجل” نلتقي في المجتمع مرات عديدة بالإنسان الذي يتعرّض لسوء المعاملة. ونرى كيف يحكم الآخرين على قيمة حياته، نرى أيضًا كيف يُقلّل من شأن الأشخاص ويحرموا من كرامتهم لأنهم لا يملكون عملاً أو لأنّهم لاجئين. نرى هنا يسوع المتألم والمعذّب الذي ينظر إلى الشر والوحشيّة في كامل أبعادهما والتي يتعرّض لها البشر في هذا العالم.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول لكم جميعًا أنتم المجتمعون في لايبزيغ وجميع المؤمنين في ألمانيا أتمنى أن تعطوا على الدوام فسحة في حياتكم لصوت الفقراء والمظلومين. أعضدوا بعضكم بعضًا في مقاسمة الخبرات والأفكار حول كيفيّة حمل بشرى المسيح السارة للبشر. ولنطلب المعزي الإلهي، الروح القدس، لكي يعطينا الشجاعة والقوّة لنكون شهودًا لله رجاء البشريّة بأسرها!
عن موقع راديو الفاتيكان