“المضي قدمًا في العدالة والأخوّة والتضامن والحوار والتفهُّم، الأُسس لبناء مجتمع متجدّد” هذا هو التشجيع الذي وجهه البابا فرنسيس بمناسبة عيد الفصح لأساقفة وشعب كولومبيا في رسالة حملت توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
عبّر الأب الأقدس في رسالته عن إدراكه لأهميّة هذه المرحلة الأساسيّة التي يحاول خلالها الشعب الكولومبي بجهود متجدّدة بناء مجتمع أكثر عدالة وأخوّة: مجتمع سلام. من هنا جاءت الدعوة للجميع للتعاون في صنع السلام الذي يولد من محبة الله والكفاح ضدّ جميع أشكال الظلم والفساد والتهميش وضدّ جميع الشرور التي تُدمِّر حياة المجتمع.
هذا وشدّد البابا على أن بناء السلام هو مسيرة معقّدة لا تُستنفد في أماكن أو أبعاد محدّدة. ينبغي علينا أن نخاطر لنرسّخ السلام بالتزام متواصل لنعيد الكرامة ونعترف بالألم مصلحين الأضرار فورًا، لأن بناء سلام ثابت ودائم يعني أيضًا العمل على تعزيز علاقات سليمة في العائلات التي تعاني بسبب العنف لكي تصبح، وإذ تحولها قوة الإنجيل، بذار ومدارس ثقافة سلام ومصالحة. وأضاف الأب الأقدس مشجّعًا: استمروا في العمل من أجل الحقيقة والعدالة والتعويض ولكي لا يتكرّر أبدًا ما حصل.
لذلك تابع الحبر الأعظم يقول من الأهميّة بمكان أن نخاطر في تحويل الكنيسة برعاياها مؤسساتها إلى مكان أمين يمكن أن يلتقي فيه مُجدّدًا من تعرّض للسوء مع من تصرّف بعنف. فيجد الجميع في الكنيسة الشفاء والفرصة لاستعادة كرامتهم التي سُلبت أو انتُهكت، فيصبح عندها ممكنًا الارتداد والتوبة والقرار بعدم ارتكاب العنف مجددًا. وختم البابا فرنسيس رسالته رافعًا الصلاة إلى العذراء سيّدة شيكوينكويرا لكي تعزز الرجاء في الشعب الكولومبي بأسره.