و صار انسانا “
(رسالة رعوية 2016)
الاخوة والاخوات الاعزاء
نحتفل بميلاد يسوع، سر التجسد. لا شك، في أن الله معنا، وهذا يتحقق في كل لحظة من حياتنا.
«في ميلاد السيد المسيح، غير المرئي صار مرئياً امام اعيننا» (مقدمة عيد الميلاد)
«عندما اتخد الابن، صورة انسان، فاستقبلت الطبيعة البشرية نبلاً لايضاهى. فهو اصبح واحداً منا واصبحنا نحن ابديين» (مقدمة عيد الميلاد)
والسؤال: لماذا صار الله انسانا؟
هناك ثلاثة اسباب ادعوكم لتأملهما:-
- صار الله انسانا لكى ندرك محبة الله
يكشف لنا يسوع محبة الله.
كان الكثير من الناس يخافون الله، فهم لا يثقون بما يتعلق به.
إن كنا نريد ان نعرف من هو الله؟ وكيف يحب؟ فانظروا إلى يسوع: « الذي رآني فقد رأى الآب»
(يو14 :9). ففيه كل حب الله.
فعظمة الله هى بأن يكون صغيراً. وقوة الله هى بأن يكون ضعيفاً. فيقربنا من المذود.
- صار الله انسانا لكى يكون نموذجاً لنا
اصبح يسوع مماثلا لله.
« من خلال تجسده، فإن ابن الانسان اتحد بجميع الناس. فهو كان يعمل من خلال ايادى بشرية وكان يفكر بذكاء بشري وايضا احب الجميع عن طريق قلب بشرى » (دستور “فرح ورجاء” رقم222)
بإمكاننا ان نتعلم الحب كمحبة الله، مقلدين يسوع.
فكونك مسيحياً هو ان تخضع لمدرسة يسوع.
- صار الله انسانا ليجعلنا شركاء في الطبيعة الإلهية، كما يقول التعليم المسيحى
فالطبيعة البشرية كانت فيه، و قد رفعتنا تلك الطبيعة إلى كرامة لا مثيل لها.
فالسر الإنسانى هو في كونه إنساناً، و اضاءت عظمة دعوته في سر الكلمة المتجسد. ومن خلال كونه انساناً، استطاع الله أن يوضح الطبيعة البشرية فيه.
إنه يكشف لنا عظمتنا ودعوتنا المتمثلة في انضمامنا للحياة الابدية « فمن هو الإنسان حتى تذكره؟ وابن آدم حتى تفتقده» (مز 8).
إذا صار الله واحدا منا فبهذا اصبحت لنا كرامة غير معقولة. فيجب علينا تقدير تلك الكرامة في كل خطوة من حياة الانسان منذ بدايته وحتى نهايته.
واحب ان اقدم لكم ثلاث نصائح حتى نحتفل جيداً بعيد الميلاد:-
- أن يعتبر عيد الميلاد فرصة من اجل تجديد إيماننا في سر التجسد
لسنا نحن من نتمكن من العثور على الله بل هو من يأتى لينضم إلينا في حياتنا اليومية.
هو من يأخذ المبادرة ويقرع على ابوابنا ويطلب منا أن نفتح له أبواب قلوبنا.
فنحن بحاجة إلى إحياء إيماننا في هذا السر واُتيحت الفرصة لنا حتى نكشف هذا السر لأقاربنا الذين لايملكون الإيمان القوى بعد.
إن كانت دُعيت العذراء مريم لتلد المخلص، فنحن أيضا دُعينا لنكشف لاقاربنا عن وجوده و عن حبه.
ويجب علينا ان نعطى قيمة لرسالة المذود، حتى لا يصبح هذا المذود أداة للتزيين فقط، فالصلاة امامه هى أفضل وسيلة لإعطائه القيمة المستحَقة .
- أن يُعتبر عيد الميلاد فرصة من أجل حلول السلام
في هذا العيد، نستطيع أن نطلب من يسوع أن يقيم فينا وتُتم مصالحتنا مع الاخرين.
وبمساعدة المخلص نستطيع ان نكون صانعى سلام في الاماكن التى يحل بها العنف أو الكراهية .
- أن تصبح محبتكم مبتكرة
وفي النهاية، احب ان استأنف كلمات بولس الرسول « أن تصبح محبتكم مبتكرة » بألا نجد شخصاً وحيداً في هذا العيد الذى نتجمع فيه على الفرح معاً.
قوموا بدعوة أحد الجيران او أحد الاشخاص المعزولين فهذا يسمح ليسوع بأن يأخذ مكانه وأن يتجرأ ويحل وسطنا. كما يقول القديس بولس في رسالته للعبرانيين (13 :2) «لا تنسوا إضافة الغرباء، لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لايدرون».
كل عام و أنتم بخير،،
+ المطران عادل زكى