فى اجتماع مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية
الاربعاء 12 مارس ٢٠١٤ – مايكل فيكتور – وطني
عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا، اليوم الأربعاء، جلسة الدورة الربيعية ليوم واحد، في مقر بطريركية الروم الكاثوليك في الربوة – أنطلياس،
ترأس الجلسة رئيس المجلس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية و سائر المشرق و الاسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك، بحضور غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك، السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري، والمطارنة أعضاء المجلس.
و في نهاية الاجتماع، أصدر المجلس بياناً جاء فيه:
1- تدخل الأزمة في سوريا عامها الرابع، ولسان حالنا جميعاً هي كلمات مطلع وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني “فرح ورجاء” (عام 1965): إن آمال البشر وأفراحهم في زمننا هذا، إن أحزانهم وضيقاتهم، لاسيما الفقراء منهم والمعذبين جميعاً، هي أفراح تلاميذ المسيح وآمالهم، هي أحزانهم وضيقاتهم. وهل من شيء إنساني حق إلا وله صداه في قلوبهم؟.
2- نترحم على أرواح جميع شهدائنا، ونصلي لأجل شفاء المرضى والجرحى والمعوقين والمنكوبين والمهمشين، ونذكر المخطوفين والمغيبين، خصوصاً أخوينا المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي والكهنة ميشيل كيال وإسحق محفوظ والكثيرين سواهم من أبناء رعايانا.
3- إننا نعلن رفضنا لكل أشكال التطرف والتكفير والقتل والإجرام والابتزاز، وكل التعديات التي تطال الحجر والبشر. ونسنتنكر التعديات على دور العبادة، من كنائس وجوامع، ولاسيما على كنائسنا. وقد وصل عدد الكنائس التي تضررت أو تهدمت حوالى المئة، من كل الطوائف.
4- إننا متضامنون مع بلدنا الحبيب سوريا، حكومة وشعباً. وندعم كل الجهود المبذولة لأجل حل سلمي عادل سريع للأزمة، ولاسيما من خلال متابعة مؤتمر جنيف. ونريد سوريا واحدة متحدة، حرة، ديموقراطية، وتعددية، تتوافر فيها صفات المواطنة للجميع، والحياة الكريمة لكل فئات نسيج المجتمع السوري من كل الطوائف.
5- في الصوم الأربعيني المبارك، ندعو أولادنا إلى الصوم والتضامن والمحبة والتعاون والتكاتف لأجل تخفيف معاناة النازحين في البلاد وخارجها. إننا نحتاج إلى نعمة الصوم والصلاة وقوة الروح والإيمان والرجاء والمحبة، فلا ننجر إلى مشاعر اليأس والإحباط والخوف، رغم فظاعة معاناتنا المأسوية التي تتفاقم يوما بعد يوم. ونسمع صوت قداسة البابا شاكرين له محبته وعنايته وصلاته لأجل سوريا، حيث قال لنا: دعونا لا نفقد شجاعة الصلاة، وقال لنا: لا تتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبكم. وندعو الجميع لكي تتحول سوريا، لا سيما بمسيحييها في أيام الصوم، إلى أياد ضارعة مصلية، وليبعث فينا الصوم عواطف ومشاعر وقوة الأمل والرجاء.
6- نطلب من الله أن يوصل درب صليبنا الحالي المأسوي الدامي، إلى فجر افراح يوم القيامة المقدسة، وسوريا تعود إلى سابق عهدها، إلى السلام والأمان والمودة والمحبة والتراحم والتواصل والتضامن والاحترام المتبادل والعيش المشترك الكريم لجميع المواطنين.
7- نتوجه إلى جميع المواطنين وندعوهم إلى العمل لأجل السلام بكل الوسائل، محليا وإقليميا وعالميا، مشددين على وقف إطلاق النار، الحوار والمصالحة، وإعادة الإعمار، فكلنا مسؤولون عن العمل الجاد لأجل السلام.
8- نتوجه بالشكر الخاص إلى قداسة البابا فرنسيس ونقدم إليه التهاني في الذكرى الأولى لحبريته. كما نشكر المؤسسات العالمية، ولاسيما الكاثوليكية، على الدعم المقدم لأجل تخفيف معاناة جميع المواطنين السوريين.
مريم العذراء سيدة دمشق وسيدة صيدنايا وكل المزارات المريمية، تشمل سوريا بعطفها وتعيد السلام والمحبة إلى ربوعها. ونستصرخ الضمير العالمي لاسيما المعنيين من القوى الكبرى في هذه الأزمة على إنهائها. ومع الكنيسة نصلي: لنذكر سيدتنا مريم الفائقة القداسة وجميع القديسين، ولنودع المسيح الإله ذواتنا وبعضنا بعضا وحياتنا كلها. ومع السيد المسيح نقول لأبناء وبنات رعايانا: لا تخف أيها القطيع الصغير، وكن نوراً، وملحاً، وخميرة.