سبت الجمود والحيرة
تأمل السبت العظيم من الموافق 19 إبريل 2014
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“”ولَمّا كانَ المساءُ، جاءَ رَجُلٌ غَنيٌّ مِنَ الرّامَةِ اسمُهُ يوسُفُ، وكانَ هو أيضًا تِلميذًا ليَسوعَ. 58فهذا تقَدَّمَ إلَى بيلاطُسَ وطَلَبَ جَسَدَ يَسوعَ. فأمَرَ بيلاطُسُ حينَئذٍ أنْ يُعطَى الجَسَدُ. 59فأخَذَ يوسُفُ الجَسَدَ ولَفَّهُ بكَتّانٍ نَقيٍّ، 60ووَضَعَهُ في قَبرِهِ الجديدِ الذي كانَ قد نَحَتَهُ في الصَّخرَةِ، ثُمَّ دَحرَجَ حَجَرًا كبيرًا علَى بابِ القَبرِ ومَضَى. 61وكانَتْ هناكَ مَريَمُ المَجدَليَّةُ ومَريَمُ الأُخرَى جالِسَتَينِ تُجاهَ القَبرِ. وفي الغَدِ الذي بَعدَ الِاستِعدادِ اجتَمَعَ رؤَساءُ الكهنةِ والفَرِّيسيّونَ إلَى بيلاطُسَ 63قائلينَ:”ياسيِّدُ، قد تذَكَّرنا أنَّ ذلكَ المُضِلَّ قالَ وهو حَيٌّ: إنِّي بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ أقومُ. 64فمُرْ بضَبطِ القَبرِ إلَى اليومِ الثّالِثِ، لِئلا يأتيَ تلاميذُهُ ليلاً ويَسرِقوهُ، ويقولوا للشَّعبِ: إنَّهُ قامَ مِنَ الأمواتِ، فتكونَ الضَّلالَةُ الأخيرَةُ أشَرَّ مِنَ الأولَى!”. 65فقالَ لهُمْ بيلاطُسُ:”عِندَكُمْ حُرّاسٌ. اِذهَبوا واضبُطوهُ كما تعلَمونَ”. 66فمَضَوْا وضَبَطوا القَبرَ بالحُرّاسِ وخَتَموا الحَجَرَ.” ( متى 27: 57-66)
نص التأمل
سبت الجمود والحيرة
هل كان من قبيل الصدفة ومحض المصادفة أن كانت أغلب معجزاتك الباهرات يوم سبت!!!
ام قبيل المصادفة أن الإعتراض والإحتجاح الأعظم كان على إخترقك لقواعد السبت!!!!
اراهم يجتمعون يتآمرون يتفقون ييقترحون لك الموت ويستعجلون نهايتك
يريدون ان يتخلصوا من وجودك قبل السبت العظيم ” سبت الفصح”
يقبضون عليك-يحاكمونك في السنهدريم وامام الوالي
امام بيلاطس وامام هيرودس أمام كيفا وامام حنانيا
وحين يخيرون بينك وبين ممثل الإجرام إاك يرفضون
برباس عنك يفضلون وفي وجهك يصرخوا ان تصلب عن شعبك
وامام صليبك يقفون مرتعدين خوفا ان تنزل وتسحقهم لأنهم يعلمون ان تقدر
والأغرب ألا يهدأ لهم بال ويستريحون حتى يروك ميتا مدفونا،
وقبرك ميتا يحرسونك في حدث نادر ووحيد!!!!
كل ذلك بسرعة وبإقاع قاسي الحدة قبل ” السبت العظيم”
سبت الفصح، سبت العبور
أخيرا حكموا عليك بان تحترم السبت
ففي هذا السبت الحزين لن تتحرك ولن تحرك
وهكذا ظنوا أنهم قهروك كي لا تحقق معجزاتك التي اخترقته بها
وبهذا تاكدوا انه لن يحمل احد سريره بعد اليوم فاليوم سبت
ولن يعود لأعمي بصره فاليوم سبت
ولن يُفك شلل يد افنسان فاليوم سبت
ولن تُطلق ابنة ابراهيم المربوطة فاليوم سبت
ولن ينُتشل الخروف الساقط في حفرة ولا حتى الحمار
من سقطته فهناك ارادوا ان يسكنوه بحجة السبت
وها قد قهروك على الصليب، افنوك وسفكوا دمك إلى القطرة الأخيرة
وقبل السبت وضعوك في القبر بل وحرسوا قبرك في السبت أيضا
يا رب السبت
يا من خلقت السبت رحمة وعتقا وراحة
فحولّناه إلى فجاجة وعبودية وشقاء
يا من بحب اردت للجميع ان يستريح ويتحرر فيتفرغ للتسبيح والعبادة
فجعلنا منه نيراً نرزح تحت ثقله ونئن بلا أمل فيالتحرر ولا رجاء في حراك
ها قد قيدناك وعلى الصليب سمرناك وفي القبر دفناك
عسانا من إختراقاتك المزعجة لعالمنا المريح نستريح
فهل ستظل في القبر وهل هناك ستستقر وتتركنا لشئننا
نلتقط الأنفاس بعد ان تخلصنا من شبحك الذي يهدد اسقرارنا
أم لعل هناك في الأمور أمور فلندع هذا السبت الحزين يمر بليله القاسي المظلم
ورب الحياة في ظلمة القبر راقد….