يسوع يقابل رجل، خادم للملك هيرودس. هذا الخادم له ابن مريض، أوشك على الموت.
هذا الاب يعاني الضيق لدرجة رهيبة: ابنه، مستقبله، ومن سيكمل حياته بعد موته، ها هو يموت أمامه، موت الابن هو موت مضاعف للاب.
القديس اغسطينوس يقول ان هذا الابن هو رمز للنفس البشرية، عندما تصطدم بالالم، بمواقف صعبة، بتحطيم، بفشل، بخيانة، بحالة عائلية صعبة، بظروف مؤلمة. بتموت وهي حية، فعلا كم من المرات شعرنا بانفسنا تختنق وتموت . هذا الخادم للملك هو أنا وأنت لما بنوصل لحالة فيها بنياس ونحزن وتصبح كل الأبواب مغلقة. وهذا الابن أيضا هو نفسي انا ونفسك أنت.
نرجع لخادم الملك ذو المكانة العالية. ألان محطم. الان يكتشف ان الملك الذي خدمه طول عمره، لا يمكن ان يشفي له ابنه. نعم هيرودس ليس له سلطة كي يشفي ابن خادمه.
الخادم هو انا وانت، في اوقات كثيرة كرسنا انفسنا لخدمة ملك، هيرودس (مال – سلطة – صحة – جمال – متعة – عواطف – اشخاص – منصب ). والان انا احتاج له وهو ليس قادر ان يصنع لي شيء. الملك افتقر. ….
هذا الرجل يذهب ويلح على المسيح: يا سيد، انزل، انزل قبل ان يموت ابني. انا سمعت عنك من عرس قانا، انت قادر وتعمل معجزات.
ويقول يسوع، اذهب ابنك حي. لا يشفي له ابنه، بل يضعه في طريق 32 كم كي يرجع لبيته. ويبدا في المسيرة ويفكر، ما هو الضمان… هل ضحك علي… هل ابني حي، لماذا لم ينزل معى………المسيح لا يحل لك مشكلتك، بل يضعك في مسيرة، وهذا اهم لان بهذا سيحل جذر مشكلتك.
وهنا يؤمن هذا الرجل. ويبدا في الرجوع لبيته.
الرجل امن في الكلمة، اتي كي يحمل المسيح معه، ولكن يرجع بدون المسيح، يرجع بكلمة.
وبالفعل عندما يرجع، ويعرف ان ابنه قد شفي. اول سؤال يساله. متى؟ يريد ان يتأكد انه في نفس الوقت الذي قاله له المسيح. يريد ان يتحقق ان الكلمة التى حملها معه هي فعالة,. ليس وهم…ليس مشاعر… واحاسيس….هي واقع، الكلمة اصبحت واقع………
هذا الرجل امن بالكلمة. الكلمة اصبحت له مكان امن، يأتمن فيه طوال حياته. نعم هذه هي حياة المسيحي… يؤمن بكلمة وتصبح له مأمن.
المعجزة ليست شفاء الابن، لكن الايمان بالكلمة والتي لها القدرة على الشفاء.
هذا الانجيل هو خبر مفرح لكل نفس تموت، لكل نفس حزينة ويائسة، خدمت ملك وخذلت فيه، استرجع كلمة الله، شخص المسيح معك…. تجد مأمن.
ايام مباركة….