ندى بطرس – عم موقع زينت
عظة كانتالاميسا خلال الاحتفال بسجدة الصليب
“الأخوّة الكاثوليكيّة ممزّقة. رداء المسيح تمزّق إرباً بسبب الانقسامات بين الكنائس. وما لا يقلّ خطورة عن ذلك هو أنّ كلّ قسم يُقسّم بدوره غالباً إلى أجزاء متعدّدة. أتكلّم بالطبع عن العنصر البشريّ من الرداء، لأنّ الرداء الحقيقيّ للمسيح – أي جسده السرّي الذي يحرّكه الروح القدس – لا يمكن لأحد أن يُمزّقه يوماً”: كانت هذه صرخة الكاردينال رانييرو كانتالاميسا خلال الاحتفال بسجدة الصليب البارحة في 2 نيسان، أي في الجمعة العظيمة. وأضاف: “في نظر الله، الكنيسة قدّيسة كاثوليكيّة رسوليّة وستبقى كذلك حتّى انقضاء العالم. إلّا أنّ هذا لا يعذر انقساماتنا، لكنّه يجعلها أكثر ذنباً، ويجب أن يدفعنا أكثر بعد إلى تطهيرها”.
في الواقع، الكبوشي الإيطالي الذي هو أيضاً واعظ الدار الرسوليّة منذ 23 حزيران 1980، هو مَن تلا العظة مساء البارحة، كما جرت العادة كلّ سنة في الجمعة العظيمة.
وهذه السنة، على عكس السنة الماضية عندما كان الإغلاق التامّ يُطبَّق بسبب كوفيد-19، ترأس البابا فرنسيس الاحتفال مُحاطاً بالعديد مِن الكرادلة والراهبات والرهبان والعلمانيّين.
Card. Cantalamessa, 2 avril 2021, capture @ Vatican Media
ومُنطلِقاً مِن الأخوّة الإنسانيّة، أظهر الكاردينال كانتالاميسا بداية أنّها تتأسّس ليس فقط على الخلق، بالنسبة إلى المسيحيّين، بل أيضاً على الخلاص في المسيح “أوّل الإخوة”: “الأساس المسيحيّ للأخوّة دُشَّن على الجلجلة”.
وذكّر كانتالاميسا في عظته، كما نشرها القسم الفرنسي في زينيت، بكلمات يسوع القائم من الموت لمريم المجدلية: “لم يدعُ يسوع التلاميذ “إخوة” إلّا بعد قيامته، وكانت هذه المرّة الأولى”.
وشخّص الكاردينال الإيطاليّ في الآراء السياسيّة مصدراً للانقسامات بين الكاثوليك: “ما هو السبب الأكثر شيوعاً للانقسامات بين الكاثوليك؟ ليست العقيدة، ولا الأسرار ولا الكهنوت، ولا الأشياء التي حافظنا عليها بنعمة الرب. إنّه الرأي السياسي عندما يتفوّق على الرأي الديني والكنسيّ ويقترن بإيديولوجيا، تارِكاً جانباً قيمة الطاعة في الكنيسة والواجب. ها هو عامل الانقسام الحقيقيّ في بعض أقسام العالم، حتّى ولو تمّ السكوت عنه أو تمّ احتقاره. إنّها خطيئة في المعنى الدقيق للكلمة. هذا يعني أنّ “مملكة هذا العالم” أصبحت أهمّ من ملكوت الله في قلبه… أعتقد أنّنا مدعوّون جميعاً إلى فحص ضمير دقيق وإلى التوبة. إنّه عمل مَن اسمه الشيطان، أي المُقسِّم، العدوّ الذي يزرع الزؤان”.
وهنا، ذكر الكاردينال مثال المسيح مُحذِّراً الرعاة: “إنّه مثال خاصّة للرّعاة الذين يجب أن يكونوا رعاة القطيع برمّته، وليس جزءاً منه. إذاً، إنّهم الأوائل الذين عليهم أن يُجروا فحص ضمير جدّي وأن يتساءلوا إلى أين يقودون قطيعهم: إلى طرفهم، أو نحو يسوع؟”
وختم الواعظ عظته قائلاً: “إن كانت هناك هبة على الكنيسة الكاثوليكيّة تنميتها لصالح كلّ الكنائس، فهي هبة الوحدة. إنّ الرحلة الأخيرة للأب الأقدس إلى العراق جعلتنا نشعر بمعنى ذلك بالنسبة إلى المُضطَهَدين أو مَن تخطّوا الحروب والاضطهاد… ولِمَن مات على الصليب كي يجمع في الوحدة أبناء الله المُشتَّتين، نرفع صلاتنا التي تتلوها الكنيسة في كلّ قدّاس قبل المناولة: أيّها الرب يسوع، يا مَن قلتَ لتلاميذك “سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم”، لا تنظر إلى خطايانا بل إلى إيمان كنيستك. وكي تتمّ مشيئتك، أعطِها دائماً هذا السلام، أنت يا من تحيا إلى أبد الآبدين، آمين”.
Card. Cantalamessa, 2 avril 2021, capture @ Vatican Media