صلاتي اليوم
أنهاراً تجري في بطني
سيدي وربي وإلهي
وقفت تنادي العطشانين أن يقبلوا إليك ليرتووا
قلت :” إن عطش أحد فليقبل إلى ويشربّ”
سمع البعض ومضوا بعيدا وتأثر البعض ونسي سريعا
ورفض البعض واتهمك بالتجديف وأقبل قليل من الذين آمنوا
ها أنا مقبل معهم يا يا سيدي
سمعت صوتك فارتعش قلبي فرحا واهتزت جوانحي رجاء
اعادتني كلماتك النورانية إلى فرحة الفردوس يوم كنت
أتمشى واسير بجوارك، أجالسك، أحاورك واتكلم معك…
يوم لم يكن الموت يعرف إلىّ سبيلا…
كنت ضالا شاردا بلا أمل بلا رجاء بلا حياة
جوعانا اشتهي خرنوب الخنازير،
عطشانا اجول حيرانا بجرتي الفارغة
أتيت انت فأمسكت بيدي فاقمتني
ونحو أبيك قدتني وبروحك القدوس ملأتني
اشرقت بنورك في حياتي فاختفى الظلام
وفجرت ينابيعك في صحراء نفسي فارتوت بعد عطش
صيرت صحرائي واد خصيب وفأذهرت
وملأت بريتي حياة وروحا فأخصبت
جعلتني نبعا وأنا الجاف بطبعي
وصيرتني واديا خصبا وأنا الحجري القلب
كنت عبدا ذليلا مكبلا بأهوائي وشهواتي وجهلى
وبعد أن كان بطني مصدر سقوطي في الفردوس
صيرته نبعاً وأخرجت من باطني أنهار حياة
أشبعتني بعد جوع وملأت فراغي بعد خواء
حررتني واطلقتني وإلى إنسانيتي رددتني
ولم تكتف بهذا بل إلى مرتبة البنين اصعدتني
خاتما وحذاء ألبستني ووليمة ممتدة جعلت أمامي
وأنهارا من باطني أخرجت لتروني
حقا يا سيدي ما اعظم عملك فيّ
إبنك الأب/ بولس جرس