صلاتي اليوم
اليوم أراك…
سيدي وربي وإلهي بعد ثمان وعشرين سنة من السير معا
مازلت اراك
مازلت أتأمل متعجباً من اعمالك في الرسل، في العالم وفي حياتي…
واليوم بصفة خاصة أتلمس وجودك فاستشعرك في كل لحظات حياتي
اليوم ذكرى يوم دعوتني إلى مذبحك المقدس كاهنا كي أكرس لك ذاتي
ومنذ ذلك اليوم صرت كاهنك وحتى من قبله كنت لك خادما
تبعتك حيث اشرت لي
وبسرور قلب خدمتك حيث وضعتني
سمعت صوتك رغم ضجيج العالم
ولمحت وجهك المنير في العديد من مواقف حياتي الكهنوتية
حتى لتغرورق العيون بالدموع حين أذكر تلك اللحظات…
عرفت فيك المعلم، فأصغيت إليك
وعلمت أنك القائد وحدك، فاتبعتك
وشعرت بك راعياً حنوناً فحاولت أن اقتدي بك
رأيتك في كل مكان ذهبت إليه في القارات الخمس
وسمعتك في كل أخ وأب وام وصديق ورفيق وطفل
طالعتك كل يوم في كتابك وتغذيت دوما بكلامك المحيي،
رهبت وجودك حين تتجسد على المذبح فخشعت
ولمست محياك في الكون الفسيح ذو الطبيعة الساحرة
لم اشعر بغيابك لحظة بل كانت لحظات غيابي
لم اخنك مرة وقبلة غاشة لم تخرج من شفتي
لم تك مسيرتي معك مجرد نزهة،
بل حياة حفلت بما تقاسمناه سويا من حلو ومر
وحاولت دوما وكل يوم ان اكون لك امينا
و مرار سقطت وبيدك اقمتني
لم اشعر أبدا انني وحيد ولا للحظة انك تركتني
فزد ربي من إتحادي بك واتحادك بي
كي استحق ان اصير لك رسولا
إبنك الأب/ بولس جرس