المونسنيور بيوس قاشا
البدء : الحقيقة
” عذراً وعفواً لجميع القراء الأحبة .. لهذا العنوان ، وبكل ما يحمله من ألم ومعاناة ، فالراعي يحّب غنمَه والحقيقة صوتُ القطيع وراعيه ” . حقيقتنا واقعنا، وواقعنا لا زال يثير قلقنا ، وخوفنا من المستقبل يضيف علامات على واقعنا بسبب قلة الأمن عبر التفجيرات التي تُصبح وتُمسي مع حياتنا ومسيرة إيماننا، والاغتيالات أزمنتها مصلحية، والانقسامات تزداد ، وأسبابها طائفية ومذهبية وربما عشائرية وقومية، واتهامات عرفتُها تدميرية وكبريائية ، وأخرى بعيدة عن أنظارنا وقريبة من جيرتنا، كل ذلك يدفع على بقاء الوضع تعيساً مخيفاً مميتاً وفي غيبوبة لا نعرف مداها إلا في صالة الإنعاش، ووجودنا حقيقة وهو أننا كنا ولا زلنا نواصل المسيرة، فلا سلام لنا ولا أمن لنا ، للمواطنين وللمؤمنين وللآخرين عامة وهذا كله عامل مساعد بل رئيس في كشف الحقيقة عن واقعها تجاه وجودنا، كما وهذا ما يمنعنا من إحقاق حقوقنا ورسم خريطة وجودنا وحقيقة أرضنا التي شهدت لنا، ونحن لها أصولها وأصيلوها.
دار .. دور
نعم ، وبكل أمانة أقولها: نحن جزء أساسي من نسيجنا الوطني والمشرقي، وهذا ما يقرّه آباؤنا في الكنيسة ، بالأمس كما اليوم ، مثل غبطة الكاردينال بشارة الراعي وابينا البطريرك يوسف يونان وابينا البطريرك ساكو فما هم إلا أصوات محبتنا وحقائق لرسالتنا . فمن حقي ان أُعلن، أليس نحن الذين تقاسمنا وجودنا وعبء حياتنا ونداءات وطننا منذ كنا وحتى الساعة رغم ما حوكمنا به وما قيل عنا ظلماً أكثر مما هو خطأ، ولا زلنا نتقاسم وجودنا الاجتماعي بكل صفاء في سبيل السلامة ووجودنا التاريخي والذي تشهد له الأجيال والأيام والقرون والقائم على العيش المشترك ونبذ الطائفية والعنف والحقد وتكفير الآخر.
أكيداً وليس كبرياءً بل حقيقةً ومن واجبنا الإيماني نقول ونعلن: إننا نحب وطننا، ونلهث إلى الفخر بحبات ترابنا بجانب حبنا وفخرنا بكنيستنا وعقيدتنا وقوميتنا ، وفي هذا كله لن أجعل أنانيتي أقدس من الآخرين والأخريات دون أن أُسيء إلى مَن هم مختلفين عني سجوداً وكتاباً ، رسالةً وصلاةً ، كلمةً وثقافة ، فقراً ومسيرةً ، دعاءً وبخوراً. فأيامنا غريبة ببشرها ومتنوعة بعشائرها وعديدة بسكانها ، وما يزيد ألمنا أن كتبَنا لا تبشر إلا بنا، وننسى أن مَن منحها لها طلب منا أن نكون له أمناء، ولأبناء حارتنا أوفياء، ولكن الأسف كل الأسف لا زلنا لم نتعلم ولا حتى الدرس الأول “دار، دور”، ولم يجمعنا حتى “داران”، فنكون بذلك داراً، وفي الدار يسكن الآباء والأمهات والأولاد والبنات، ويحميهم سقف واحد، لغة واحدة، وأكثر من ذلك إنسانية واحدة… إنها الوحدة، بل إنها التحدي الأكبر والهدف الأسمى، ولا مستقبل لهذه الدار وسكانها من دونها، فمن خلالها يتحمل الجميع مسؤولياتهم بروح التواضع والمحبة والخدمة دون تشويش الأجواء التي بُنيت على حب الأشقاء.
ألم تأتِ الساعة
معروف هو تاريخ مسيحيتنا، وقليلون قرءوا عنه لأعتبارنا أصغر منهم، أو إهمالهم لنا بسبق الإصرار أو بدونه وهذا ظنهم، فهم لا يعرفون شيئاً عن تنشئتنا فكرياً ودينياً واجتماعياً ووطنياً، وتناسوا أحياناً دورنا الرئيس في بناء الحضارة النهرينية والرافدينية كي نكون في خانة المتفرجين أو ربما الناظرين أو الناطرين ليس إلا، فلا يحق لنا أن نقيم علاقات أساساتها تاريخية ، وحقيقتها أهمية التعايش أو العيش مع الآخرين بصورة أفضل.
ألم يحن الوقت، ألم تأتِ الساعة، ألم يتم ملء الزمان ( غلا3:4) حتى ننتقل من الكلام إلى الأعمال. ألم ننتهي من تنقيط الحروف من أجل كلمات ، فنقلب صفحتنا إلى صفحة متقدمة وننمو كما هو حال الذين كانوا من قبلنا والذين هم معنا فنكون مثلهم أو على حالهم أو حتى أدنى منهم بقليل، كلمة وشهادة وحقيقة. فالحقوق يجب أن تكون متساوية كون الواجبات سادت بيننا في صفحات دستورنا، ومن المؤسف أقول: لا أعلم إنْ كان وُضع لنا أو لأجلنا أم لغيرنا، أو وضعوه لهم ولغاياتهم، وما علينا إلا أن نقول “نعم لا بأس به، إنه لنا” جاعلين من أنفسنا رجال سلام كي لا نُضطَهَد من ديارنا ونُقلَع من أصولنا وتقودنا المسيرة إلى حمل حقائبنا لأن الخوف ملأ قلوبنا ولا يُسمَح لنا أن نقول في وجه الأقوياء “لا”، كما فعلها غاندي يوماً وقالها.
الحياة هبة :
إن الحياة هبة من الله، والبابا بندكتس السادس عشر يقول: ” إن الحياة البشرية هي مُلْك لله وحده، ولذا فكل مَن يتعدى على حياة الإنسان فكأنه يتعدى على الله نفسه. وعندما يفقد الإنسان معنى الله فهو يجنح إلى فقدان معنى الإنسان أيضاً وكرامته وحياته. حياة الإنسان هبة من عند الله وهو عطيته وصورته، والله هو إذن وحده سيد الحياة ولا يسوغ للإنسان أن يتصرف بها. فعلينا أن نحب ما يحبه الله ويرضاه ونبتعد عمّا لا يحبه” . والأديان تأخذ صميم رسالتها وأهميتها البالغة في إبعاد شبح الحروب والنزاعات الدينية والاجتماعية التي تُدمي قلب البشرية لأن اسم الله يجب أن يشكّل اسم سلام ومحبة بعد ثلم أسنّة الرماح وكسر كبرياء السلاح والابتعاد عن العنف والدمار من أجل تعزيز وتمتين وصقل مسيرة الحوار من أجل الاعتراف بحضور الآخر.
إرثنا ثقيل
نحن مدعوون ضميرياً بل وجدانياً بل أكثر من ذلك شهادة لمسيحيتنا إلى أن نحوّل واقعنا إلى نور القيامة (متى 6:28) عبر حياة التجدد الملتزم والوفاء الأمين لقضية وجودنا. وعلينا أن نتقدم نحو صفحة جديدة ونترك صفحة الماضي الأليم التي خططنا لها بسكوتنا وخوفنا وهربنا وهزيمتنا ورحيلنا بعيداً عن أقوياء الزمن المتسلّحين بآلات القتل والتنكيل في التهديد والوعيد والتي كتبناها بحبرٍ أُجبرنا عليه فكنا مخطوطة سطّرناها بدمائنا وسجّلناها في سجلات الزمن والتاريخ ولكن لم يقرأها أحد كي يقول لنا ما هو حقنا، وأين وصلت قضيتنا. فإن إرثنا ثقيل، وما أراه إننا نقف عند مفترق الطرق وخاصة إذا ما نظرنا بجدية الإيمان وحقيقة الزمان وما حصل ويحصل لنا وحولنا بالأمس كما اليوم في شرقنا من آلام المخاض، وربما تكون الولادة عسيرة جداً أو إلى عملية قيصرية الظهور بسبب الظاهرة السكوتية التي في تاريخ الأيام تتسلط على الرؤية الحقيقية، ولا زال داء النسيان ينهش في جسمها كي لا تكون، وإنْ كانت فلتكن هزيلة ليس إلا.
وقفة جادة
لأننا لا زلنا نُمتَحَن في إيماننا وفي سلوكنا وفي تحمّلنا وفي خيراتنا وترابنا وعبر مسيرتنا مرة ومرات، فلابدّ أن تتوحد كلماتنا وتتحد مشاريعنا وتُعرف قضيتنا، ولابدّ من وقفة تأملية عميقة أصيلة بجذورها من أجل معرفتها وإعلانها وحقيقة بوجودها من أجل عيشها والمطالبة بها كشجرة أصيلة في ترابها وعظيمة بثمارها ويافعة بجذوعها وخضراء مُحِبة بأوراقها، وكل ذلك أيضاً في وقفة جادة بما تحويه هذه الكلمة من آمال وآلام كي نرى وضعنا الحالي وما قاسيناه في الماضي ولا زلنا نستعطيه ونطالب به ولا من مجيب أو سميع أو فهيم، ولكن سنبقى نقول مع ربنا يسوع المسيح الذي قال:”قولوا الحق والحق يحرركم” ( يو32:8).
امام هذا كله لا يمكن أن يتوقف نزيف الهجرة إذا لا نقف مواقف وجودية. فالهجرة اليوم مستمرة في العلن كما في الخفية، وبيوت مؤمنينا يبيعونها أو تُباع لهم بطرق مختلفة وبأنواع شتى، وكل ذلك سرطان في جسم الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية، وسرطان مخيف بدأ يستفحل في جسمنا، وتفرغ كنائسنا، ويخسر مجتمعنا شريحة أصيلة. فالهجرة شتّتتنا وشتّتت عيالَنا وأولادنا وحتى أجنّتَنا وهم في بطون أمهاتهن إلى أقطار العالم بدءاً بأمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندة وانتهاءً ببريطانيا وأوروبا و…. فما معنى وجودنا إذا لا ندرك عظمة مسؤوليتنا ، وإيماننا بربنا يسوع المسيح إنه لا يتركنا ولن يتركنا على الإطلاق بل يوجّه ضمائرنا ويدلنا على الطريق ويعرف حقاً مَن هو أمين له ومَن يخون الأمانة.
قلق دائم
فنحن لحد اليوم لا زلنا لم نتعافى من الحقبة الماضية المؤلمة ولن نتعافى، وواصلت الحقبات الأخرى المختلفة نجاحها بترويج الحقد والقتل والتهميش والإذلال والاستغلال، وأخذوا يحاسبوننا على عدد قتلاهم إنْ كانوا قد قُتلوا، ولا يحاسبون أنفسهم على عدد قتلانا فذلك حق مقدس لهم ولكنه وللأسف واقع ظالم… لذا سأبقى أقول إن أرثنا ثقيل وثقيل جداً، ، فالمخاوف كثيرة بعددها وكبيرة بحجمها ، وسط براكين الكراهية والحقد والعنف التي تهدد قضيتنا التي نخاف أن نظهرها على صفحات كتاب الحقيقة ودستور الحياة ، ومسيرتها تحيط بمسيرة حياتنا من الوضع الأمني إلى الهجرة، إلى التصغير والتحقير، إلى الطائفية واللامبالاة، إلى كشف الحقيقة من مرتكبي الجرائم بحقنا ولماذا أسيلت دماؤنا، وأخرى كثيرة… هل نحن لا زلنا نشهد لأرضنا ودماء آبائنا لا زالت تصبغ ذرات ترابنا؟… هل نسينا ألوان ترابنا القانية ولونه الشهادي الكبير أمام منفعتنا الشخصية كأنها هي أساس كل شيء، بل هي كل شيء؟. إضافة إلى أننا نرى التطرف الديني يزداد أكثر فأكثر ويوماً بعد يوم وخاصة في زمن الربيع العربي المتعب، والحقيقة هناك مَن يقف وراءه ويغذيه ويخصص له أموالاً وبشراً وماكينة، وهذا ما جعل من طوائفنا المختلفة وخصوصاً مسيحيينا وأصحاب الديانات أن تعيش، ليس فقط وضعاً صعباً وغير مستقر، بل في قلق دائم محايد منهم إلى الهجرة وترك الوطن إلى دون رجعة. كما إن انتشار ثقافة الانفرادية والمحاصصة في الغالبية والأقلية ما يعني الإقصاء والتهميش على حساب المساواة في المواطنة الواحدة، إضافة أيضاً إلى ما تعلّمه ثقافة التخويف بخطابات دينية عبر هدم الجسور وتأسيس الفواصل وتقاطع البناء.
انبقى بلا حماية
أليس من حقنا أن نسأل أو نتساءل أو نستفهم: أين هو العراق الجديد؟… ما درجة المواطنة وما دور الدستور؟… فكما سردتُ، قبلاً وماضياً فنحن منذ سنين وسنين ومرت أجيال وأجيال، واستُحدثت أحكام وقوانين وأبواب ونحن كما نحن، بل في تناقص مستمر وكي لا نكون مرضى وعليلين منذ ولادتنا فنقبل بمخططات حصلت لنا ولا زالت تُرسم لنا لتقسيم أفكارنا وكنائسنا ومؤمنينا قبل أرضنا، وقرارنا قبل منازلنا، وولائنا قبل عراقنا… أنبقى بلا حماية تُذكَر أولاً بقوة إيماننا ثم بحب ترابنا ثم بوحدة كلمتنا وهدفنا ومشاريعنا وقضيتنا؟… وأسأل: هل لنا قضية نعمل من أجلها؟… هل لنا مَن هم نحتمي تحت إرشادهم ونخلص بفدائهم أم نحن لا زلنا مجموعات ومكوّنات وأحزاب كلٌّ يفتش عن شؤونه ورسومه ومخططاته، وننسى أن الأسمى هو الإنسانية المسيحية والحقيقة الحياتية والمساواة القانونية والعبادة في الضمير وحريته الإيمانية؟…
وإلا، أليس من حق الكثيرين حمل الحقائب والرحيل؟… أليس من حق العديدين التفتيش عن ملاذ آمن دون الاستعاضة والاستعارة؟… أليس من حق عوائلنا أن تفتش عن مستقبل كنيستهم وأولادهم؟… أليس من الحق وبلا خوف أن نطالب بحقوقنا وأفكارنا وسبيل حريتنا وعيشنا؟… أليس من حقنا أن نتحرك كلنا سوية وأن لا نبقى جامدين؟ انبقى نستعطي ( عذراً ) كل يوم وفي كل جيل ، فالرب يطلب منا أن نعمل ما دام النهار فهو رجاؤنا (2كو 10:1) ويريدنا أن نتحرك في العالم آخذين قرارات ومواقف تجنّبنا الوقوع في مغالط الحياة، فنخسر البقية الباقية، وسيبقى الذي لنا ( متى 29:25 ) ليس لنا.
مجيء رجاء
أقول: ما عشتُه من بعد الاحتلال والسقوط، لهو في صميم مسيرة حياتي فالاحتلال والسقوط عنوان واحد ، غيّرا وجه الوطن ، وفتحا باب الديمقراطية المزيَّفة ، فحلّ ما حلّ فينا حيث الطائفية والعشائرية والاغلبية والاقلية والمذهبية والمناطقية والديموغرافية والمحسوبية والبلدية ووية عديدات لا تُعد ولا تُحصى ، وأصبحنا لا نبالي إلا بأنفسنا كقبائل في زمن الجاهلية، وأصبحنا نحن المسيحيين أقلية، والإرهاب أخذ مجالاً كبيراً في طردنا وتهديدنا وقتلنا ونهب بيوتنا وأملاكنا، وظهور الأصوليات أزادت في البليّة ألماً… ومع هذا فكنيسة الشهادة _ وإنْ لا زالت تعيش مرحلة الألم في درب الصليب _ ستبقى وفيّة لإيمانها. فمجيء قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى بيروت عام 2012 ومعه الإرشاد ، ومن بيروت إلى شرقنا العزيز، ما هو إلا مجيء رجاء وأمل لأجيالنا الصاعدة وشبابنا. ولكن ما يجب أن نعمله هو أن نوعّي أنفسنا وأولادنا بأن الرب له رسالة خاصة لنا في هذه الأرض المباركة، وفيها خلقنا الله ولها أرادنا. ورسالتنا اليوم ما هي إلا رسالة الحوار المثمر كما يقول السينودس، والثمار لا يمكن أن تُحصَد إذا لا نقوم بالاهتمام بالشجرة المثمرة. فثمار إيماننا تنضج بقوة عيشنا هذا الإيمان عبر الإرشاد الرسولي الذي سلّمه لنا قداسة البابا. فالمسؤولية ليست لرجال الكنيسة وحدهم فقط بل كلنا مسؤولون عن تجسد الإرشاد في مسيرة الإنجيل التي نحملها عبر بذرة الإيمان التي زرعها والدانا يوم عماذنا، فنكون بذلك أوفياء لهذه الرسالة وأمناء لكلمة البشارة.
الختام عذراً
أيجوز أن نبقى ننهش بعضنا بعضاً، كلٌّ يفتش عن مربعه وحصانه وقلعته وفيله عبر تناقضات تجعلنا أعداء، واختلافات تعلن منا دعاة حرب وصانعي جرائم بدل أن نكون طلاب سلام وتلامذة الحياة؟… هل نبقى دائماً من الخاسرين في معركة الحياة؟… أليس من الواجب الإيماني أن نكون ملحاً ونوراً وخميراً وزيتاً لمجتمعنا دون خوف لأن بقاءنا علامة أمل ورجاء ومشاركة بالرغم من تهديدات الموت والهلاك، وما ذلك إلا امتحان في إيماننا وسلوكنا. فعلينا أن نحمل الإنجيل حتى النهاية ولا يجوز المساومة على ذلك مهما كانت الشعارات واليافطات واللافتات . وما الأولوية إلا للإنسانية المسيحية في حمل حوار السلام من أجل التعايش، بل العيش الواحد المشترك ، وما ذلك إلا ضرورة من أجل علاقات مُحِبة على جميع الأصعدة لأننا أولاد لإبراهيم أبي الأنبياء كما يقول البابا بندكتس السادس عشر:”علينا مواصلة الحوار انطلاقاً من كوننا أولاداً لله الواحد الخالق الأسمى، وحاملي رسالة تستمد قوتها ونبوّتها وروحها كوننا أولاداً لإبراهيم” ، ومن خلال الحوار يدعو قداسته الى حرية العقيدة والعبادة والعيش المشترك .. وما ذلك إلا دندَنَنا وحمايتَنا وحقَنا . عبر وحدتنا في كلمتنا وغايتنا ومسيرتنا ليس إلا ، وعذراً عذراً . إنها الحقيقة ، وشكراً ، بل كل الشكر للمخلصين ذوي الارادة الطيبة والصالحة والذين يعملون ويشهدون لرسالتنا وبقائنا وعيشنا الواحد المشترك وما اكثرهم ، وإن شكرتم لأزيدنكم، ..نعم وآمين.
المونسنيور بيوس قاشا