كتب : عصام عياد
وسط فرحة غامرة… بين الأهل والأقارب والأصدقاء… شهدت مؤخرا كنيسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين الملحقة بمدرسة العائلة المقدسة ” الجيزويت ” بجهة الفجالة بوسط المدينة – تزامنا مع عيد الأب المؤسس للرهبانية اليسوعية الكاهن القديس أغناطيوس دي لويولا، والذي يحل علينا في يوم 31 من شهر يوليو من كل عام – سيامات رسائلية، نحو خطوة تكريسية لنوال سر الكهنوت المقدس، للأخوين أمير عادل وجوزيف نبيل اليسوعيين، والسيامة الكهنوتية للشماس الانجيلي الأخ فادي جورج اليسوعي، بيد غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، متخذا له شعاره الكهنوتي حسب ما دونه الوحي الآلهي على لسان كاتب المزامير معلمنا دواد النبي ” سأوقظ الفجر ” ( مزمور 108 / 2 )، بمشاركة لفيف من الكهنة والرهبان يمثلون للعديد من الجماعات الرهبانية الرجالية الى جانب الأخوة والآباء اليسوعيين من مختلف الأديرة المنتشرة في مصر، ضاقت بهم جنبات المذبح، يتقدمهم الأب روماني أمين اليسوعي ممثلا للرئيس الاقليمي في مصر، الأب داني يونس اليسوعي الرئيس الاقليمي للرهبانية اليسوعية في الشرق الأدنى والمغرب العربي، وقام بالخدمة الأخوة الشمامسة اليسوعيين، بمشاركة كورال مدرسة العائلة المقدسة، وأشرف على تنظيم الاحتفالية والاستقبال والمراسم الأب ماجد وليم رضاني اليسوعي والأخوة المبتدئين.
أقيمت الذبيحة الآلهية على مذبح كنيسة العائلة المقدسة – غلبتها روح الصلاة، سادها جو من الهدوء – بمشاركة العديد من الجماعات الرهبانية النسائية وجمع غفير من أبناء الكنيسة من القاهرة والثغر الى جانب أعضاء هيئات التدريس من مختلف المدارس اليسوعية بمصر والأصدقاء والمحبين.
جاءت القراءات متوافقة مع الاحتفالية… من كتاب التثنية الفصل ال 30 والأعداد من 11 الى 14، والانجيل لربنا يسوع المسيح حسب ما دونه مار متى البشير الفصل ال 11 والأعداد من 25 الى 30.
الجدير بالذكر ان طقس السيامة الرسائلية والكهنوتية تأتي بعد العظة وفي نهاية ” صلاة الصلح ” قبل ” القبلة المقدسة ” – حسب ما جاء بكتاب الرسامات حسب طقس كنيسة الاسكندرية – حيث تفضل الأب أمين اليسوعي بطقس ” التخطيرة ” ليتقدم المرتسم ” ساجدا ” امام المذبح المقدس منتظرا لنعمة الله، حيث يسأل الأب البطريرك الحضور : ” آتشهدون أنهم مستحقون ؟ ” ليجيب الجميع : ” نعم نشهد أنهم مستحقون لهذه الدرجة المقدسة “… وتتم السيامة وطقس وضع الأيدي والدهن بالميرون المقدس، ليعلن الأب البطريرك : ” ندعوك يا فادي قسيسا في البيعة المقدسة للمذبح المقدس للرهبانية اليسوعية… آمين، ليقوم من بعدها الكاهن الجديد بتقبيل المذبح المقدس وتبادل التهاني مع أخوته الرهبان والكهنة والعائلة… ليستكمل من بعدها القداس للنهاية.
في سياق متصل ذكر الأب روماني أنه سبق طقس السيامة الكهنوتية للأب فادي مسيرة من التكوين التراكمي على مدى ال 14 عاما، أنهى خلالها دراساته الفلسفية والكتابية واللاهوتية والتكوينية والرهبانية واللغات والثقافة العامة الى جانب الخبرات الحياتية والمرافقة الروحية في العديد من الأديرة في مصر وخارجها
من جانبه ذكر الأنبا اسحق في عظة القداس ان احتفالنا اليوم بتقدمة الأب فادي للمذبح المقدس ونوال سر الدرجة المقدسة هو احتفال يخص الكنيسة ككل، وليس الرهبانية اليسوعية وحسب، وأضاف غبطته أن مسيرة التكوين للكاهن مستمرة ومتواترة حتى من بعد الرسامة المقدسة والانفتاح المستمر على عمل الله، مشيرا الى نعمة الكهنوت حيث يقدم الأب الكاهن ذاته كل يوم على المذبح المقدس ” ذبيحة حب” خبزا مأكولا على مثال الكاهن الأعظم سيدنا يسوع المسيح من اجل شعبه ومخدوميه، واختتم كلمته بتهنئة الرهبانية اليسوعية في شخص الأب روماني وكل الأخوة والآباء في عيد شفيعهم القديس أغناطيوس دي لويولا وكل التهاني للأخوة أمير وجوزيف، وللأب فادي اليسوعيين ولمجد الله الأعظم.
في ختام الاحتفالية وجه الأب فادي جورج اليسوعي كلمات الشكر الدافئة لله تعالى على نعمته التي رافقت مسيرته الرهبانية والكهنوتية ليصل لهذه اللحظة بين يدي الله امام مذبحه المقدس، ولغبطة البطريرك المكرم غلى تضامنه وترأسه طقس السيامة الكهنوتية، وللأسرة التي نمت خلالها دعوته، وللأخوة الرهبان والآباء اليسوعيين على احتوائهم وتضامنهم ومسيرة المرافقة والتكوين ولكل من شارك فيها وأيضا لكل من كان له تعب المحبة من أجل اعداد وتنظيم الاحتفالية من آباء ورهبان اكليريكيين وشمامسة بالاضافة الى الأعمال الأخرى من طباعة وتصويروضيافة والمطبخ وهندسة الصوت ولكل فريق العمل….
في النهاية وبعد البركة الرسولية انطلق موكب الخروج… مع صلاة القديس أغناطيوس : ” خذ يارب، واقبل حريتي كلها، وذاكرتي وعقلي وارادتي كلها، كل ما هو لي وكل ما هو عندي. أنت وهبتني ذلك، فاليك أعيده، يارب. كل شىء لك، فتصرف فيه بكامل مشيئتك. هبني أن أحبك، هبني هذه النعمة، فهذا يكفيني.، لتمتد الاحتفالية في الملعب الملحق بفناء المدرسة لتبادل التهاني والتقاط الصور التذكارية ولقاء المحبة وتقطيع تورتة الاحتفال وسط عاصفة من التصفيق والزغاريد.
تجدر الاشارة الى أن الأب فادي اليسوعي كان قد احتفل بقداسه الأول يوم الأحد الماضي الموافق 6 أغسطس الجاري تزامنا مع عيد تجلي الرب، على مذبح كنيسة العائلة المقدسة بالفجالة وسط أخوته الرهبان والآباء الكهنة وبين أسرته وأصدقائه.
هذا وسوف يقوم الأب فادي بالخدمة بنعمة الرب في دير الآباء اليسوعيين بالاسكندرية، وسوف تمنح درجة ” شماس انجيلي ” للأخويين أمير وجوزيف اليسوعيين بمعونة الرب، خلال الشهر الجاري بايبارشيتي المنيا وأسيوط العامرتين.
كل التهاني القلبية للرهبانية اليسوعية في عيد مؤسسها وشفيعها القديس أغناطيوس دي لويولا ممثلة في شخص الأب روماني أمين ممثل الرئيس الاقليمي في مصر وللأخويين أمير وجوزيف اليسوعيين لنوالهما الدرجة الرسائلية، وللأب فادي جورج اليسوعي لنواله نعمة سر الكهنوت المقدس مع كل التمنيات القلبية بخدمة مثمرة متجددة لمجد الله الأعظم وخدمة النفوس بشفاعة أمنا مريم العذراء والقديس أغناطيوس دي لويولا، وليرسل الرب دوما فعلة لحصاده ولتشملنا جميعا نعمة الرب.