فترة الصوم الكبير من 2 مارس حتى 17 أبريل 2022

فترة الصوم الكبير من 2 مارس حتى 17 أبريل 2022

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس-كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – فرقة سلطانة الملائكة

في فترة الصوم الكبير من 2 مارس حتى 17 أبريل [1]2022

اعداد وتجميع

الشماس نبيل حليم يعقوب

في كل عام، بمناسبة زمن الصوم، وهو 40 يوما والتي تمثل الوقت الذي قضاه يسوع في البريّة وجرّب من الشرير (متى1:4-2 و مرقس 12:1-13 و لوقا1:4-2)، وإذ تذكرنا الكنيسة بذاك الحدث وتدعونا الى إعادة نظر صادقة بحياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل لإستقبال الفصح.

1.اليوم الأول- الأربعاء 2 مارس  [2]  Ash Wednesday ” احتمالية ضئيلة”

تأمل: جاء في القديم:” « وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ.  وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ. لَعَلَّهُ يَرْجعُ وَيَنْدَمُ، فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ، تَقْدِمَةٍ وَسَكِيبًا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اِجْمَعُوا الشَّعْبَ. قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ. احْشُدُوا الشُّيُوخَ. اجْمَعُوا الأَطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ. لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا. لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرِّواقِ وَالْمَذْبَحِ، وَيَقُولُوا: «اشْفِقْ يَا رَبُّ عَلَى شَعْبِكَ، وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ حَتَّى تَجْعَلَهُمُ الأُمَمُ مَثَلًا. لِمَاذَا يَقُولُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ: أَيْنَ إِلهُهُمْ؟». فَيَغَارُ الرَّبُّ لأَرْضِهِ وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ.“(يوئيل 12:2-18). وجاء في رسالة القديس بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس:” إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.  فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلًا. لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ”(2كورنثوس20:5=2:6)

وجاء في انجيل القديس متى:” «اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. «وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.“(متى1:6-6و16-18).

يا ترى متى كان أخر وقت ذهبت فيه الي غرفتك وأغلقت بابها وصلّيت بكل قلبك؟. ان هذا ليس يعني تلك الأوقات التي دخلت فيها حجرتك لتستعد للنوم او لإلتقاط شيئا منها او تتمتم بشفتيك سريعا “يارب ساعدني” طلبا للمساعدة لشيئ صعب متوقع في اليوم التالي او لقرار تبغي اتخاذه. ان الأمر يعني في الحقيقة صلاة حقيقية بعقل واعي وتركيز حتى ولو كانت صامتة في مكان مخصص ووقت مخصص وبطريقة خاصة. انها من تلك الفرص التي يكون قد مر وقت طويل لم تقم بها. ان الحياة لها مطالبها والوقت ثمين والعزلة تقريبا غير موجودة او متاحة. وحتى الآن ها نحن في بداية زمن الصوم المبارك يُطلب منا ان نفعل هذا- ان نسمح بوقت ونحدد مكان نلتقي فيه مع الله وان نكون بكل انتباه حتى نلتقي في صلاتنا معه بلا قلق من منظرنا او وضعنا ولكن ما يكون في القلب هو ذلك اللقاء حتى ولو لم يشعر بنا احد او يرانا او يعرف ما نقوم به في الخفاء. ان زمن الصوم هو زمن التقييم والتجديد، وكما نبدأ على حافة ال 40 يوما في الصحراء نعرف اننا من المحتمل ان نجد فرصة للحصول على بركات تلك الأيام اذا ما أخذناها بكل جدية. كم نريد من تلك البركات؟ هل نريد الكفاية في معرفة الله؟ هل يمكنني ان اخرج من الروتين اليومي في حياتي وان اجد مكان هادئ واصلي كما لو ان كل حياتي تتوقف على تلك الصلاة؟ لأنها في الحقيقة هي كذلك.  

تدريب: اليوم، حاول ان تدخل الي أعماق قلبك وابحث عن مكان هادئ وقدم ذاتك وحياتك وفكرك

وقلبك الي الله طالبا منه ان يقودك في هذا الصوم لتجديد علاقتك معه حتى تبدأ ان تشعر بذاك الحب الذي يهبه لك.  لا تضيع تلك الفرصة وابحث في أعماق نفسك وليس ما هو طاف على سطح حياتك الروحية. “ادخل الى العمق” و”عد الي نفسك” في رغبة صادقة نحو توجه جديد مع رفع تلك الحشائش الضارة والزؤان المزروع من العدو والتي تهدد وتعوق حب الله ورحمته. ان هذا الطريق ليس سهلا ولكنه مؤكد وحقيقي واليوم تبدأ اول خطوة على الطريق الذي يقودك للحق وللحياة. 

صلاة: يا إلهي، لا يمكنني ان أراك خلال الضباب الكثيف الذي يملأ حياتي اليومية ومتطلباتها والتي تبعد انتباهي ولكنني اشعر بحضورك في حياتي تدور من حولي فأعطني الحكمة ان ابحث عنك أولا ودائما حتى ولو العالم يصيح خارج ابوابي سائلا اكثر مما يمكنني أن أعطي.  انه فقط في تلك اللحظة أريد أن أبقى معك خارجا عن وجهة نظر أي شيئ عالمي وان انظر فقط لعظمتك الإلهية. آمين. ابانا والسلام والمجد  

2.اليوم الثاني-الخميس 3 مارس- الخميس بعد أربعاء الرماد-“معادلة جديدة”

تأمل: “إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟(لوقا22:9-25).

في اليوم الثاني لرحلتنا في زمن الصوم مرة أخرى نركز على ان نتحول بعيدا عن النجاح العالمي والرغبات العالمية وحتى الأفكار العالمية، وبينما ان ذلك الأمر يبدو مغريا وقد يكون نبيلا ولكنه في كل الأحوال سهل. نحن نحيا حياتنا في العالم، نحن بشر، لا نعرف أي طريق آخر ما لم نحتار “الطريق”، وعندما نفعل هذا وعندما نتبع يسوع كل شيئ يتغير. لم نعد بعد في قلق نحو الحصول على مباهج العالم ولكن سننال السماء ونتوقف ان نضع تركيزناعلى انفسنا فقط وفي مسيرة حياتنا نكتشف ان ما كنا نبحث عنه لأنفسنا منذ ولادتنا لا قيمة له لأننا لم نعرف من هو الله وبالتالي لن نعرف أنفسنا اذا ما قد اتبعنا خريطة الطريق التي اعدها العالم لنا. انه فقط في حالة اننا القينا بخريطة طريق العالم بعيدا وأدخلنا انفسنا في الاتجاه الإلهي والذي تم اعداده وبرمجته في داخل كل واحد منا، عندها يمكننا في الحقيقة أن نبحر بنجاح خلال الحياة الي الحياة الأبدية. ان انجيل اليوم يذكّرنا في تعبير واضح ان “الطريق” يتطلب معاناة وان التلمذة تأتي ومعها ثمن يلزم تسديده. بناء على قواعد العالم المعاناة والنجاح لا يمكن يشتركا ولكن يدعونا الله ان نحاول في معادلة جديدة لها بعد ولخلق مبدأ جديد. قيلت في القديم:” «اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ، بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ الْيَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِكَيْ تَحْيَا وَتَنْمُوَ، وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا. فَإِنِ انْصَرَفَ قَلْبُكَ وَلَمْ تَسْمَعْ، بَلْ غَوَيْتَ وَسَجَدْتَ لآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا، فَإِنِّي أُنْبِئُكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ لاَ مَحَالَةَ تَهْلِكُونَ. لاَ تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِكَيْ تَدْخُلَهَا وَتَمْتَلِكَهَا. أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ، إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَالَّذِي يُطِيلُ أَيَّامَكَ لِكَيْ تَسْكُنَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا(تثنية 15:30-20)، فإما الحياة الأبدية مع الله او حياة مؤقتة على الأرض مع نهاية بعيدة عن السماء.

تدريب: هل نص الانجيل اليوم قد سبب لك بعض الشعور بعدم الارتياح؟ ان تذكرة يسوع لنا انه علينا ان نحمل الصليب يوميا يمكن ان يكون تحدى لنا. ما هو يا ترى ذلك الشعور بأن أفقد حياتي من اجل يسوع-  ربما بالمعنى المجازي ولكن بطرق أخرى؟، ماذا يعني هذا وما هو مطلوب؟ ربما من المحتمل يتطلب بعض التغيير الجذري، اذا ما كان غير طريقة حياتي الروتينية وربما تغيير في ميولي واهدافي وطريقة حياتي. ضع تليفونك مثلا بعيدا وحاول ان تصلي دون التفكير مطلقا في التطلع اليه ولو لبضع ساعات تستغلها في الصلاة او قراءة الكتاب المقدس، او ان تلغي مشوارك للذهاب للتسوق او التسكع في النوادي والمولات وتجلس بعض الوقت للصلاة وتركز جهودك في بناء ملكوت الله في داخلك وفي منزلك وفي محيط عملك ومجتمعك. فكّر في المتاعب والمصاعب والأزمات التي في العالم وابعد ذلك الفِكر من انه لا يمكن صنع شيئ امام كل نلك، ولكن اذا ما بدأنا كما نحن الآن ونبدأ في الصلاة سينعكس ذلك جتما على كل شيئ. ابدأ ولا تتكاسل فأنت صورة الله والله يريد ان يصنع بك العجائب لمجد اسمه القدوس.

صلاة: ربي يسوع اعطني الشجاعة ان احمل الصلبان مهما كانت اذا ما أتت في معركة الحياة وساعدني ان انظر للمعاناة ليست كانها الم فارغ كما يراها العالم ولكن كطريق لمفهوم عميق لمعنى اعتمادنا واتكالنا الكلي عليك. آمين. ابانا والسلام والمجد.

3.اليوم الثالث- الجمعة 4 مارس- الجمعة بعد أربعاء الرماد ” ليس هكذا سريعا؟”

تأمل:” «نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ. يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟ هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولًا لِلرَّبِّ؟
6
أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ «حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ.حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ”(اشعيا1:58-9أ).

الصوم هو احد الممارسات التقوية الروحية والتي قد يعرف معناها البعض او لا يفهمونها ككل، فالبعض يمارسون الصوم- من اجل غرض روحي وليس لفقد بعض الوزن- طول السنة، والبعض الآخر سيصومون فقط في أيام الجمعة طوال فترة الصوم الكبير. أحيانا قد يكون الصوم ليس فقط عن الطعام، ولكن قد يكون صوما عن وسائل التواصل الاجتماعي او تناول القهوة او الكحول. أيا كان مثل تلك الممارسات للصوم يمكن ان تفيدنا روحيا، ولكن من نص القراءة الأولى من نبؤة اشعيا النبي اذا ما كان الصوم مصحوب بمعاملة الآخرين بطريقة سيئة فذلك يعني ببساطة كتناولنا لقطعة كيكة من الشيكولاته، وربما لم يكن هناك أيام اشعيا مثل تلك الكيكة ولكن ما نعنيه هو انه صوم غاشا. ان الصوم يجب ان يكون اكثر من الغاء وجبة ببساطة او اكلة مفضلة او شراب محبب، بل يجب ان يكون مرتبط بممارسة روحية حقيقية.  ان الصوم يجب لن يحولنا من الداخل للخارج، فإذا مثلا ما الغينا وجبة الإفطار ثم استقليت سيارتك وبدأت في النرفزة والتأفف والضيق من السيارات وازدحامها والقاء السباب والشتائم فربما انت محتاج ان تأخذ نفسا عميقا وتنظر بمنظار آخر لماذا نصوم وما الفائدة منه؟، كذلك اذا ما الغينا شيئ محبب وبدأنا في كتابة رسائل غضب وكراهية لأحد او تعليق لا يصح على الفيسبوك  او مسك سيرة عن احد الأصدقاء او غيرها من اعمال الجسد فمن الأحسن ان تصوم عن تلك الأعمال بدلا من الصوم عن المأكل او الشرب. انه من السعل الصوم عن الكعام ولكن الجزء الأصعب في الصوم هو الصوم عن التصرفات السيئة والتي تقودنا الي شيئ ضار بحياتنا الروحية. ان الرب يسوع يدعونا في حب الي ان نصوم “حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ”(متى14:9-15)، وحدد لنا مظاهر الصوم: “وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.“(متى16:6-18).. 

تدريب: هل أدخلت أنت أي طريقة للصوم في رحلة صومك هذه؟، اذا ما كان هذا فياليتك ان تجعل مثل تلك الممارسة عن ما الذي تنوي اعطاؤه وأكثر عن ما الذي تبغي الوصول اليه ونحقبقه؟ لا شك انك تريد ان تكون تلك الممارسة وسيلة لتساعدك في تعميق علاقتك مع الله، وان تفسح الطريق وتنقيه من أي شوائب موجودة داخلك تعيق سريان نعمة الله لقلبك وتجمد أي محاولة للتقدم الروحي. اليوم حاول ان ترى كيف ستكون حياتك وكيف تشعر اذا ما سرت بدون بعض الأشياء- قهوة-تواصل اجتماعي-خلويات-نبيذ-وربما وجبة كاملة واستعمل ذلك الوقت الذي كنت ستسخدمه في تناول تلك الأشياء والعادات لكي توجه طاقتك نحو شيئ إيجابي كتلاوة المسبحة الوردية مثلا او الصلاة من الأجبية او قراءة كتاب روحي او ان تمشي وانت تصلي من اجل شخص انت تحبه او حتى لا تحبه واجعل صومك ذو قيمة ومعنى وليس صوما غاشاً.

صلاة: يا اله المستحيلات ارينا كيف نجد الغِنى في الصوم المقدس وان نضع جانبا الأشياء الغير ضرورية ونسمح لك ان تملأ فراغ قلوبنا من روحك القدوس. آمين.

4.اليوم الرابع-السبت 5 مارس- السبت بعد أربعاء الرماد ” اتبع القائد”

تأمل: إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجِعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى.  «إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ».(اشعيا9ب:58-14).

 “ وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».(لوقا27:5-32)

“اتبعني”، في معظم الحالات تلك الكلمة القصيرة تلهم بالراحة، فانت فقدت الطريق واحدهم يقول لك “اتبعني”. فجأة الطريق الي الأمام لا يبدو مرعبا بعض الشيئ ولكن اليوم “اتبعني” تأخذ بعدا جديدا وفي بعض الأحيان له معنى مخيف بعض الشيئ. تلك النسخة تتطلب ايمان عميق وتأمر بالاستسلام. نعم يسوع سيقود الطريق ولكن طريق يسوع ليس سهلا او مستقيما او مريحا، فهذا الطريق يتطلب تضحية وسيتطلب أيضا ان نعطي كل شيئ مما لدينا. لقد قيل ان لاوي (او متى) “ فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ” لكي يتبع يسوع، لكم كانت تلك الخطوة جريئة. هذا النوع من الجراءة يمكن ان يأتي فقط من الروح القدس وعندها كان يمكن اسهل على متى ان يتجاهل هذا الأمر ويبقى في عمله بدلا من ان يتبع “الطريق”. كم مرة نحن في الغالب ما نفضل ان نبقى في عملنا وأشغالنا بدلا من اتباع يسوع “الطريق والحق والحياة”؟ نحن نريد ان نتبع ولكننا مشغولين ونحن متعبين وأيضا نحن في احتياج للعمل، الا يمكنه الإنتظار بعض الشيئ؟ او يأتي بعد قليل او في مرة قادمة يكون الأطفال قد كبروا او ان نكون قد وصلنا لسن التقاعد؟  ان يسوع يدعونا ان نتبعه الآن، اليوم، مهما كان هناك أي شيئ يحدث في حياتك، فهل نحن لدينا الرغبة ان “نقوم” فيما نحن نفعله ومهما كان ونتبع يسوع بغض النظر ما الذي يمكن ان نجده او نصادفه في ذلك الطريق. قلوبنا تقول “نعم” ولكن عقولنا تقول ” مستحيل” انه شيئ غير مؤكد قد يقال علينا اننا مجانين اذا ما أجبنا “نعم” ولكن هذه هي الدعوة فهل انت على استعداد لتلك الدعوة؟

“إتبعـني”- قالهـا لسمعان وأندراوس أخاه “فللوقت تركا الشِباك وقامـا وتبعـاه”(متى20:4).

“إتبعـني”- قالهـا لفيلبس الجليليّ (يوحنا43:1) فتبعـه.

كل هؤلاء وغيرهـم لـم تُصم آذانهـم ولكنهـم سمعوا نداء الـمسيح وتبعـوه.

والرب يـريـد اليوم معاونيـن وأنصـار تساعده فـى إتـمام مقاصده الإلـهيـة ومقاصد حبـه وغايـاتـه العظيـمة.

الله، هذا الإلـه العظيـم، رب الـمجد وملك الـملوك، الذى لا يحتاج لأحـد ولا منتهـى لـكـمالاتـه، والذى يصرخ اشعيـا عندمـا رأى مـجده: “السيد الجالس على كرسي عالِ مرتفع وأذيـالـه تـملأ الهيكل. السرافيـم واقفون فوقـه لكل واحد ستة أجنحـة” ويصرخون قائلين “قُدوس قُدّوس قُدّوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض”(اشعيا1:6-3).

الله، يدعـو لـه آخصـاء، يدعـو رسل، يدعـو جنـود، يدعو خدّام. ولكل من هؤلاء يقول لـه: “أحبّائي.أنتم الذين إخترتهم”(يو15:15-16) من بين الآلاف لأجـل أن أزّينكم بتعليـم الإنجيل وروح الإنجيل وحياة الإنجيل، فهـل تريدون مساعدتـي ومناصرتـي ضد أعدائـي وأعداء بيعتـي؟. هـل تريـدون السيـر تحت لـوائـي؟

وكـما يقول على لسان اشعيا النبي:”أنـي أريد حرّاسـاً لا يسكتون كل النهـار وكل الليل على الدوام”(اشعيا6:62).

أي فرد مـنّا فـى رأسه عقل وصدره قلب، وأي فرد منـا يدرك منفعتـه ويشتاق للـمجد الحقيقي والسعادة الدائـمة، وبناء على هذه الدعـوة الـمقدّسة، يتقدم هذا الإنسان ويقول “هـاآنذا فأرسلني” ، هـاآنذا ذاهب حيثـما تريـد يارب، فأنـا ملك لك، أتبعـك حيثـما تـمضي.

دعوة اليوم هـى دعوة توجبهـا الحقوق ليسوع على كل فرد منـا، حقوق الخالـق على خليقتـه، حقوق

الـمالك على مِلكه، حقوق الخزّاف على قطعـة الطيـن “أليس للخزّاف سلطان على الطيـن”(رومية21:9).

 هـذه الدعـوة خاصـة ومـحددة، فانـه قد جـاز الجليل كلـه ونادى فيلبس، ومـرّ على موائد الجبايـة عديد الـمرّات ولكنـه إختـار لاوي او متى العشّار، وهـا هـو الآن يناديـك.

وهـا هـو اليوم يردد لنـا قول يشوع بن نون للشعب: “فاختاروا لكم اليوم من تعبدون إن ساء فى أعينكم أن تعبدوا الرّب”(يشوع15:24).

فإسمعـوا لصـوتـه فهو القائـل:”إسمعوا صوتـي فأكون لكم إلهـاً وأنتم تكونون لـي شعبـاً”(ارميا23:7).

هـل لنـا أن نجيب على هذه الدعوة ونقول كـما قال داود النبي:”أنتَ سيدي ومـا عداكَ لا خيـر لـي”(مزمور2:15).

تدريب: هل يا ترى قمت مرة بقيادة سيارتك في مكان غير مألوف لديك وفيه العديد من الملفّات والدوران ولا توجد علامات ارشادية على الطريق؟ انه يمكن ان يكون ذلك مثيرا للإضطراب والخوف في ذلك الزمن قبل اختراع أجهزة التوجيه الحديثة وهنا يظهر صديق ليقول لك:” انا ذاهب في هذا الاتجاه فاتبعني. شيئ عجيب ومثير وها هو الآن يسوع يعرض علينا نفس التأكيد قائلا:”اتبعني”. ها نحن ننظر الي الأنجيل المقدس والأمثلة العديدة المملوء بها من دعوة يسوع فهو الوحيد القادر ان يقودنا خلال ظلمة هذا العالم ومنحنياته العمياء لكي نصل في آمان للجانب الآخر من الحياة. هكذا فاليوم عندما تشعر بعدم التأكيد والتردد وغير عارف الي اين تمضي حياتك، تذكر ان لديك شيئ امامك يقودك في الطريق قد وضعه الله لك فقط عليك ان تتبعه دون الحاجة لأن تقلق او ترتبك انه يسوع القائل لك:” «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ”(يوحنا 6:14).   

صلاة:. يا يسوع، اسألك اليوم ان تكون صبورا معي عندما أتعثر في الطريق انا اريد ان أتبعك ولكني قد أكون خائفا او مترددا فسِر معي وكن نوري كما كنت مع موسى وشعبك في البرية آمين.

5-اليوم الخامس-الأحد 6 مارس- الأحد الأول من الزمن الأربعيني “علامات في السماء”

تأمل:” وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعهُ قَائِلًا: «وَهَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ،

وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمِ: الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ جَمِيعِ الْخَارِجِينَ مِنَ الْفُلْكِ حَتَّى كُلُّ حَيَوَانِ الأَرْضِ. أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ». وَقَالَ اللهُ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَد”(تكوين8:9-15).

انه ليس عجبا انه حتى اليوم عندما تمطر السماء وتظهر علامة قوس قزح في السماء لتعلن نهاية الأمطار فنفرح، فعلامة الله لنوح في القديم كعلامة عهد مازالت تجذب قلوب البشر الآن ولا نملك الا التعجب من ليس فقط الوان تلك العلامة بل استمرارها وظهورها فهي علامة عهد الله معنا كأفراد وكجماعات وان الله لم ولن ينسانا. لقد أقام الله ميثاقًا مع نوح وبنيه، وجعل قوس قزح علامة للميثاق بينه وبينهم، وبينه وبين نسلهم من بعدهم. إذ جاء التأديب خلال الطبيعة (الطوفان) أقام الله العلامة في الطبيعة علانية (قوس قزح)، وفي العهد الجديد إذ حمل السيد المسيح تأديبنا في جسده جعل العلامة فيه خلال جراحات الصليب، “فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا

إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي

السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ”(1بطرس18:3-22).

ويظهر قوس قزح حول العرش الإلهي “وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ.

(رؤ 4: 3) و”ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، مُتَسَرْبِلًا بِسَحَابَةٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ قَوْسُ قُزَحَ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلاَهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ،”(رؤ 10: 1)، ذلك لأن مجد الله ليس جبروتًا وعظمة فحسب وإنما هو أيضًا حب بلا حدود. وقوس قزح علامة الحب التي قدمها الله حين أقام ميثاقًا مع نوح بعد الطوفان، ويبقى الله كمحب للبشرية يقدم لنا كل حب خلال ميثاقه معنا. هذا القوس له ألوان كثيرة تعلن عن إحسانات الله وعطاياه المتعددة. وهو كقوس يشير إلى القوس الذي كان مستخدمًا في الحروب، وكأن الله يدافع عنا بقوسه لكن بدون سهم لأنه غير محب لسفك الدماء، به نغلب الخطية وندوس على الشيطان.

والعجيب أن الله في حبه للإنسان يعتز بالميثاق معه، فيقول: “ميثاقي” و “قوسي”.

تدريب: في المرة القادمة عندما ترى قوس قزح في السماء لاحظ تفاعلك وتفاعلات من معك وحتى ولو لم يمكنك ان ترى الا جزء صغير من ذلك المنشور المتعدد الألوان فهو يميل الى ان يلمس مشاعرك. نحن لا نريد القوس بكامله حتى ولو لمحة فهي كافية لكي تعطينا علامة لصلاح الله وان تجعلنا نمسك بكاميرة تليفوننا او نطلب أطفالنا او احفادنا لنعلن لهم جمال وعظمة تلك العلامة الإلهية وتأكيد لوعد الله للبشرية. ان وعود وعهود الله عديدة وسجلت في كتابه المقدس، حاول ان تجد 3 منها ودونها.

صلاة: يا الله الخالق نحن نثق في مجد خطتك الخلاصية العظيمة من أجلنا نحن البشر فالخليقة قد كونتها وأعددتها في جمال وبهاء، فنشكرك يا الهنا المتحنن من أجل كل البركات الموجودة على الأرض كعلامة مرئية لتذكرنا بما صنعت من أجلنا. آمين.

6.اليوم السادس-الأثنين 7 مارس- الأثنين من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني “الوصول الى الصخرة”

تأمل: جاء في رسالة القديس بطرس الأولى:” أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ. وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى.“(1بطرس1:5-4). وجاء في انجيل القديس متى:” “ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلًا: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ».قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ».(متى13:16-19).

اذا ما اتيحت لك الفرصة لزيارة الفاتيكان وكاتدرائية القديس بطرس قي مدينة روما بالذات سترى تمثال للقديس بطرس كبير مصنوع من البرونز وهو ممسكا مفاتيح ملكوت السموات وهو يشير بالبركة وأيضا هناك تمثال له داخل الكاتدرائية. لقد لوحظ انه من كثرة الحجاج القادمون لزيارة الكاتدرائية ان قدم التمثال قد تآكلت نتيجة لمسهم لقدم تمثال القديس بطرس في محاولة منهم ان يصلوا بشكل غريزي لكي يلمسوا “الصخرة”.

هناك شيئ عن بطرس يدعونا ان نضع أساسا وربما تدبير بسيط من عدم الارتياح فانجيل اليوم نجد قيه اجدى تلك اللحظات التي بزغ فيها نجمه بعض الشيئ ولكن سرعان ما اختفى امام قول الرب يسوع له بعد ذلك «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».(متى23:16)، والتي كانت بمثابة هزة عميقة في قلب بطرس ولن تقارن تلك اللحظة بتلك التي صاحبت انكاره وما تبعه من يأس وندم.

مما لاشك فيه انه قد تأثر التلاميذ لما سيعانيه المسيح لأنه تكلم عن الآلام والموت، لأنه هدم فكرة الملكوت الأرضى، التي اعتقدوا بها مع باقي اليهود، واندفع بطرس ليمنع المسيح من تسليم نفسه للكهنة بذهابه إلى أورشليم. ولكن المسيح، فانتهر بطرس لأنه يعطل فداء البشرية، وذلك لتمسكه بالمُلك الأرضى، ومكانته في هذا الملكوت، متناسيا الأهم وهو ملكوت السماوات.

ان القديس بطرس يذكرنا نحن ان الكمال ليس في قدرتنا لكن هي الأمانة التي يمكن ان نقوم

بها، نعم نحن يمكن ان نصتع أخطاء وربما نفس الخطأ نكرره أكثر من مرة، لكن الرحمة ثم

الرحمة هي التي يمكن الحصول عليها مرات ومرات من أبي المراحم.  يمكننا ان نشك وننكر ونبتعد ولكن دائما هناك أيدي تنتظر مرحبة بنا وبعودتنا وتدفعنا مرة أخرى للأمام. نحن نصل الي القديس بطرس في ثقة ورجاء عالمين ان دور التلميذ لم يكن مطلقا يعني ان يكون سهل، بل يتطلب إنكار النفس، أي الاتضاع وحمل الصليب، أي احتمال الآلام لأجل التمسك بالإيمان ووصايا الله. وإذ بدا الطريق صعبا، أوضح المسيح أن تخليص النفس من خطايا العالم يلزم إهلاكها، بمعنى رفض وقتل كل شهوة رديّة في النفس، ومن يُهلك نفسه، أي يحمل الصليب لأجل المسيح، ينقذها من الضياع في شرور العالم، ويجد لها مكانا في الملكوت.

ماذا يعني إنكار الإنسان نفسه؟،ينكر الإنسان ذاته عندما لا يهتمّ بجسده، فيقول لنا القديس بولس: وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً، عَهَارَةٌ، نَجَاسَةٌ، دَعَارَةٌ، عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، سِحْرٌ، عَدَاوَةٌ، خِصَامٌ، غَيْرَةٌ، سَخَطٌ، تَحَزُّبٌ، شِقَاقٌ، بِدْعَةٌ، حَسَدٌ، قَتْلٌ، سُكْرٌ، بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ”(غلاطية19:5-21). وكذلك يقول لنا:” لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. ” (رومية13:8). فإذا ما ظللنا مؤمنين وأمناء فلحظات الارتباك سوف تتلاشى وتتضح بجلاء عندما نتقدم الى الرب الرحيم معترفين بعجزنا وضعفاتنا ونعلن ايماننا بالمسيح يسوع ابن الله الحي كما اعلنه القديس بطرس.

 تدريب: فكّر في حياتك وأيضا تذكر لحظات بطرس الرسول تلك الأوقات عندما شككت في الرب او قد حتى انكرته وانكرت معرفتك به حتى لو كان قلبك يحمل الحقيقة. وهناك لحظات مشابهة لتلك عندما آمنت بقوة ولا توجد قوة يمكنها ان تزعزع ايمانك او تهزه. بالرغم من التحديات الموجودة في حياتك وعالمنا وحتى في كنيستك فهل انت تقف ثابتا تبذل جهدا لكي تبعد عنك أي شك ام تخفي ذلك داخل غرفتك؟ حاول ان تستقر اليوم محاولا ان  تَهْتَمُّ بِمَا للهِ وليس بِمَا لِلنَّاسِ، وتكلم مع بطرس واطلب معونة الروخ القدس ومعوتة التلميذ الذى أعطاه الرب مسؤولية الحفاظ على خراف المسيح (رؤيا 15:21-17)، فهو يعرف ذلك الشعور وما يشابهه عندما يقع الانسان في غلط ولكن استمر في الايمان وعرف ان يصنع حسنا بثباته في محبة الله.                   صلاة: يا قديس بطرس سِر معنا ونحن نرحل في مسالك هذه الحياة بمرتفعاتها ووديانها وفي

مسيرتنا الروحية وكن قائدنا وقوتنا وصخرتنا عندما نسقط. ايها القديس بطرس الرسول، لأنك الصخرة التي بنى الله القدير عليها كنيسته التجئ اليك فاحصل لي على الايمان الحي والرجاء الثابت والحب الملتهب، ولا تجعلني متعلقا بذاتي ولا لمباهج العالم، واجعلني صبورا في شدائدي، متضعا في نجاحي، ومواصلا لصلاتي، طاهرا في قلبي، وبنية صادقة اتمم جميع اعمالي، معتنيا في تنفيذ كل واجبات حياتي، وثابتا في قراراتي، مستسلما لمشيئة الله ومثابرا بنعمة الله حتى الموت، حتى انه وبواسطة شفاعتك وباستحقاقاتك العظيمة اكون جديرا ان اظهر امام رئيس الرعاة الأزلي يسوع المسيح الذي يملك مع الآب والروح القدس الي الأبد. آمين.

7.اليوم السابع- الثلاثاء 8 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني ” عقل وقلب”

تأمل: جاء على لسان اشعيا النبي:” أَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ.“(اشعيا10:55-11). وفي انجيل اليوم نقرأ:” وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ.“(متى7:6-15).

هل تتذكر عندما كنت صغيرا وقالت لك والدتك ان تكف عن عمل شيئ ما حتى ولو كانت تنظر في اتجاه آخر بعيد عنك ولا تستطيع ان تراك؟. ربما قالت لك ” ان لدي عيون في رأسي من الخلف” مما يجلب بعض الخوف في قلب الصغير، فهل فعلت ذلك وهل تتذكره؟ انه من المؤكد انها قد عرفت اكثر مما يجب. في انجيل اليوم يجعلنا نتخيل الله في ذلك الدور مشغول بشيئ ما آخر ولكنه يعرف كل شيئ بينما تلك الخطايا والندامة والحمق الذي يدور في حياتنا” لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ” وهذا ما قالع لنا يسوع. اذا ما كان هذا هو الحال لماذا نريد او نحتاج ان نسأله اذا؟. هل لا يستطيع الله فقط ان يأتي لنجدتنا وان يضعنا بعيدا عما نقاسيه، وان يرينا الطريق حتى ولو لم نستطيع ان نجد الوقت لنسأله ليساعدنا على الفور؟ لقد اتيت لنا الإجابة في الآية التي تليها كما شرح يسوع لنا اننا يلزم حتى ولو بدون كلمات لكي نتحدث مع الله لكن هناك بعض الكلمات التي قد تقدم بداية جيدة لصياغة طلباتنا. فصلاة ” يا أبانا” واحدة من اول الصلوات التي نتعلمها ونحن أطفال، وهي أيضا واحدة من الصلوات التي نقولها مرة ومرات- في القداس الإلهي، وعند تلاوة المسبحة الوردية، وعندما نصلي صلاة النوم او صلوات السواعي بالأجبية- طوال حياتنا وحتى باقي عمرنا. نعم الله يعرف ما الذي في قلوبنا ويعرف ما نحتاجه حتى ولو نقولها ولكن ترديد تلك الكلمات تجذبنا نحن نحو الله وكأنها سلم ما بين السماء والأرض.

الصلاة هى لقاء شركة وإتحاد بين الله والإنسان، ومخاطبة النفس للرب، وحديث القلب معـه، وسكب الروح أمـامـه، وتقديم ذبيحة التسبيح الشفهيـة لجلالـه وعظـمته اللانهائيـة. والصلاة هـى طلب لـمواهب او نِعم خاصـة من الله من أجل تـمجيد إسم الرب، وبواسطتهـا ننال منـه النعـم الضروريـة لحياتنـا الروحيـة والزمنيـة. تتطلب الصلاة أن يتطابق فكر وإرادة الإنسان الـمصلّي مع الله والإتحـاد بـه،ويجب أن تكون حارة وصادقـة ونابعة من قلب مؤمن وواثق وخاشع ومتواضع، كما يجب أن تصاحبهـا الأعمال الصالحـة وبأفعال للشكر والتسبيح ومساعدة الآخريـن.

إن الصلاة هـى صـِلـة..صلتك باللـه قلبا وفِكراً ..

هـى إحساسك بالوجود فـى الحضرة الإلهية  كـما كان إيليا النبـي:”حي هو رب الجنود الذى أنا

واقف أمامـه” (1ملوك15:18).

هـى عاطفـة حب نعبّـر عنهـا سواء بالصلاة الصوتية التى تستعمل فيها الألفاظ والجـمل سواء أكانت محفوظـة أو مرتجلـة، أو بالصلاة العقلية التى تكون من عـمق القلب كـما كان يرنم داود”توهج قلبى فـى داخلي فـى هذيذي أتقدت فـّي نار” (مزمور1:42).

هــى تواضع من اللـه أن يسمح لـنا بأن نتحدث إليـه وأن نكلـمه. لذلك عار وخطيّة أن نقول ليس لدينا وقت للصلاة..هل يجرؤ العبد أن يقول انه ليس لديه وقت للكلام مع سيّده؟!.

واللـه غيـر محتاج إلـى صلاتنـا بل نحن الذين نحتاج للصلاة التى نأخذ منها قوة ومعونـة وبـركـة.

وقد قال أحد الأباء القديسين عن خطورة عدم الصلاة “إن فتـرت الصلاة أقبل التراخـى وإستولـى الكسل وخارت العزيـمة وفقدت الحرارة الروحية وزال النشاط وفـنى الشوق إلـى السماويات وإضمحلت الـمقاصد الحـميدة وإستسلم القلب للأهواء الشريرة وبادت كل عاطفـة مقدسة وفقد الفرح وهرب السلام”.  والقديس يوحنا ذهبى الفـم يقول: ” إذا لاحظت أن إنسانـا لا يحب الصلاة فإعرف فـى الحال أن ليس فيـه شيئا صالـح بالـمرّة فالذى لا يصلّى للـه هو ميت بالروح وليس فيـه حياة”. فالصلاة إذاً ليست تمتمة أو كلمات أو فرض أو وقفـة أو سجدة ولكنهـا إنسكاب بدموع وشركة فى الروح القدس ومع يسوع والقديسين والـملائكة. والصلاة أيضاً حياة للفرد وللنفس وللأسرة وللكنيسة وللـمجتمع، وهى قوة للإنقاذ والشفاء والإنتصار والعزاء.

تدريب: حاول ان تتلوا هذه الصلاة كتجربة في اثناء يومك قل صلاة الأبانا ببطء وبفكر وتأمل في كل كلمة علمها لنا الرب يسوع في تلك الصلاة، ثم في اخر اليوم اجلس في مكان هادئ بدون أي كلمة وحاول ان تستحضر الله وتشعر انك في حضرته تعالى ودع قلبك يتحدث. ترى ما هو الفرق ما بين تلك الطريقتان، هل هناك طريقة تشعرك انك أقرب الي الله؟ وهل الطريقة الأخرى طبيغية اكثر وتشعر بالراحة؟ واصل تجربتك بعدة طرق مختلفة للصلاة في اليوم التالي او لمدة أسبوع وقيّم الطريقة التي جعلتك اكثر قربا من الله واعلم ان الله يعلم جيدا ما تحتاجه ولكنه يريدك انت ان تأتى اليه في صلاتك لتتعمق علاقتك به.

صلاة: أيها الأب السماوي اشكرك من اجل سماعك لصلاتي – اللفظية او الصامتة- وفي

معرفتك بما في قلبي حتى عندما انسى ان اطلبها في صلاتي، انا واثق في مشيئتك وكلمتك ووعودك وفي استجابتك. آمين.    

8.اليوم الثامن- الأربعاء 9 مارس – الأربعاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني ” افعل الشيئ الصالح”

تأمل:” ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلًا: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً للهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى». فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلًا: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ”(يونان1:3-10).

“وَفِيمَا كَانَ الْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ، ابْتَدَأَ يَقُولُ: «هذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ.مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا! رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا! (لوقا29:11-32).

كلمات صعبة من السيد المسيح قد قيلت فما الذي يمكن عمله ازاءها؟ كم من المرات ننظر حولنا ونرى الشر في عالمنا؟ نحن نتفهم من اين اتى يسوع فلا يبدو ان العالم مستحق ان يبقى ولا ان يظل. في معظم الأيام نحن أيضا نشابه هؤلاء الجموع التي كانت في زمن يسوع، ننتظر “العلامة”، ونتوسل ونصرخ طلبا من أجل العلامة او أي شيئ يكون واضحا ولا نفقد منه أي شيئ لكي تكون لنا فرصة لنرى تلك العلامة لكي مؤمن. بينما كلمات يسوع نبدو مبالغة منه وقد تكون قاسية، فإننا نعلم انه في النهاية ان هذا العالم مستحق للخلاص. كل واحد منا مستحق ان ينال الخلاص حتى هؤلاء الناس الذين وضعوه وقادوه للصلب فالسيد المسيح جاء ليخلصنا جميعا. ليس فقط الناس الأمناء والخيرين وليس فقط الناس الذين يؤدون كل شيئ في عملهم بطريقة صحيحة ودقيقة، ولكن الناس الذين يخطأون في كل يوم او الناس الذين يجلبون الشر ويدنسون العالم الجميل بذاك الشر. هذا من الصعب ان ندير رؤوسنا بغيدا عنه فنحن نؤمن ان يسوع قد جاء ليخلصنا كقول الملاك ليوسف:””سَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ(متى21:1). وهنا قد يتبادر السؤال هل جاء يسوع ليخلصهم مهما كان من “هم” ان يكونوا؟

نعم، قد تمم يسوع هذا الخلاص وكما ان اهل نينوى عندما رأى الله توبتهم سيرحمنا الله عندما يرى صدق توبتنا.

“انه يوجد هما اعظم من يونان”، فهل حقا تؤمن بهذا؟ هل نحن على استعداد ان نندم ونتوب ونتحرر؟ (يونان1:3-10).

تدريب: هل انت من أصحاب البحث عن الأخبار او ربما ممن يتصفحون وسائل الاتصال الاجتماعي؟ اذا ما كان هكذا، فالأخبار الرئيسية اليومية والأخبار المسائية من المحتمل ان تكون كافية لكي تقنعك ان هناك أشياء كثيرة تحتاج للتغيير ولطالما ظلت كما هي يمكن للعالم ان يشعر “بالشر” ويتفهم تعبيرات السيد المسيح فانه يمكن ان ننشر الرجاء والأمل بصورة اكثر وضوحا مثل طيار محارب في معركة موت وقراءة اليوم بدلا من تحبطنا يجب ان تعطينا قوة ورجاء لرفع معنوياتنا اكثر. لأننا يمكننا ان نستمر حتى نهاية الطريق ونعود لزمن يسوع او جتى الى زمن يونان ونتحقق ان العالم كان دائما فيه الخير والشر، النور والظلمة. اذا ما قمنا بعمل شيئ جيد فنحن نفعل الجزء الخاص بنا لنضيئ النور:”أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل”(متى14:5)، ولنخلق تحول وتغيير في حياتنا او ربما نفعل هذا اليوم وقد يكون كافيا لتغيير المسار الى الاتجاه الصحيح وليس فقط لك بل لكل منا. فقط ابدأ.

صلاة:. يا الله الرحيم نشكرك لسخائك وجودك ومحبتك ونعدك من الآن ان نعمل ما يجب عمله لنكون جزءا من قوى الصلاح والخير في هذا العالم، فكن يارب نورا لنا في ظلمة هذه الحياة. آمين.

9.اليوم التاسع- الخميس 10 مارس- الخميس من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني”الله وحده”

تأمل: «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا

هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.”(متى7:7-12).

جاء في القديم ان استير الملكة صرخت الى الرب قَائِلَةً: «أَيُّهَا الرَّبُّ، الَّذِي هُوَ وَحْدَهُ مَلِكُنَا، أَعِنِّي أَنَا الْمُنْقَطِعَةَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مُعِينٌ سِوَاكَ. فَإِنَّ خَطَرِي بَيْنَ يَدَيَّ.لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي أَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ اتَّخَذْتَ إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ وَآبَاءَنَا مِنْ جَمِيعِ أَسْلاَفِهِمِ الأَقْدَمِينَ لِتَحُوزَهُمْ مِيرَاثًا أَبَدِيًّا، وَصَنَعْتَ مَعَهُمْ كَمَا قُلْتَ، إِنَّا قَدْ خَطِئْنَا أَمَامَكَ وَلِذلِكَ أَسْلَمْتَنَا إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِنَا.لأَنَّا عَبَدْنَا آلِهَتَهُمْ، وَأَنْتَ عَادِلٌ أَيُّهَا الرَّبُّ. وَالآنَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّهُمُ اسْتَعْبَدُونَا عُبُودِيَّةً شَاقَّةً جِدًّا، بَلْ بِمَا أَنَّهُمْ يَعْزُونَ قُوَّةَ أيْدِيهِمْ إِلَى أَوْثَانِهِمْ. يُحَاوِلُونَ أَنْ يَنْقُضُوا مَوَاعِيدَكَ وَيَمْحُوا مِيرَاثَكَ، وَيَسُدُّوا أَفْوَاهَ الْمُسَبِّحِينَ لَكَ، وَيُطْفِئُوا مَجْدَ هَيْكَلِكَ وَمَذْبَحِكَ. لِيَفْتَحُوا أَفْوَاهَ الأُمَمِ فَيُسَبِّحُوا لِقُوَّةِ الأَوْثَانِ وَيُمَجِّدُوا مَلِكًا بَشَرِيًّا إِلَى الأَبَدِ لاَ تُسَلِّمْ أَيُّهَا الرَّبُّ صَوْلَجَانَكَ إِلَى مَنْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ، لِئَلاَّ يَضْحَكُوا مِنْ هَلاَكِنَا، وَلكِنِ ارْدُدْ مَشُورَتَهُمْ عَلَيْهِمْ وَأَهْلِكِ الَّذِي ابْتَدَأَ يُشَدِّدُ عَلَيْنَا. اُذْكُرْنَا يَا رَبِّ. وَاسْتَعْلِنْ لَنَا فِي وَقْتِ ضَنْكِنَا، وَهَبْنِي ثِقَةً، أَيُّهَا الرَّبُّ مَلِكُ الآلِهَةِ، وَمَلِكُ كُلِّ قُدْرَةٍ، أَلْقِ فِي فَمِي كَلاَمًا مُرَصَّفًا بِحَضْرَةِ ذَاكَ الأَسَدِ وَحَوِّلْ قَلْبَهُ إِلَى بُغْضِ عَدُوِّنَا لِكَيْ يَهْلِكَ هُوَ وَسَائِرُ الْمُتَوَاطِئِينَ مَعَهُ. وَإِيَّانَا فَأَنْقِذْنَا بِيَدِكَ وَأَعِنِّي أَنَا الَّتِي لاَ مَعُونَةَ لَهَا سِوَاكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَالِمُ بِكُلِّ شَيْءٍ. إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُبْغِضُ مَجْدَ الظَّالِمِينَ وَأَكْرَهُ مَضْجَعَ الْقُلْفِ وَجَمِيعِ الْغُرَبَاءِ. وَأَنْتَ عَالِمٌ بِضَرُورَتِي، وَأَنِّي أَكْرَهُ سِمَةَ أُبَّهَتِي وَمَجْدِي الَّتِي أَحْمِلُهَا عَلَى رَأْسِي أَيَّامَ بُرُوزِي، وَأَمْقُتُهَا كَفِرْصَةِ الطَّامِثِ وَلاَ أَحْمِلُهَا فِي أَيَّامِ قَرَارِي، وَأَنِّي لَمْ آكُلْ عَلَى مَائِدَةِ هَامَانَ وَلاَ لَذِذْتُ بِوَلِيمَةِ الْمَلِكِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْرَ السُّكُبِ، وَلَمْ أَفْرَحْ أَنَا أَمَتَكَ، مُنْذُ نُقِلْتُ إِلَى ههُنَا إِلَى الْيَوْمِ إِلاَّ بِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ. الإِلهُ الْقَدِيرُ عَلَى الْجَمِيعِ. فَاسْتَجِبْ لأَصْوَاتِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ رَجَاءٌ غَيْرَكَ، وَنَجِّنَا مِنْ أَيْدِي الأُثَمَاءِ، وَأَنْقِذْنِي مِنْ مَخَافَتِي(تتمة استير 1:14-19).

نحن غالبا ما نشابه استير الملكة القوية والشجاعة عندما نصرخ الى الله في احتياجاتنا، ولكن

هل نحيا مثل استير وليس فقط بقول الكلام وترديده، ولكن في الخقيقة قد نعنيها حتى ولو ان الأشياء تبدو على غير ما يرام. معظمنا يتحول الى الأشياء التي في حياتنا ويحولها الى آلهة من نوع ما فيجب ان يكون لدينا القدرة على التحكم فيها وفيما يدور حولنا يوما بيوم وهكذا نصبح مشدودين بشدة نحو تملك الأشياء مؤكدين لأنفسنا انه يمكننا ام نحتفظ بكل شيئ في مجراه من خلال تقديرنا نحن. نحاول ان نميل الآخرين نجو ارادتنا ونحاول أيضا ان نميل الله الى ارادتنا مفتكرين اننا نعرف كل شيئ ونعرف ما هو الأحسن بالنسبة لنا. انه عادة عندما نصل الى عمق مهما كان هذا الجزء من حياتنا والذي يكون خارج السيطرة عندها فقط نضع انفسنا في النهاية في يد الله بطريقة مشابهة لموقف الملكة استير وفي اعترافها “انت وحدك الله”-معترفين اننا لا نملك القوة ولا القدرة لنتحكم في حياتنا كما نريد نحن لنصل الى غايتنا. لقد قيل لنا اننا اذا ما عملنا بمشقة ولدينا خطة أحسن ونأكل بنظام غذائي صحي ففي النهاية سوف ننجح في حياتنا ولكن تلك الأشياء يمكن ان تكون مساعدة ولكنها فقط هي قشرة خارجية، فالطريق الوحيد للحصول على السلام الداخلي العميق وعمق نظيق هو ان ندع كل شيئ يسير حسب مشيئة الله وان نثق ان كل شيئ سيتم في آوانه ومكانه بالطريقة الصالحة التي يسمح بها الله لخير حياتنا.

تدريب: ما هو الشيئ الذي في حياتك اليوم والذي تشعر في داخلك انه خارج السيطرة او انه يسبب لك بعض القلق والاضطراب؟ هل هي مشكلة في العمل، في علاقاتك، في انفصالك عن شخص ما او ادمان يسرق الشيئ الجميل في حياتك؟ او قد يكون اصطدام مستمر يجعلك في عدم سلام؟ ما الذي سيحدث اذا ما توثقت ان تحاول ان تتحكم في الأمر مهما كان ذلك الأمر وتضعه عند أقدام الرب؟ انه لشيئ مخيف ان أعلم ان هذا الترك سيشعرك بانك غير مبال او انك غير مهتم ولكن ان التسليم الي الله القوة العلوية ثبت فاعليته حتى في بعض الثقافات الأسيوية والتي فيها على الفرد ان يترك الأمر في عدة خطوات عليه اتباعها وتسليم الأمر للقوى العلوية. هل يمكنك الاعتراف اليوم ان الله هو وحده هو الله الرب القدير والقدوس وانك انسان بلا قوة. حاول فعالمك لن يسقط ويتفتت الى أجزاء ولكن في الحقيقة ان تلك الأجزاء المتناثرة قد تتجمع وترتبط لتسير مسارها الصحيح اذا ما وضعت الأمر في يد الله”لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ».“(لوقا37:1).

صلاة: يا الهي انت عظيم ورحيم ورؤوف ومحب وانت هو كل شيئ والقادر وحده ان يعطيني كل ما أرجوه، فأعطني يارب الحكمة لكي أتذكر دائما انه اذا ما ارتكبت حياتي فأنت هناك”يْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ”(مزمور7:139-10) آمين.

10.اليوم العاشر:الجمعة 11 مارس – الجمعة من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني”امسك واترك”

تأمل: نقرأ من العهد القديم قول حزقيال النبي:” فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ، أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ. «وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. فَاسْمَعُوا الآنَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ: أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟ إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَمَاتَ فِيهِ، فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ، وَعَمِلَ حَقًّا وَعَدْلًا، فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ”(حزقيال 21:18-28).

وغي انجيل اليوم نقرأ:“فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ.

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!(متى20:5-26).

من المحتمل ان النص الإنجيلي اليوم انه قد أثار بعض المشاعر المثيرة للقلق في مكان ما عميق داخل معظمنا، فمن منا ليس لديه أي مسائل تحتاج الى ان تحل، ان تُغفر، او ان تُشفى؟ نحن نسير في الحياة في سلسلة من العلاقات بعضها عميق وحميمة جدا وتتركز في حياتنا، والبعض الآخر سطحية تتلامس خارجيا ولكنها غالبا ما تبقى في قوة لكي تجرح. عندما نسمع انجيل اليوم يمكن ان يشعرنا بالإضطراب فكيف يمكن من المحتمل ان نبحث عن كل شخص من كنا معه لنا علاقة وتلك العلاقة تصدعت او أصيبت بجرح؟ كيف نبدأ؟. في بعض الحالات قد تكون مستحيلة فالشخص قد يكون قد رحل عن حياتنا او ربما محاولة الصلح قد تسبب في جروح أعمق وأكثر ألماً. اذا ما كانت هذه هي الحالة فنحتاج ان نبدأ مع أنفسنا، وهل يمككا ان نجلس مع ذواتنا ومع آلامنا وما نشعر به ثم ندعه يذهب ثم نتناساه؟ اذا ما صلينا الى الله من اجل هذا ثم ندع الله هو الذي يعمل فيك وبك ليبدأ هو في علاج هذا الجرح. عندما نفعل هذا، أي عندما نبدأ أي ان نغفر للآخرين فيما قد فعلوه نحونا  نتيجة ضعف، هنا فقط سنشعر بحدوث بعض التغيير عندما نطرد ذلك الشيئ من داخل حياتنا واعماقنا الي الخارج، هذا الشيئ المدفون والذي يسبب لنا الضيق والغضب وعدم الراحة ندفعه خارجا عنا وبهذا تستقر قلوبنا ويعود لنا سلامنا الداخلي. دع الأمر اذا في يد القدير فهو وحده قادر ان يصنع الحائب والمستحيلات.

تدريب: عندما تحضر الي ذاكرتك الناس الذين تسببوا لك في ألم، فهل هناك شخص ما يأتي في الحال اسمه في ذاكرتك. اذا خذ بعض الوقت لتتأمل مهما كان ذاك الحدث والذي قد قاد لذاك الألم او الجرح، واذا ما كان مناسبا اذهب على الفور الي اب اعترافك ومرشدك الروحي او طبيب نفسي متخصص واطلب مشورته. اما اذا كان ذاك الألم محتمل فدع نفسك تشعر بذلك الحدث وصلّ الي الله من أجله وصلّ من اجل الشخص الذي قد يكون هو المتسبب بذاك الألم، وعندئذ اترك هذا الأمر واخرجه من ذاكرتك ومن قلبك ومن فكرك. زقد يكون مفيدا لك ان تفعل شيئا عمليا كأن تأخذ حجرا وتلقيه في بركة او ان تبدأ في الكتابة على قطعة من الورق ثم القيها في النار او اكتب هذا الأمر على رمال الشاطئ ثم امسحه-شيئ عملي يعكس عملية الشفاء من ذاك الجرح والألم, افعل شيئ ما يعكس انك أبعدت ذاك الضرر بعيدا عنك للأبد. حاول ان تشعر بنوع من الراحة وقبول ما صنعته من انك سلّمت تلك المشكلة في يد الرب ولا تدعها تعود اليك وحاول ان تعيد الثبات الى نفسك مرددا ان الرب هو الآن الذي يعمل لا أنا. في الغد حاول مرة أخرى ومرات وفي كل مرة اخضر الى ذاكرتك المشكلة والشخص وقدمهما الى الله ودع الله هو الذي يعمل. وهكذا ستبدأ في إزالة تلك الرواسب من داخل قلبك وذاكرتك وتبدأ الندوب والجروح في الشفاء. ان الصلاة من اجل من قد سبب لك الضيق لهو اسرع طريق للتصالح مع نفسك أولا. عندما تتقابل مع ذاك الشخص حاول ان توقف أي إعادة في تذكر الحدث او توابعه فالأمر الآن يجب ان يكون في طي النسيان كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ(متى23:5).

صلاة: أيها الاب الأزلي غافر الخطايا والذنوب لقد سببت الضرر نحو آخرين وأيضا سببوا لي ضررا وانا احمل الما في داخلي كل يوم وها انا اليوم اطلق هذا الأمر بين يديك واسألك من أجل من جرحتهم ان يستطيعوا ان يجدوا الحب وأن يغفروا لي حتى يعود سلامك في قلوبنا جميعا. آمين.

11.اليوم الحادي عشر: السبت 12 مارس[3]– السبت من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني” أعطيك كل شيئ”

تأمل: جاء في سفر تثنية الاشتراع:” «هذَا الْيَوْمَ قَدْ أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهذِهِ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ، فَاحْفَظْ وَاعْمَلْ بِهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ. قَدْ وَاعَدْتَ الرَّبَّ الْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ إِلهًا، وَأَنْ تَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ. وَوَاعَدَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا، كَمَا قَالَ لَكَ، وَتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ الْقَبَائِلِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي الثَّنَاءِ وَالاسْمِ وَالْبَهَاءِ، وَأَنْ تَكُونَ شَعْبًا مُقَدَّسًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، كَمَا قَالَ”(تثنية16:26-19)». وجاء في انجيل اليوم: “ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.”(متى43:5-48).

 ان قراءة هذا اليوم تأخذنا في الحقيقة الي قلب الانجيل المقدس والى شيئ صعب في بعض الأحيان لا نحب ان نواجهه الا وهو محبة الأعداء وان نكون لطفاء نحو من يسببوا لنا الضرر ونحفظ الوصايا التي تتحدانا. ولكن من خلال كل هذا حتى ولو اننا لا نحيا حسب ما يريده الله منا بطريقة مثالية لكننا نحن الذين احبهم الله ونحن المختارون واننا “نْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا”(تثنية18أ:26). ما أجمله من تعبير ليضيف هذا الترابط والصلة التي بيننا وبين خالق السماء والأرض. ان الله يحب كل فرد منا بلا شروط وكما نحن بكل ضعفاتنا وميولنا الأرضية. ان الله يدعونا ويقربنا اليه ويسير معنا ولا ييأس مطلقا حتى ولو اننا قد نتخلى عن أنفسنا، ولكن الله لا يتوقف ابدا في دفعنا ودعوتنا الى أن نذهب للعمق وان ننفتح وان نحب حتى عندما نجد أنفسنا في معظم الحالات الغير محبوبة. يجب ان نحب الله بكل ما فينا من قلب وفكر ونفس وقوة “فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.“(تثنية5:6). ان الرب يسوع يدعونا قائلا:”  «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».“(متى 37:22-40)، وهنا يقول لنا “من كل” ومعنى “كل” أي كل شيئ وهذا ما يخيفنا فكيف نقدم هذا “الكل” من الحب الى الله؟. ان الحب يجب ان يقاس حتى في الأوقات الصعبة، فالحب ثروة وهو اللؤلؤة الكثيرة الثمن التي نبحث عنها (متى45:13-46).

 تدريب: اننا نقضي معظم حياتنا نبخث – عن الجامعة او الكلية المناسبة، الزوجة المناسبة، العمل المناسب والمنزل المناسب..الخ، وكل تلك الأشياء واضحة ولكن غالبا ما تكون تلك الإحتياجات الخارجية هي مرآة تعكس عن ما تبحث عنه نفوسنا في الداخل وعن بحثنا من نحن ومن نكون وماذا نريد ان نكون وما الذي يعني ان نكون. كيف اذا يمكننا ان نحب الله في وسط كل هذا؟ انه عندما نتوقف عن البحث المتحمس وندور ونرتاح في حب الله فقط ونعطي هذا الحب للناس المحيطين بنا فذاك البحث هو الذي سيجدنا فنرتكن عليه.  لنترك اذا الحاجة لنكتشف ذلك وهنا سنجد فجأة اننا نلتقي بصديق يتكلم الي قلوبنا وارواحنا او سنجد العمل الذي يملأ شوقنا او ربما الشعور فقط بسلام داخلي عميق في نفوسنا. ان الحب يفوز في كل وقت ويجب ان نتوق لترك حرصنا وحذرنا وتنفتح قلوبنا لذلك الحب الإلهي الذي يسري فينا. حاول اليوم ان تبحث عن حب الله لك وكيف هو معلن في حياتك.

صلاة: يا الله، اله كل محبة ورحمة، اننا نعرف ان طريقك هو الطريق الحق والوحيد للسعادة الحقيقية فقدنا يا إلهنا في الطريق الصحيح حتى يمكن ان نعكس حبك لمن هم حولنا وللعالم فيمجدوك للأبد. آمين.

12.اليوم الثاني عشر: الأحد 13 مارس -الأحد الثاني من الزمن الأربعيني-“فقد في الترجمة”

تأمل: جاء في العهد القديم:” وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ”، “ورَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ”، “فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ هذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدًّا فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».“، “وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ، وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدًا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ، وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».“(تكوين 1:22-18).

وفي قراءة انجيل اليوم:” وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل

عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ

قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ. وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدِي، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً». لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ. وَكَانَتْ سَحَابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا فَنَظَرُوا حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَيْرَ يَسُوعَ وَحْدَهُ مَعَهُمْ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ، أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُحَدِّثُوا أَحَدًا بِمَا أَبْصَرُوا، إِلاَّ مَتَى قَامَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَحَفِظُوا الْكَلِمَةَ لأَنْفُسِهِمْ يَتَسَاءَلُونَ: «مَا هُوَ الْقِيَامُ مِنَ الأَمْوَاتِ؟»“(مرقس2:9-10).

على الرغم اننا لدينا بعض اللحظات القليلة والنادرة عندما نكون في ضيقة او شدة ونجد ان نور الله يدبر ويكسر ذلك ويلمسنا فانه من المرجح انه لا يمكننا ان نرى ذلك النور الإلهي، ولكن عندما نكون في وقت هادئ نصغي الي صوت خفيض وهمس الهي (حادثة هاجر المصرية). انه ليس من المستغرب ان يسوع قد أخذ الرسل الثلاثة بعيدا عن المشغوليات اليومية الي جبل عالي من اجل التجلي حتى يمكنهم حينذاك قادرين ان يروا بوضوح ومن خلال وسائل لمن يبخثون عن علامات. ان يسوع كان عالما انه لكي يمكن لبطرس ويعقوب ويوحنا ان يروه فيما هو في الحقيقة من يكون كان عليه ان يحضرهم الى مكان هادئ ومكان بعيد حيث ان صوت الله يمكن ان يسمعوه بدون خطر من ضوضاء الحياة اليومية. هكذا انه من اجلنا وفي حياتنا اليومية فلا يمكننا ان نرى يسوع الموجود معنا وبيننا وأمام أعيننا اذا ما كانت عيوننا متعلقة بهواتفنا 24 ساعة وفي سبعة أيام. نحن لن نسمع الله وهو يتكلم في قلوبنا اذا ما كانت ثرثرة العالم-كلاهما الحقيقي والإفتراضي- في دائرة لا نهاية لها موجودة في منازلنا وفي مسامعنا وفي عقولنا. ان الأمر يحتاج الي مكان هادئ حتى ولو كان هذا المكان في ركن هادئ في منزلنا. ان القدس يوحنا الصليب (1591+) وهو واحد مت اشهر قديسوا القرن السادس عشر قد كتب ان ” الصمت هو اللغة الأولى لله”، وأضاف احد الكتبة في القرن الحديث لتلك المقولة “كل شيئ اخر هو ترجمة فقيرة”. فيا ترى ما الذي تم فقده في ترجمة محادثتك مع الله؟ هل حاولت ان تسمع ما يقوله الله لك؟

تدريب: ابحث عن مكان منفرد-سواء يمكن ان يتواجد فيه شخص او شخصان لمن هو قريب

روحيا لك- واجلس فقط في حضور الله. ربما يمكنك الخروج الي الطبيعة كما جاء في الانجيل

اليوم او ربما ان الطقس لا يسمح لك في الخروج فيقضل البقاء في مكان داخلي. ربما تتواجد في كنيسة صغيرة اذا تمكنت من ذللك، واذا لم تجد حجرة في منزلك حينئذ اشعل شمعة واجلس ومعك كتابك المقدس وانتظر حتى يكلمك الرب وهو سوف يتحادث معك، فقط علينا ان ننصت. ان الطريقة هي الذهاب إلى الله بقلب مفتوح والطلب منه أن يتكلم معك عن موضوع أو سؤال معين. أنت تشارك بأفكارك ومشاعرك الصادقة مع الله. وبعدها تطلب من الله أن يتكلم معك من منظوره. أني اطلب في بعض الأحيان،” ما الذي تريدني أن أعرفه عنك يا إلهي والمرتبط بهذا الموقف؟ كيف تريدني أن أثق بك؟ ما الذي تريد أن تقوله لي؟” وبعدها تعطي الله بعضاً من وقتك بينما أنت تكتب كلمته وتبحث عن رسالته الشاملة لك. اشكره بعدما يعلمك واطلب منه أن يبني ويؤسس ذلك في حياتك.

صلاة:. يا الله الأزلي، لقد أعطيتنا ابنك الوحيد حتى تكون لنا حياة وحياة مملوءة من مجدك، فأعطينا اذان لنسمع كلماتك وانت تحادثنا في هدوء وفي قلوبنا ونحن في شوق لقبول رسالتك التي تهمس بها في قلوبنا. آمين.

13.اليوم الثالث عشر: الأثنين 14 مارس – الأثنين من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني” توقعات عظيمة”

تأمل: في القديم صلى دانيال النبي للرب قائلا:” «أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ. أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ وَعَنْ أَحْكَامِكَ. وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. لَكَ يَا سَيِّدُ الْبِرُّ، أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوهِ، كَمَا هُوَ الْيَوْمَ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، وَلِكُلِّ إِسْرَائِيلَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ فِي كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتَهُمْ إِلَيْهَا، مِنْ أَجْلِ خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُوكَ إِيَّاهَا. يَا سَيِّدُ، لَنَا خِزْيُ الْوُجُوهِ، لِمُلُوكِنَا، لِرُؤَسَائِنَا وَلآبَائِنَا لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ. لِلرَّبِّ إِلهِنَا الْمَرَاحِمُ وَالْمَغْفِرَةُ، لأَنَّنَا تَمَرَّدْنَا عَلَيْهِ. وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ.“(دانيال4ب:9-10).

وفي العهد الجديد يقول لنا السيد المسيح:” فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ. «وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ»(لوقا36:6-38).

ان التوجيهات التي قيلت لنا اليوم تبدو بسيطة نظريا بدرجة كافية ولكنها صعبة للغاية عند ممارستها, في عالمنا هناك الإدانة والتي فيها نسأل أولا أسئلة (اذا ما كانت كلها) والتي تزداد صعوبة بعدها. ان الإدانة تبدو ولو انها شعار مجتمعي “كن كما انا او ….” وهكذا يقول العالم. للأسف ان هذا التعبير يسري حتى فيما بين الخدام في الكنيسة أيضا. ان كونك مؤمنا لا يجعلنا ذو حصانة للميل نحو الإدانة واللوم والحكم على الآخرين. في الحقيقة قد يقول البعض اننا نحن المؤمنين قد رفعنا تلك التساؤلات الي مستوى فني آخر فالفرق الشاسع مابين “التقليد” و”التقدمية” يبدو في ازدياد كلما فقدنا الرؤية نحو شيئ واحد-الشخص الواحد- الذي نحن كلنا نؤمن به الا وهو شخص الرب يسوع. نحن نتشبث بنوع خاص من الموسيقى او الترانيم او بنوع معين من تقديم الإكرام وكيف وصل الي أيدينا الآن وهل يمكن لأي شخص آخر ان يسير بنا في مسار عكسي؟ بدلا من نأخذ “الاتجاه” واذا لم نتمكن من الفوز وننضم اليهم مع قسوة العالم وهل يمكننا ان ننظر الي الشيئ كله بدلا من خلال منظور بسيط مما جاء في الكتاب المقدس ونتحقق منه مرة أخرى فسنجد ان النور يلمسنا جميعا مهما كانت رؤيتنا واهتماماتنا او صلواتنا المفضلة؟ هناك من المؤكد مرجع أساسي لأي اتجاه يبدو جديدا بالنسبة لنا فبدلا من رفض ما هو غير معلوم نفتح قلوبنا وعقولنا لنتفهم الأساس الإنجيلي وما تعلمه كنيستنا بدلا من الإدانة والرفض.

ان يسوع لم يهمس بكلمات عندما يأتي الي ما هو متوقع بل كان قوله واضحا فإذا لم تريد ان تُدان فلا تدين. اذا ما اردت ان يُغفر لك اذا عندما تحضر بعمق وان تجد ان الرحمة ضرورية وواجبة وان تدع الأمر يمر بدون الحكم بدلا من القلق والتفكير في كل شخص مهما كان ونتساءل هل يفهم او يعرف تصرفاتنا بطريقة صحيحة ام لا، فعلينا ان نخفف أسباب عدم الفهم وبكل محبة دون التشبث برأي او قول او صلاة او فعل قد لا يفهم صحيحا وبذا نخضع للإدانة او النقد.

تدريب:  ان المكان الذي تبدأ به بطريقة صحيحة اليوم هو حيث تكون مع الناس القريبين منك-في المنزل و العمل وفي الكنيسة وفي شوارعنا او منطقتنا. من ذا الذي نحن الذين نحتاج لكي نغفر لهم؟ ما الذي نحتاجه لكي نتحرر؟ يمكن ان يكون شيئ بسيط كمغفرة لزوجة او زوج والذي ربما لا يُشكر لشيئ قد قمت به او ان تدع الغضب نحو طفلك الذي لم يأخذ بنصيحتك او ان يكف لسانك عن الثرثرة ومسك السيرة عندما تريد ان تفعل هذا لشخص ما. اذا بدأت حتى ولو يكن الأمر غير كاف لكن عليك فقط ان تبدأ بالمغفرة لكل واحد تظن انك قد سببت له شيئ ما فقط ابدأ.

صلاة: يا أب الرحمة اغفر لي الأوقات التي فشلت فيها ان اغفر للآخرين، انا اضع اليوم كل ضيقاتي والتي تؤذيني امامك واعرف انني لا استطيع ان اغفر تماما حتى عندما انوي في الحقيقة عن فعل هذا الأمر الا بمعونتك وبقوة روحك القدوس الساكن فيّ. آمين.

14.اليوم الرابع عشر: الثلاثاء 15 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني ” ما الذي نحمله”

تأمل: جاء في القديم قول الله على لسان اشعيا النبي:” اِسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا قُضَاةَ سَدُومَ! أَصْغُوا إِلَى شَرِيعَةِ إِلهِنَا يَا شَعْبَ عَمُورَةَ: اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ. وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ.“(اشعيا10:1و16-20).

وفي العهد الجديد تكلم الرب يسوع:” حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.”(متى1:23-12).

ان صحراء الصوم الكبير تشعرنا بأننا نعرفها فنحن كنا في صحراء مدة طويلة بعيدا عن زمن هذا الصوم، ان صحراء تلك الفترة التي تعرضت الكنيسة فيها للمشاكل والهجوم والتي تظهر فيها بعض الفضائح او التعاليم الغريبة او المعتقدات المضللة التي تدفع المؤمنين خارجا. فترة نرتحل فيها عبر أرضية مدممة وعطش ويأس ورجاء مختفي وكل ما قد يسبب الألم وفي النهاية سوف تنكشف الحقيقة عارية. بالنسبة للناس المؤمنين الصالحين الثابتين والمتمسكين بالكنيسة فايا كانت تلك الفضائح او التعاليم فكان من الصعب تحملها بالنسبة لهم واكتافهم قد انحنت تحت أثقالها وأصبحت نفوسهم متعطشة للهدوء وللحقيقة وفي احتياج لشيئ يأخذهم للعمق لكي يكونوا في حالة سلام مع النفس ومع الله. من المؤكد ان قراءة كلمات يسوع اليوم تساعدنا بعد ان نربط معانيها مع ما نواجهه في هذه الأيام. نحن قد نتوه ما بين ما يقال لنا من البعض حتى ولو لم يقوموا بفعل ما يقولون او يعلموه او من يعظون به ولكنهم لا يمارسون، او من يجرحون الضحايا او يعثرونهم وهم لا يمسون باصبعهم اية من تلك الوصايا. للأسف لقد ترك الكثيرين الكنائس او ظلوا يترددون عليها ولكن بلا فاعلية وبتأفف ومظهرية.

يجب ان نركز أعيننا وابصارنا على يسوع المسيح عالمين انه هو السيد فقط ونحن لا نبغي ان نتبع تلك الذئاب الخاطفة في ثياب الحملان.  لقد حذرنا الرب يسوع من أن “مسحاء دجالين و أنبياء كذبة” سيأتون ويحاولون خداع العالم وحتي مختاري الله” حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. (متي 23:24 -27 )، أيضاً أنظر بطرس الثانية 3:3 “  عَالِمِينَ هذَا أَوَّلًا: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ” ويهوذا 17-18″ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: «إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ».“.

تدريب: هل ايمانك قد تأثر بما يحدث من مشاكل او عثرات قد يسببها بعض الرعاة او مسؤول لبخدمات والتي قد تتركك في صحراء روحية؟ خاول ان تضع جانبا أي اخبار قد تسبب لك الشك والمعاناة وبدلا من ذلك ارجع الى الأساس بالذي تؤمن به ومن هو الذي تؤمن به؟ هذا لا يعني بالخصوص مطلقا كاهن معين او كنيسة معينة انما يعني الأب والإبن والروح القدس ورسالة الكتاب المقدس القوية التي هي أساس حياتنا. لا تدع أي احد يتركك او يقودك الي الحيرة او لصحراء وجفاف روحي او حتى نتيجة أي فعل قد قمت انت به. استمر في السير وداوم على الصلاة وتفاعل مع مجتمعك وساعد في خلق مجتمع كنسي مملوء بالمحبة والتعاطف ومساعدة الآخر.

صلاة:.  يارب اغفر لي فغالبا ما افكر من انني صالح ولا يمكنني ان اتفهم لماذا الآخرين لا يقومون بعمل جيد كما افعل انا او لماذا لا يمكنهم ان يتجنبوا الخطأ كما تجنبته انا. عندما افكر في ذلك فأنت يارب أحيانا برحمة تدعني اسقط على وجهي وعندئذ أرى كيف كنت غير مثالي. اشكرك يا الهي لتلك اللحظة التي توقظني فيها من كبريائي، فأرجوك استمر يارب في انارتي بنورك العجيب في كل وقت حتى لا انزلق في طريق الزهو والفخر. ساعدني ان احيا في الحقيقة بما اؤمن به وأسألك القوة والثبات وانا اجاهد ضد الغضب والشك وخيبة الأمل وساعدني ان اجعل حبك يشفي أي عثرة او حزن او شك. آمين.

15.اليوم الخامس عشر: الاربعاء 16 مارس الأربعاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني ” كلمة حكمة “

تأمل: ” جاء في القديم”  فَقَالُوا: «هَلُمَّ فَنُفَكِّرُ عَلَى إِرْمِيَا أَفْكَارًا، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لاَ تَبِيدُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَلاَ الْمَشُورَةَ عَنِ الْحَكِيمِ، وَلاَ الْكَلِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ. هَلُمَّ فَنَضْرِبُهُ بِاللِّسَانِ وَلِكُلِّ كَلاَمِهِ لاَ نُصْغِي أَصْغِ لِي يَا رَبُّ، وَاسْمَعْ صَوْتَ أَخْصَامِي. هَلْ يُجَازَى عَنْ خَيْرٍ بِشَرّ؟ لأَنَّهُمْ حَفَرُوا حُفْرَةً لِنَفْسِي. اذْكُرْ وُقُوفِي أَمَامَكَ لأَتَكَلَّمَ عَنْهُمْ بِالْخَيْرِ لأَرُدَّ غَضَبَكَ عَنْهُمْ”(ارميا18:18-20).

وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»(متى17:20-28).

في القراءة الأولى اليوم نرى ان الشعب قاوم إرميا النبى لأنه تنبأ بخراب أورشليم وبهلاكهم وقالوا أنه ليس نبيًا لأن كلمة الله لا تفارق النبي أما إرميا فلا يتكلم بكلام الله بل بالسوء على الشعب وكذلك هو ليس حكيمًا وليس عنده الشريعة ولا الشورة. ثم حاولوا اصطياده بكلمة خطأ يقولها فيعاقبونه عليها وبالتالي اعلنوا بطلان كلامه فلا يسمع له أحد أي أنهم عندما يظنون أن كلامه خاطئ باصطياد كلمات عليه يجعلون الشعب يشكون فيه ولا يسمعون لكلامه. وهم بهذا لا يقاومون إرميا فقط بل بالاولى الله الذي أرسله ويرفضون كلامه.

من المحتمل ان تكون هذه الطريقة من استخدام الكلمات كسلاح ضد الشخص من الوسائل الأكثر صعوبة ولكن ان تؤخذ من سياق الكلمات او لويها او تحويلها وتغيير معناها لتناسب خطة شخص آخر لكي يؤذي بها شخصا ما. حتى في نص الانجيل اليوم كما كان الرسل وحتى ام ابني زبدى يتجادلان حول من يكون في مرتبة ومكانة أحسن ومع انها كلمات قد قيلت بسرعة وليست بفكر عميق من ابنا زبدى لكنها تدفعهم لبعض المشاكل فلم يفهموا ثقل ووزن ما تكلموا به وما الذي يسألونه. سيكتشفون بعد حين مقدار ما سيعانوه من اتباعهم ليسوع ولكن قد وقعوا في نوع من حرب الكلمات ولم يأخذوا الوقت لينصتوا للكلمات التي يحاول ان يقولها لهم يسوع. ان الكلمات لها قيمة خاصة عندما نطلقها ضد آخر في محاولة لتحسين صورتنا او موقفنا ما اذا كان في كنيستنا او محتمعنا الكبير او حتى عملنا

تدريب: “لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ” – حاول ان تقدم اليوم خدمة لشخص او اشخاص هم في اشد الحاجة اليها. لقد قيل طوبى للإنسان وهو في قمة تعبه يقدم راحة للآخرين، وهو في قمة حزنه يقدم ابتسامة للآخرين، وهو في قمة عطشه وجوعه يطعم الآخرين بالشبع، وهو في قمة مرضه وآلامه يزور المرضى ويصلي من اجلهم. واذا ما قضيت أي وقت في منصات التواصل الاحتماعي خاول عندما تكتب او تعلق ان تتذكر تلك: هل ما قرأته او رأيته صحيح؟ هل ما ستكتبه له تأثير سلبي او إيجابي؟ وهل ما ستقدمه سيخدم الآخرين وبأي صورة؟

صلاة: أيها السيد الرب يمكنك ان تعرف رغباتي واحتياجاتي وما في قلبي احسن من كوني انطق بهم. انا اثق في عظمة حكمتك من ان رغبتك من اجلي هي كمال الحياة لأخوتي واخواتي ونفسي. لذلك انا اسألك يارب ان تعطيني اليوم ما تريده انت لا ما انا اريده وما تراه انت في داخل اعماقي من احتياج وقدني انت في الفرص التي تأتي في يومي هذا لكي تكون رغبتك وارادتك انت هي التي تتم من خلالي. مهما كانت رغبتك يارب بالتأكيد هي رغبتي. آمين.

16.اليوم السادس عشر:الخميس17 مارس – الخميس من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

“حساب جديد”

تأمل: جاء في العهد القديم:” هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ. «اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.“(ارميا5:17-10).

وفي العهد الجديد قال يسوع هذا المثل: “”«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ»(لوقا19:16-31).

عندما نقرأ انجيل اليوم قد نشعر بعدم الراحة وخاصة عندما نقرأ ما قاله ابونا إبراهيم للغني:” يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ” في حياته على الأرض. واذا ما لاحظنا كيف ان بعض البشر في هذه الأيام تحيط بهم كل وسائل الراحة والترفيه ومحاطون بالعديد من كل شيئ حتى ان البعض يفيض ولا يشعرون بما لديهم. واذا ما اكملنا القصة وكيف ان الغني ترجى ابونا إبراهيم ان يرسل من ينذر اخوته حتى يغيروا من حياتهم وبطريقة سريعة للغاية. قال إبراهيم ما نعلمه وانه حقيقة اليوم كما كان في القجيم وما سيأتي ومن انه لا يمكننا ان نضع كل ثقتنا في الأشياء او الأشخاص والذي يمكن ان تغيرهم الظروف او الأيام بطريقة سريعة. اذا ما اردنا ان نضع أنفسنا في عالم يسوع ذاك الوقت فهل لدينا الرغبة والإرادة الصادقة للتغيير وما يجب عمله لنصل للحياة الأبدية حتى ولو اننا سِرنا ضد كل شيئ نرتاح اليه او نؤمن من انه سعادتنا؟ هل نحن لدينا الرغبة ان نفعل هذا اليوم؟ يمكن ان نقول نعم” ولكن قد نتحجج بأي شيئ كضعفاتنا وبشريتنا وطبيعتنا الساقطة وغيرها من الحجج التي تعوق تقدمنا الروحي. انه بسبب ما يسأله يسوع ليس سهلا ولكنني أنا أرغب يوما ما طبقا لخطة يسوع بالنسبة لي من أن اقصر الطرق الحسابية هو الطريق المستقيم والرب يسوع هو الطريق الحق للحياة الأبدية. فلنسير مع يسوع وبيسوع لنكون معه في حياة بلا دموع ولا حزن وابدية.

تدريب: اذا ما ركزنا فقط اليوم على قصة الغني ولعازر فقد نشعر باليأس فهل حياتنا الصالحة الآن تستبعدنا عن حياتنا الصالحة فيما بعد؟ ان القراءة الأولى من نبؤة ارميا النبي تعطينا المفتاح:” مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ،“(ارميا7:17). انه ليست الأشياء الجامدة التي تحفظنا بعيدا عن السماء ولكن بدلا من هذا اصرارنا في التفكير اننا نحتاج تلك الأشياء لكي نكون سعداء اكثر من احتياجنا الى الله. اذا ما ذهب كل شيئ غدا هل يمكننا ان نظل نجد الفرح في الرب؟ اذا ما اختبر الله قلوبنا كيف سيكون اجابتنا له؟

صلاة: يا يسوع لقد وعدت بأن الروح القدس سوف يذكّرنا بكل ما قلته وعلمته واوصيتنا به في حياتك على الأرض ارجوك ان ترسل روحك القدوس ليذكرني برسالتك وان يفتح قلبي ان استقبلها وان اعمل بها حسب مشيئتك القدوسة.  بحق قيامتك من الموت المس قلبي واشفني من محبة الذات. في فترة الصوم هذا ساعدني ان انكر ذاتي أكثر وأكثر وان أأخذ صلييبي حتى يمكنني ان اتبعك بدلا من اتبع نفسي ورغباتها واشواقها.آمين.

17.اليوم السابع عشر:الجمعة  18 مارس – الجمعة من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

” آلالام تنمو”

تأمل: جاء في العهد القديم:” وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا. فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. وَمَضَى إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ. فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَلَيْسَ إِخْوَتُكَ يَرْعَوْنَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ فَأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ»فَذَهَبَ يُوسُفُ وَرَاءَ إِخْوَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فِي دُوثَانَ.فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ، قَبْلَمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِمِ، احْتَالُوا لَهُ لِيُمِيتُوهُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلاَمُهُ». فَسَمِعَ رَأُوبَيْنُ وَأَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: «لاَ نَقْتُلُهُ». وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبَيْنُ: «لاَ تَسْفِكُوا دَمًا. اِطْرَحُوهُ فِي هذِهِ الْبِئْرِ الَّتِي فِي الْبَرِّيَّةِ وَلاَ تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَدًا». لِكَيْ يُنْقِذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ لِيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ، الْقَمِيصَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ، وَأَخَذُوهُ وَطَرَحُوهُ فِي الْبِئْرِ. وَأَمَّا الْبِئْرُ فَكَانَتْ فَارِغَةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ تَعَالَوْا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ، وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ، وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.”(تكوين3:37-4 و12-13و 17-28).

وفي العهد الجديد قال يسوع: “«اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ (متى33:21-43 و45-46).

ما هذا المثل الحزين الذي قاله لنا يسوع في قراءة انجيل اليوم عن قصة تصف رفض الإبن وموته. ان الله لا يسمح ان خطته لخلاص البشرية ان تحبط، فملكوت الله سيعطى للناس يأتون بثمار كما يرغبه الله. من خلال سر العماد المقدس اصبحنا أعضاء في شعب الله فكيف يمكن ان ننتج ثمار حسب رغبة الله؟  يمكننا ان نجد مفتاح في النص الأنجيلي مما قاله يسوع:”الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية”. ان يسوع هو رأس الزاوية او حجر الزاوية على قياسه ينضبط البناء كله في حياة الكنيسة، هو المثل والقدوة والمقياس مثلما تقول الوصية الرسولية “نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة” (1بط 1: 15)، فحياتنا وبشريتنا يجب ان تثبت فيه، وكما قال معلمنا بولس الرسول عن الكنيسة: “مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر للزاوية” (أف 2: 20). وهذا يبدأ بسر معموديتنا حيث نصبح أعضاء في جسد المسيح ومن هنا نطلب ان ننمو فيه حتى نصبح مشابهين يسوع في كل يوم.  وعملياً كيف يمكننا ان نفعل هذا؟ نبدأ بأن نحاول ان نعرف المسيح معرفة اعمق واحسن من خلال التحادث معه ومن خلال قراءة الكتب المقدسة وخاصة الأناجيل، وعندما نكون اكثر دراية بتعاليم يسوع فنحاول ان نفكر كما كان يفكر هو حتى يكون ايماننا وافكارنا ومواقفنا وتصرفاتنا تصبح مشابه له كقول بولس الرسول:”فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا”(فيليبي5:2).  ان حياتنا اليومية مملوءة بالأفعال والكلمات والإختيارات وفيها كلها نطالب بأن نتمثل بالفضائل التي مارسها يسوع وطوال تلك المحاولات بقدر ما نستطيع ونتحقق اننا مهما فعلنا لا يمكننا ان نشابه المسيح بواسطة قوتنا نحن فقط. نحن نحتاج الي معونة الله ونعمته ولقد حصل لنا يسوع على تلك النعمة  بموته وقيامته ولذلك نبحث ان ننمو في النعمة خاصة من خلال صلواتنا اليومية ومشاركتنا الفعلية في القداس الإلهي وتناولنا من سر القربان الأقدس وتقدمنا لسر المصالحة باتوبة والندامة.. كلما زاد حجر الزاوية يسوع في حياتنا سنحمل اكثر ثمر حسب رغبة الله. فلنفرح بالرب الذي صنع معنا هذا. ان القديس يوحنا الرسول يدعونا قائلا:” وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.”(1يوحنا3:2-5).

تدريب: “يسوع هو حجر الزاوية” هل تعي جيدا معنى ان يسوع هو الأساس؟ حاول ان تقترب

اكثلر وأكثر في معرفتك بيسوع المسيح بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس واللجوء الي مرشدك الروحي. وإذا كشف لك الآخرون أخطاءك، لا تقاومهم، بل أسرع للتوبة، فكلامهم رسالة من الله.

صلاة: كم هي عطية لا يمكن قياسها يارب ان أكون واحدا من شعب ملكوتك قد اخترته انت يالهي ووثقت بي وادخلتني الى حظيرة الخراف الناطقة أي بيعتك المقدسة. كم اشتاق ان احمل ثمر فأنا تيقنت انه يمكنني ان اقعل هذا بمعونتك ونعمتك يا يسوع. املأني بنعمتك حتى اثبت اليوم فيك وهنا ستكون كل افكاري وقدراتي ورغباتي وتصرفاتي كلها تشابهك. عندما اصبح يائسا او فاترا ساعدني ان اعيد ثقتي فيك اكثر واكثر بكل صدق.عندما ابدأ ان اعتمد على قواي ومصادري الشخصية وحدها عندئذ1 ساعدني يارب ان اعود اليك فورا. يا يسوع كن انت وحدك حجر زاويتي الوحيد والأساسي. آمين.

18. اليوم الثامن عشر: السبت 19 مارس[4] – السبت من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني” محيط من الندم”                                                                          تأمل:” وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!».فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلًا: وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ»(لوقا1:15-3 و11-32). 

ان المنظر المعروف عن مثل الابن الضال يقودنا لأن نتخيل أنفسنا في كل دور-ابن ضال، ابن وفي، وأب غافر. ليس كل دور من تلك الأدوار الثلاث سهل – لكي تتوسل للمغفرة لقرار خاطئ، او ان تشعر بأنك تتحمل فوق طاقتك وغير مكافئ، او ان نغفر شيئ سبب لك كارثة.  في أوقات مختلفة في حياتنا نحن جميعا تلك الشخصيات سواء كنا مهتمين ان نعترف بذلك ام لا. انه يمكن ان يكون الأمر مؤلما لكي نتحقق منه ولكننا علينا ان نتأمل في عمق كلمات ميخا النبي:” وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.“(ميخا19:7ب). يطرح الله خطايانا في أعماق بحر محبته الغافرة، فلا يعود يذكرها. يقول إرميا النبي: “مراحمه جديدة في كل صباح”(ارميا23:3)، فمع كل صباح نتطلع إليه كأبٍ غافرٍ لخطايا أبنائه، وساكب الحب في قلوبهم، يردهم دومًا إليه. إنه يطرح خطايانا كما في البحر الأحمر مع فرعون وجنوده، فلا يعود يذكرها. وكما قيل عن الإنسان التائب: “كل معاصيه التي فعلها لا تُذكر عليه؛ في برِّه الذي عمل يحي “حزقيال 22:18)”. ويقول الرب: “قد محوت كغيمٍ ذنوبك، وكسحابةٍ خطاياك. ارجع إليَّ لأني فديتك(اشعيا22:44). اذا ما تتطلعت نحو المحيط من على الشاطئ او من على متن باخرة انت ستعرف مقدار مثل ذلك الحب. تخيل كل ما فعلته بالخطأ يختفي للأبد في ظلمة المياه لبحر عميق ولا تطفو ابدا الي قلبك وفكرك او حتى الى قلب من سببت له الضرر. هذا هو حب الأب والذي نحن مدعوون ان نقدمه لمن هم في المقابل قد سببوا الضرر والأذى لنا. ما عمق محبتك يا ترى؟.                                                         تدريب:  هكذا غالبا عدم قدرتنا ان نعغفر مرتبطة بعدم قدرتنا ان نغفر لأنفسنا. نحن قد نؤذي شخص ما نحبه ونعزي هذا لخطيئتنا كما لو انها هي التي سببت ذلك – وليس الله- ونحتفظ بها ونفكر اننا اذا ما احتفظنا بتأسفنا في قلوبنا قد تعني اننا أكثر ندما ولكن الحقيقة اننا نضع المغفرة الألهية على الشاطئ وتجعلنا اقل رغبة ان نمد نفس المغفرة للأخرين. نحن نريدهم ان يتشبثوا بأسفهم أيضا. هل هناك شيئ انت تحتاجه لتدع الأمر يمر، الخطية والتي فيها انت آسف وانها لا تسبب لك أي خدمة او تقدم لك أي شيئ آخر لك كالشيئ الذي تعلقه حول رقبتك فهو لا يمثل أي شيئ. قرر الآن ان تدع الأمر يمر مرة والى الأبد واجلس مع ذاتك في صلاة قبل ان تفدم المشكلة لأبيك السماوي. تخيل  محيط واسع وراقبه وهو امواجه وهي تختفي نحو العمق. كن حرا لكي تغفر لشخصك وللآخرين على الأقل.

  صلاة: أيها الآب السماوي هل انت أيضا تعمل فيّ وفي من احبهم؟ هل وضعت صلاحك فيّ وانت متأكد انه يمكنني وانني سوف اعود الي البيت برحمتك؟ حتى وانا بعيد وفي كورة غريبة؟ هل انت دائما تنتظرني؟ ودائما مستعد في الترحيب بي عائدا وان تعيد لي ثروة النعم والمكانة والتي أحيانا ابعثرها؟ ساعدني يا ابي ان اثق في حبك في داخلي وفي داخل كل احد في رحلة حياتي ودعني ان اثق في حبك الذي يكفي العالم اجمع. يا ابتاه يــا من أحببتني دائمـا..هـل تقبلني مرة أخرى بعد أن شككتُ فيك؟ يـا من غفرتَ لـي أكثر من سبعين مرة سبع مراتن،هـل تقبلني مرة أخرى وتغفر لي وترحم وترأف وتضمني إلـى صدرك كعادتك معى يا أبي السماوي؟.ألا يـكفـي يا سيدي عذاب الحرمـان ومرارة الـكأس الفارغة وشقاء الإحساس ببعدك؟.بـُعدك عنـي ياربي هـو الـجحيم وصمتك هـو صدى للهاوية، فياليت لـي فى عيني ينابيع دموع تكفي الغفران.وحـدي لا أستطيع أن أصنع شيئا..سيقوى علي الوحش والتنين والنبي الكذاب وأصحاب الوسم ولكن بك وحدك سيكون الإنتـصار…فلتكن يارب أيام تجندي على الأرض هي صفحة إنتصار جديدة لـنعمتك على قوات الجحيم. آمين.

صلاة للقديس يوسف: إليكَ نلتجئُ في ضيقنا أيّها القدّيس يوسف، ونلتمِسُ حِمايتكَ بِثقة، فبِحقّ رِباط الحُبِّ المُقدّس، الذي جَمَعَ بينَكَ وبينَ العذراء البريئة من كلّ دنس، وبِحقِّ المَحبَّةِ الأبويَّة التي أحببتها الطفلَ يسوع، نسألكَ أن تنظُرَ بعينِ الرأفةِ، إلى الميراث المحبوب الذي اقتناهُ يسوعُ المسيح بدمِهِ، وأنْ تُسعِفُنا بِقضاءِ حاجاتنا لِما لكَ من المقدِرة. يا حارس العائلة الإلهيّة الجزيلَ العناية، دافِعْ عن سُلالةِ يسوع المسيح المُختارة، أبعد عنَّا أيُّها الآب الودود، وَباء الأضاليل والرذائِل المفسِدةِ في العالم. تلطّف يا نصيرنا القويّ، واعضدنا من السَّماء في الجهاد الناشب بيننا وبينَ سُلطانِ الظَّلام. وكما سَبقَ لكَ أنْ نجَّيتَ مِنَ الموت، حياة الطفلِ يسوع المُهدّدة، هكذا نجّني الآن ونجِّ كنيسة الله المُقدّسة من مكايد الأعداء ومن كلّ شِدّة، وابسُط على كُلٍّ مِنَّا ظِلَّ حِمايتكَ، حتى إذا ساعدتّنا، عِشْنا على مِثالِكَ حياةَ قداسة، ومُتنا موت الصالحين، فنفوزَ بالسعادةِ الأبديّةِ في السَّماء. آمين.

19.اليوم التاسع عشر: الاحد 20 مارس – الأحد الثالث من الزمن الأربعيني ” علامات الايمان”                                                                                                               تأمل:”وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.
 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ. وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ.“(يوحنا13:2-25). ان الحديث عن الصليب هي نقطة مركزية لحياتنا كمسيحيين كقول بولس الرسول:”لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ. لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!“(1كورنثوس 22:1-25). ان الصليب قد حصلنا عليه من خلال المعاناة والنصرة على الموت حصلنا عليه من خلال عذاب رهيب فوق الصليب.  اذا ما اخذنا من المفهوم البشري بشدة فالصلب شيئ يجب ان نقلل من شأنه او نخفيه، فلماذا تريد ان تبرز معاناة مخلص وملك مصلوب؟ ولكننا لا نخفي الصليب ولكننا نبرزه فهو علامة رجاء وعربون محبة وشارة شرف. اننا ربما نغلق الصليب على رقابنا او في منزلنا لكي يذكرنا اننا قد خلصنا بحكمة الله وقوته وان “جهالة الله” هي احكم من الناس (1كور25:2). ان الصليب هو علامة ان الله يخلصنا على الرغم من ضعفاتنا وخطايانا لأن الهنا يعلم ماذا يعني اننا بشر. في انجيل اليوم تنتهي حادثة تطهير الهيكل لتذكرنا ان يسوع “لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ.“(يوحنا25:2). نحن قد تباركنا بأن الله قد أراد ان يولد في مزود من فتاة صعيرة وان يحيا في فقر ويموت في عار وراغبا في حمل رسالته ونشرها لجهالة من الناس  كقول بولس الرسول:” بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ».(1كورنثوس27:1-31).  فالحكمة تتنكر كجهالة والقوة تتنكر كالضعف والخلاص يتنكر كموت على الصليب.

                                                                                             ولنعد الى قصة اللقاء في الهيكل وحوار اليهود مع السيد المسيح لقند طلب اليهود آية، فاجأهم السيد المسيح بما لم يتوقعوه، بأن يهدموا الهيكل وهو يقيمه في ثلاثة أيام. ولأن ما قاله كان نبوة عن موته وقيامته، لم يفهموا، بل استنكروا ساخرين!! أما الستة وأربعون عاما، زمن بناء الهيكل، فلها قصة أخرى… بُنِىَ الهيكل أولًا في نفس الموقع، وبناه سليمان سنة 950 ق.م. في 7 سنين، وهدمه البابليون. ثم بناه زَرُبَّابَلُ سنة 515 ق.م. ثم قام هيرودس بترميمه بدءا من سنة 16 ق.م. حتى عام 30 م. وقت كرازة المسيح، وهي المدة التي قُصِدَ بها 46 سنة. بالرغم من إيمان الكثيرين نتيجة المعجزات التي صنعها السيد، ولا نعرف عددها “ وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ(يوحنا25:21)، ولكن المسيح لم يأتمنهم على نفسه. وهذامعناه أنه عرف ما في قلوب من حوله… فهو يعرف أن هذا ليس إيمانا ثابتا، بل إيمان يقوده الانبهار، وهو إيمان وقتى سطحى لا يدوم. وتعبير “لأنه علم ما كان في الإنسان”، إشارة قوية للاهوته‘ وهو ما أكده أيضًا في قدرته على إقامة جسده بعد الموت. فيا تُرَى، أي نوع من الإيمان لدينا؟ هل هو إيمان راسخ عامل في قلوبنا بالروح القدس، أم هو إيمان نظرى يظهر في أوقات الراحة ويختفى عند الصليب؟. والكنيسة تعلمنا ألا نفرح وننخدع بالثمر الكثير والسريع، لعله إيمان يشبه إيمان اليهود، الذين سرعان ما انقلبوا صارخين: “اصلبه… اصلبه…” آمين، يا رب ثبتنا في إيمانك المستقيم.                                       تدريب: لاحظ تلك الصلبان المعلّقة من حولك وليس فقط في منزلك ولكن ربما في أماكن غير مألوفة لك او أماكن لا تتردد عليها، فهي في كل مكان خاصة في البلاد التي تتدعي انها مسيحية. نعم في الكنائس ولكن أيضا مطرزة في اقمشة حياتنا. لا أحد يشك في علامة الصليب وعندما نرى صليبا خولنا في رقبة أحد ما او معلّق في داخل سيارة او ربما موجود كوشم على الذراع فلا تتعجب وتقول:” انا اتعجب هل هم يؤمنون بالصليب والمصلوب في الحقيقة؟”. عندما نرشم علامة الصليب على انفسنا ومهما كان الأمر كيف نؤديها ونمارسها، نحن نعلّم أنفسنا بأننا من اتباع يسوع كتلاميذ حتى ولو لم نؤدي رسالتنا كما ينبغي ولكننا على الأقل نحاول أن نشابه معلمنا. انظر الى الصلبان ما الذي تقوله لك؟ وا الذي يعنيه الصليب لك؟ اذا كنت ترتدي صليب حول رقبتك او تظهره في بيتك كم مرة في الغالب تنظر اليه وتتأمل معناه؟ حاول ان تجد الوقت اليوم وانظر الى الصليب والمصلوب وحاول ان تتأمل ماذا قدم لك يسوع من نِعم وبركات. تذكر أيضا وصايا الله لك كما جاءت في كتابه المقدس:” ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلًا: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلًا مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».(الخروج1:20-17).

صلاة: يا إله كل محبة وخلاص نحن نثق في حكمتك حتى ولو لم نكن نتفهمها وحتى ولو ان

العالم ينظر الينا كجهلاء لأننا آمنا بصليب ومصلوب فدعنى لا انسى بتاتا كم مرة سقطت وكم من المرات اهنتك واغظتك وبعتك وانكرتك وهربت بعيدا عنك لكنك مازلت تحبني وتقبلني. واكثر من ذلك انت معي لتساعدني للقيام من سقطاتي وفتوري. فساعدني يا ربي ان تزيد ايماني فيك واعطيني النعمة ان ابدأ بداية جديدة وخليقة تستحق وجودك فيّ وساعدني لكي يروك فيّ بأعمالي واقوالي وافكاري ومعونتي للآخرين فيمجدوك انت الرب القدير وساعدني ان اجذب افراد عائلتي نحوك. آمين.

20.اليوم العشرون: الاثنين 21 مارس – الأثنين من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني” معجزات دنياوية”

تأمل:” وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِهِ. وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا، فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى”(لوقا24:4-30).

بقراءتنا لقصة شفاء نعمان السوري كما جاءت في العهد القديم:”وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلًا عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ الْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. وَكَانَ الأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ امْرَأَةِ نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ قَائِلًا: «كَذَا وَكَذَا قَالَتِ الْجَارِيَةُ الَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ».
5 فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: «انْطَلِقْ ذَاهِبًا، فَأُرْسِلَ كِتَابًا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ». فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَل مِنَ الثِّيَابِ. وَأَتَى بِالْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: «فَالآنَ عِنْدَ وُصُولِ هذَا الْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَاشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا اللهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلًا مِنْ بَرَصِهِ؟ فَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي». وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ اللهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى الْمَلِكِ يَقُولُ: «لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ». فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولًا يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ، فَيَرْجعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ، وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟» وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَكَلَّمُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ النَّبِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا، أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ؟ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟». فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ. فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ”(2ملوك1:5-15).

ولكي نتفهم موقف نعمان السوري عندما ذهب ليُشفى من البرص فلقد توقع علاج مباشر نسبيا ولكن قيل له بدلا من ذلك ان يذهب الى مياه نهر قديم بنفس مياهه القديمة ويغتسل. أي شخص آخر كان يمكن ان يكون له نفس رد الفعل- انسى الأمر. ان تكون هناك عند نبي الله ويقال لك ذلك فلماذا اذا الازعاج؟ لقد لزم الأمر لخدام نعمان ان يتحاثوا معه محاولين شرح الأمر وتهدئة غضب القائد وذلك لأن اوصفة بسيطة ويمكن عملها. نحن نرى نفس رد الفعل نجو يسوع في انجيل اليوم، فسكان البلدة لم يقبلوا ما الذي يقوله يسوع لأنه “اليس هو ابن النجار؟”فالعادي لا يقنعنا نحن نفكر اننا نستحق شيئ غير عادي وفي اثناء عملية الانتظار لكي يحدث هذا نحن نفتقد الكثير من الهبات الإلهية وقد تكون حتى مغحزة. لماذا يدهشنا ان أعمال الله يقوم بها أناس عاديين ومن خلال أشياء عادية. وفوق كل هذا ان الله نفسه دخل الى هذا العالم بأأكثر شيئ عادي – ولد في مغارة بين الحيوانات من فتاة وخطيبها النجار البسيط. ان العمل الغير عادي لا يمكن ان يكون اكثر من هذا.   

تدريب: خذ مذكرة واكتب فيها ما قد تلاحظه من أشياء عادية في عالمك وحياتك اليوم قج يكون عاديا شروق للشمس او طائر عادي يقف على مكان لإلتقاط الحبوب او صديق عادي يقدم لك ورقة بها نصيحة او رأي او من زميلك في العمل يحضر لك كوب من القهوة بدون ان تطلبه. ان كل تلك الأشياء التي في نظرك عادية هي في الحقيقة غير عادية فالله موجود في كل تلك وكيف ان التحقق يمكن ان يغير نظرتك وحتى حياتك اذا ما توقفت لبرهة لكي تتأمل كل ما يجري من حولك. انها ليست صدفة او أمور عادية تحدث كل ساعة وكل يوم ولكن يد القدير هي التي تدير ذلك الكون كله. ان المعجزة ليست في ان تسير فوق الماء كما فعل يسوع بل ان تسير على الأرض وتتنفس هواءها وتلمس وتشعر انك حي فكل يوم نحن في معجزة مستمرة فحاول ان تجد مغجزتك في هذا اليوم.

صلاة: يا يسوع، ساعدني ان أرى واقدر كل الطرق التي تقوم بها وتعمل فيها في حياتي من خلال أناس عاديين قد وضعتهم في مسيرة حياتي. افتح عيناي لأرى اذا ما كان لدي أي أفكار مسبقة عما يمكنك ان تعمله وانا اجهلها فانا لا اريد ان افقد أي فعل لنعمتك لأنها يمكن ان تكون بالنسبة لي أمور عادية. انا لا اريد ان أكون مثل اهل الناصرة الذين رفضوك لأنهم لم يتمكنوا ان يروا ما وراء أفكارهم نحوك، ولكن بدلا من ذلك ساعدني ان أكون مثل نعمان السوري راغبا ان اترك أي توقعات خاصة حتى يمكنك ان تعمل بكل حرية في حياتي كلها. آمين.

21.اليوم الواحد والعشرون: الثلاثاء22  مارسالثلاثاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني”نفقد قبضتنا”

تأمل: “حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلًا: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلًا: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟ وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ»(متى21:18-35).

 يجب عليك ان تحب بطرس الرسول الذي حاول ان يضع عدد – وعدد محدود- على عدد المرات التي يمكن ان نغفر فيها لمن هم اساءوا الينا، سبع مرات؟ كل هذا العدد؟ ان بطرس الرسول غالبا ما يذكرنا بأنفسنا عندما نخطئ في حساب رحمة الله وتوقعاتنا تجاهه. انه ليس هناك أي حدود للمغفرة يقولها يسوع  للقديس بطرس ولنا على الرغم من انه ربما لم يعلنها بطريقة مباشرة كما كان بطرس ونحن أيضا يمكن ان نفضلها. ان عدد محدد ومعين قد يكون اسهل ومفهوم ولكن يسوع يدعنا ان نعرف بطريقة درامية ان هذا ليس بالأمر السهل وان ما هو مطلوب اكثر من مغفرة “بسيطة” طبقا لجدول حسابي بسيط ولكن في معظم احوالنا يمكن ان يكون هذا شهادة  بانه لا توجد شيئ بسيط عن المغفرة تحت أي تعريف. انها تتحدانا وتطلب منا ان نضع الآذى والاستياء خلفنا وتدفعنا لنكون أكبر مما نفكر ان نكون عليه. ان المغفرة الحقيقية ليست فقط هدية لشخص قد سبب ضرر لنا لكنها هدية للحرية لمن منح تلك المغفرة لنه اذا ما امسكنا ذلك الغضب واحتفظنا بحالة الاستياء سيجرنا فقط الي اسفل و يجعلنا اصغر واحزن واصعب لكل من هم حولنا وفي محيط حياتنا. ان هناك حرية في المغفرة لكل شخص مشترك.

في قراءة من العهد القديم نقرأ:“وَوَقَفَ عَزَرْيَا وَصَلَّى هكَذَا وَفَتَحَ فَاهُ فِي وَسَطِ النَّارِ وَقَالَ: فَلاَ تَخْذُلْنَا إِلَى الاِنْقِضَاءِ لأَجْلِ اسْمِكَ، وَلاَ تَنْقُضْ عَهْدَكَ. وَلاَ تَصْرِفْ رَحْمَتَكَ عَنَّا لأَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَإِسْحَاقَ عَبْدِكَ وَإِسْرَائِيلَ قِدِّيسِكَ الَّذِينَ قُلْتَ لَهُمْ إِنَّكَ تُكَثِّرُ نَسْلَهُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ.لَقَدْ جُعِلْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ أَقَلَّ عَدَدًا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ، وَنَحْنُ الْيَوْمَ أَذِلاَّءُ فِي كُلِّ الأَرْضِ لأَجْلِ خَطَايَانَا. وَلَيْسَ لَنَا فِي هذَا الزَّمَانِ رَئِيسٌ وَلاَ نَبِيٌّ وَلاَ قَائِدٌ وَلاَ مُحْرَقَةٌ وَلاَ ذَبِيحَةٌ وَلاَ تَقْدِمَةٌ وَلاَ بَخُورٌ وَلاَ مَوْضِعٌ لِتَقْرِيبِ الْبَوَاكِيرِ أَمَامَكَ،وَلِنَيْلِ رَحْمَتِكَ. وَلكِنْ لاِنْسِحَاقِ نُفُوسِنَا وَتَوَاضُعِ أَرْوَاحِنَا اقْبَلْنَا. وَكَمُحْرَقَاتِ الْكِبَاشِ وَالثِّيرَانِ وَرِبْوَاتِ الْحُمْلاَنِ السِّمَانِ هكَذَا فَلْتَكُنْ ذَبِيحَتُنَا أَمَامَكَ الْيَوْمَ حَتَّى تُرْضِيَكَ، فَإِنَّهُ لاَ خِزْيَ لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ إِنَّا نَتَّبِعُكَ الآنَ بِكُلِّ قُلُوبِنَا وَنَتَّقِيكَ وَنَبْتَغِي وَجْهَكَ، فَلاَ تُخْزِنَا بَلْ عَامِلْنَا بِحَسَبِ رَأْفَتِكَ وَكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ، وَأَنْقِذْنَا عَلَى حَسَبِ عَجَائِبِكَ، وَأَعْطِ الْمَجْدَ لاِسْمِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ“(تتمة دانيال 25:3و34-43). لنتذكر رحمة الله لنا فلماذا لا نرحم من اخطأ وآساء الينا؟ ألا نردد في صلاة الأبانا طالبين من ابونا السماوي ان “وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.“(متى12:6)، فهل نحن صادقين في الحقيقة من مغفرتنا لمن اساءوا الينا؟

تدريب: متى كان اخر مرة انت كنت في احتياج لتغفر لشخص ما قد سبب لك بعض الألم؟ هل يمكنك ان تتذكر المعاناة التي مررت بها خلال تلك الحادثة وما بعدها؟  ماذا اذا ومتى عندما حاولت في النهاية ان تغفر لذلك الشخص الذي أخطأ نحوك او فشل في شيئ لك وماذا كان شعورك وقتها؟ في اغلب الأوقات انه ليس حتى اننا في النهاية نغفر اننا نتحقق ان حملا ثقيلا قد رفع عنا وان ذاك الثقل قد كان مسببا لكثير من المتاعب وابعد عنا سلامة القلب والفرح.  انه ليس من السهل في بعض الأحيان ان ننسى ولكننا اذا ما استطعنا ان ندع الأمر يمر وان نقدم للآخر رحمة مثل تلك الرحمة التي نتوقعها منه ونفس أيضا تلك الرحمة التي نرجوها من الله سنتحقق بأنفسنا ان ذاك الثِقل والقلق قد ذهب بلا رجعة.  ابحث اليوم عن شخص قد سبب لك بعض الألم وحاول ان تصلي من اجله طالبا من الله ان يغفر له وان يمنح ذلك الشخص بركاته السماوية.

صلاة: ياإله المراحم انت بطيئ الغضب وسريع المغفرة ونحن نصلي ان نقدر ان نتبع مثالك حتى ولو لم يكن سهلا فهبنا يا الله الصبر والمحبة والقدرة ان نرى أنفسنا في الآخرين. انا الآن أقف بين يديك فلقد اثبت لي ان حبك الذي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس هو ما يجعلني اطلب منك ما اطلبه الآن، فأنت ربي والهي ومخلّصي. آمين.

22.اليوم الثاني والعشرون: الاربعاء 23 مارس- الأربعاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني “فرائض واحكام”

تأمل: جاء في العهد القديم:” «فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ. اُنْظُرْ. قَدْ عَلَّمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَامًا كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلهِي، لِكَيْ تَعْمَلُوا هكَذَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا. فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هذِهِ الْفَرَائِضِ، فَيَقُولُونَ: هذَا الشَّعْبُ الْعَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ. لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟ وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ مِثْلُ كُلِّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ؟ «إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلاَّ تَنْسَى الأُمُورَ الَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ.“(تثنية 1:3و5-9). وفي العهد الجديد جاءت اقوال السيد المسيح: “ «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ”(متى17:5-19).

ان الذاكرة لشيئ عجيب، فانه يمكننا ان ندفع لأسفل – للأحسن او للأسوأ وعادة للسيئ- الأشياء التي جرحتنا لكي نحمى انفسنا. يمكننا ان نستحضر الذكريات السعيدة من الأعياد او عندما نشتم شيئ محبب او نسمع لأغنية ما وقد نطير من السعادة وتعود ذاكؤتنا لتلك اللحظات فتبتهج نفوسنا. في القراءة الأولى اليوم وفي الأنجيل تذكرة لنا هامة فلقد قيل لنا احترز واحفظ ولا تنسى وإلا.. وهي ليست بكلمات مريحة اذا ما كنا أمناء مع أنفسنا، فهي قد تجعلنا في حالة ليست بسهلة. أي من تلك الوصايا والأحكام والفرائض التي وضعها الله قد تناسيناها واخترنا ان ننساها نتيجة انها غير ملائمة او لكسلنا؟ ما الذي نحتاجه لكي نعيد لذاكرتنا ونصحح اتجاهاتنا في الحياة الآن حتى يصبح مسار حياتنا في طريق الله وليس في طريقنا نحن؟ لا شيئ سيبتعد حتى إتمام القانون فيسوع يقول لنا ما نحتاجه لتنفيذ فرائض واحكام ووصايا الله والذي يطلبه مننا. ان الفرائض هي الواجبات التي أمر بها الله شعبه وتتعلق بالعبادة والطقوس والأحكام هي وصايا الله في السلوك والمعاملات المختلفة، وعلينا أن ننصت باهتمام لوصايا الله، ووصايا الله وكلامه تعطينا حياة ليست فقط روحية مع الله ولكن ترشدنا أيضًا في السلوك العملى النقى في معاملاتنا وكل أعمالنا.

تدريب: حاول اليوم ان تقيّم اعمالك واقوالك فهل هي مطابقة لوصايا الله؟ وهل كنت يوما ما عثرة للآخرين؟

صلاة: يا يسوع، انا أحيانا اجد نفسي في موقف حيث يمكن ان اشرح او أفسر شيئ عن الكنيسة او تعاليمك المقدسة لصديق او قريب او عضو معي في الكنيسة او المدرسة او العمل ومنهم من هم ليسوا بكاثوليك وغالبا ما أكون مدفوعا للحديث والشرح والتعليم كأني احد علماء كتابك المقدس وفي بعض الأوقات الأخرى ابتعد وانسحب من اتباع وصاياك بينما اعلّم بها فساعدني يا سيدي ان احيا بأمانة واجعل مني تلميذك ورسولا لك . آمين.

23.اليوم الثالث والعشرون: الخميس 24 مارس – الخميس من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني-” الايمان ما وراء الحقائق”

تأمل: جاء في العهد القديم:” بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهذَا الأَمْرِ قَائِلًا: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلهًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْبًا، وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذْنَهُمْ، بَلْ سَارُوا فِي مَشُورَاتِ وَعِنَادِ قَلْبِهِمِ الشِّرِّيرِ، وَأَعْطَوْا الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ. فَمِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ آبَاؤُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ، مُبَكِّرًا كُلَّ يَوْمٍ وَمُرْسِلًا. فَلَمْ يَسْمَعُوا لِي وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. أَسَاءُوا أَكْثَرَ مِنْ آبَائِهِمْ. فَتُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ هذِهِ الْكَلِمَاتِ وَلاَ يَسْمَعُونَ لَكَ، وَتَدْعُوهُمْ وَلاَ يُجِيبُونَكَ. فَتَقُولُ لَهُمْ: هذِهِ هِيَ الأُمَّةُ الَّتِي لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِهَا وَلَمْ تَقْبَلْ تَأْدِيبًا. بَادَ الْحَقُّ وَقُطِعَ عَنْ أَفْوَاهِهِمْ.“(ارميا23:7-28). وفي قراءة انجيل اليوم:” وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ». وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا، تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ(لوقا14:11-23). بالنسبة الى العالم الذي نحيا فيه والذي يحب ان يأخذ الأشياء بناء على الايمان فنحتاج الي اثبات وغلوم وحقائق ثابتة. بنفس الطرق يمكن ان يُرى الايمان على الأقل بالنسبة الى قطاع كبير من السكان كضعف وكعكاز او سند لمن هم في احتياج للتأكيد لكي يعبروا هذه الحياة. وحتى الان كلنا لدينا ايمان بشيئ ما او بشخص ما حتى ولو ولم تكن افكارنا. غالبا الغير مؤمنين يرون ايمانهم نظريا كفكر محدود وعقل صغير ومهمة ذاتية في الايمان بالوجود الإلهي المقدس الذي يخلق ويعتني بكل شيئ فردي ولكن يبدو انه ليست مثل تلك المعادلة يجب ان تنقلب. انه يبدو لكي نرى هذا العالم بعجائبه وجماله المعقد وتصميمه الذكي وامتداده الرهيب اللامحدود ولا يمكنك ان ترى اليد الإلهية التي صممت كل شيئ ذاتيا بطريقة هامة وعجيبة. اذا تخيلت  انه لا يوجد شيئ لا يمكن ان نراه بعيوننا وان هناك عوالم أخرى خفية ممتدة لا يمكن ان ترى فعلينا اذا ان نقر بعجزنا عن معرفة غظمة وقوة هالق هذا الكون فالهنا اله عظيم وعجيب وقادر وهالق كل شيئ فلا تدع لعالم يقتعك بشيئ آخر. اثبت على ايمانك لأن اثبات الألوهية موجود في كل مكان.     

تدريب: بالنسبة لك هل تطلب آية او علامة لكي تتبع وتختار المسيح؟ اذا ما اخترت المسيح كيف ولماذا؟. حاول ان تطلب معونة الرب حتى يمكنك ان تعلن بكل جرأة وثقة “انا اخترت المسيح”.                                                                                                                      صلاة: يا الله اجعلني ثابتا في ايماني عندما العالم من حولي فاقدا للإيمان. اعطني عيونا لكي ترى يداك الإلهية في كل الأشياء التي من حولي والتي تذكّرني يوما بيوم وببساطة عن مقدار عظمتك وقدرتك ومحبتك للبشر. اخترتك وانا اريد ان أكون كليّ لك وان اقضي حياتي اجمع من حولك الآحرين من خلال شهادة حياتي ومحبتي وساعدني ان اقدم ذلك الحب الي كل من اقابلهم في حياتي. آمين.

24.اليوم الرابع والعشرون:الجمعة 25 مارس – الجمعة من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني- “التسلق الى أعلى”

تأمل: فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!(مرقس28:12-34).

اذا ما اختبرت التسلق يوما ما فأنت تعرف ان المسار المستقيم ليس من الضروري هو المسار السهل، انحدار حاد يمكن ان يتركك تلهث لأخذ انفاسك، الصخور واحجار متساقطة يمكن ان تتطلب منك مناورة صعبة. ربما يوجد جدول مياة غير متوقع يجعلك تعود ادراجك بالكامل. ان طرق الرب المذكورة في القراءة الأولى اليوم:”فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا.“(هوشع9:14) تدعونا لكي نتذكرتلك التحديات. اننا نعرف ما هو الشعور عندما نتعثر في وسط طريق يظهر انه متسع وعريض وسهل المرور عليه. نحن جميعا قد اختبرنا تلك اللحظات عندما نجد اقدامنا الثابتة في طريقنا الروحي قد سحبت من تحتنا ونشعر اننا قد ضللنا طريقنا واننا نسير بعيون مغلقة ونصلي حينها ان يقودنا الله الي ما نحتاج ان نكون به. عادة تلك اللحظات عندما نشعر اننا ضللنا او سحبنا من على الطريق ولم نعد نعرف اين نحن وأين نذهب تكون تلك الأوقات التي فيها فقدنا الاتصال بالله.  ربما لا نجد الوقت للصلاة – المفتاح الرئيسي لكي نقدر ان نسير مع الله في طريقه بدون أي إعاقة. ربما اننا لا نحب الله كما يجب من كل القلب والفكر كما هو مطلوب وكما قيل لنا من قراءة انجيل اليوم. عندما لا نضع الله أولا في كل شيئ وهذا عادة بسبب وضع انفسنا أولا، أي ان “الأنا” هي الغالبة والمسيطرة.

نحن واقعين تحت مآساتنا وأيضا في معرفتنا للطريق الوحيد للحل من كل متاعبنا وهذا عندما يمتلئ الضباب والمسارات الجانبية والتي تكون هي من تعوق مسيرتنا المستقيمة مع الله.  لكن اذا ما اتبعنا الخريطة الموضوعة لنا كما جاءت في الكتاب المقدس والذي هو كلمة الله سوف نستعيد اقدامنا لتصبح ثابتة على الطريق الصحيح للأمام حتى ولو كانت في البداية تسير ببطء. وكذلك علينا ان نتقدم ونقود الآخرين في طريق الرب:” وَيَقُولُ: «أَعِدُّوا، أَعِدُّوا. هَيِّئُوا الطَّرِيقَ. ارْفَعُوا الْمَعْثَرَةَ مِنْ طَرِيقِ شَعْبِي».(اشعيا14:57).

تدريب: متى كان اخر مرة خرجت لتسير في طريق جبلي او وسط الطبيعة؟ هل كان الأمر بسيط ام صعب؟ هل كانت هناك لحظات خوف وقلق وضياع؟. ربما كانت تلك البقعة تدريب لك لمعرفة اتجاهات سيرك بدقة وكيف تكون مستعدا قبل ان تبدأ خطواتك الأولى.  او ربما كانت تجربة تعكس لك أهمية الاستعداد واختيار الأماكن وغيرها. ما هي تلك الجبال الروحية التي قد تعيق تقدمك نحو الله وخاصة في هذا الصوم المبارك؟. افحص ذاتك اليوم ولا تتأخر فالرب هو

“الطريق الحق للحياة الأبدية” وهو ينتظرك.

صلاة:يا ربي يسوع، ارجوك ان تسير معي عندما يصبح الطريق يبدو غير مؤكد او صعب وليئ بالحجارة والعثرات. كن أنت يا الهي بوصلة حياتي قتقودني في طريقك وتسير معي في كل الأوقات وتقودني للأمام حتى في الأوقات الصعبة. من المؤكد انني وحدي لا استطيع فأنت وحدك سوف تنير فكري وتقوي ارادتي في السير نحوك، فساعدني دائما ان أتمم مشيئة أبيك السماوي كما أتممتها أنت في حب واستسلام.آمين.

صلاة عيد البشارة:   يا مريم العذراء القديسة، يا من أُرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بانها ستكون ام الإبن الوحيد، صلي من اجلنا نحن الملتجئين اليك. يا مريم المحبوبة القديسة نهبك نفوسنا بجملتها لكِ، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ايضا وليكن مباركا حبلك الطاهر بلا دنس يا مريم العذراء المباركة ويا ام الله. احييك ايتها البتول الدائمة، يا والدة الله، يا عرش النعمة، يا معجزة قوة العلي. أحييك يا قدس الثالوث الأقدس وملكة الكون، يا أم الرحمة وملجأ الخطأة. أيتها الأم الـمُحبة، منجذبا بجمالك وعذوبتك وعطفك ورقتك، أتجه اليك بثقة أنا الخاطئ التعيس، وأتوسل اليك أن تستمدي لي من ابنك الحبيب النعمة التى أطلبها منك في هذه الساعة (أذكر طلبك). استمدي أيضا يا ملكة السماء ندامة حقيقية عن خطاياي الكثيرة، ونعمة الإقتداء بالفضائل التى مارستيها بإخلاص خصوصا التواضع، والطهارة، والطاعة. وفوق كل شيئ، أتوسل اليك أن تكونى أمي وحاميتي وأن تقبليني فى عداد ابنائك المخلصين، وأن تقوديني الى عرش مجدك السامي. لا ترفضي توسلاتي يا أم الرحمة. أشفقي عليّ ولا تتخلي عني فى حياتي وفى ساعة موتي.

آمين.

25.اليوم الخامس والعشرون: السبت 26 مارس: السبت من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني-” حب الطفولة”

تأمل وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»(لوقا9:18-14).

ان المقارنة أحيانا بين ايماننا الذي نخفيه وكما في قراءات اليوم أحيانا تضربنا بقطع من الأحجار، فالقراءة من نبؤة هوشع النبي:” هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ. «مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. لِذلِكَ أَقْرِضُهُمْ بِالأَنْبِيَاءِ. أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَالْقَضَاءُ عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ. «إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.“(هوشع1:6-6) خاصة ونحن نقترب من منتصف زمن الصوم نجد ان التقدمات تتأرجح بشدة امام اعيننا أكثر. نحن نعطي ونعطي أشياء ونتبع “القواعد” التي تقودنا في موسم الصوم هذا ولكن قراءات اليوم تضعنا في حالة تعجب اذا ما كنا نفعل كما يفعل الباقون ولكنها تحذرنا ضدها. والآن دعنا نتسآل هل اننا نضحي او نقدم أي تضحية  ام لا؟، ونتبع “القواعد” للنمو الروحي ام نتمرد؟ في كلتا الحالتين علينا ان نتبع روح القانون وليس حرفيته. كيف يمكن ان نقترب من الله- بالحب والتواضع او بمصالحة الذات؟ هل نحن متأكدين من أنفسنا روحيا اننا نقاوم الاحتياج ان ننمو وان نقف بعيدا عن الشر؟ الأخبار السارة ان ما يريده الله منا هو اكثر سهولة عن ذلك وهو كيف نبني انفسنا ونثبت علاقتنا به ونقويها اكثر واكثر. ان الله يريد قلوبنا وحبنا الطفولي وعبادتنا له اكثر من ان يجبرنا على ذلك. هل نرغب نحن في ان نثق فيه بدلا من نجبر انفسنا ونضطر للخضوع تحت قسوة الحياة؟ان الأمر من السهل اكثر مما نفكر وما علينا الا ان نستسلم لذلك الحب الإلهي بحب مقابل له.    

تدريب: “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.”(اشعيا8:55-9). ردد هذه الآية اليوم وتمعن في كلماتها واعرف من هو الله ومن أنا ثم افحص ضميرك جيدا واعترف بخطاياك وزلاتك وتقصيرك طالبا المغفرة والرحمة. 

صلاة: ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصي، اغسلني كثيرا من إثمي، ومن خطيتي طهرني لأني عارف بمعاصي، وخطيتي أمامي دائما. إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت. انا اريد يا الله ان أكون مِلكا لك كلية في افكاري واقوالي وارادتي ولكنني أرى ضعفي وشروري وميولي الأرضية فدعني وعلمني كيف احبك لأني ضعيف وخاطئ وفقير واعمى وعريان. ساعدني يا الله ان اضع ذاتي بكليتها لك قلبا نقيا اخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في داخلي ولا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني. دعني ان أكون لك للأبد وانت تكون في ومعي دائما. آمين.

26.اليوم السادس والعشرون:الاحد 27 مارس – الأحد الرابع من الزمن الأربعيني-“ارقام محظوظة”

تأمل:” وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ

مَعْمُولَةٌ».(يوحنا14:3-21)

ربما قد رأيت العلامات والاعلانات معلقة في كل مكان وعلى أعمدة التليفونات والطرق السريعة والتي ببساطة تعلن وتشير لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ”(يوحنا16:3)، وبدون التساؤل او البحث في محرك جوجل نحن نعرف ماذا تعني. ان النص في انجيل اليوم يتحدث لنا بخقيقة واضحة في كلمات قليلة تحتوى على 135 حرف ويمكنك ان تتكلم وتشرح ماذا تعني تلك الكلمات. هناك العديد من آيات الكتاب المقدس والتي يمكنها حمل نفس المعنى عن محبة الله لنا ولكن تلك الآية قد أسرت قلوب وعقول العديد من المسيحيين. فلماذا؟  وماذا تحتوي تلك الآية حتى انها تعلن وتثبت في آن واحد عن محبة الله الغير محدودة.

ان القديس بولس الرسول يعلن لنا:” اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.“(افسس4:2-10).

ما أعظم محبة الله لنا.  يكفى أن الله محبة. ونحن “نحبه لأنه أحبنا قبلًا”.

1.أحبنا قبل أن نكون، ومن أجل ذلك خلقنا..  ومن محبته لنا، خلقنا على صورته، كشبهه ومثاله. وأعد لنا كل شيء قبل خلقنا، رفع السماء لنا سقفًا، مهد لنا الأرض لنمشى عليها.  وأعد لنا النور، والماء، والنبات، والجنة..  ثم خلقنا.  ولما سقطنا في الخطية، أعد لنا طريق الخلاص. 

2. من محبته لنا أرسل لنا الأنبياء لهدايتنا، ووضع فينا الضمير، وأرسل لنا الشريعة المكتوبة لتنير بصائرنا.

3. من محبته لنا، تجسد، أخذ طبيعتنا، وبارك طبيعتنا فيه، وناب عنا في إطاعة الناموس، وفي إرضاء الله الآب، إذ قدم له صورة من البشرية التقية.

4. من محبته لنا، مات عنا ” البار لأجل الأثمة”..  “هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد”.على الصليب صار ذبيحة حب.  وحمل خطايا العالم كله، لكي يمحوها بدمه “والذي بلا خطية، حسب خطية من أجلنا” ودفع الثمن كله، بدلًا منا” كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى”، “ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه”.

5. من محبته لنا، قال “لا أعود أسميكم عبيدًا، بل أحباء “.  ودعانا أخوته، و”شابه أخوته في كل شيء” وصرنا أبناء للآب السماوي “أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله”.

6. ومن محبته لنا، مضى ليعد لنا مكانًا، ويأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن

أيضًا.  وقال في محبته لنا “ها أنا معكم كل الأيام، وإلى انقضاء الدهر”، “حيثما اجتمع اثنان

وثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم”.  ومن محبته لنا: حفظه ورعايته لنا في كل شيء.

7. من محبة الله لنا، أنه يعتبرنا منه.  فيقول “أنا الكرمة وأنتم الأغصان”، ويقول أننا “أعضاء جسده” وإنه الرأس، والكنيسة كلها هي الجسد، ويقول أيضًا “اثبتوا في، وأنا فيكم، كما تثبت الأغصان في الكرمة” (يو 15)، ويقول عنا للآب “أنا فيهم، وهم في ليكونوا مكملين إلى واحد” (يو 7).

8. وما أجمل تعبير الكتاب عن محبة الله لنا، في قوله “شركاء الطبيعة” وأيضًا “شركة الروح القدس“.  وهى طبعًا ليست شركة في الطبيعة والجوهر، وإنما شركة في العمل.  ولذلك يقول بولس عن نفسه وزميله سيلا ” نحن عاملان مع الله” (1كو3).

9. ومن مظاهر محبة الله لنا، الصداقة التي أقامها بينه وبين بنى جنسنا.مثل إبراهيم الذي قيل عنه إنه خليل الله، وأخنوخ الذي قيل عنه “وسار أخنوخ مع الرب، ولم يوجد لأن الله رفعه إليه، ومثل موسى الذي قضى أربعين يومًا مع الرب على الجبل.  ومثل تلاميذ الاثني عشر، وعشرته لهم. * وجميل أيضًا أن الله جعل لذته في بنى البشر..

وأنه هو غير المحدود، تنازل إلى البشر المحدود وتفاهم معهم، وتراءى لهم وتحدث إليهم فمًا لأذن. 

10. ومن محبة الله لنا أيضًا كل صور الرعاية العجيبة التي حكاها لنا التاريخ، مثل شق البحر

الأحمر، والمن والسلوى في البرية، وتفجير الماء من الصخرة، ورعاية إيليا من المجاعة، وإنقاذ

بطرس من السجن، ودانيال من جب الأسود، والثلاثة فتية من أتون النار  مع قصص لا تنتهي.

11. ومن علامات محبة الله، وعودة الجميلة لنا:”هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ”، “حتى شعور رؤوسكم محصاه”، “أعطيكم قلبًا جديدًا”، “لا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبى شيئا”، “أنا ماض لأعد لكم مكانًا”..

12. ومن دلائل محبة الله للإنسان، مواهبه له.موهبة الخلود، وموهبة القيامة على شبه جسد مجده، ومواهب الروح القدس المتعددة..  مبارك الرب في محبته

تدريب: متى اخر مرة رأيت العلامة المكتوب عليها:”يوحنا16:3″ معلنة في مكان ما؟ ما الذي جاء في عقلك عندما رأيتها؟ هل ادرت بصرك عنها قائلا في نفسك انا لا أريد يافطة ارشادية لتعلن لي هذا، او انني لا اريد ان اعرف ماذا قدم مخلصي لي؟ هل فكرت لماذا ذلك الشخص او الهيئة او الجمعية قد قامت بهذا العمل من تعليق تلك اليافطة؟ هل تجاهلت الأمر تماما لأنك مشغول بأمورك الدنياوية وقرأتها كما تقرأ اي اعلان آخر عن فقد قطة او كلب؟ في المرة القادمة حاول ولو لثواني معدودات ان تقف وتقرأ تلك الكلمات بعناية وتفكر في الأمر ماذا يا ترى تعني تلك الكلمات لك؟ وكيف انها يمكن ان تغير اختياراتك وميولك واتجاهاتك وايضا حياتك بكاملها؟ اكتب هذه الآية عندما تقرأها:” “ لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ”(يوحنا16:3)، ثم عد الي منزلك والى حجرتك واغلق بابك واسجد مصليا طالبا من المخلص العجيب ان يغرس محبته في قلبك وبعدها ابحث في حياتك عن مظاهر وعلامات محبة الله لك شخصيا ثم دونها، وهنا فقط ستفهم ماذا في الحقيقة تعني تلك الآية.

صلاة: يا يسوع، الله المتجسد، انه في اغلب الأحيان لا نأخذ الوقت الكافي ان نتأمل ونعدد النِعم والبركات التى تمنحها لنا في كل وقت – الخلاص والحياة الأبدية، وعلى الرغم اننا لم نقم بأي عمل لنستحق كل هذا ولكننا نشكرك يا سيدنا ونعدك اليوم ان نعمل جاهدين ان نستحقك انت. آمين.

27.اليوم السابع والعشرون:الاثنين  28 مارس – الأثنين من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-” العالم قد تجزأ”

تأمل: جاء في سفر اشعيا في القديم:” «لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال. بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ، لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحًا فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي، وَلاَ يُسْمَعُ بَعْدُ فِيهَا صَوْتُ بُكَاءٍ وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ. لاَ يَكُونُ بَعْدُ هُنَاكَ طِفْلُ أَيَّامٍ، وَلاَ شَيْخٌ لَمْ يُكْمِلْ أَيَّامَهُ. لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَالْخَاطِئُ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ. وَيَبْنُونَ بُيُوتًا وَيَسْكُنُونَ فِيهَا، وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا.“(اشعيا17:65-21)

وفي انجيل اليوم نقرأ:”« وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ، لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ

أَنْ: «لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ». فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْجَلِيلِ قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ، إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ

مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْعِيدِ، لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا جَاءُوا إِلَى الْعِيدِ. فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ابْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ. هذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ، انْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ابْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ» قَالَ لَهُ خَادِمُ الْمَلِكِ: «يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ. وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ اسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». فَاسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: «أَمْسِ فِي السَّاعَةِ السَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ الْحُمَّى». فَفَهِمَ الأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ. هذِهِ أَيْضًا آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ لَمَّا جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ”(يوحنا43:4-54).

قراءة اليوم من سفر اشعيا النبي ترفعنا لأعلى حتى ولو كانت صادمة ومواجهة، فنحن نتعلق بالكلمات ونتمنى ان تكون حقيقة يوما ما في السماء، ولكن من الأفضل لنا ان تتحقق الآن ونحن هنا على الأرض. تخيل  اذا ما تمكنت يوما ان تنسى في الحقيقة كل الأشياء السالفة والتي قد سببت لك الأذى وتملكت منك وجعلتك ان لا تكون سعيدا؟ اننا نتمني ان يحدث هذا يوما ما ان ننسى تماما ما يجلب لنا التعاسة ونصدق ان يمكننا هذا ولكننا نعلم علم اليقين كيف ان الحياة يمكن ان تكون صعبة ولا تخلوا من المشاكل والضيقات. نحن قد ننظر الي الماضي – الصالح والسيئ- ونقيس حاضرنا به ونقارنه، فكيف يمكننا في حقيقة الأمر أن ننسى الماضي لكي نفرح على الدوام؟

قد لا يمكننا تغيير العالم ولكنني استطيع ان أغيّر العالم الذي انا فيه ومنه اذا ما كنت فرحا ومتفائلا وممتلئ بالرجاء الحي. الرسالة اذا وصلت من اننا لا يمكننا ان نغيّر العالم ولا يمكننا ان نعيد ما قد حدث ولا يمكننا أيضا توقع مستقبلنا ، ولكننا نستطيع ان نغيّر الطريقة التي نتفاعل بها امام الموقف ونقرر ايهما سنختار وسنعلن موقفنا من حيث ان نكون سعداء بالرغم مما نراه عالمين  ان الله هو سندنا وهو من يعضدنا فهو القائل:” «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»“(عبرانيين5:13)

علينا فقط ان نتوقف عن التوقع لكل شيئ ممكن ان يحدث لما هو حولنا ونضع كل ثقتنا في الله الذي يخطط حياتك كما حدث فيما مر من حياتك في الماضي وحتى الآن، فالرجاء فضيلة مطلوبة فكما هو مكتوب:” وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا”(رومية5:5)، وأيضا جاء:” فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ،”(رومية 12:12)، وأيضا يدعونا السيد المسيح قائلا:” لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟”(متى25:6).

تدريب: تأمل في العالم الذي من حولك والذي في داخلك، ترى كيف يبدو؟ هل هو مملوء بالظلمة زالصعوبة والغضب والخوف أم بالنور والسلام والرضا والقبول؟ ربما شعورك هذا قد يتغير من يوم الي يوم فمعظمنا لا يمكنه ان يبقى في النور والسلام ولا سلامة القلب على مدار الساعة، ولكن اذا ما بدأنا في التركيز فيما الذي يمكننا تغييره-كما جاء على لسان النبيأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ.“(اشعيا16:65ب)، هنا سنبدأ في تحريك البوصلة نحو النور على أساس ايماننا الثابت ونبذ الماضي والتطلع الى الأمام. ان هذا الأمر يحتاج صلاة حارة وجادة ومنعزلة وفي سكون وانتباه شديد. ان زمن الصوم هذا هو أنسب وأحسن وقت لنتعلم كيف نتدرب لنلتقي بيسوع فخذ 15 دقيقة اليوم في صمت تام ولا تقلق بشأن أي الصلوات التي يمكنك تلاوتها ابعد عنك أي أفكار وانتظر في هدوء وأنصت ماذا سيقوله الرب لك. بعد ذلك ردد “يارب انا اؤمن زِد ايماني ورجائي” – ردد هذه الكلمات طوال اليوم وابحث في جوانب حياتك عن تلك المواقف التي قد تكون سببت لك بعض الإهتزاز في ايمانك بالرب.

صلاة: لقد آمنتُ بك يا ربّ، فزدني إيمانًا، وعليك اتكلتُ يا إلهي فزدني اتكالاً، وإنّي أحبّك يا ربّ فزد حبّي اضطرامًا، وها إنّ نفسي نادمة على آثامها فزدها ندامة. أرشدني يا ربّ بحكمتك، أضبطني بعدلك، عزّني برحمتك، أسترني بقدرتك. إنّي أريد يا ربّ كلّ ما تريده، وما دمتَ تريده ولأنّك تريده. إجعلني يا ربّ حارًّا في صلاتي، قنوعًا في مأكلي، أمينًا في وظيفتي، ثابتًا في مقاصدي. صيّرني يا ربّ أنيسًا في معاشرتي، مؤدّبًا في تصرّفي، عفيفًا في حديثي، مستقيمًا في سيرتي. فها أنا يا ربّ أقدّم لك أفكاري وأقوالي وأفعالي، فاجعلني أفتكر فيك، وأتكلّم عنك، وأشتغل لك وأتعب من أجلك. إملأ يا ربّ قلبي من المحبّة لك، ومن البغض لي ولرذائلي، ومن الرحمة لقريبـي، ومن الازدراء لكلّ شيء عالميّ. إجعلني يا ربّ أنتصر على اللذّة بالإماتة، وعلى البخل بالصّدقة، وعلى الغضب بالوداعة، وعلى الفتور بالحرارة في العبادة. صيّرني يا ربّ رصينًا في أموري، شجاعًا في مخاطري، صبورًا في شدائدي متواضعًا في نجاحي. أنِر يا ربّ عقلي، وأضرم إرادتي، وطهّر جسدي، وقدّس نفسي. عرّفني يا ربّ ما أحقر الأرض، وما أعظم السماء، وما أقصر الزمان، وما أطول الأبديّة. أنعِم عليّ يا ربّ أن أستعدّ للموت، وأخاف من الدينونة، وأنجوَ من الجحيم وأنال النعيم. آمين.(البابا كليمنضوس الحادي عشر). آمين

28.اليوم الثامن والعشرون:الثلاثاء 29 مارس: الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-“إجابات سهلة”

تأمل: جاء في القديم:”  ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ وَإِذَا بِمِيَاهٍ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ عَتَبَةِ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، لأَنَّ وَجْهَ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ. وَالْمِيَاهُ نَازِلَةٌ مِنْ تَحْتِ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ عَنْ جَنُوبِ الْمَذْبَحِ.  ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ وَدَارَ بِي فِي الطَّرِيقِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى الْبَابِ الْخَارِجِيِّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَإِذَا بِمِيَاهٍ جَارِيَةٍ مِنَ الْجَانِبِ الأَيْمَنِ. وَعِنْدَ خُرُوجِ الرَّجُلِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْخَيْطُ بِيَدِهِ، قَاسَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْحَقْوَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا، وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لاَ يُعْبَرُ. وَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟». ثُمَّ ذَهَبَ بِي وَأَرْجَعَنِي إِلَى شَاطِئِ النَّهْرِ وَعِنْدَ رُجُوعِي إِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ أَشْجَارٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ حَيْثُمَا يَأْتِي النَّهْرَانِ تَحْيَا. وَيَكُونُ السَّمَكُ كَثِيرًا جِدًّا لأَنَّ هذِهِ الْمِيَاهَ تَأْتِي إِلَى هُنَاكَ فَتُشْفَى، وَيَحْيَا كُلُّ مَا يَأْتِي النَّهْرُ إِلَيْهِ.“(حزقيال1:47-9).

وفي قراءة اليوم نجد:” وَبَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. فِي هذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ الْمَاءِ. لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلًا بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ. وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». فَحَالًا بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ. فَقَالَ الْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: «إِنَّهُ سَبْتٌ! لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ». أَجَابَهُمْ: «إِنَّ الَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». فَسَأَلُوهُ: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي قَالَ لَكَ: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟». أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ. بَعْدَ ذلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ». فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ الْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ. وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ”(يوحنا1:5-16).

«أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» (يوحنا6:5ب)، سؤال بسيط يمكن ان تكون اجابته سهلة، ولكن هناك أسئلة مشابهة تكون اجابتها ب”نعم” او “لا” ومثل تلك يجب ان تكون سهلة ولكن غالبا ما تلاحظ انها يمكن ان تخدعك. نشعر أحيانا اننا نحب ان نحتاج لنقول أكثر من كلمة نعم او لا لكي نملأ الفراغات ونؤكد فهمنا للسؤال. مثال ذلك يشبه اذا ما جاء اطفالك وهم صغار وسألتهم هل قاموا بلإداء واجباتهم المنزلية ففي الغالب بدلا من ان تحصل على إجابة مختصرة تأتيك قائمة من الأسباب عن لماذا لم يتم الإنتهاء من ذلك الواجب المنزلي. في قراءة النص الإنجيلي اليوم نرى شيئ مشابه عن مشكلة قديمة عن رجل يجلس عند بركة حسدا وقد تم سؤاله سؤال مباشر وسهل من يسوع “«أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» فجاء انه مريض منذ 38 سنة ولم يجد من يساعده على الشفاء. ربما قد نعتقد انه سيجيب مباشرة وبسرعة وبصوت عالى ب “نعم” ولكن هنا ومع وجود المسيّا وامام نظره فرصة للشفاء والتي هي قريبة منه على يد يسوع الشافي، يبدأ الرجل في سرد قصة وحدد طلبته في ان يلقى في البركة وعن لماذا لم يتمكن من النزول الى تلك البركة وكيف تعامل الآخرون معه. بالرغم من معرفتنا بنهاية القصة تجد نفسك جابسا لأنفاسك وتأمل في ان يسوع يترك ذلك الشخص ويذهب الي شخص آخر بعده لكي يسعده فهل لم يمر بخاطرك مثل هذا التفكير؟ لماذا ظل يسوع مع ذلك الرجل ولم يتركه لأنه لم يجيب على سؤاله؟ لكن لم يفعل يسوع وتم شفاء الرجل بالرغم من ذلك. ان يسوع لا ينتظر عادة الإجابة ولكنه أعطى الرجل ما يحتاجه. ترى ما هو السؤال الذي يسألك عنه يسوع اليوم؟ ما الذي تظن انك تريده من يسوع؟ وماذا يا ترى ستكون اجابتك لو سألك ” هل تريد أن …..؟”    

تدريب: خذ قطعة من الورق وحاول ان تكتب الإجابة على الأسئلة السابقة؟ الإجابات ليست من الضروري ان تكون صحيحة، ففي الحقيقة لا توجد إجابات “صح” لأننا لن نعرف ما الذي سيسأله يسوع بالدقة ولكن اذا بدأت ان تركز على السؤال وتبدأ ان تنصت ثم تتفاعل ستشعر بداخلك عن مضمون ذلك السؤال المدفون في داخلك. ربما لم يكن الأمر سهلا لرجل بيت حسدا، فما الذي يمكنك ان تقوله لو جاءك غريب وسألك أن تفعل شيئا انت تعرفه جيدا انك لا يمكنك عمله؟ فهل تقوم مهما كان الأمر وترى ما الذي يمكنه ان يحدث؟ هل تقوم وتفعل كل ما يقوله لك يسوع بلا أعذار ومقدمات لعدم القيام بما طلبه منك يسوع. يسوع هو الشافي- التجئ الي يسوع اليوم وكل مرة تشعر فيها بالضعف والفتور والقلق والخوف واصرخ اليه طالبا الشفاء:”يا يسوع اشفني”.

صلاة: عندما اتأمل يا يسوع في شفاء ذلك المقعد عند البركة اقف ساكنا لأدعوك ان تكون انت هو من يشفيني، فأحيانا أكون منشغلا في عملي اليومي حتى انني افقد حتى رغبتي في ان أكون انسانا كما تريد انت انسانا روحيا لا ارضيا، واحيانا اتعجب اذا ما انه حتى يمكنني ان اتغلب على ضعفي واهوائي فأظل قابعا في الجب أو مقعدا وعلى بعد بعيد من بِركة الشفاء ومدركا انه لا يمكنني وحدي ان افعل شيئا. أنت يا يسوع هو املي وطبيبي فأنت ترى ضعفي وشروري الروحية والجسدية ولكن بكل ثقة وإيمان التجئ اليك وطالبا لمسة او كلمة شفاء “نعم يا يسوع انا اريد ان أبرأ”.امين.

29.اليوم التاسع والعشرون: “الاربعاء 30 مارس: الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني ” بوتقة الذهب الروحية”

تأمل: جاء في القديم على لسان اشعيا النبي:” هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «فِي وَقْتِ الْقُبُولِ اسْتَجَبْتُكَ، وَفِي

يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ. فَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ، لإِقَامَةِ الأَرْضِ، لِتَمْلِيكِ أَمْلاَكِ الْبَرَارِيِّ، قَائِلًا لِلأَسْرَى: اخْرُجُوا. لِلَّذِينَ فِي الظَّلاَمِ: اظْهَرُوا. عَلَى الطُّرُقِ يَرْعَوْنَ وَفِي كُلِّ الْهِضَابِ مَرْعَاهُمْ. لاَ يَجُوعُونَ وَلاَ يَعْطَشُونَ، وَلاَ يَضْرِبُهُمْ حَرٌّ وَلاَ شَمْسٌ، لأَنَّ الَّذِي يَرْحَمُهُمْ يَهْدِيهِمْ وَإِلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ يُورِدُهُمْ وَأَجْعَلُ كُلَّ جِبَالِي طَرِيقًا، وَمَنَاهِجِي تَرْتَفِعُ. هؤُلاَءِ مِنْ بَعِيدٍ يَأْتُونَ، وَهؤُلاَءِ مِنَ الشَّمَالِ وَمِنَ الْمَغْرِبِ، وَهؤُلاَءِ مِنْ أَرْضِ سِينِيمَ». تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ، وَابْتَهِجِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ. لِتُشِدِ الْجِبَالُ بِالتَّرَنُّمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ، وَعَلَى بَائِسِيهِ يَتَرَحَّمُ. وَقَالَتْ صِهْيَوْنُ: «قَدْ تَرَكَنِي الرَّبُّ، وَسَيِّدِي نَسِيَنِي». «هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.“(اشعيا8:49-15).

وجاء في العهد الجديد:”  فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.4 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي”(يوحنا17:5-30).

في انجيل اليوم نجد ما الذي سوف يقودنا ويصل بنا للسماء أولا الا وهو الإيمان بيسوع وبالأب الذي ارسله:” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.“(يوحنا24:5). انها نقطة البداية بالنسبة لنا. الإيمان بالأب والإبن والروح القدس الثلاث أقانيم في اله واحد وأيضا ان نضع يسوع كمحور ومركز لحياتنا كما كانت صلاة القديس باتريك[5] St Patrick: ” المسيح دائما فيّ، المسيح دائما معي، المسيح دائما ورائي، المسيح دائما أمامي، المسيح دائما بجانبي عن يميني، المسيح دائما عن يساري، المسيح دائما فوقي، المسيح دائما وانا نائم، المسيح دائما عندما أجلس، والمسيح دائما عندما أقوم وأتحرك…”، فكل شيئ في المسيح وللمسيح يسوع. بتلك الطريقة قد تم الوعد لنا بقيامة الحياة الأبدية بدلا من قيامة الدينونة. لدينا اذا الإختيار. قد لا يمكننا تغيير بلدة ولكننا اذا ما استطعنا ان نغير قلب واحد فقط – ربما قلبنا نحن- سنكون بهذا قد حاربنا حرب نتاجها الانتصار.

تدريب: كان القديس باتريك لديه كل سبب ان يحيا في مرارة وتعاسة فلقد اخذ من منزله في بريطانيا بمغرفة الأيرلندين ليخدم كعبد في ايرلندة ولذا كان يمكن ان يكون غاضبا وحانقا وانسانا متمردا وفي يأس دائم ولكن بعد هروبه من العبودية في النهاية اصبح مبشراً واختار ان يعود الى الأرض التي قد استعبدته لكي يبشر فيها عن عظمة الله. انه بسبب ايمانه ومحبته ومداومته وثباته التي لم تتزعزع للكتاب المقدس، استطاع القديس باتريك ان يرى من خلال الأشياء التي تقسم الناس وتبعدهم ان هناك خيط مشترك يربط البشرية معا في هذا العالم المضطرب. لقد أظهر القديس باتريك كيف نحب اعداؤنا وكيف نكون لطفاء مع من يتعاملون معنا بقسوة وكيف يمكننا ان ننشر الأخبار السارة والكرازة بالانجيل المقدس في وجه أي انتقادات قاسية.

صلاة للقديس باتريك: يا إله الحقّ، يامن أرسلت القديس باتريك الأسقف لنشر مجدك العظيم بين قبائل إيرلندة، نسألك ان تهب بشفاعته واستحقاقه، لجميع الذين يفخرون بالاسم المسيحي، أن يبشّروا النّاس دوماً بآياتك العجيبة. بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

30.اليوم الثلاثون: الخميس 31 مارس- الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني ” أصنام يومية”

تأمل: جاء في العهد القديم:” فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلًا مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا». فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.“(خروج7:32-14).

وفي العهد الجديد نقرأعن السيد المسيح:” إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌ. أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً. وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ. «مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟»(يوحنا31:5-47).

ان صبر الله قد وُضع في اختبار واضح في قراءات اليوم اذا لم يكم من اجل موسى في القراءة الأولى ومن منا الذى يعرف اذا ما كنا سنكون حتما حتى نغرف نهاية لبقصى!. ان الله مستعد أن يمحو الكثير من ذنوب وخطايا ذلك الشعب في أيام العجل الذهبي عندما عرض موسى حجة بارعة وبشجاعة لتغيير مجرى الاحداث. في انجيل اليوم نقرأ اذا ما أخذ يسوع صفحة من كتاب ابيه السماوي وذكر الجموع بما اتبعه اباؤهم من جهة تمردهم وعدم ايمانهم ولقد ذكّرهم ونحن أيضا انه يمكننا ان نقرا الكتب المقدسة ونبحث عن الحقيقة ولكن ما لم نأتى اليه لنحيا معه فلا نستطيع ان نتقدم مطلقا في حياتنا الروحية. ما الذي سيسببه لنا اذا نحن البشر ان ننظر الي مراعي روحية خضراء وقت ان تكون الحياة صعبة او ان صلاتنا لا تستجاب كما نحب ونطلب؟ سيتملكنا عادة الخوف والإحباط واليأس في تلك الأحوال. لقد كتب اللاهوتي هنري نيومان:” ان المأساة اننا نُمتلك بالخوف حتى اننا لا نثق في قدراتنا الداخلية كمكان محبوب ولكن نجول بشغف حولنا آملين ان نجد ما يسعدنا ولكننا لا نجده. نحاول ان نجد ذلك المكان الذي يضفي علينا بالسعادة سواء في المعرفة او الخصوصية او السمعة او النجاح او في الأصدقاء او السعادة او في الأحلام او نستحث حالات من الوعي واللاوعي بالمستحضرات الكيمائية. هناك قائمة اليوم من وثن او اوثان شبيهة بالعجل الذهبي القديم كالطمع وحب المال والشهرة وغيرها. هكذا اصبحنا غرباء عن أنفسنا وعن الآخرين وأصبحت محبة العالم اقوى ولم يعد الله هو مركز تفكيرنا لذا فلقد حذرنا بولس الرسول قائلا: “ لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ”(1كورنثوس14:10)، وكذلك يوحنا الرسول قائلا:”  أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ”(1يوحنا21:5).
تدريب: حاول ان تتذكر متى بدأت في أن تفقد ايمانك، ربما بعد ان فقدت أحد أحباؤك بموته أو ربما عند فقد وظيفتك أو منزلك، أو ربما فترة فتور روحي تركتك تشعر بأن الله قد تركك وانه لا يستجيب لأي صلاة او طلبة. هل لديك خبرة مثل تلك؟ وهل هي متكررة في حياتك؟ هل يمكنك العودة الى الوراء محاولا ان تتذكر تلك الفترات التي كنت تحاول ان تبعد الله من حياتك. ترى ما هي الأسباب التي تعيد لك مثل ذلك الشعور ولماذا تظهر مرة ومرات؟ هل تظن ان تلك الأوقات والأزمات كانت سببا في سقوطك في براثن الشك وإنكار إيمانك؟ ترى ما هي الدروس التي قد تعلمتها من فترات السقوط والعودة تلك؟ هل تثق ان الله يعمل لكي يعلمك درسا ما؟  

صلاة: يا يسوع الرب القدير والسيد والمعلّم ان كلمتك تحوي حقائق ابدية لترشدنا الي الطريق للخلاص. نحن ننصت الي كلماتك ونؤمن بجميع وعودك ونصلي من أجل الثقة التي نحن في أشد الحاجة اليها حتى يمكننا ان نضع الخوف جانبا ونبقى أقوياء وثابتين وبإرشاد الروح القدس سأقترب نحو حبك اكثر واكثر فساعدني يا يسوع كي احفر كلمتك وحبك في قلبي وفكري وعقلي وارادتي حتى تقرّبني منك فأنت وحدك مصدر الحياة بل انت هو الطريق الي الحياة الأبدية. آمين.

31.اليوم الواحد والثلاثون: الجمعة اول ابريل: الجمعة من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني

تأمل: جاء في سفر الحكمة:” فَإِنَّهُمْ بِزَيْغِ أَفْكَارِهِمْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «إِنَّ حَيَاتَنَا قَصِيرَةٌ شَقِيَّةٌ، وَلْنَكْمُنْ لِلصِّدِّيقِ؛ فَإِنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيْنَا يُقَاوِمُ أَعْمَالَنَا، وَيُقَرِّعُنَا عَلَى مُخَالَفَتِنَا لِلْنَّامُوسِ، وَيَفْضَحُ ذُنُوبَ سِيرَتِنَا.  يَزْعُمُ أَنَّ عِنْدَهُ عَلِمَ اللهِ، وَيُسَمِّي نَفْسَهُ ابْنَ الرَّبِّ. وَقَدْ صَارَ لَنَا عَذُولًا حَتَّى عَلَى أَفْكَارِنَا. بَلْ مَنْظَرُهُ ثَقِيلٌ عَلَيْنَا، لأَنَّ سِيرَتَهُ تُخَالِفُ سِيرَةَ النَّاسِ، وَسُبُلَهُ تُبَايِنُ سُبُلَهُمْ. قَدْ حَسِبَنَا كَزُيُوفٍ؛ فَهُوَ يُجَانِبُ طُرُقَنَا مُجَانَبَةَ الرِّجْسِ، وَيَغْبِطُ مَوْتَ الصِّدِّيقِينَ، وَيَتَبَاهَى بِأَنَّ اللهَ أَبُوهُ. فَلْنَنْظُرْ هَلْ أَقْوَالُهُ حَقٌّ؟ وَلْنَخْتَبِرْ كَيْفَ تَكُونُ عَاقِبَتُهُ؟ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الصِّدِّيقُ ابْنَ اللهِ؛ فَهُوَ يَنْصُرُهُ وَيُنْقِذُهُ مِنْ أَيْدِي مُقَاوِمِيهِ. فَلْنَمْتَحِنْهُ بِالشَّتْمِ وَالْعَذَابِ، حَتَّى نَعْلَمَ حِلْمَهُ وَنَخْتَبِرَ صَبْرَهُ، وَلْنَقْضِ عَلَيْهِ بِأَقْبَحِ مِيْتَةٍ؛ فَإِنَّهُ سَيُفْتَقَدُ كَمَا يَزْعُمُ. هذَا مَا ارْتَأَوْهُ فَضَلُّوا؛ لأَنَّ شَرَّهُمْ أَعْمَاهُمْ، فَلَمْ يُدْرِكُوا أَسْرَارَ اللهِ، وَلَمْ يُرَجُّوا جَزَاءَ الْقَدَاسَةِ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا ثَوَابَ النُّفُوسِ الطَّاهِرَةِ.“(الحكمة1:2أو12-22). وفي العهد الجديد نقرأ: “وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هذَا فِي الْجَلِيلِ، لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ. وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ، عِيدُ الْمَظَالِّ، قَرِيبًا. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ. فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَارًا وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقًّا؟ وَلكِنَّ هذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ». فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ قِائِلًا: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي». فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.”(يوحنا1:7-2و10و25-30).

بعد معجزة إشباع الجموع، مكث المسيح فترة في الجليل، مبتعدا عن اليهودية – القسم الجنوبى

– وذلك بسبب حسد اليهود، وشكايتهم على المسيح الذي كسر السبت، وطلبوا قتله لهذا السبب.

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “إن المسيح يعلّمنا هنا مبدءا هاما، وهو أن الابتعاد عن الخطر والفرار من المضطهدين، حيثما تقتضيه الحاجة، هو نوع من الحكمة والفطنة، فالمواجهة في أحيان كثيرة لا تكون ضرورية … ” والمسيح هنا -حاشا- لم يكن خائفا، وهو العالم بأنه سوف يبذل ذاته، ولكن لكل شيء وقت.

ان “عيد المظال”: هو أحد أعياد اليهود الثلاثة الكبار. وكانت مدة العيد 8 أيام، ومكانه أورشليم، ويسمى بموسم الحصاد، وقد فرض هذا العيد على إسرائيل من الله (خر 23: 16) لمعانيه الروحية فهو تذكار الغربة: فالجميع يتركون منازلهم، ويسكنون تحت مظال فوق الأسطح أو على الطرقات، ليذكرهم الله بالأربعين سنة التي قضوها في البرية، ثم كيف أورثهم الله هذه الأرض وأيضا للشكر والفرح: فالحصاد يبدأ مع أول الأعياد، وهو الفصح، ولكنه ينتهى منه بالتمام مع زمن عيد المظال، فيكون الشكر والفرح على بركات السنة كلها. ثم صعد السيد المسيح في الخفاء لأورشليم، وهو تصرف في غاية الحكمة. فلو كان صعد مع الجموع، لكانوا نادوا به ملكا، كما حدث في زيارته الأخيرة لأورشليم، وهذا بخلاف التدبير الذي قصده، وخاصة أن ساعته لم تأت بعد.

ان اول الأشياء التي نسألها عند مقابلتنا لأناس هو من اين هم ومع معرفتنا لأسم الشخص فتصبح تلك المعلومة مهمة لكي نتعرف على الأخرين وكان ذلك مهم أيام يسوع كما هي مهمة في أيامنا هذه. في هذا النص الأنجيلي من القديس يوحنا بعض سكان اورشليم يعتقدون انهم يعرفون من اين يسوع كان ومن الواضح ان مكان يسوع وأصله متصلين بالإدعاء بأنه هو المسيح او المسيا ام لا “هذا الذي هو آت” باسم الرب. ولكن هناك آخرون لكي ينكروا ذلك الادعاء استخدموا تلك الحقيقة بانهم عالمين من اين اتى يسوع. لقد أجاب يسوع وصاح مفسرا تعاليمه في الهيكل وكل مرة يسوع يجيب بمثل تلك المشاعر نحن نحتاج ان نكون في شدة التركيز والإنتباه بسبب عمق ما اظهرته تلك المشاعر.” تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ”، بذلك الإعلان صحح يسوع الأخطاء الخاصة بمعرفة البعض عنه ومن اين جاء. ان وضع يسوع ليس مثلنا فلقد أوضح اصله ومن اين بدأ ولم يكن ذلك البدء مكان بل في شخص الأب وكما اعلن القديس يوحنا:” في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.”(يوحنا1:1-2). ان معرفة أي انسان من اين مهم لأنها تساعدنا في تحديد هوية ذلك الشخص ولكن اذا لم نعرف الأب سوف لا نقدر ان نتعرف على هوية من هو يسوع. انه لن يمكننا ان نضع أفكار مسبقّة او احكام مبنية على معرفة مكان شخص ما لمكان مولد يسوع واذا في الحقيقة اردنا ان نعرف يسوع فيجب ان نحرر امفسنا من تلك الطرق البشرية ان نربط معرفة الأخرين عن يسوع ونسمح له ان يظهر ذاته لنا فهو وحده الحق وعنده الحقيقة الكاملة.

تدريب: “ «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي.”(يوحنا23:14). هل تحب يسوع؟ هل محبتك له بالكلام واللسان؟ حاول اليوم ان تقيّم علاقتك بيسوع وكن امينا مع نفسك واذا اكتشفت ان محبتك ليسوع مظهرية فقط فاسرع لأن تقترب منه طالبا معونته لكي يكشف لك عن ذاته.

صلاة: انا اريد اعرفك يا يسوع فلقد قلت لنا انك اتيت من الأب وهو الذي ارسلك لنا وأيضا قلت لنا انه اذا ما عرفناك انت ستعرف الأب السماوي أيضا فساعدني يا يسوع ان استبعد أي اراء او افتراضات كانت لدي عنك والتي تمنعني ان اعرفك حتى يمكنني ان اعرفك واميزّ صوتك من بين تلك الأصوات الغير امينة والتي تتواصل معي محاولة طبع فكرة ما عنك مخالفة للحقيقة او مشوشة. افتح عيناي حتى أراك بوضوح وافتح اذناي لكي اسمع لكلماتك ببساطة وافتح قلبي ليستقبلك بكليتك لتسكن فيه.آمين.

32.اليوم الثاني والثلاثون: السبت 2 ابريل: السبت من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني- “ما وراء الإنقسام”

تأمل: جاء في نبؤة ارميا النبي في القديم:” وَالرَّبُّ عَرَّفَنِي فَعَرَفْتُ. حِينَئِذٍ أَرَيْتَنِي أَفْعَالَهُمْ. وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ». فَيَا رَبَّ الْجُنُودِ، الْقَاضِيَ الْعَدْلَ، فَاحِصَ الْكُلَى وَالْقَلْبِ، دَعْنِي أَرَى انْتِقَامَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ.“(ارميا18:11-20). ومن قراءة انجيل اليوم نجد:” فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا: «هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ الْمَسِيحُ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ الأَيَادِيَ. فَجَاءَ الْخُدَّامُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ. فَقَالَ هؤُلاَءِ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟» أَجَابَ الْخُدَّامُ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!». فَأَجَابَهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ ضَلَلْتُمْ؟ أَلَعَلَّ أَحَدًا مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ وَلكِنَّ هذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ». قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ». فَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.”(يوحنا40:7-53).

الإنقسام يبدو انه يتبع يسوع بينما هو يمضي “ فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.، فبينما الكثير

من الناس يريدوا ان يتركوا كل شيئ ليتبعوه فهناك يبدو جموع كثيرة ترغب في ان يتم القبض عليه او موته. لقد تباينت آراء المستمعين إلى 3 آراء:

المجموعة الأولى: رأت أنه النبي العظيم الذي أنبأ عنه موسى في (تث 18: 15)، ولكن انتظره اليهود من أجل الخلاص السياسى من الرومان، وبعد فترة طويلة خلت فيها الساحة من الأنبياء العظماء، ولم يفهموا أنه المخلص من الخطية. والمجموعة الثانية: رأت أنه هو المسيح، وذلك من خلال معجزاته وأمثاله وأحاديثه الروحية، والتي لم تشابه أحاديث كل المعلمين أو الكتبة والفريسين. أما المجموعة الثالثة: فقد أنكرت هذا، وعللت إنكارها بأن يسوع، معلوما لديهم إنه من الناصرة، والمفترض أن يكون من بيت لحم كما في الكتب. ولو كانت هذه المجموعة تتبعت بدقة، لعلمت أن المسيح ولد فعلا في بيت لحم (مت 2: 1-6؛ راجع أيضًا مي 5: 2)، وإن كانت نشأته في الناصرة وجليل الأمم، ويلاحظ أن حتى هذا الدليل خاطئ، فيونان النبي كان من الجليل، وكذلك ينتسب كل من هوشع وناحوم وإيليا وأليشع.

ان رسالة السيد المسيح تنشر كلا من الرجاء والخوف، الرجاء لمن هو جوعان للحقيقة وللسلام، والخوف فيمن هم لا يحبون التغيير وممن يشعرون بأن وجهة نظرهم يتحداها شخص لا يعرفونه ولا يحبونه.  ان الإنقسام الذي يبدو انه قد صاحب يسوع ورسالته كما جاء عنها في الكتاب المقدس وحتى انها موجودة الآن في عالمنا اليوم قد جاءت نتيجة فكرنا المزدوج الغير قادر ان يستوعب ان يسوع هو إنسان تام وإله تام. ان عقلنا وفكرنا المزدوج يحتاج ان يفرّق ويفهم ويعي معنى إنسانية يسوع ولاهوته على الرغم من ايماننا كما نعلن في القداس الإلهي:” بالحقيقة أؤمن، أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين” وهذا هو أساس سر التجسد الإلهي في الله والمسيح يسوع، ولكن ما زالت طبيعتنا البشرية غير قادرة عند البعض ان تستوعب تلك الحقيقة. في قراءة انجيل اليوم يمكننا ان نشعر بمثل ذاك الشعور وحتى ان الجنود قالوا:” «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!»”، من يكون هذا الإنسان؟ وهذا هو السؤال الهام في الماضي وحتى اليوم.

تدريب: اجلس مع يسوع في مكان هادئ وتأمل في كيف انت تراه واقترب اليه، انه من الممكن انك لم تتفهم حقيقة من هو يسوع بعد وهذا لا يوقفك فمن الطبيعي وبحسب تفكيرنا البشري المحض قد لا يمكنك ان تفهم سر التجسد الإلهي وكيف ان الله يتجسد في صورة إنسان وهذه الحقيقة لا يمكن ان نتعلمها بل هي ان نحياها ونتلامس معها. ان تلك الحقيقة ليست هي مسألة رياضية معقدة او معادلة تبحث عن حلها او قطعة لغز تتوق لفك رموزه. لقد قال القديس أغسطينوس عن فهمنا البشري عن الله:” اذا فهمت من هو الله اذا فهو ليس الله”، ويضيف القديس اغسطينوس في اعترافاته:” ونختم حديثنـا اليوم بتأمـل القديس أغسطينوس فـى إعترافاتـه عن الله:” سألت الأرض أأنت ربـي فأجابت هى وكل ما فيها لا. سألت البحر والغمر وجميع الحيوانات الموجودة فيـه فأجابتنـى لسنا نحن ربك فإسأل عنـه ما فوقنـا. فسألت الهواء فأجاب هو كل ما فيه أنت مغشوش فينـا فأننا لسنا بربك. سألت الشمس والقمر والكواكب كلها فأعادت الجواب صارخـة لسنا نحن أيضا الإلـه الذى تسأل عنـه. فعدت عند ذذلك ألتفت إلـى جميع الأشياء المحسوسـة وقلت لهـا قد قلت لـي إنك لست الله ربـي الذى أسأل عنـه فقولـي بحقـك شيئـا عنـه، أجابت كلهـا بأجمعهـا بصوت عال هـو الذى خلقنــا.

 لقد قال احد الرهبان:” انه لا يمكننا مطلقا ان نعرف الله اذا ما فكرّنا فيه كشيئ يمكن احاطته

ووضعه داخل عقل الانسان المحدود”. علينا اذا  أن نذهب بأنفسنا للرب المسيح، ونتحدث معه،

وتكون لنا عِشرة مع الكتاب المقدس والأسرار، بدلًا من أن نكتفى بالسماع عنه من الآخرين فقط.

صلاة: يا يسوع الحبيب يا من دعوتنا بالأخوة ها اننا نجلس امامك حيارى قلقين وخائفين فربما لم نعرفك حق المعرفة ولم نعي مقدار حبك العجيب ولم تزل ارضيتنا تجذبنا بعيدا عنك ووضعنا الحجج والأسباب التي تحججنا بها حتى لا نستسلم لحبك. فساعدنا يا رب ان نعرفك في كل جوانب الحياة بأسرارها ولا تجعل تلك المعرفة نظرية بل حياة نعيشها بك ومعك وفيك حتى نلقاك في السماء لحياة الآبد. آمين.

33.اليوم الثالث والثلاثون: الأحد 3 ابريل- الأحد الخامس من الزمن الأربعيني “احترق بالنار”

نقرأ في العهد القديم ما جاء في سفر ارميا النبي:” «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ.“(ارميا31:31-34).

وجاء في رسالة القديس بولس للعبرانيين:” الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ،”(عبرانيين7:5-9).

ونقرأ في انجيل اليوم:” وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ» فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلًا: «قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ، أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ.“(يوحنا20:12-33).

نحن نعيش في ثقافة تدعو الى اننا نريد الحياة ذو صورة كاملة وعلى أساس ثابت بلا تغيير او اضطرابات لمجرى الروتين اليومي. نحن ننظر الى الناس من حولنا في المنازل التي بالقرب منا او في الشارع المقابل وللمكاتب التي توجد في آخر شوارعنا وللعالم المحيط بنا او الذي بين أيدينا من خلال أجهزة التواصل الاجتماعي ثم نفكر – لماذا لا تكون حياتي مثل ذلك؟. كثال صور من مواقغ جميلة حول العالم او من منزل ذات اسوار عالية تخبئ خلفها أناس فضلوا الإنعزال والابتعاد عن اعين الفضول ليعيشوا في سعادة نتطلع نحن اليها بشغف. ولكن الحقيقة ان كل حياة قد عانت مهما كان منظهرها يبدو جميلا وجذابا من الخارج. ربما لا نحب ان نفكر في ذلك لأن هذا يعني انه يجب ان نعاني نحن أيضا.  في قراءة اليوم الثانية نسمع ان يسوع نفسه عليه ان يتعلم “الطاعة” من خلال معاناته. ان تلك الكلمتان لا نحب ان نراهما او نسمعهما مطلقا وخاصة عندما نضعهما معا. الطاعة تجعلنا نتغطى ونتوارى ولكن عندما نرى الطاعة بعيون يسوع نراها في طريق جديد وبمعنى جميل. انها ليست مرعبة ولكنها التخفيف الذي يأتي من قبول ما الذي تعنيه حقا وليس ما الذي يمكن ان نفكر ماذا تكون. ان المعانة ستأتي لنا جميعا ويمكننا ان ندعها تحطمنا سلامنا الداخلي او نستطيع ان نأتي من خلالها لنطفئ نيرانها المشتعلة وعندئذ نكون أحسن مما قبل وليس فقط من الخارج بل أيضا من داخلنا وهذه التي يمكن ان تصيبنا أكثر حتى ولو لم يشعر بنا أحد. طلب يسوع من ابيه السماوي قائلا: “نجني من هذه الساعة” وهذا هو الفعل الإرادي الذي علينا ان نتبعه الا وهو طلب المعونة الإلهية للإستسلام للمشيئة الإلهية في طاعة وقبول تام كما ذكر القديس بولس:” إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ،”(عبرانيين7:5-9).

ولدينا من قبل مثال ابينا إبراهيم الذي أطاع فالطاعة هي طاعة الإيمان، وهي الإيمان بالطاعة، من أجل ذلك “بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي” (عب11: 8). لأنه كان يؤمن أن وعد الله صادق، وأن دعوة الله هي بلا ندامة. حتى لو كانت الدعوة: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، واترك كل شيء، وتعالَ إلى الأرض التي أريك إياها. فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي

تدريب: يا ترى ما الذي تشعر به عندما تسمع كلمة “الطاعة”؟ هل تفكر عندما كنت طفلا وربما عُقبت لعدم طاعتك لقواعد والديك او في المدرسة؟ هل تثير في نفسك روح المقاومة والتمرد؟. حاول ان تنظر للطاعة من مكان آخر اليوم او من زاوية مختلفة. هل يمكنك ان تكون طائعا لخطة الله لك، وهل يمكنك ان تكون طائعا لذاتك الحقيقية ذلك الشخص الذي تعني ان تكون عليه حقا بكل ما فيك من سقطات أو عيوب؟  عندما لا يمكننا ان نغير الظروف والتي تكون في الأحيان بعيدة عن تحكمنا يمكنني ان أتغير أنا ويمكنني ان أتعلم من العراقيل الموضوعة على الطريق فليس هناك مضيعة للوقت بدلا من الوقوف والبكاء والحسرة إلقاء اللوم. اذا ما امكنني من التعلم من الخطأ، اذا فليس هناك وقت ضائع.

صلاة: يايسوع يا نور العالم والمحبة المتجسدة اعطيني ان افتح قلبي لكل ما ترسله لي يا سيدي من افراح وأحزان، آلام وسرور عالما ان الحياة ستكون دائما بها الإثنان، فعلمني كيف أقبل كل شيئ كما أطعت أنت ولتكن “مشيئتك لا مشيئتي” آمين.

34.اليوم الرابع والثلاثون:الاثنين 4 ابريل – الأثنين من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

“الحق والعدل”

تأمل:” جاء في العهد القديم قصة سوسنة العفيفة:” وَكَانَ فِي بَابِلَ رَجُلٌ اسْمُهُ يُويَاقِيمُ، وَكَانَ مُتَزَوِّجًا امْرَأَةً اسْمُهَا سُوسَنَّةُ ابْنَةُ حِلْقِيَّا، جَمِيلَةً جِدًّا وَمُتَّقِيَةً لِلرَّبِّ. وَكَانَ أَبَوَاهَا صِدِّيقَيْنِ فَأَدَّبَا ابْنَتَهُمَا عَلَى حَسَبِ شَرِيعَةِ مُوسَى وَكَانَ يُويَاقِيمُ غَنِيًّا جِدًّا، وَكَانَتْ لَهُ حَدِيقَةٌ تَلِي دَارَهُ، وَكَانَ الْيَهُودُ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ كَانَ أَوْجَهَهُمْ جَمِيعًا. وَكَانَ قَدِ أُقِيمَ شَيْخَانِ مِنَ الشَّعْبِ لِلْقَضَاءِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَهُمَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ الرَّبُّ فِيهِمْ إِنَّ الإِثْمَ قَدْ صَدَرَ مِنْ بَابِلَ مِنْ شُيُوخٍ قُضَاةٍ يُحْسَبُونَ مُدَبِّرِي الشَّعْبِ وَكَانَا يَتَرَدَّدَانِ إِلَى دَارِ يُويَاقِيمَ فَيَأْتِيهِمَا كُلُّ ذِي دَعْوَى وَكَانَتْ سُوسَنَّةُ مَتَى انْصَرَفَ الشَّعْبُ عِنْدَ الظُّهْرِ تَدْخُلُ وَتَتَمَشَّى فِي حَدِيقَةِ رَجُلِهَا فَكَانَ الشَّيْخَانِ يَرَيَانِهَا كُلَّ يَوْمٍ تَدْخُلُ وَتَتَمَشَّى، فَكَلِفَا بِهَوَاهَا. وَأَسْلَمَا عُقُولَهُمَا إِلَى الْفَسَادِ، وَصَرَفَا أَعْيُنَهُمَا لِئَلاَّ يَنْظُرَا إِلَى السَّمَاءِ فَيَذْكُرَا الأَحْكَامَ الْعَادِلَةَ. وَكَانَ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ بَيْنَمَا هُمَا مُتَرَقِّبَانِ الْيَوْمَ الْمُوَافِقَ، أَنَّهَا دَخَلَتْ مِثْلَ أَمْسٍ فَمَا قَبْلُ وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ فَقَطْ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَغْتَسِلَ فِي الْحَدِيقَةِ لأَنَّهُ كَانَ حَرٌّ وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ إِلاَّ الشَّيْخَانِ وَهُمَا مُخْتَبِئَانِ يَتَرَقَّبَانِهَا. فَقَالَتْ لِلْجَارِيَتَيْنِ ائْتِيَانِي بِدُهْنٍ وَغَسُولٍ وَأَغْلِقَا أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ لأَغْتَسِلَ.  فَلَمَّا خَرَجَتِ الْجَارِيَتَانِ قَامَ الشَّيْخَانِ وَهَجَمَا عَلَيْهَا وَقَالاَ: هَا إِنَّ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ مُغْلَقَةٌ وَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ، وَنَحْنُ كَلِفَانِ بِهَوَاكِ فَوَافِقِينَا وَكُونِي مَعَنَا. وَإِلاَّ فَنَشْهَدُ عَلَيْكِ أَنَّهُ كَانَ مَعَكِ شَابٌّ وَلِذلِكَ صَرَفْتِ الْجَارِيَتَيْنِ عَنْكِ. فَتَنَهَّدَتْ سُوسَنَّةُ وَقَالَتْ لَقَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، فَإِنِّي إِنْ فَعَلْتُ هذَا فَهُوَ لِي مَوْتٌ. وَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ فَلاَ أَنْجُو مِنْ أَيْدِيكُمَا. وَلكِنْ خَيْرٌ لِي أَنْ لاَ أَفْعَلَ ثُمَّ أَقَعَ فِي أَيْدِيكُمَا مِنْ أَنْ أَخْطَأَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَصَرَخَتْ سُوسَنَّةُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ فَصَرَخَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهَا. وَأَسْرَعَ أَحَدُهُمَا وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ الْبَيْتِ الصُّرَاخَ فِي الْحَدِيقَةِ، وَثَبُوا إِلَيْهَا مِنْ بَابِ السِّرِّ لِيَرَوْا مَا وَقَعَ لَهَا. وَلَمَّا تَكَلَّمَ الشَّيْخَانِ بِكَلاَمِهِمَا خَجِلَ الْعَبِيدُ جِدًّا لأَنَّهُ لَمْ يُقَلْ قَطُّ هذَا الْقَوْلِ عَلَى سُوسَنَّةَ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا اجْتَمَعَ الشَّعْبُ إِلَى رَجُلِهَا يُويَاقِيمَ، أَتَى الشَّيْخَانِ مُضْمِرَيْنِ نِيَّةً أَثِيمَةً عَلَى سُوسَنَّةَ لِيُهْلِكَاهَا. وَقَالاَ أَمَامَ الشَّعْبِ أَرْسِلُوا إِلَى سُوسَنَّةَ ابْنَةِ حِلْقِيَّا الَّتِي هِيَ امْرَأَةُ يُويَاقِيمَ. فَأَرْسَلُوا فَأَتَتْ هِيَ وَوَالِدَاهَا وَبَنُوهَا وَجَمِيعُ ذَوِي قَرَابَتِهَا. وَكَانَ أَهْلُهَا وَجَمِيعُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَهَا يَبْكُونَ. فَقَامَ الشَّيْخَانِ فِي وَسْطِ الشَّعْبِ وَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رَأْسِهَا. فَرَفَعَتْ طَرْفَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ بَاكِيَةٌ لأَنَّ قَلْبَهَا كَانَ مُتَوَكِّلًا عَلَى الرَّبِّ. فَقَالَ الشَّيْخَانِ إِنَّنَا كُنَّا نَتَمَشَّى فِي الْحَدِيقَةِ وَحْدَنَا، فَإِذَا بِهذِهِ قَدْ دَخَلَتْ وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ، وَأَغْلَقَتْ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ ثُمَّ صَرَفَتِ الْجَارِيَتَيْنِ. فَأَتَاهَا شَابٌّ كَانَ مُخْتَبِئًا وَوَقَعَ عَلَيْهَا. وَكُنَّا نَحْنُ فِي زَاوِيَةٍ مِنَ الْحَدِيقَةِ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الإِثْمَ أَسْرَعْنَا إِلَيْهِمَا وَرَأَيْنَاهُمَا مُتَعَانِقَيْنِ. أَمَّا ذَاكَ فَلَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُمْسِكَهُ لأَنَّهُ كَانَ أَقْوَى مِنَّا فَفَتَحَ الأَبْوَابَ وَفَرَّ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَبَضْنَا عَلَيْهَا. وَسَأَلْنَاهَا: مَنِ الشَّابُّ؟ فَأَبَتْ أَنْ تُخْبِرَنَا. هذَا مَا نَشْهَدُ بِهِ فَصَدَّقَهُمَا الْمَجْمَعُ لأَنَّهُمَا شَيْخَانِ وَقَاضِيَانِ فِي الشَّعْبِ، وَحَكَمُوا عَلَيْهَا بِالْمَوْتِ. فَصَرَخَتْ سُوسَنَّةُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «أَيُّهَا الإِلهُ الأَزَلِيُّ الْبَصِيرُ بِالْخَفَايَا، الْعَالِمُ بِكُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ. إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمَا إِنَّمَا شَهِدَا عَلَيَّ بِالزُّورِ، وَهَا أَنَا أَمُوتُ وَلَمْ أَصْنَعْ شَيْئًا مِمَّا افْتَرَى عَلَيَّ هذَانِ». فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ لِصَوْتِهَا. وَإِذْ كَانَتْ تُسَاقُ إِلَى الْمَوْتِ نَبَّهَ اللهُ رُوحًا مُقَدَّسًا لِشَابٍّ حَدَثٍ اسْمُهُ دَانِيآلُ. فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذِهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الشَّعْبُ كُلُّهُ وَقَالُوا: «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي قُلْتَهُ؟». فَوَقَفَ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى تَقْضُوا عَلَى بِنْتِ إِسْرَائِيلَ بِغَيْرِ أَنْ تَفْحَصُوا وَتَتَحَقَّقُوا الأَمْرَ؟ اِرْجِعُوا إِلَى الْقَضَاءِ فَإِنَّ هذَيْنِ إِنَّمَا شَهِدَا عَلَيْهَا بِالزُّورِ. فَأَسْرَعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ وَرَجَعَ. فَقَالَ لَهُ الشَّيْخَانِ: «هَلُمَّ اجْلِسْ بَيْنَنَا وَأَفِدْنَا فَقَدْ أَتَاكَ اللهُ مَزِيَّةَ الشُّيُوخِ فَقَالَ لَهُمْ دَانِيآلُ: « فَرِّقُوهُمَا بَعْضَهُمَا عَنْ بَعْضٍ فَأَحْكُمَ فِيهِمَا». فَلَمَّا فُرِّقَا الْوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ دَعَا أَحَدَهُمَا وَقَالَ لَهُ: «يَا أَيُّهَا الْمُتَعَتِّقُ الأَيَّامِ الشِّرِّيرَةِ، لَقَدْ أَتَتْ عَلَيْكَ خَطَايَاكَ الَّتِي ارْتَكَبْتَ مِنْ قَبْلُ بِقَضَائِكَ أَقْضِيَةَ ظُلْمٍ وَحُكْمِكَ عَلَى الأَبْرِيَاءِ وَإِطْلاَقِكَ لِلْمُجْرِمِينَ، وَقَدْ قَالَ اللهُ الْبَرِيءَ وَالزَّكِيَّ لاَ تَقْتُلْهُمَا فَالآنَ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَأَيْتَهَا فَقُلْ: تَحْتَ أَيَّةِ شَجَرَةٍ رَأَيْتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ؟». فَقَالَ: «تَحْتَ الضِّرْوَةِ فَقَالَ دَانِيآلُ: «لَقَدْ صَوَّبْتَ كَذِبَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَمَلاَكُ اللهِ قَدِ أُمِرَ مِنْ لَدُنِ اللهِ بِأَنْ يَشُقَّكَ شَطْرَيْنِ ثُمَّ نَحَّاهُ وَأَمَرَ بِإِقْبَالِ الآخَرِ فَقَالَ لَهُ: «يَا نَسْلَ كَنْعَانَ لاَ يَهُوذَا، قَدْ فَتَنَكَ الْجَمَالُ وَأَسْلَمَ الْهَوَى قَلْبَكَ إِلَى الْفَسَادِ. هكَذَا كُنْتُمَا تَصْنَعَانِ مَعَ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ وَكُنَّ يُحَدِّثْنَكُمَا مَخَافَةً مِنْكُمَا، أَمَّا بِنْتُ يَهُوذَا فَلَمْ تَحْتَمِلْ فُجُورَكُمَا. فَالآنَ قُلْ لِي: تَحْتَ أَيَّةِ شَجَرَةٍ صَادَفْتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ؟». فَقَالَ: «تَحْتَ السِّنْدِيَانَةِ فَقَالَ لَهُ دَانِيآلُ: «وَأَنْتَ أَيْضًا قَدْ صَوَّبْتَ كَذِبَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَمَلاَكُ اللهِ وَاقِفٌ وَبِيَدِهِ سَيْفٌ لِيَقْطَعَكَ شَطْرَيْنِ حَتَّى يُهْلِكَكُمَا». فَصَرَخَ الْمَجْمَعُ كُلُّهُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَبَارَكُوا اللهَ مُخَلِّصَ الَّذِينَ يَرْجُونَهُ. وَقَامُوا عَلَى الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ أَثْبَتَ دَانِيآلُ مِنْ نُطْقِهِمَا أَنَّهُمَا شَهِدَا بِالزُّورِ، وَصَنَعُوا بِهِمَا كَمَا نَوَيَا أَنْ يَصْنَعَا بِالْقَرِيبِ عَمَلًا بِمَا فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، فَقَتَلُوهُمَا وَخُلِّصَ الدَّمُ الزَّكِيُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ.“(دانيال1:13-9و15-17و 19-30و33-62).

ثم نقرأ انجيل القديس يوحنا:” أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْط4 قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ،  وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا».(يوحنا1:8-11).

على الرغم من ان قراءات اليوم وخاصة الانجيل تبدو معروفة لنا ولكننا يمكن ان نستمع لها الآن بطريقة مختلفة على ضوء الحركات التحررية للمرأة والتحقق من ان التحرش الجنسي للنساء اصبح أكثر انتشارا من ذي قبل اكثر مما يمكن ان نصدقه في كل منطقة من مجتمعاتنا. كما نلاحظ التحرش والاتهام الكاذب ضد سوسنة في القراءة الأولى نستمع الى صدى لما هو موجود في عالمنا الحديث اليوم في النص العبري. أشياء كثيرة تتغير واكثر من ذلك انها تبقى كما هي. في قصة سوسنة كان الأمر يحتاج الي صوت شجاع ومبادرة لينقذها وينهي تلك المعاملة السيئة ويوقف خكم الموت، وفي الانجيل أُمسكت المرأة في فعل الزنا وواجهت جموع غاضبة قرروا ان يرجموها، ومرة أخرى الأمر كان يحتاج الي صوت ومبادرة فكان صوت يسوع ليوقف الجنون والغضب سائلا كل فرد ان ينظر الى نفسه ثم يبدأ ان استطاع ان يلقي بالحجارة. قد يمكن ان نكون نحن في موقف نتقبل فيه اتهام باطل او حتى تحرش ومن المؤكد هناك أوقات نكون فيها جزء من تلك الجموع الغاضبة حتى ولو كان فقط مجازيا. ان يسوع قد سألنا ان نسير بإعتدال ننصت ونغفر ونتطلع الي العدل والحق وان نثق بكل القلب في الله كما فعلت سوسنة حتى ولو في مواجهة الموت. انه ليس سهلا او مقنعا خاصة ونحن في وسط الأزمة ان نترك الأمر في يد العناية الإلهية وأيضا ليس هذا يعني ان لا ندافع عن انفسنا، فقط حتى واننا نبحث عن الحق والعدل لأنفسنا او للأخرين علينا ان نضع ايماننا في الله أولا وهناك فرق ما بين الإتكال على الله او التواكل والاستسلام. وقد مدح الرب يسوع المسيح من يستعد للشدائد والضيقات بحفظه وصايا الله وأقواله، قائلًا: “فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.” (مت7: 24- 25). ان الاتكال على الله يعني الإيمان بكلامه، والثقة به كمعين وسند ومدبر في الشدائد والأمور الصعبة، التي لا يقدر على اجتيازها الإنسان وحده كقوله أيضًا: “فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ. اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ؟” (مز56: 3- 4). إن الاتكال على الله لا يتعارض مع العمل كقوله “اَلْفَرَسُ

مُعَدٌّ لِيَوْمِ الْحَرْبِ، أَمَّا النُّصْرَةُ فَمِنَ الرَّبِّ” (أم21: 31).

إن كلمة الاتكال لا تعني مطلقًا التواكل، والتي يقصد بها التكاسل والتراخي، وإلقاء مسئولية العمل على شخص آخر، وخير دليل على ذلك أمر الوحي الإلهي لمن اتّكل على الله بالعمل بأمانة قائلًا: “اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ” (مز37: 3). وهناك العديد من آيات الكتاب المقدس عن الاتكال على الرب:” انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي؟!” (سفر يشوع بن سيراخ 2:11) و “تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ” (سفر الأمثال 3: 5). 

تدريب:  هل لم تتعرض مطلقا لموقف عندما يتهمك احد بشيئ لم تفعله؟ كيف كان شعورك في ذلك الحين؟ انه من الصعب ان لا تشعر بأنك وقعت في فخ مثل سوسنة مهما كانت ما فعلته او قالته فهي تعلم انها لن تعامل بصدق وحق. ان ذلك الموقف رهيب ان تكون فيه ولهذا فلقد قررت ان تصلي وبشدة وعلناً الي الله واثقة ان العدل سيتحقق.  للأسف نحن نعرف كل هذا أيضا وانه أحيانا ناس أبرياء يتم سجنهم او حتى يموتون على الرغم من صلواتهم مما يجعل الأمر صعب في الثقة الكاملة. ان عدم العدل في الحياة يمكن ان يجعلنا تعابى ويائسين وغيرها من المشاعر السلبية، واليوم يسألنا الله ان نثق به حتى ولو كان الوضع غير منطقي وان نستسلم لعنايته وحمايته حتى ولو اردنا ان نجري بعيدا عن كل شيئ.

صلاة: يا اله كل رحمة وعدل نحن نكافح لكي نثق بالتمام بك ونحن نريد ان نحمي انفسنا ومن نحبهم لحمايتهم ممن يريدون آذيتنا وها نحن نصلي لكي تثبت ثقتنا في رحمتك وحنانك في قلوبنا  فأغرس فينا يا الله روح الشكر الدائم والحكمة التي تعلمنا انك هو الحق الذي يحررنا. آمين.

35.اليوم الخامس والثلاثون:الثلاثاء 5 ابريل- الثلاثاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني ” الحياة على الحافة؟

تأمل: جاء في العهد القديم:” وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ، فَضَاقَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ. وَتَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.“(العدد4:21-9).

وفي انجيل اليوم نقرأ:” ” قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.(يوحنا21:8-30).

ان قراءة انجيل اليوم من المؤكد انه أصاب مستمعيه بالارتباك فهم لم يستطيعوا ان يفهموا من هو يسوع وحتى من قد آمنوا به لم يستطيعوا ان يدركوا تماما معرفة من هو قبل ان يعرفوه.

في ذلك النص الإنجيلي نجد ان اليهود قد سألوه: من أنت؟، ولم يكن غرض الفريسيين من سؤالهم هو الاستيضاح، بل الاصطياد. أما المسيح، فأجاب: أنا من البدء ما أكلمكم أيضًا به“.. أي سبق وأعلنت من أكون: “أنا الخبز النازل من السماء”.. “أنا الماء الحى”.. “أنا نور العالم”.. “أنا من تشهد لى أعمالى”.. “أنا من يشهد لى الآب”.. وهكذا.. أي أنا المسيح مخلص العالم. ولكن، هل هناك من يفهم، أو يقبل، أو يؤمن؟!

ان السيد المسيح هنا استخدم كلمتى أنا وأنتم لكي يوضح الخلاف بين كل ما هو سمائى روحي، وبين ما هو أرضى زمني مرتبط بأمجاد العالم التي لا يطلبها و يكمل المعنى قائلا: “أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب”، وكلتا الآيتين إشارة واضحة لتجسد المسيح ونزوله من السماء وطبيعته اللاهوتية الأزلية. ويقدم المسيح مرة أخرى سبب هلاكهم، وهو عدم إيمانهم به!!!

عندما يسمعون انهم لن يقدروا ان يأتوا فيما هو ذاهب و انه من عالم مختلف ربما قد اصابهم بشعور بانهم مسنبعدون او ان يصمتوا تماما بلا كلمة، حزانى، او ربما في حالة غضب. ربما من المحتمل ان هناك عدة أيام نشعر بنفس الشعور في علاقتنا نحو الله. نحن من هذا العالم وصعب فيما لو حاولنا ان نعبر طريقنا ناحية الجانب الآخر من الطريق نحو التواصل السمائي لكن طبيعتنا البشرية تبقينا هنا مرتبطين بذلك المكان والزمان.

فـى صـلاة يسوع الأخـيـرة قـبـل الرحيـل قال هذه العبارة عـن الرسل: ” انـهـم ليـسوا مـن العـالـم كـمـا إنـي أنـا لستُ مـن العـالـم” (يو16:17)، “أنـهـم ليس من العـالـم ” أي ليس من الأرض، بـل من السـماء  “مـن فـوق” . فالأرض التى نسير عليها هـى ليست أرضـاً انـهـا “سـماء” ولا يوجد عائق يـمكن أن يمنع من  أن يـمارس فيهـا أعمـال من هـم فـى السماء. مكتوب ” إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت اللـه” (يو3:3)، فمن شاء أن يولد “من فوق” فلابد له من هـذه الولادة.وهذا ليس يعنى إصلاح طبيعة قديـمة أو تقويـمها ، بل خلق كائن جديد مولود من اللـه..فاللـه يطلب حياة جديدة ..ولادة جديدة. وهـذه الولادة الجديدة ليست وراثية بل هى علاقة شخصية مع اللـه والـمسيح والروح القدس.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

تدريب: ” الذي ارسلني هو حق” – هل تشعر في داخلك بدعوة الله لك؟ هل تميز تلك الدعوة؟ وتعرف من الذي دعاك ولِم دعاك؟ حاول اليوم ان تسترجع وتتأمل ما هو في الحقيقة دورك في هذه الحياة وما هي رسالتك.

صلاة: أيها الرب يسوع، لقد أثار حديثك مع اليهود في نفسى سؤالا محيرا ومخيفا: هل أنا أرضى؟ أم أنا سماوي؟ هل أستطيع أن أكون معك حيثما تكون، هناك في بيت أبيك، أم لا أستطيع؟ لقد أعطيتنى، مجانا، نعمة الميلاد السمائى في سر المعمودية. ولكن، لا زلت أجد أن ما بداخلي متجها إلى أسفل، حيث أمجاد العالم وزيفه، ناسيا عظم دعوتك لى، أن أكون من فوق كما أنت.. إلهي، أخاف من نفسي على نفسى، فلا تسمح يا سيدى أن أنزلق لأسفل بل اجذبنى إلى فوق كما وعدت: “وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إلىّ الجميع”، واجعل كل اشتياق قلبى نحوك أنت وحدك. آمين.

36.اليوم السادس والثلاثون:الأربعاء 6 ابريل-الأربعاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني– “قول الحقيقة”

تأمل: “ فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». أَجَابُوهُ: «إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ! كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا؟» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كَلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي، وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.”(يوحنا31:8-40)

في انجيل اليوم يعدنا يسوع بأن كلمته يمكنها ان تعطينا الحقيقة والتي تحررنا مما يبدو انه شيئ رائع وعجيب ولكن كما نعرف جيدا أيضا انها ليست سهلة التطبيق. ان الحرية الروحية مثل كل الحريات تأتي كجزاء نتيجة جهاد ومثابرة وما الذي نقوم به ومن نكون ونحتاج الي مغفرة وخلاص وكيف يمكن ان نوفق حياتنا مع ما تعلمه لنا كلمة الله كما جاءت في الكتاب المقدس. يجب علينا دائما ان نواصل البحث عن إجابة لتساؤلاتنا ونعيد البخث مرارا وتكرارا لكي نتفهم ماذا يدعونا الله. إن المسيح هو مصدر الحرية الحقيقية الوحيد، إلا أنه وضعها في أسلوب شرطى: إن حرركم“. وهذا الشرط لا يعود على مشيئة المسيح في منح الحرية، لكن يعود علينا في قبولنا لهذا الخلاص من عدمه، بمعنى آخر: لدينا الحرية الحقيقية الممنوحة من الابن، فهل نقبلها؟  

تدريب: “أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ”(يوحنا14:15). ترى ماذا يريد مني الرب أن أفعله؟ وما الذي اوصاني به؟ وكيف يمكنني احتفظ بحب السيد لي؟ فكّر اليوم في الإجابة لتلك التساؤلات من الله لك. “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.”(يوحنا12:15)، فأبحث ثانية داخل نفسك عن شخص ما لا تشعر نحوه بمحبة وحاول ان ترسل له خطاب او كارت للمعايدة وتصلي من اجله.

صلاة: يا رب الحب والمحبة والمغفرة فلتحل كلمتك فيّ وتقودني ان استمع لهمساتك واقوالك وتعايمك في هذا اليوم. ساعدني يارب ان اري في الحقيقة الناس من حولي وان استمع لهم ولمشاكلهم ومتاعبهم او حتى تمجيدهم لك واجعلنى ان أكون بالنسبة لهم ملجأ على الرغم من مشاغلي اليومية زمشاكلي. وسّع قدرتي في ان أحب فأستطيع ان اجد غرفة لهم في قلبي وبإعطائي لهم لمكانة اعطيك انت أيضا يارب مكانا.  عش فيّ بحبك وبنورك وبقدرتك فأنا وحدي لن استطيع ان اقدم أي شيئ للآخرين وافعل انت معهم من خلالي كل ما تريد فيمجدوك انت الإله القادر على كل شيئ. آمين.

37.اليوم السابع والثلاثون:الخميس 7ابريل- من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

تأمل:” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا.”(يوحنا51:8-59).

أجاب يسوع الجمع متحديا عندما سألوه من تجعل نفسك قائلا:” إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي”، فكان سائليه يفكرون ان يسوع يضع نفسه فوق الجميع وانه كان عليه ان يكون اكثر تواضعا ولا يجعل من ذلك فرصة للتعاظم. ولكن ما هو في الحقيقة معنى “التواضع”؟ قد نفكر انه ببساطة تعني لا تفاخر عن الإنجازات والهبات او حتى ان ننزل بهم ونبخسها. لا فالتواضع هو الحق كما ذكر العديد من الكتاب الروحانيون. فإذا كنت موهوب في شيئ ما أيمكنني ان اذهب لكل من هم حولي كلما امكن معلنا عما اتميز به وطالما انها الحقيقة؟ لا، فهذا ليس نوع من الحق انها حقيقة عميقة والتي فيها علي ان أقول ان موهبتي هي هبة او عطية فهي لم تأتي مني  حتى لو كنت قد ساهمت في الوصول اليها بمجهوداتي وصبري حتى اجعلها عطية صالحة وكاملة. الحقيقة العميقة انني ليس لدي شيئ في ذاتي وكل قدرة ومقدرة فيّ أتت من الله. كل النعم الجسدية أيضا من الله وبهذا مظهري الجيّد وافعالي الجيدة وحظي الجيد كلها أعطيت لي من الله بل ان وجودي هو عطية من الله فأبانا السماوي يحبنا ومشيئته هي خلاصنا الأبدي. يقول الكتاب “يقاوم الله المستكبرين. أما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يعقوب6:4). النعمة تمنح المواهب. ولكن المتكبر يفتخر بالمواهب، ويرتفع قلبه بها. لذلك يأتمن الرب المتواضعين على نعمته وعلى مواهبه، لأنهم يقولون باستمرار “ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعطِ مجدًا” (مز115: 1). ونفس الوضع حينما تساعد النعمة إنسانًا على اكتساب فضيلة: إن كان متواضعًا، ينسب الفضل لله وليس لنفسه. ويقول كما قال القديس بولس الرسول “ولكن بنعمة الله أنا ما أنا” (1كو15: 10). ويخشى أن يفتخر أو يتكبر، فتسحب النعمة عملها منه فيسقط. بل هو بالأكثر ينكر ذاته، ويحاول أن يخفي فضائله: لا على الناس فقط، بل حتى على نفسه. ولا يتأمل ما هو فيه من فضيلة. بل يحاول أن ينساها. ويتحول شعوره إلى الشكر، لا إلى الفخر. 

أما الفضيلة عند المتكبر، فهي عرضة للضياع. ولا تكون فضيلة حقيقية. بل لا يتبرر بها، كما حدث في قصة الفريسي والعشار (لو18: 9-14). الله هو الذي يُمجّد وهو الذي يمجدنا وكل شيئ لدينا هي اتية منه ولتمجيد اسمه وليس لنا. ترى ما هو اعظم مجد لي؟ وما هي اعظم شهرة يمكنني ان ادعيها؟ هي ان يسوع المسيح يحبني وبذل نفسه من اجليووهبني حياة أبدية فإذا حصلنا على أي مجد فهو من تلك الحقيقة حب يسوع اللانهائي والذي لا يتغير فهذا هو مجدي وافتخاري لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ….حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ»(1كورنثوس29:1و31).

تدريب:حاول اليوم ان تبحث داخل نفسك لتكتشف هل انت من محبي المديح والمجد؟. الذى يشتهى المديح ، ويظل صامتاً حتى يصله ، أو يعمل أعمالاً صالحة – أمام الناس – حتى يُمجدوه عليها؟، او الذى لا ينال المديح الذى يريده ، فيكره من لا يمدحه ، أو قد يتجاهله ، أو يقابله بجفاء ، أو بلا كلام لطيف ، وبدون مبرر؟، او الذى يمدح نفسه بما ليس فيه ( فضائل ، أو صفات جميلة ) أو ينسب العمل لنفسه دون المشاركين معه ، أو يدين ( يشنع ) بالآخرين؟، أم الذى يأتيه المديح ، دون أن يسعى إليه ، فيفرح به؟. المجد الباطل يقود إلى خطايا آخرى: الرياء – الغضب – الكراهية – الحقد – الحسد – الغيرة – النقد والإدانة والذم – الأنانية – الكذب – تدبير مكائد ( مقالب ) – اشتهاء خراب الغير ( الفرح فى المصائب والشماته ) – التلون حسب الضرورة. قد هاجم السيد المسيح رجال الدين ، الذين مارسوا العبادات طمعاً فى جذب إنتباه الناس ، وليس حُباً لله ، أو للعبادة ذاتها وبركاتها ( مت 23 )، ودعا للعبادة فى الخفاء ، وعمل الخير فى السر ، وعدم الفرح بالمادحين المرائين والمنافقين. اذا اكتشفت ذاتك جيدا فأسرع الي مرشدك الروحي واطلب معونة الله.

صلاة: يا يسوع لقد اتضح لي انني اتأرجح ما بين الإفتخار بكل ما أقوم به من عمل او خدمة طالبا مديح الناس وافتخارهم بما حققت وبين استيائي من كل من ينتقد او يوبخ اعمالي، فساعدني يا سيدي من ان انجو من تلك الكرامة الزائفة وان أرى واحيا بحقيقة حبك المطلق والأبدي لي والذي به أُوجد واتحرك واعمل فكل شيئ هو منك ولك. آمين.

38.اليوم الثامن والثلاثون:الجمعة 8 ابريل- جمعة ختام الصوم ” العبور”

تأمل: جاء في العهد القديم على لسان ارميا النبي:”  لأَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. خَوْفٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. يَقُولُونَ: «اشْتَكُوا، فَنَشْتَكِيَ عَلَيْهِ». كُلُّ أَصْحَابِي يُرَاقِبُونَ ظَلْعِي قَائِلِينَ: «لَعَلَّهُ يُطْغَى فَنَقْدِرَ عَلَيْهِ وَنَنْتَقِمَ مِنْهُ». وَلكِنَّ الرَّبَّ مَعِي كَجَبَّارٍ قَدِيرٍ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَعْثُرُ مُضْطَهِدِيَّ وَلاَ يَقْدِرُونَ. خَزُوا جِدًّا لأَنَّهُمْ لَمْ يَنْجَحُوا، خِزْيًا أَبَدِيًّا لاَ يُنْسَى. فَيَا رَبَّ الْجُنُودِ، مُخْتَبِرَ الصِّدِّيقِ، نَاظِرَ الْكُلَى وَالْقَلْبِ، دَعْنِي أَرَى نَقْمَتَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُ قَدْ أَنْقَذَ نَفْسَ الْمِسْكِينِ مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ.“(ارميا10:20-13). وجاء في انجيل اليوم:” فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلًا وَمَكَثَ هُنَاكَ. فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.”(يوحنا31:10-42).

تدريب: حاول اليوم ان تتعرف ما الذي يجعلك في بعض الأحيان غير مؤمن؟ اتبحث عن علامات او آيات حتى تؤمن؟ هل في الحقيقة ايمانك مرهون بظروفك واحوالك ان كانت جيدة ام لا؟ اذهب الي يسوع طالبا منه العون والفهم والقوة.

صلاة: كلما اتأمل في نص الأنجيل اليوم اتأكد كيف ان ايماني مهزوز ومزعزع أحيانا ولكنني اريد ان اكون مؤمنا بعمق. ربما جزء من السبب انني لا اعتقد ان اظهارك للحقائق كان أحيانا غير كاف بالنسبة لي. ويتبادر الي ذهني لماذا احيا ولماذا خلقتني وما هي مشيئتك و حتى أحيانا لا اشعر بلمسات يدك في حياتي. يارب انا اؤمن ولكن ارجوك ساعدني اكثر في ان امحو أي سبب او أسباب لعدم الإيمان. ساعدني ان اؤمن اكثر واقوى وبعمق وليس ايمانا صوريا او مظهريا.آمين. قراءة وتأمل: ارميا7:20-13 و يوحنا 31:10-42   ابانا والسلام والمجد

39.اليوم التاسع والثلاثون: السبت 9 ابريل

تأمل: نقرأ في العهد القديم على لسان حزقيال النبي:” وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا آخُذُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ الَّتِي ذَهَبُوا إِلَيْهَا، وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَآتِي بِهِمْ إِلَى أَرْضِهِمْ، وَأُصَيِّرُهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً فِي الأَرْضِ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ، وَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ أُمَّتَيْنِ، وَلاَ يَنْقَسِمُونَ بَعْدُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ. وَلاَ يَتَنَجَّسُونَ بَعْدُ بِأَصْنَامِهِمْ وَلاَ بِرَجَاسَاتِهِمْ وَلاَ بِشَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيهِمْ، بَلْ أُخَلِّصُهُمْ مِنْ كُلِّ مَسَاكِنِهِمِ الَّتِي فِيهَا أَخْطَأُوا، وَأُطَهِّرُهُمْ فَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. وَدَاوُدُ عَبْدِي يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لِجَمِيعِهِمْ رَاعٍ وَاحِدٌ، فَيَسْلُكُونَ فِي أَحْكَامِي وَيَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَيَعْمَلُونَ بِهَا. وَيَسْكُنُونَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُ عَبْدِي يَعْقُوبَ إِيَّاهَا، الَّتِي سَكَنَهَا آبَاؤُكُمْ، وَيَسْكُنُونَ فِيهَا هُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسٌ عَلَيْهِمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ. وَيَكُونُ مَسْكَنِي فَوْقَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا. فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُ إِسْرَائِيلَ، إِذْ يَكُونُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ».(حزقيال21:37-28).

وفي انجيل اليوم نقرأ: “ فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا

بِهِ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَمَضَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ يَسُوعُ. فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعًا وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةً. إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا». فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!». وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضًا يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ عَلاَنِيَةً، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكُورَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَفْرَايِمُ، وَمَكَثَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ. فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوعَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ وَاقِفُونَ

فِي الْهَيْكَلِ: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ هَلْ هُوَ لاَ يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ؟»(يوحنا45:11-56).

لقد بدأت بداية الساعة التي جاء من أجلها السيد المسيح. في قراءة انجيل اليوم تدفعنا نحو الرعب الذي سينكشف أمام أعيننل أثناء الأسبوع المقدس – العقول تجهزت والخطط تسير نحو الهدف والخوف في ثلب الجميع. الخوف من المجهول والخوف من التغيير والخوف من الفروقات – ثلاثة حقائق سشوف تضع المخلص على الصليب وتغير مجرى التاريخ للأبد. عندما نفكر في يسوع عند تلك النقطة في رسالته نتخيله وسط الشعب من هم على حافة المجتمع آنذاك مرضى بالبرص ومحصلين للضرائب وسيدات سيئي السمعة وأيضا آرامل. لم يكن في رسالة او مهمة تجمع الأقوياء والأغنياء من حوله – فقط مجموعة من صيادي السمك لا يعرفون أكثر من الشباك وامواج البحر عن معرفتهم بالنفوس والخلاص ويمكن وصفهم انهم مجموعة تخاف منها. ما لم نرى ما هو تحت ما هو واضح للجميع وما هو في القلب فاننا سنجد ايمان صاحبه اعمال سماوية. لقد جاء يسوع ليخلص كل فرد ورحّب بكل إنسان وبفعله هذا قد دعا حتى المتشككين. من ذا الذي يشعرنا بأننا ليس كقديسين ولطفاء كما يجب ان نكون؟ تلك هي المشاعر التي اخذت جذورها ينتشر بين الفريسيسون كما وضعوا هم مصير يسوع. لم يعتبروا خلاص النفوس بل فقط انقاذ جلودهم هم فقط. اننا يمكن ان نكون مدانين بنفس القدر. لا زال الموقف كما هو بين من يقبل عمل الله ويؤمن به، وبين من يشاهد وينكر. وهو ما قاله المسيح في إنجيل معلمنا لوقا: “ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون” (لو 16: 31). فالمجموعة الأولى، سرت قيامة لعازر كالتيار في أجسادهم، فعظم إيمانهم بالمسيح. أما الآخرون، فكان انتمائهم الأرضى وخوفهم على مصالحهم، حائلا وقف دون إيمانهم بهذا الحدث العظيم. في كل مرة تشعر فيها بنفس ذلك الشعور ان خلاصك الشخصي اهم من خلاص الآخرين فتوقف برهة واسأل نفسك هل هذا ما علّمك إياه المخلص؟.

تدريب: مهما يحدث في العالم من حولك فإن الله سوف يكون دائماً إلى جانبك، ومع أن الناس لا تسير في الطريق التي يريدها الله إلا أنه يستخدم الظروف الصعبة لتحقيق مخططاته فهو الإله المسيطر على كل الأمور وإذا كنت ممن لهم علاقة شخصية معه فيمكنك أن تطمئن وتثق بالوعد الذي يقول “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.” (رومية 8: 28). لقد قال يسوع المسيح: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالـم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ” (يوحنا 14: 27) “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا.أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 33: 16) وقال يسوع أيضاً “لا أهملك ولا أتركك” (عبرانيين 13: 5). اذا كنت تمر الآن في ضيقة او ألم فأطلب على الفور معونة الروح القدس لتقويك. ما الذي يجعلك تخاف او تقلق؟ ما الذي تتوق اليه؟ السماء أم الأرض؟ هل يمكنك ان تجلس متذكرا كل الوعود التي يعلنها لنا الوحي الإلهي عن رحمة ومحبة الهنا.

صلاة: الميلاد والموت هما وجهان لعملة واحدة. نحتفل بواحدة ونخاف من الأخرى واليوم نصلي لطلب نعمة ان نقبل جنبات الحياة بكل ما فيها من فرح وحزن وان الموت ليس هو نهاية المطاف. يا يسوع أدخل الى أعماق قلبي والي صحرائي الداخلية وساعدني ان اذهب الى اباك السماوي لأطلب منه القوة كما فعلت انت خاصة في اوقات الشدة وفي تلك الأيام الأخيرة لك في قرية افرايم وبستان الزيتون.”آمين.

40.الاحد  10 ابريل (أحد الشعانين):

تأمل: وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا عَلَى الطَّرِيقِ، فَحَلاَّهُ. فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلاَنِ، تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟» فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!».(مرقس1:11-10)

وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ

بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي الْعِيدِ، لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ». وَفِيمَا هُوَ فِي

بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلًا حَسَنًا! لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ. وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا».(مرقس1:14-15).

بينما يبدأ الأسبوع المقدس نجد يسوع في بيت سمعان الأبرص وامرأة كسرت قارورة الطيب المملوءة بعطر الناردين وتسكبه فوق يسوع بطريقة يقبلها المدعوين بسخط وبدون فهم. اكانت تلك اعجوبة أخافت الشعب؟ انظر الى الجموع التي كانت تصاحب يسوع وأنظر للطريقة كيف انه قد رحّب بمن هي غير مرغوب في دعوتها. لقد وطأ يسوع موضع الداء في قلوب تلك الجموع سامحا لأشياء  لا يريدون السماح بها وهذا بالتدقيق كيف نذهب من فروع النخيل الي المسامير ومن صياح “اوصنا” الي صياح “اصلبه” بعد ذلك بأيام. في وسط منظر الوليمة ليس فقط ان يسوع مدح المرأة وفعلها ولكنه قال:” اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا».(مرقس9:14).

وها نحن اليوم وبعد مرور الفي سنة نقرأ عن تلك المرأة ساكبة الطِيب وقارورة الطيب ونتساءل

ترى ما مقدار ما يمكننا عمله اذا ما جلس يسوع اليوم على مائدتنا؟ هل سنطلق على تلك المرأة

اعيرة من اللوم والإزدراء وندفعها بعيدا تلك التي دهنت يسوع؟ هل سنكون ساخرين ام صامتين نحمل مشاعر سلبية متقلبة؟ انه اختيارنا هل سنطابق مع قول سمعان الفريسي ام ابن الاسخريوطي؟

تدريب: حاول اليوم ان تتأكد من محبة الله لك شخصيا وابحث في جوانب حياتك هل تشعر وتلمس ذلك الحب الإلهي الذي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس ولا شروط. ان لم تكتشف ذلك الحب انظر الي الصليب واطلب من الله ان يفتح قلبك لتكتشف حبه لك.

صلاة: يا يسوع لقد رأيت ذلك القناع الذي نرتديه وما نخبئه من شهوات وايمان صوري وصلوات ليست من القلب بل هي تمتمات شفاه فأنظر يارب الى قلوبنا وغيرها واخلق فينا قلبا جديدا وانزع عنا ذلك القناع الزائف وساعدني ان افهم انه لا شيئ قد حدث في حياتي مهما كان ومهما كنت انا في حياتي صغيرا ام كبيرا فيمكنني ان استمر في ان أكون كأحد تلاميذك واحباؤك فهل تقبلني في حالتي تلك المتدنية والفاترة والمترددة وعندما يكون ثقل صليبك صعب عليّ فاجعل أي طموحات أرضية واشواق دنياوية تتلاشى من داخل قلبي ودعني اعلم انني فعلا محبوب منك مهما كانت قائمة خطاياي وهذا كل مطلبي فلا تتركني اقتات الخرنوب بل عصير كرمِك. آمين.

يوم الاثنين 11 ابريل من البصخة المقدسة

تأمل: نقرأ من سفر اشعيا النبي:” هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.
3 قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ». هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا:
6 «أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ، لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.“(اشعيا1:42-7).

وفي انجيل اليوم نقرأ:” ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.”(يوحنا1:12-11).

كم مرة غالباتقع هذه الكلمات وتتبادر الي اذهاننا “وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ»، خاصة عندما نحاول ان نصلياو ونحن نسجد في الكنيسة او نجلس حتى في هدوء لنستعد للصلاة ولكن لا شيئ يحدث فلا تنطق شفاههنا وتتيه افكارنا بعيدا “ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ “.وقد يعمق عدونا ذلك الإحساس ان صلاتنا لن تستجاب فنقع في حالة من الصمت والقلب يبدو ميتا والرغبة تتجمد ويواجه العقل حائطا مسدودا. هنا يجب ان نشكر مريم من بيت عنيا فمن خلالها شرح يسوع طريقان للعبادة والموجودة في الوصايا العشر بجانب الصلاة والتي هي خدمة الله وخدمة القريب. لقد قال يسوع لكي تقوم بعمل الإثنان بطريقة متساوية فيكون ذلك بكل الفكر والقلب والإرادة والقوة فالصلاة والعبادة الى الله تكون بكامل الإنتباه ومن كل الفكر والقلب والقوة كخدمة

القريب.

 أن مريم قدمت أغلى ما عندها للمسيح الرب… فماذا نقدم نحن؟. كانت هذه تقدمة شكر للمسيح الذي أقام أخيها… فهل نشكر الله على أعماله معنا… وكيف نشكره؟. ليتنا لا ندين أحدا على تصرفه… فمن ندينه نحن قد يكون ممدوحا من الله نفسه. الله لا ينسى تعب المحبة، ويمدح ويشجع أولاده ويطوّبهم… فما أطيب قلبه.

من الوهلة الأولى يكون بطل القصة هو يهوذا والذي علّق على اتلاف ذلك الناردين الغالي الثمن ولكن يسوع عاتب يهوذا ليس في اقتراحه ولكن بسبب انه هيبوكراتيك وانه يتكلم عن شيئ لا يملكه بل يملكه الفقراء، لذا فيسوع لم يقل ليهوذا ان ينسى احتياجات الفقراء وان يسرف في الأشياء الثمينة. ان يسوع يشيرالي رحيله النهائي عنهم ويعد اصدقاؤه والحباؤه ان يستمروا في خدمته في الفقير وان يفعلوا ذلك بكل جدية وعدم انانية وبذل الذات كما فعلت مريم عندما خدمته وعسلت ارجله ومسحتهما بشعر رأسها. ان قراءة اليوم من انجيل يوحنا يوجهنا من ربنا يعلم اننا سيكون لدينا فرص كثيرة لخدمة الآخرين اكثر مما سيكون لدينا للصلاة. وهو يتفهم أيضا اننا غالبا ما قد نيأس ونصاب بالإحباط في الصلوات فهو قد يبدو انه ليس معنا ولكن اخوتنا واخواتنا هم دائما معنا. بفهمنا هذا نحن مباركون بمثال الأم تريزا من كلكتا فكتاباتها الشخصية تكشف ان هذا الذي كانت تقوم به هو تماما ما كان يطلبه يسوع فهي لم تكن تشعر مطلقا ان يسوع حاضر في الصلاة ولكنها وجدته حاضرا في المحتاجين. ان يسوع يسألنا أيضا ان نوجه انظارنا واهتماماتنا نحو المحتاجين والذي فيهم سنرى شخصه.

تدريب: ان بيت صلاتي ممتلئ برائحة من يعتنون بإحتياجات الآخرين. حاول ان تبحث فيمن حولك عن من هو في احتياج لكلمة او نصيحة او معونة مالية او حتى للإنصات له فتصبح يداً لأشل ورجلا لكسيح وقائدا لأعمى. 

صلاة: يارب انك تؤكد لنا دائما ان الفقراء هم عندنا في كل حين واننا نحن أيضا فقراء، فنحن غالبا فقراء في الأشياء الروحية ونناضل لكي نتحلى بالفضائل وأيضا في الصلاة. التعزية في الصلاة قليلة وبعيدة ما بين التشتت والقلق واللذان هما مكونات عامة عندما نصلي. علمنا ان نملأ ارواحنا بتفريغ انفسنا من كل شيئ لا يخدمك. آمين.

الك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. عمانوئيل إلهنا وملكنا
لك القوة والمجد والبركة والعزة. يا ربي يسوع المسيح

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الآبد، أمين. 

الثلاثاء 12 ابريل (البصخة المقدسة

تأمل: نقرأ في نبؤة اشعيا:” اِسْمَعِي لِي أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ، وَاصْغَوْا أَيُّهَا الأُمَمُ مِنْ بَعِيدٍ: الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي، وَجَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ. فِي ظِلِّ يَدِهِ خَبَّأَنِي وَجَعَلَنِي سَهْمًا مَبْرِيًّا. فِي كِنَانَتِهِ أَخْفَانِي. وَقَالَ لِي: «أَنْتَ عَبْدِي إِسْرَائِيلُ الَّذِي بِهِ أَتَمَجَّدُ». أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: « عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلًا وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلهِي وَالآنَ قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْدًا لَهُ، لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ إِلَيْهِ، فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَإِلهِي يَصِيرُ قُوَّتِي.“(اشعيا1:49-6).

وجاء في انجيل اليوم: لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ. فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلًا. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا. يَا أَوْلاَدِي، أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي، وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي، وَلكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا». قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ!». أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.”(يوحنا21:13-33و36-38).

 كان يسوع يعلم تلك الظلمة التي كانت تحيا في قلب يهوذا الاسخريوطي ويعلم ذلك الدور الذي

كان يخطط له، ولم يلقيه خارجا من وليمة العشاء وحتى لم يحاول ان يتكلم معه عنها ولكن بدلا من ذلك قال:  “مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ” بعد ان قدم له قطعة من الخبز. لقد جاء:” «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ”، “فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلًا”. قد نشعر في تلك اللحظة بلحظات مرعبة فحتى ذلك التلميذ الذى اختاره يسوع من ضمن ال 12 تلميذ قد ضاع في الطريق فياترى هل توجد أي فرصة للنجاة بالنسبة لنا؟. انه دائما توجد فرصة وهناك فرصة ثانية ليهوذا اذا ما فهم رحمة ومحبة يسوع والذي كان يعلمها ويفعلها ويقدمها يسوع اثناء بشارته بالملكوت وسط الصراعات والمقاومات. لايمكننا ان ندعي اننا قد انتهت فرصنا فإن يسوع يعرف ما الذي في قلوبنا ومرحبا بنا حتى بعد ان نسقط. ليس اذا علينا ان نظل في الظلمة في حالة اختياراتنا الخاطئة، علينا ان نعود الي أنفسنا كما فعل الإبن الأصغر “ فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ”(لوقا17:15)، ولا ان نختار اليأس كما فعل يهوذا”  فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.“(اعمال18:1). فلتتخيل فرح يسوع اذا ما كان قد جاء اليه يهوذا نادما لكي يعود الي حظيرة الراعي الصالح وتخيل فرح يسوع وما سيشعر به اذا ما فعلنا نفس الشيئ، اليس هو القائل:” 
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.“(متى28:11)

 تدريب: فكّر في وقت شعرت فيه بالخجل عن شيئ فعلته او اختيار قمت به، كيف كان شعورك آنذاك؟، وحيد؟ مذنبا؟، بلا أمل؟. في بعض الأحيان في حياتنا جميعنا قد تعرضنا لمثل تلك المواقف وربما أكثر من مرة. انه ليس من السهل ان نعترف بفشلنا ولكن انه من الضروري لكي نُشفى هو ان نعترف أولا بما قد أخطأنا فيه. وانه أيضا ليس من السهل ان نطلب المغفرة من احد ولكن هذا مهم وحيوي لنمو حياتنا الروحية. إن كنت تشعر فى داخلك بقساوة الخيانة أو المعاناة التى تتسبب فيها الانقسامات بين الإخوة، قدم ذاتك ليسوع فهو، بقبوله قبلة يهوذا، يقبل كل الخيانات الأكثر ألماً. في هذا الأسبوع تأمل كل يوم في مرحلتين من مراحل درب الصليب.

صلاة: يا اله النور والحب غالبا عندما نخطئ نختبئ كما فعل آدم في القديم ونشعر بالخزي منك عندما ترانا قد فشلنا او سقطنا، ولكن انت اعلم بقلوبنا وتجذبنا نحوك بشتى الطرق فنشكرك يا أبانا السماوي من أجل رحمتك اللامتناهية والتي هي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس. فأقبل توبتنا يا رب. آمين.

يوم الاربعاء 13 ابريل من البصخة المقدسة

تأمل: جاء في سفر اشعيا النبي:”  أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ. يُوقِظُ لِي أُذُنًا، لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ. السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ. وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى. قَرِيبٌ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُنِي. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ لِنَتَوَاقَفْ! مَنْ هُوَ صَاحِبُ دَعْوَى مَعِي؟ لِيَتَقَدَّمْ إِلَيَّ! هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي. مَنْ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ؟ هُوَذَا كُلُّهُمْ كَالثَّوْبِ يَبْلَوْنَ. يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ.“(اشعيا4:50-9).

وجاء في قراءة انجيل اليوم: حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».(متى14:26-25).

بدأت لظلمة في النمو اكثر وأكثر كلما اقتربنا من الجلجلثة. لقد عرف هذا اليوم بأربعاء الجاسوس

والذي أطلق عليه ذلك بعد دور يهوذا الاسخريوطي كخائن قام بمبادلة حياة مخلصه بثلاثون قطعة من الفضة. الحزن واضح كلما دخلنا منظر ما جاء في انجيل اليوم حيث قال يهوذا بدون سخرية او وعي:” «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟». كم مرة قد قلنا او فكرنا بنفس الطريقةمحاولين تقديم عذرنا باستبعادنا من فعل أي عمل سيئ وغير راغبين من نلوم انفسنا بما فعلناه ثم نتعجب لماذا نشعر وقتها بالحزن؟ الذنب واليأس يتخذان موقعهما في داخل نفوسنا مما ينهش فيها كما تفعل العث في ملابسنا المفضلة. في قراءة اليوم الأولى قطع اشعيا ذلك اليقين وحدده ليضعه امام أعيننا “ مَنْ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ؟ هُوَذَا كُلُّهُمْ كَالثَّوْبِ يَبْلَوْنَ. يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ.“(اشعيا9:50ب). نحن نحب ان نفكر بأننا من خلّصنا الرب ولكن ماذا لو اننا قد لبسنا الطمع والغيرة والغضب والكراهية وغيرها انكون محصنين من آفات هادئة تنهش في نفوسنا بلا هوادة؟ حقا قال عن هؤلاء القديس بولس الرسول:” مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ للهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ.“(رومية29:1-32).

تدريب: اليوم مع كلام يهوذا ليسوع:”هل هو انا يا سيدي” ان تلك المقولة الحزينة من يهوذا قد اصابت قلب يسوع وهو يرى انكار تلميذه الذي كان معه في رسالته وتأمل أيضا في المرات العديدة التي انكرت انت فيها خطيئتك وتكاسلت عن الإعتراف بها ورفضت التوبة والندم. حاول ان تجعل هذا الأسبوع المقدس فترة للخلوة وفحص الضمير بأمانة مسترشدا بالروح القدس واعترف بها طالبا الرحمة والمغفرة وثق ان باب الرحمة مازال مفتوحا والرب يسوع مازال ينتظرك.

صلاة: تكلم الينا أيها الرب في صمت قلوبنا ودعنا ننصت الى همساتك حتى لا نهتز او نرتعد

من هول خطايانا فيكفي انك ما زلت أيها الرب القادر تنتظر عودتنا حتى ونحن وسط التجارب وتحديات الحياة في وادي الدموع هذا. آمين.

الخميس 14 ابريل (خميس العهد)-” سر الفخارستيا”

تأمل: نقرأ من سفر الخروج:” وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ”  وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.“( الخروج1:12-8 و11-14).

وفي قراءات اليوم نقرأ: “ لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي».فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ”(1كورنثوس23:11-26).

وايضا في انجيل اليوم جاء:” أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى. فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ، وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ، يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجَ، وَإِلَى اللهِ يَمْضِي، قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ». قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ». فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.“(يوحنا1:13-15).

اذا ما كان هناك شيئ واحد يمكن ان نستخلصه بوضوح وبصورة صارخة من انجيل اليزم الا وهو الحب فالحب كبير وواسع يشمل الجميع ويفوق أي تصور بشري. حب عظيم وعجيب حتى انه لا يمكن ان يُحتوى في أماكن غير معقولة- في قطعة صغيرة من الخبز وغسل قدم صديق. هذا هو إيماننا ان الحب ليس في أماكن غير محبوبة ومعجزات في أمور لا يقبلها العقل. كما انحنى يسوع ليغسل اقدام تلاميذه كلما ازداد استغرابهم واظهر بهذا كيف سيكون التحدي الذي سيواجهونه فليس الأمر سيكون رحلة مريحة وسهلة ولكنها ستكون رحلة مليئة بالتحديات وما هو فوق المسحيلات. ” هذا هو جسدي:..هذا هو دمي”..كيف؟ ولماذا؟. يمكنك ان تتخيل تلك الأفكار التي دارت في رؤوس التلاميذ عندما استمعوا لكلمات يسوع تلك. على الرغم من ان معظمنا لا يقر بمثل تلك التساؤلات الغريبة لكن ربما دارت ولو مرة او مرات في أذهاننا نفس ما قد دار في نفوس تلاميذ يسوع ليلة العشاء الأخير. “كيف؟” و”لماذا؟” انه ليس من غير المعقول ان تسأل ذلك السؤال وربما يكون الأمر مقبولا لكي تتفهم معنى سر الافخارستيا وسر الذبيحة الإلهية كلما نتقدم لسر التناول المقدس من جسد ودم الرب. عندم نسأل مثل تلك الأسئلة ونعرف اجابتها ونتفهمها ونؤمن بها وتبقى في قلوبنا سنأتي وجها لوجه مع يسوع ذاك الذي انحنى ليغسل الأقدام قبل العشاء الأخير وفي تلك اللحظة نعرف اننا أيضا اخصاؤه الذين ما زلنا في العالم لنجمل بشارته ونعلن حبه للجميه وكما يردد الكاهن في القداس الإلهي:” لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز. وتشربون من هذه الكأس. تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلي أن أجئ.”.

إن حديث الرب يسوع يوم الخميس، كان عن الخلاص الذي سيتم يوم الجمعة والفصح الذي احتفل به يوم الخميس، كان رمزًا للفصح الحقيقى الذي للعهد الجديد الذي يذبح عنا يوم الجمعة. وكان الرب أراد أن يقول: إن هذا الفصح الذي تأكلونه اليوم يرمز إلى جسدي الذي يبذل عنكم غدا، والى دمى الذي يسفك عنكم غدًا. هذين اللذين أقدمهما لكم على صورة الخبز والخمر. وعلى هذه الصورة ستصنعون هذا السر لذكرِي. “اصنعوه لذكرى” أمر يحمل استمرارية هذا السر مدى الدهور كما جاء:”لأنكم كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء”(1كو 11: 26) فممارسة هذا السر العظيم تستمر حتى مجيئه الثاني، أي إلى آخر الدهر.

تدريب: اذا ما استطعت ان تحضر قداس العشاء الأخير في هذا المساء، فأذهب بإنتباه شديد لكل كلمة وصلوة وترنيمة ومرد للشعب او للشماس ومن شموع متقدة وبخور مرفوعة ومن غسل للأرجل لقراءات الكتاب المقدس ولكلمات التقديس. عند اقترابك للتناول المقدس وعند تقدمك فرّغ قلبك تماما من أي تفكير أرضي وأعّد قلبك لإستقبال “الرب” فهذا اليوم هو لحظة العشاء الأخير. تخيل ان يسوع يوجه لك انت شخصيا تلك الكلمات مباشرة ويعطيك الخبز المقدس من يديه لك اليس ذلك كافيا لتسجد في ذهول وتشعر من انك تلميذ مدعو من يسوع شخصيا لحضور وليمة العشاء الأخير وانك مدعو للخدمة والحب وصنع الخير ونقل بشارة الخلاص للجميع.    

صلاة: يا ربّنا يسوع، يا خبز الحياة نشكرك لعطية ذاتك التي تقدمها لنا في سر التناول المقدس.

اننا نعرف اننا غير مستحقين ولكننا كم نحن شاكرين لتناولنا من اسرارك المحيية والتي تبقينا

احياء أسبوع بعد أسبوع حتى نلتقي بك في الفردوس السماوي حيث نعيم الأبد. آمين.

صلاة خميس العهد: يا روح المسيح قدّسيني، يا جسد المسيح خلّصني، يا دم المسيح أسكرني، يا ماء جنب المسيح اغسلني، يا آلام المسيح قوّيني، يا أيها المسيح الحنون استجب لي وفي جراحاتك اخفني، وعند ساعة موتي ادعني، ومرني أن آتي إليك فأمدحك مع قديسيك. إلى أبد الأبدين. آمين.

اللهم، يا من ترك لنا ذكرى آلامه في هذا السرّ العجيب، هبْ لنا أن نُكرِّم جسدك ودمك المقدَّسين، فنجني في نفوسنا ثمرة فدائك على الدوام. أنت الحي المالك إلى دهر الدهور. آمين.

أيها الإله ربَّنا، إنَّنا نؤمن ونُقرّ بأنَّ يسوع المسيح، الذي ولدته مريم البتول، وقاسى آلام الصليب، حاضرٌ في سرّ القربان المقدّس، فهب لنا أن نستقي من هذا الينبوع الإلهيّ، ما يجعلنا أهلاً للخلاص الأبدي. بالمسيح ربنا. آمين.

أيها الإله ربَّنا، اجعلنا نرفع إلى الحمل الذبيح من أجلنا، والمحتجب في سر القربان المقدّس، ما يليق به من الحمد والشكر، فنكون أهلاً لأن نراه في جلال المجد السرمدي. هو الحيّ المالك إلى دهر الدهور. آمين. لقد أعطيتنا، يا إلهنا الكريم، خبز السماء الحق، فهب لنا أن نحيا معك بقوّة هذا الغذاء الروحي، ونقوم قيامةً مجيدةً في اليوم الآخر. بالمسيح ربنا. آمين.

الجمعة 15 ابريل (الجمعة العظيمة)

في هذا اليوم لا تقام قداسات في أي مكان في العالم وبدلا من ذلك يتم الإحتفال بتذكار آلام الرب والتي تكون عادة بعد ظهر هذا اليوم.

نقرأ في العهد القديم:” هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هكَذَا يَنْضِحُ أُمَمًا كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ.  مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.0 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلًا تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ”(اشعيا13:52-1:53-12)

ونقرأ من رسالة القديس بولس للعبرانيين:” فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.  الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ،”(عبرانيين14:4-16 و7:5-9).

وأيضا من انجيل القديس يوحنا:” قَالَ يَسُوعُ هذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلاَمِيذِهِ فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟ أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». أَجَابَ يَسُوع: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ».لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا». ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟ ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ، وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!». وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلًا: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟ وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفًا يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا!». قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟» أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا». لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا. فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!». فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!».فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ».فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ. فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!». أَجَابَ بِيلاَطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ». ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْمًا. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضًا. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجًا كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هذَا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ. وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. بَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ». وَأَيْضًا يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: «سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ». ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلًا إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا.“(يوحنا1:18-40و1:19-42).

في كل مرة يقرأ فيها انكار بطرس معرفته بيسوع أمام جارية يمكن للمرء ان يتذكر  كم من المرات ننكره وسط مشاغل الحياة اليومية. عندما نرى القديس بطرس يدفئ نفسه من نار كما جاء:” وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي” قد انكر بغير مبالاة معرفته بذاك الرجل الذي سبق وان عرّفه بأنه المسيّا، مما يعطينا لمحة عن مدى الخوف وحماية الذات يمكن ان تفعل بنا حتى مع اقرب المقربين. يمكن هذا ان يجعلنا عميان عن الحقيقة وجهلة تماما عن أشياء لا يمكن تجاهلها وقادرين ان نبرر تقريبا أي شيئ حتى نجمي أنفسنا. كان بطرس ليس بعيدا عن حالة الايمان في تلك اللحظة المظلمة والتي بعدها عاد الي نفسه فورا.  ليس كهذا كان يهوذا الاسخريوطي فبطرس ادرك خطأه وبطريقة ما استعاد قوته الداخلية والتي ربما لم يدرك انها بداخله ولم يسقط في فخ اليأس فتقوى ليستمر عندما كان القبض والسجن محيطين به وبكل اتباع يسوع في كل الجوانب وعادت له قوته لكي يموت عن ذلك الرجل كما اعلن له من قبل وان يحمل شعلة الايمان تلك التي ذات مرة انكرها. في يوم الجمعة العظيمة نحن نراقب يسوع وهو معلّق على الصليب عند جبل الجلجثة وبطرس هنا يذكرنا بأخطاؤنا – حتى العظيمة منها- لا تعرقل طريقنا نحو الخلاص لأن يسوع قد جاء بكامل ارادته ليبذل نفسه من اجل جميع خطايانا حتى تكون لنا حياة بالرغم من فشلنا او انكارنا.

تدريب: في هذا اليوم تفهم ذبيحة حب يسوع من اجلك وتأمل بعمق في كل مراحل الألم فحبه غزير لا توقفه سدود او جبال. لا تنظر فقط للصليب المسه وامسكه بين ذراعيك كما لو انت تصلي وحاول ان تتأمل في كل مرحلة من مراحل درب الصليب. ماذا يعني موت يسوع بالنسبة لك شخصيا؟ وبالنسبة لنا جميعا؟ وتأمل في كيف تربط ما تعانيه وتوحدها مع معاناة يسوع وكيف يمكنك ان تجد القوة التى تجعلك قادر ان تستكمل المسيرة نحو ملكوت الله؟

صلاة: إبـــن يــــونــــا ..الـعـــائــد[6]

حـمـلوك الـصليب وإكليل الـشوك ..وألـبسوك ثوب الأرجوان

عـروك..جـلدوك بالـسياط..وسـاقوك إلـى سـاحة الإعــــــدام

“اصـلبوه”..صارخين..قائلين..”هذا لا مـلك..هـذا إنـسـان”

حـتى بـيلاطس إزداد خـوفـا من فقد الــســلـطان

“يـسـوع الـنـاصري ملك الـيهود” ..كتب العـنوان..

عـذبــوك..وعـيروك..وأذاقوك خـلاً..وانت عطشان

وعندمـا أُكــمـل..نـكـستَ رأسـك..وإسـتودعتَ روحك إلـى الأب فـي سلام

هــا قد تـمت الأقوال..وعلى قمة الجبل الحجري عُـلقتَ أيها الـملك..أيها السلطان

هـا قد أتت الساعة وأتممت القول يـا معـلـم من إنك سـتـبقى معنا زمـنـاً قـليلاً..

مـــات الـحـبيب..ورحـل عنا الراعي والسيد وإقفرت الحـظيرة وتشتت الإخـوان

صـلبوكَ..فخرجت الثـعالـب من أوكـارهـا..ونبت الزؤان فـي الـحقول

….وأطلت رؤوس الـتنين والوحش والـكـذاب..

يــا معـلـمي..هـل لـي أن أفتح فـمي لأفـهم وأعـي..لـمـاذا صـنعتَ بنا هـكذا؟

أنــا ..أنــا إبن يـونـا..سـمعان بطرس..تلك الصخرة التي إلتقطتها من على بحيرات الجليل

أنـا من دعوتني لكي أكون أحد أخصاءك..أحباؤك..وحاملاً لرسالتك

أنـا الرجـل الأممي..الأمي..والعـامي..أنا إبن الأرض..نـموذجـاً لبني البشر

أنـا ذلك الإنسان الـمتقلب الأهـواء..أندفع تارة لأطلب آية كالسير على الـَـيم ، ثم أغرق

فـي بحر الـعالـم وشهواته ومـلذاته..

ثـم أنهض مرة أخرى وأعلن إنك أنت الـمسيح إبن الله العلي وأثبت عليك نظري وأخطو خطواتـي الأولــى نـحوك ، ومـا أن أنـظر إلى قدمي أتعثر وأبتعد سريعا مـتحججاً من إنك رسولاً بشرياً ولست بالإلـه..فلم تستطع منعي من السقوط أو إبقائي معك..

ثـم أسـتشعرك بقوة فى عمق كـياني..فأعلن عن غيرتي نحوك فأستل سيفي..كلمـاتـي..خدمتي للدفاع عنك..وسرعان ما أعود لأنكرك أمام جارية وتحت بريق الذهب ونداء الجــسد..

ولكنك لـم تيأس فأسمعتني صوتك..ودعوتني بإسمي..فصرختُ مندفعـاً بأنـي وإن شكَ فيك الـجميع فأنا لا أشك..وسرعان ما أتمرد عليك وأعلن بأني لستُ أعرفك..

تــبــاً لــي..أنــا الإنسان..الشقي والبائس والعريان

فـأغـفر لـي أرضيتي..بشريتي..وعقلي الـمـحدود..فهـل لـي أن أفهـم وأعـي لـِم متَ؟

عنـدمـا أعلنت لـنا ذات يوم أنه ينبغي لك أن تتألـم كثيراً وتُرذل من الشيوخ والرؤساء وتُقتل وتقوم

لـم أصدق القول..فهرولت نحوك وعاتبتك قائلا حاشاك يارب..لا يكون لك هذا..فكيف للـمسيح إبن العلي أن يـموت؟..وبدأت أقترح عليك التـصورات وأملي عليك الشروط ..فأبعدتني مـلقباً إياي بالشيطان وألصقت بي تهمة أني أرضي أبتغي رضاء البشر وليس مـا هو إلـهي..

لا..أفهـم..لا أعـي..لـمن أذهب الآن وكلام الحياة الأبدية كان عندك..

لـــِم الـصلب والـصليب؟..

أنظر الآن أيها الـملك وعـاين ماحدث..على رأسك إكليل ليس من ذهب بل من شوك

عرشك ليس من عاج مرصع..بل من خشب السنط

علامـة مـلكك ليست نـسراً أو صقراً بل لوحة مكتوبة للـسخرية

أرض قصرك ليست من مرمر بل من حجارة وجماجم مـوتى

يقف الجميع من حولك لا لـيهـتفوا بحياتك..لا لـيـمجدوك..بل للمعايرة والتشكيك

أهـذا أنت ملك الـملوك ورب الأرباب؟

أهـذا هو صــانع الأعـاجيب؟!

لـقد تـحول كل شيئ إلـى ليل طويل..فضاع مني الإيـمان وسقط الرجاء وشككتُ

فقلت..لا ..لا ..أنـي لا أعرف هـذا الإنـسان..أنا لست أعرف هذا الـمصلوب

يـــسـوعـي..مـسيحي..مـليكي..هـو من أنشدت الـملائكة عند مـيلاده..

هــو من إهـتزت الـمدينة عند لقاءه..وصرخ الشيطان وسقط عند رؤيته..

هــو من خرج الـموتـى من القبور عندمـا صرخ ومن يـده  أُشبعت الألاف ..

هــو من أسكن العـاصفة بـكلمته وجمع الـخراف بصوته..وفتح أعين العمي بلمسته..

هـو رب الـحياة ..مشرع الوصايا..صاحب الكرم والكرمة والقاضي وحاصد الوزنات..

هــو كاتب العهد..غافر الخطـايــــا ..ورب السبت..

أهــذا أنت..أيها الـمصلوب؟

لا..لا..إبتعد عني فأنـا رجـل خاطئ..حاولت عن عمد أو سهو أن أبتعد عنك لأنك لـم تبتعد

فــأدرت لك ظهري ..وأشعلت في وصاياك ونسيتك وعندي أسبابي..

نسيتك كـآدم وداود عبدك ودنست ردائـي..

نسيتك كـشمـشون جبارك وإنقدتُ لأهوائي..

نسيتك كـسليمان حـكيمك وبنيتُ معابد لألهتي..

نسيتك..وتناسيت كل مـحاولاتك لإعـادتي..

          أنـا من كان يرعى فى حبك ويتدلل فى ظـل حـمايـتك

نـسيتك أنا إبن الأرض..من يرتـجي الحية أن تـملأ كـأسه وقطاف الـثمرة الـمحرمة هى متعتي.

فــي ضـيقي شـككتُ فيك..وفـي تـألـمي شـككتُ فى حبك..

فـــي تـيتمي شـككتُ فى رسـالتك..

وفـي عدم إجـابة صلاتـي شككتُ حتى فى وجودك..

أين أنت الآن؟..هــل تنظر لــي؟..هــل تـمد اليد وتـجذبني كـما فعلتَ فى قديم الأيام؟

أواه..يــا ربــي..هــا انـي أسمعك..أراك..ووسط ألامـك نظرتَ..

نـظرتَ إلـي فـي تعفني..وبعد أن فاحت مني رائحة الخرنوب..

نـظرتَ إلـي بلا حديث ..بلا تـمتمة شفاه..

نـظرتَ إلـي..إنـها نفس النظرة التي كانت رِجلاً لـكسيح ..ويداً لأشـل..وعين لأعمى وقيامة لطريح

نـظرت إلـي..نظرة حب..وخِلتها قائلة :

” أهــذا أنت أيها الإنسان؟..

أهـذا أنت أيها الأول والحبيب؟..

أهـذا أنت يا أليفي وحبيبي وأنيسي ومن تحلو معه العشرة؟..

ألا تعرفني؟!..أنسيت هكذا سريعا من أنتَ؟..ومن أنـــا؟..

أنسيت سريعا سر إختيارك؟..

أنسيت سريعا سر مـحبتي؟..

أنسيت سريعا إنك إبن للسماء ..أحد خاصتي؟؟

أنسيت صوتي وتعليمي ووصيتي وآياتي وأنكرتني لأنني علقت على خشبة وتركتـك هنيهة؟..

لـقد مـتُ عـلى الصليب..لكي تكون لـكم حياة..

لـقد مـتُ على الصليب ..لكي تكون لـكم دالة عند الأب السماوي..  

لـقد مـتُ على الصليب..لكي تكون لـكم مغفرة…ولكي أكـــسو عريـكم..

لـقد مـتُ عـلى الـصليب… لأنني أحببتكم يا بني البشر..ولكي أعطيكم الـمجد والـملكوت..

لـقد مـتُ على الصليب..لـكي يتم ما قيل بأنبيائي..ولأعطي لكم رجاء القيامة..

فعـش على هذا الرجـاء..وتــأمــل وأعـمل ..وتذكر قولـي أنا معكم لإنتهاء الدهر”..

شــكراً..شـكراً لك يا رب الكرم..شكراً لك أيها الحبيب ..

هـا أنا أسجد تحت أقدام صليبك أبكيك بـكل وجـــدان..

بـموتـك يارب خلصـتني من الخـطية ومن أسنان ذلـك الشيطان..

أقـبلك يا سيدي لأنك كسوتنـي حتى لا أبــقى عـريــان..

يــا من أحببتني دائمـا..هـل تقبلني مرة أخرى بعد أن شككتُ فيك؟

يـا من غفرتَ لـي أكثر من سبعين مرة سبع مرات ..هـل تقبلني مرة أخرى وتغفر لي..

وترحم..وترأف..وتضمني إلـى صدرك كعادتك معى يا أبي السماوي؟..

ألا يـكفـي يا سيدي عذاب الحرمـان ومرارة الـكأس الفارغة وشقاء الإحساس ببعدك؟..

بـُعدك عنـي هـو الـجحيم..وصمتك هـو صدى للهاوية..

فياليت لـي فى عيني ينابيع دموع تكفي الغفران..

آبــتِ..لا تنزع روحك القدوس مني فأشابه الهابطين فى الجب الأسفل..

فـى هذه اللحظات الـمباركة يارب..لـيتوقف عقلي..ذاكرتي..وإرادتـي..

لـتنحط كـل قواي البشرية..ولينحدر روحك القدوس الآن ويرفرف ويحـل ويسيطر ويـملك فأخضع بكـليتي لـمشيئتك..فتفضل يارب..وإستـخدمني كـما تريد بكامل حريتي كـأداة حب فـي يدك أنا غير الـمستحق..إفعل بي مـا تشاء حتى أعيد لك إخوتي الذين أعطيتهم لـي..

كــمل اللهم عـمل نعمتك في..وقويِ ضعفي..وهبني نعمة الثبات فى دعوتـي حتى النفس الأخير..

وحـدي لا أستطيع أن أصنع شيئا..سيقوى علي الوحش والتنين والنبي وأصحاب الوسم ولكن بك

وحدك سيكون الإنتـصار…فلتكن يارب أيام تجندي على الأرض هي صفحة إنتصار جديدة

لـنعمتك على قوات الجحيم.

أريدك ياقدوس أن أشابهك لا فى صنع الـمعجزات بل أن أكون محباً وأن أراك فى كل الوجوه ويروك في ليس فى رداء أو مسوح بل فى عملي وسلوكي وأخلاقي التى هي منك. ساعدني لكي أتمم أعمال كرامتك على الأرض ولأثمر ثمراً يليق بقداستك فلا تستحي بي إذا ما أتيت فى مجدك فتدعوني إلى مائدتك السماوية مع ملائكتك وقديسيك وكل مختاريك الذين سبقونا الى المجد فنحيا معك الى دهر الدهور آمين.

السبت 16 ابريل(ليلة عيد القيامة)

تأمل: نقرأ في رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية:” أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا للهِ. كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً للهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.“(رومية3:6-11).

ومن انجيل اليوم من انجيل القديس مرقس البشير نقرأ: وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ،

لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.“(مرقس1:16-8).

مثال ذلك النوع من يوم للحزن والبكاء وعلى الرغم من معرفتنا بما سيحدث بعد ساعات ولكن اليوم هو يوم الفراغ والوحدة والانتظار فالمذبح عار وتابوت العهد فارغ.  نحيا في ذلك اليوم في حالة ضياع كما شعر به الرسل فمعظمهم اختبأ في خوف وشعروا بأنهم وحيدين وفي يأس. ربما نشعر نخن بحالة من اليأس خفيفة عن أنفسنا فقد ننظر للوراء في تلك الرحلة الطويلة في الصحراء ونشعر من اننا لم نحقق كل ما نبتغيه ان نفعله لحالتنا الروحية والتي كنا قد وضعناها وابتدأناها من يوم اربع الرماد. قد ننظر الى الأمام ونتعجب كيف يمكننا ان نحتفظ بعمق تدريباتنا الروحية التي قد قمنا بها في زمن الصوم هذا لنحيا بها وتستمر في الأسابيع والشهور التي تلى يوم الجمعة العظيمة وكيف نحتفظ برجاء وفرح يوم القيامة. لا تدع الأفكار السلبية تدفعك ان تتوقف او ما قد يهمسه العدو في قلبك بأنك فعلت كل شيئ ولا تملك أي شيئ آخر!. تذكر ان الرسل قد واصلوا عملهم بكل قوة بالصلاة والتي كانت هي الوسيلة التي بددت يأسهم وهم على رجاء كوعد المسيح لهم:” لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»“(أعمال8:1)، “كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ”(اعمال14:1) حتى جاء اليوم الموعود ونالوا قوة في يوم الخمسين:” وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا”(اعمال1:2-4). فحاول ان تحيا هذا اليوم – السبت المقدس- في الصلاة والانتظار وعلى رجاء لذلك اليوم ذو الفجر الجديد.   

تدريب: اقضي بعض الوقت اليوم في صمت وحاول ان تدخل الي فهم ما حدث في يوم السبت المقدس واسمح للرجاء السمائي ان ينمو في داخلك لتعرف بقيمة القيامة المجيدة. “انه ليس ههنا” هذا ما يجب ان نؤمن به ان يسوع قد قام من بين الأموات واعطانا الغلبة والإنتصار على ضعفاتنا.

صلاة: يا روح الله القدوس، نحن نرتاح فيك في هذا اليوم ننتظر بصبر القيامة والتي نؤمن انها

قادمة فخذ كل ما نحمله من ضعف ويأس وأثقال وخوف وتردد وحولهم كما فعل يسوع بصليبه الي فرح وسلام ورجاء. آمين.

صلاة في سبت النورHoly Saturday

يا يسوع المسيح ذا الإسم المخلص الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عز الموت انت هو ملك الدهور غير المائت الأبدي كلمة الله الذي على الكل راعي الخراف الناطقة رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذي صعد إلى السموات وصار فوق السموات ودخل داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية وسار سابقًا عنا صائرًا رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق انت هو الذي تنبأ من أجلك أشعياء النبي قائلًا: مثل خروف سيق إلى الذبح ومثل حمل بلا صوت أمام الذي يجزه هكذا لا يفتح فاه رفع حكمه في تواضعه وجيله من يقدر أن يقصه جرحت لأجل خطايانا وتوجعت لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليك وبجراحاتك شفينا كنا ضالين مثل خراف أتيت يا سيدنا وأنقذتنا بمعرفة صليبك الحقيقية وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي من أجل هذا نسبحك ونباركك ونخدمك ونسجد لك ونمجدك ونشكرك كل حين نسأل ونطلب إليك يا محب البشر اللهم إقبل ذبيحتنا منا يا سيدنا كما قبلت قرابين وبخور وسؤالات رؤساء الآباء والأنبياء والرسل وجميع قديسيك طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا ونياتنا لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نجسر بدالة بغير خوف أن نقول الصلاة المقدسة التي سلمتها لتلاميذك القديسين ورسلك الأطهار قائلًا لهم إذا صليتم فأطلبوا هكذا وقولا يا أبانا الذي في السموات…. الخ

الأحد 17 ابريل – عيد القيامة

تأمل: في قراءات اليوم نجد:” فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ:  أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا».“(اعمال34:10 و37-43).

ومن رسالة القديس بولس الرسول لأهل كولوسي:”  فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ.“(كولوسي1:3-4).

ومن انجيل القديس مرقس البشير:” وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا. وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ».“(مرقس1:16-7).

ونقرأ من أنجيل القديس يوحنا: “ وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.(يوحنا1:20-9).

اذا لم يكن هناك يوما للتعجب فهذا هو اليوم، فيسوع المسيح قد قام من الموت. بالطبع يجب اننا نتعجب مع انه في انجيل اليوم كان هناك شاب قال للنسوة: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا.”(مرقس16:6). بمعنى آخر لقد فعل بالضبط ما قد قاله والذي ظل يردده علانية في أكثر من مناسبة:” فَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ أَيْضًا وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».“(مرقس32:10-34). وها ان مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومى غالبا لم يكن مستعدات للوعود التي اعلنها الله عن المسيح المخلّص، وربما نحن أيضا تنتابنا نفس الشكوك أحيانا. بغض النظر عن ايماننا نحن غالبا ما نضع ثقتنا في أشياء بشرية فوق الأعمال والأشياء السماوية، أشياء يمكننا ان نراها او نلمسها فها هو يسوع قد جاء وعاش بيننا وصار منا ولم ندرك في الحقيقة او نفهم ما الذي قاله او يقوله لنا. وعود الله عديدة ولكنها كلها صادقة وآمينة.

تدريب: مــــــاران أثـــــا” (1كورنثوس 22:16)

لقد عاش الـمؤمنون الـمسيحيون فى أجيال الـمسيحية الأولـى فى سهر مستمر توقعاً لـمجئ الرب وكانت التحية الرائعة التى يحييون بها بعضهم بعضا هى عبارة “ماران أثا” وهى عبارة آراميه ومعناها “تعال أيها الرب”.وهى نفس العبارة التى جاءت فى ختام سفر الرؤيا وهى ايضا ختام الكتاب الـمقدس كله” «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ. (رؤيا 20:22).  حاول طوال فترة الخماسين المقدسة ان تفكر دائما في مجيئ الرب في مجده.

صلاة: يا يسوع، الرب القائم من الأموات ساعدنا كي نتعرف عليك عندما تأتي الي حياتنا مختفيا في اشخاص نلتقي بهم في حياتنا دون ان ندرك انك انت هو. فأعطنا عيونا لكي ترى وقلوبا تسبح ليس فقط في يوم القيامة بل في باقي أيام غربتنا حتى نلتقي بك دوما في السماء. آمين.

وكل عام وأنتم فى ملء النعمة فى المسيح يسوع.       

                                                    اخوكم الشماس نبيل حليم يعقوب

النصوص والتأملات مأخوذة  ومترجمة بتصرف من كتاب Daily Reflections for Lent by Mary DeTurris Poust

لوس انجلوس في ديسمبر 2021


[1]يبدأ الصوم في الكنيسة الكاثوليكية الغربية من 2 مارس وحتى 17 أبريل 2022 بينما يبدأ الصوم الكبير في طقس الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر من  28 فبراير وحتى عيد القيامة يوم  24 أبريل 2022

[2]يستمد الرماد رمزيته من رواسب ما تتركه النار أو ما يتبقى من الإنسان بعد مماته. يرمز أيضاً الى هشاشة الوجود البشري. في الكتاب المقدس، يضع المؤمن الرماد على رأسه يوم اربعاء الرماد، للدلالة على توبته وبدء مسيرة عودته الى الله:”أذكر يا إنسان أنك من التراب والى التراب تعود.”(تك ٣ / ١٩). الرماد يرمز الى خطيئة الإنسان وهشاشة كيانه. أما جلوس التائب على الرماد, مثل أيوب، فيدل على صدق شعوره(أي ٤٢ / ٦)،  وتغطية رأسه بالرماد تمثل نوعاً من الإعتراف العلني والإقرار بخطئه وضعفه مستمطراً بذلك رحمة الله ووعد المسيح بالمكافأة، أي بالتاج بدل الرماد…(أشعيا٦١/  ١ – ٣). تبدأ أيّام الصيّام والتوبة في الكنيسة  مع حفلة تبريك الرماد ورسمه بشكل صليب على جباه المؤمنات والمؤمنين. وليس هذا من قبيل الصدفة أو الاصطلاح بل هو اتّباع تقليد عريق في الكنيسة ينبع من الكتاب المقدّس. فالمراحل الصياميّة الكبيرة في الكتاب المقدّس العهد القديم، كان يرافقها رشّ الرماد على الرأس وبكاء ونحيب (راجع ١مل،٢١ ٢٧-٢٨؛ أيوب ،١٦ ١٥-١٦؛ ٢صم ،١٥ ١٦؛ استير ،٤ ٣؛ عزرا ،١٠ ١؛ يهوديت ،٩ ١؛ مزمور ،٣٥ ١٣-١٥؛ يونان ،٣ ٧٥؛ يوئيل ،١ ١٣-١٤؛ لاويين ،٢٣ ٢٦-٣٢؛ دانيال ،١٠ .١٢)

[3] (ذكرى رحيل مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب)

[4] عيد القديس يوسف البتول

[5]

  (نحو 385 – 461) وُلد في بريطانيا. أُسرَ في شبابه. وذهب به الى ايرلندا، وبيع هناك عبدأ، وكلّف برعاية الغنم. وعندما أعتق، اعتنق الحياة الكهنوتية، وأقيم اسقفاً على البلاد. فبشّر شعوبها بغيرة فائقة، وردّ الكثيرين الى الايمان. ويعود الفضل اليه في ترسيخ قواعد الكنيسة في ايرلندا. توفي في مدينة داون.

[6]                         تـأمـل الجمعة العظيمة – لوس أنجلوس 10/4/1998