كتب : عصام عياد
وسط مشاعر تفيض بالشكر لله تعالى،مختلطة بالفرح،ممتلئة بالرجاء،ممتزجة بالحزن،احتفلت الرهبانية اليسوعية في مصر،برفع الذبيحة الالهية،التي ترأسها غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية و سائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك و رئيس هيئة البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر،على مذبح كنيسة مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بجهة الفجالة بوسط المدينة يوم الأحد الماضي 22 مايو 2016،و الذي يوافق الأحد الثالث من الزمن الفصحي المقدس،و تزامنا مع مسيرة الكنيسة لاكرام سيدتنا مريم العذراء،راحة لنفس الطيب الذكرالمتنيح الأب كريستيان فان نسبن اليسوعي ( 15 مارس 1938 – 12 مايو 2016) و الذي وافه الأجل بدير الآباء اليسوعيين بهواندا حيث بلدة الأب كريستيان ،و قام بالخدمة خورس و شمامسة كلية العلوم الانسانية و اللاهوتية بالمعادي،ومشاركة فريق كورال الكنيسة،و قاد الترانيم الأب فوزي نصري اليسوعي.
شارك في الذبيحة الالهية أصحاب النيافة الأنبا مكاريوس توفيق مطران ايبارشية الاسماعيلية و مدن القنال،و الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف،و المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك،و لفيف من الآباء الكهنة الرعاة و العديد من رؤساء و رئيسات الجماعات الرهبانية الرجالية و النسائية،و مسئولي المؤسسات الكاثوليكية المختلفة في مصر،و اللجان الأسقفية،و الكليات الاكليريكية ،و الأنشطة و الجمعيات و الحركات الرسولية العاملة في كتيستنا الكاثوليكة في مصر،و العديد من الرهبان و الراهبات بخاصة ممن شرفوا بمرافقة الأب كريستيان،وأيضا من هم تتلمذوا على يديه و نهلوا من علمه الغزير،و جمع غفير من أبناء الكنيسة في مصرمن مختلف الطوائف المسيحية،و العديد من الأخوة المسلمين،الى جانب الأخوة الرهبان و الآباء اليسوعيين من مختلف الأديرة المنتشرة في الصعيد و الاسكندرية و القاهرة،و لبنان،و طلبة الأبتداء،و أسر مدارس العائلة المقدسة بالقبيسي و الفجالة و مصر الجديدة،الى جانب مشاركة ممثلين للجنة المسكونية للشباب،و جماعة الأخاء الديني و غيرها ….
كما شارك بالحضور سعادة سفير هولندا بالقاهرة،و الأستاذ جورج اسحق عضو المجلس القومي لحقوق الانسان،و الأستاذ نبيل عبد الفتاح نائب رئيس مركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالأهرام،و المفكرالسياسي كمال زاخر،و الأستاذ كورنيلس هولسمان رئيس تحرير تقارير العرب و الغرب،و الأستاذ أحمد أسامة أبو دومة عضو الروتاري بمصر،و العديد من رجال الثقافة و الاعلام و الصحافة و أصدقاء و محبي الأب كريستيان اليسوعي.
امتلأ الهيكل بما يزيد عن ال 40 كاهنا و راهبا الى جانب الآباء الأساقفة و المطارنة،شاركوا في ” دورة القيامة “عقب قراءة رسالة ” القديس بولس الثانية الى أهل كورنثوس ( 2كو 5 / 14- 21 )،وعقب تلاوة انجيل ربنا يسوع المسيح حسب ما دونه البشير يوحنا الانجيلي ( يو 21 / 15 – 19 )،تفضل الأب فاضل سيداروس بالقاء عظة القداس على مدى ال 30 دقيقة عن الأب كريستيان رفيق الدرب و التي استهلها بكلمات : ” اته لديه رغبة دفينة في الصمت …. “امام هذا الحدث،الآ أنه يتوجب عليه ضرورة التعبير،فذكر سيادته أن الأب كريستيان هو رجل العلاقات .. الذاكرة القوية .. الموسوعة المتنقلة .. رجل الاصغاء ..رجل المصالحة .. رجل الرجاء .. رجل التقدير و الاهتمام لكل من يضعهم الرب على طريقه،وأضاف سيادته أن الأب كريستيان جاء الى مصر منذ ستينيات القرن الماضي،و بقي فيها لأكثر من 40 سنة،سيم خلالها كاهنا على مذبح الرب،متخذا له شعاره الكهنوتي حسب ما جاء بكلمات معلمنا بولس الرسول في رسالة القداس ..”و أعطانا خدمة المصالحة ” يجول يصنع خيرا على مثال سيده و معلمه،انثقف فيها و تطبع بطباع و عادات المصريين،و استطرد قائلا أن لأبونا كريستيان أيادي بيضاء على العديد و العديد من الهيئات و الاكليريكيات و المؤسسات و الجمعيات و أيضا الرعايا و اختتم كلمته بأن الأب كريستيان كان عاشقا للاسلاميات،و اقترب بقوة من العالم المسكوني،الى جانب المرافقة الروحية و الارشاد للراهبات و الرهبان،و أيضا للاكليروس القبطي الكاثوليكي من كهنة و أساقفة و مطارنة وأيضا لبطريركها عبر الكلية الاكليريكية بالمعادي،كما أشار الأب فاضل الى المؤلف الوحيد الذي اصدره الأب كريستيان .. ” مسيحيون و مسلمون … أخوة امام الله “،و أنهى كلمته بنشيد القديس أغناطيوس دي لويولا مؤسس الرهبانية اليسوعية … ” خذ و اقبل مني يارب حريتي كلها..خذ مني ذاكرتي خذمني عقلي و ارادتي كلها ..كلي و ما هو لي،اياه وهبتني،اقبل مني يا ربي ما ملطتني.. كل شيء لك أعيده اليك .. فتصرف فيه بحسب مشيئتك .. أعطني حبك،أعطني نعمتك .. وهذا يكفيني “.
في ختام الذبيحة الالهية،و قبيل البركة الرسولية،تفضل الأنبا اسحق في كلمات رقيقة متحدثا عن علاقته مع الأب كريستيان منذ ان كان طالبا بالقسم الثانوي… الى أن وصل الى رئاسة الكلية الاكليريكية،و مدى حميمية العلاقة و التضامن و الوحدة و المحبة،و يضيف غبطته أنه كان يفضل ان يبقى في الظل مفسحا المجال لرئيس الكلية لاتخاذ القرار المناسب،و أضاف غبطته انه نظرا لضيق الوقت ستقيم الكلية الاكليريكية بالتنسيق مع الأب توما عدلي رئيس الكلية لاحقا قداسا على نية الأب كريستيان مع بداية العام الاكاديمي الجديد سيعلن عنه مسبقا لاتاحة الفرصة امام الكهنة الايبارشيين للمشاركة و الصلاة لراحة نفسه.
في سياق متصل تفضل الأب روماني أمين اليسوعي ممثل الرئيس الاقليمي بتوجيه كلمة شكر للحضور من كل الأطياف على كريم مشاركتهم و تضامنهم.
تجدر الاشارة الى أن طلبة الابتداء قاموا باعداد صورة للأب كريستيان مزودة بأهم المحطات و المناسبات في حياته منذ الميلاد حتى انتقاله للأخدار السماوية،كما تم وضع سجل لتقديم التعازي و المشاركات على باب الدخول الى الكنيسة بمعرفتهم أيضا .
أبونا كريستيان فان نسبن اليسوعي .. لن نقول وداعا ..ليكللك المسيح القائم بأكاليل المجد .. و لتنعم بالمشاهدة الطوباوية مع مريم العذراء و كل القديسين.. و ليرسل الرب دعوات رهبانية صالحة على مثالك .. لتواصل الرسالة لمجد الله الأعظم ..
كل التعازي القلبية للرهبانية اليسوعية،و للأب داني يونس الرئيس الاقليمي للشرق الأدنى و لكل من عرفهم و أحبهم و خدمهم الأب كريستيان اليسوعي …. المسيح قام .. بالحقيقة قام .