اعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل
حصريا للموقع : افادنا سيادة الاب لويس نصحى وكيل البطريركية للاوقاف و الاملاك انه يقام قداس لراحة جميع الموتى المؤمنين يوم الجمعة 4 نوفمبر 2016 الساعة العاشرة صباحا وذلك بمدافن البطريركية بمصر القديمة امام جامع عمرو بن العاص
الجدير بالذكر ان تذكار جميع الموتى قد حدده قداسة البابا الراحل بونيفاسيوس، كما رسم تذكار جميع القديسين. وذلك لأن المؤمنين الراقدين بالربّ، وعليهم بعد قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحلّ السرّي، أو خطايا عرضيّة، لم يوفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون ان يكفّروا عنها في المطهر،.
ولذلك تقدّم الكنيسة، شرقاً وغرباً، الصلوات والقرابين لأجل راحة الأنفس المطهريّة.
فعلينا نحن، قياماً بواجب الرحمة وعرفان الجميل والعدل أيضاً أن نرفع الصلوات ونقدّم القداديس ونصنع الحسنات من أجل الموتي، لأنّهم أخوتنا بالمسيح، ولا سيما إذا كانوا من اقربائنا والمحسنين إلينا. فإنّهم من اعماق مطهرهم يصرخون نحونا: “ارحمونا ارحمونا” انتم يا أخلاءَنا فانّ يد الله قد مستنا” (ايوب 19/ 21). و “طوبى للرحماء فإنّهم يُرحمون” (متى 5/ 7). فلينفذ صوتُ صراخهم هذا آذاننا وأعماق قلوبنا لنُسرع إلى نجدتهم.
نحتفل بعيد تذكار الموتى المؤمنين سنويا فى اليوم الثانى من نوفمبر ، وتحديداً الموتى الراقدين بيسوع المسيح من خُلِّصوا بموت وقيامة ابن الله وانتصروا على الموت.
فلو لم يَمُت المسيح وينزل إلى أعماق الجحيم ليُحطِّم أبوابه بقيامته المجيدة مُحرِّراً جميع المعتقلين من عبوديَّة الخطيئة، لما كان من معنى لهذا العيد اليوم. لقد غيّر يسوع المسيح مفهوم الموت فبات عبوراً إلى الخلود لا موتاً أبدياً. لقد سمى يسوع آلامه وموته بالعماد، ونحن أيضاً مدعوون للعماد نفسه.
يسود لدى كلِّ كائن بشري مفهوم ثابت بأنَّ للحياة نهاية، ولكن نحو هذه النهاية هناك طريقان.
الطريق الأوَّل يرى في الموت “النهاية”، الحدود الأخيرة التي تقود إلى العدم، الحاجز العظيم الذي تتحطَّم على أقدامه كلُّ الأحلام والرغبات والعواطف. وكأننا نعيش في أفقٍ بلا أفق، مشهد حياة مُرعب قوامه الفراغ والغياب الأبدي.
أمَّا الطريق الثاني فينظر إلى الموت كواقعٍ يقودنا إلى “هدف حياتنا” وليس إلى “النهاية” والعدم. فمن لدن الله خرجنا وبين يدَيه نستودع حياتنا عند تمامها. إن هذا المفهوم الإيماني:
دفع يسوع المسيح ليصرخ من على صليب الألم:”يا أبتاه بين يدَيكَ أستودِعُ روحي”.
ـ دفع المسيحيِّين الأوَّلين لتسمية يوم وفاة المؤمن بيوم ميلاده.
ـ ودفع القديس فرنسيس الأسيزي إلى دعوة الموت “أخي”، مُستقبلاً إياه بالعناق الذي يقوده إلى اللقاء، والاتحاد مع حبيبه يسوع منتظرِ الأجيال “الذي كان، وهو الآن ولا يزال إلى الأبد”.
نعم هذا هو الفرق بين “النهاية” و”الهدف النهائي”. فمن كان بدايته ونهايته يسوع المسيح لن يخاف الموت أبداً. ومع البابا الشرفى للكنيسة بنديكتوس السادس عشر نختم قائلين:”لقد اخترق المسيح بموته جدار الوحدة، اخترق عزلة بشريَّتنا القاتلة. أراد أن يكون رفيق عزلتنا الأخيرة، أي الموت، فانكسر الجحيم لحظة دخول الحب إليه. فعندما يخترق الرجاء مجال الموت ينبت الحبّ، عندها تنتصر الحياة على الموت”.
لتسترح انفس الموتى المؤمنين برحمة الله والسلام آمين