كوبري القبة في 20 مايو 2016
لمّا كان الله يتّخذ جميع الوسائل لردّ الابن الضّالّ، كذلك على الَّذين استلموا منه سلطان الحلّ والرّبط، أنْ يأتوا بالدّواء المناسب لداء الَّذين اخطئوا، ويؤنّبوهم ويستحلفوهم ويحضّوهم بكلّ أناة وتعليم، بل ويفرضوا عليهم العقوبة، لعلاج الجراح النّاجمة عن الخطأ، بحيث لا يُدفع المخطئون إلى هاوية اليأس ولا يؤدّي بهم انفلات الزّمام إلى انحلال الأخلاق وازدراء القانون (راجع ق. 1401).
لذلك حرصت الكنيسة القبطية الكاثوليكية، لمدة طويلة، على احتواء تصرفات الأب مينا توفيق، داعية إياه مرارا دون جدوى، شفاهة وكتابة، لتوضيح الأمور، فلم يستجب، وتلقت منه أخيرا خطابا، هذه نصه:
استقالة
تقدمت أنا الأب مينا توفيق أمين, بالاستقالة من الخدمات الرعوية داخل ايبارشية المنيا للأنبا بطرس فهيم بتاريخ 21/11/2013 . وبالاستقالة أيضا من الخدمة داخل أسوار الكنيسة القبطية الكاثوليكية لغبطة أبينا البطريرك ( بصفته ), وأعضاء السينودس المقدس (بصفتهم), بتاريخ 13/1/2016.
أعلن للجميع أن جميع الخدمات التي أقوم بها كانت , ومازالت , وستظل خدمات لا طائفية وغير خاضعة للكنيسة القبطية الكاثوليكية . والان جميع هذه الخدمات تابعة لمؤسسات المجتمع المدني ومنها : ” مؤسسة سان مينا للخدمات الإنسانية” , “جمعية رجاء الشعوب للخدمات الروحية والاجتماعية” .
احتراما مني لكنيستي , وللسينودس المقدس تقدمت بطلب تغيير اسم ” مؤسسة يسوع الكاثوليكية الكتابية” إلي ” مؤسسة يسوع الكتابية “.
تقدمت بطلب انضمام الي احدي الطوائف المسيحية وتم قبول طلبي . أحيطكم علما بأنني منذ هذه اللحظة لست تابعا للكنيسة القبطية الكاثوليكية , وأعلن رسميا انضمامي إلي احدي الطوائف المسيحية . واعفي الكنيسة من أي إحراج والتزام، أدبي ، معنوي , اجتماعي , روحي , تجاه حياتي وخدمتي المستقبلية خارج أسوار الكنيسة .وفي حالة نشر أي شئ إعلاميا , سوف أرد إعلاميا .
إيمانا مني بان الحب , والرحمة في سنة يوبيلها , والإنسانية أهم من أي قانون بشري. والسيد المسيح ذاته علمنا أن نحب بعضا بعضنا حتي لو اختلفنا يظل الحب هو سيد الموقف لذلك أعلن الوحي الإلهي : . “كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ” (1 يو 3: 15)
وأخيرا انطلاقا من المحبة المسيحية ومحبتي البنوية والأخوية أعلن من جديد كل احترام , وتقدير , وحب لقادة الكنيسة ، وكهنتها ، وشعبها ..علما بان قلبي سيظل عالقا بالكنيسة التي خدمتها أكثر من 30 سنة . راجيا من الجميع الصلاة لأجلي , حتي يستخدمني الرب لمجد اسمه , ونمو ملكوته, لكي أصبح عاملا , أمينا , مثمرا في كرمه .
القس /مينا توفيق
لقد قرر الأب مينا توفيق أمره بنفسه وهو يعلن:
- جميع الخدمات التي أقوم بها… خدمات لا طائفية وغير خاضعة للكنيسة القبطية الكاثوليكية.
- أحيطكم علما بأنني منذ هذه اللحظة لست تابعا للكنيسة القبطية الكاثوليكية، وأعلن رسميا انضمامي إلى احدى الطوائف المسيحية.
فهو بذلك يعترف بارتكابه الأخطاء المنصوص عليها في القوانين 1436، 1446، و1449 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية.
لذلك، وبعد دراسة حالته في اجتماعات السينودس المقدس، فإننا بالسلطان الذي تخوله لنا القوانين 1402- البند 3، 1406- البند 1، نقرر ما يلي:
أولا
يُحرم الأب مينا من تاريخه من ممارسة أية وظيفة أو خدمة أو مهمّة مرتبطة بالدرجة الكهنوتية (ق. 1430- البند 1)، الى أن يعلن رجوعه عن تلك المبادئ، وان لم يرتدع فستضطر الكنيسة لمعاقبته بالحط للدرجة العلمانية (1436 – البند 1).
ثانيا
تعلن الكنيسة ان “جمعية يسوع الكاثوليكية الكتابية”، و”مؤسسة سان مينا للخدمات الإنسانية”، و”جمعية رجاء الشعوب للخدمات الروحية والاجتماعية”، وكل المؤسسات الأخرى التي يمارس فيها الأب مينا نشاطاته، هي مؤسسات غير تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وتتخذ الإجراءات الكفيلة لنزع صفة الكاثوليكية عنها رسميا.
ثالثا
ينشر هذا القرار في موقع الكنيسة الرسمي والمجلات الكنسية ويحاط به علما المجمع المختص بالكنائس الشرقية بروما، ويبلغ إلى الهيئات التي تتعامل مع الأب مينا لاتخاذ اللازم.
+ الأنبا إبراهيم اسحق
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك