تقديم مراسل الموقع من القاهرة ناجى كامل
كريم كمال كاتب شاب (37 سنة من مواليد 1978 ) إطلالة جديدة بالموقع لاول مرة يكتب لنا ، اود ان اتقدم بالشكر له على قبول دعوتى له بالكتابة بالموقع الذى اتشرف بتقديمه للقراء ، هو صحفى مستقل كتب العديد من المقالات في الجرائد والمواقع الإخبارية وباجث وكاتب في الشأن السياسي والقبطي ومؤسس ورئيس الاتحاد العام لأقباط من اجل الوطن والذي يعمل من اجل تحقيق عدد من الأهداف هي 1- مواطنين متساوين في الحقوق و الوجبات 2- عدم التميز بسبب الجنس او الدين او اللون 3- الرفض التام لأي تدخل اجنبي في شؤن مصر 4 -العمل علي حل القضايا القبطية في اطار الدستور و القانون -5- الاتحاد غير طائفي يجمع المصرين مسلمين و مسحيين المؤمنين بحل قضايا الوطن في اطار الاسرة الواحدة 6 – أيمانه التام بان قبطي تعني مصري 7 – حث الشباب علي الاندماج في الحياة السياسية و الاجتماعية من خلال الاحزاب و الكيانات القانونية القائمة.
أيضا كاتب المقال مهتم بعمل العديد من البحوث والتي تم نشرها وكان ابرزها بحثة عن لائحة انتخاب البطريرك في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وحق الأساقفة في الترشح والذي تم نشرة في عدد كبير من الجرئد كان ابرزها الاهرام واخبار اليوم والجمهورية واليوم السابع ووكالة انبا الشرق الاوسط
كما انه خريج كلية الاداب قسم علم النفس من جامعة الإسكندرية عام 2000م
والى موضوع المقال :
دائما يلعب القادة المؤثرين دور محوري في حياة المؤسسات والشعوب اما بالإيجاب او السلب وما حدث في الكنيسة الكاثوليكية مثال علي ذلك حيث جلس علي الكرسي البابوي خلال الأربع عقود الأخيرة اثنين من الباباوات الذين اثرة تأثير كبير في علاقة الشعب بالكنيسة وهم القديس البابا يوحنا بولس الثاني < 1978م – 2005م > وقداسة البابا فرنسيس الأول والذي جلس علي عرش القديس بطرس الرسول في عام 2013م وهو رقم 266 في تسلسل الباباوات علي الكرسي الرسولي الكاثوليكي
و البابا فرنسيس هو اول بابا من أمريكا الجنوبية < الأرجنتين > كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد قداسة البابا غريغوري الثالث 731م _ 741م
و هو أيضا اول بابا من الرهبنة اليسوعية ورغم مرور فترة قصيرة نسبيا علي جلوس قداسة البابا علي السدة البابوية الا انه استطاع كسب قلوب الملايين من المسحيين وغير المسحيين لدرجة اني أصبحت اسمع من كثير من الأصدقاء ومن أبناء الكنائس المختلفة عبارات الاعجاب الشديدة بقداسة البابا فرنسيس .
ولم أكون استغرب موجة الحب الجارف التي يتمتع بيها قداسته حيث تابعت بدقة خطوات الحبر الأعظم الذي قاد الكنيسة الكاثوليكية نحو الشعب حيث ادرك منذ اللحظة الاولي ان الكنيسة هي التي يجب ان تذهب الي الشعب وليس العكس من خلال تبني قداسته مبدأ كنيسة فقيرة للفقراء وهو المبدأ الذي صار علية بشكل عملي وطبقة علي نفسة وعلي احبار الكنيسة فقد رفض بعد توالي الكرسي البابوي ان يقيم في القصر الرسولي واقام في بيت صغير وهو بيت القديسة مرثا كما احتفظ بالصليب الحديدي الذي كان يرتديه كرئيس أساقفة ولم يرتدي الصليب الذهبي الذي ارتداه سابقيه .
ولم تقف بساطة البابا عند مظهرة الشخصي حيث طالب الكرادلة والمطارنة والأساقفة بان يكونه ضد النافقات التافهة من قبل الكنيسة حيث حث قيادات الكنيسة علي لبس ملابس اكثر تواضعا وعدم اهدار الأموال وأيضا طالب مسؤولي الكنائس بعدم صرف الأموال علي مباني الكنائس دون الاهتمام بالنفوس وقد انتقد صرف مبلغ 3 مليون دولار علي الرخام في احدي الأبرشيات .
ولم يقتصر المنهج الإصلاحي للبابا علي ذلك بل امتد الي التعامل المباشر مع كل الفئات دون الخضوع لأي برتوكولات تمنعه عن التواصل مع شعبة حيث قام بتقبيل رجل يدعي فينسيو ريفا مصاب بمرض جلدي خطير وقد قال الرجل بعد ذلك ان تلك القبلة اعادت له الحياة مرة اخري بعد ان كان الكل يسخر من منظرة كما دعي صبي من ذو الاحتياجات الخاصة الي الركوب معه في حافلته الخاصة وفي أسبوع الالام قام قداسة البابا بالقيام بخدمة غسل الارجل في احد السجون بدل من قيامة بها في الفاتيكان كما جرت العادة وقد كسر خلال الخدمة التقاليد المعتادة بغسل ارجل النساء والمسلمين وقد قام بتقبيل ارجل المساجين وسط ذهول الملايين من تواضع راس الكنيسة الكاثوليكية في العالم .
وقد عرف عن قداسة البابا فرنسيس قيامة بترك الفاتيكان اثناء الليل مرتدياً زي كاهن عادي لإطعام الفقراء والمشردين في روما دون أي مظاهر او حراسة كما انه خصص كراسي للفقراء في الصفوف الاولي خلال احتفالات الفاتيكان بالأعياد في بادرة لم تعرف في أي كنيسة اخري في العالم كما دعي مجموعة من المتشردين الي العشاء في عيد ميلاده .
وقد اطلق قداسة البابا رسالة محبة نحو الطوائف المسيحية الأخرى في رسالة تدعي الي الوحدة والمحبة اعقبها كثير من اللقاءات مع قداسة البطريرك المسكوني بارثلماوس بطريرك القسطنطينية وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس وقداسة البابا ثيودوروس الثاني بابا الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذكس والعديد من رؤساء الطوائف الارثوذكسية والبروتستانتية في العالم .
كما تكلم البابا فرانسيس عن علاقة المسلمين والمسحيين وذكر فيما يتعلق بذلك أن كل من المسيحيين والمسلمين يعبدون نفس الإله وأعرب عن أمله بأن يعمل المسيحيين والمسلمين معا لتعزيز الاحترام المتبادل ولم تقتصر رسالة البابا علي المؤمنين بالله حيث دعي الي التعامل مع الملحدين وعدم نبذهم وذكر أنه يجب أن ينظر الى الناس الطيبين الملحدين كما لو أنهم فاعلوا الخير .
قد أكون ذكرت خلال مقالي القليل جدا من الاعمال التي قام بها قداسة البابا فرنسيس الأول خلال حبريتة المباركة حتي الان وقد ضرب البابا المثل في نجاح رجل الدين في الوصول الي الناس من خلال روشتة علاجية شديدة البساطة تتلخص في الايمان بان الكنيسة يجب ان تكون كنيسة فقيرا للفقراء بالفعل وليست بالعبارات الرنانة وقد تنبهه البابا الي ان بذخ رجال الدين في المظهر وبناء الكنائس الفارهة سبب رئيس في انصراف الناس عن الكنيسة لذلك حقق نجاح ليس له مثيل خلال عامين فقط حيث استطاع إعادة الشعب بشكل عام والشباب بشكل خالص الي حضن الكنيسة مرة اخري .
اتمني ان اجد في كل كنيسة في العالم رجل دين يسير علي نهج وفكر وتواضع قداسة البابا فرنسيس الاول لان حينما يكون رجل الدين مثال حي لصورة السيد المسيح في التعامل مع الشعب تكون الكنيسة علي الطريق الصحيح .
ننظر لك يا قداسة البابا بنظرات الفخر والاعجاب لأنك نجحت في إعادة الكنيسة الي عصر الإباء الاولين الي عصر الرسول والي عصر مجد الكنيسة الي عصر كنيسة فقيرا للفقراء