روما, 6 يونيو 2014 (إذاعة الفاتيكان) –
إلتقى قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان بالمشاركين في لقاء عالمي للمسؤولين عن تعزيز راعوية الغجر حول عنوان “الكنيسة والغجر: إعلان الإنجيل في الضواحي”. وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: غالبًا ما يعيش الغجر على هامش المجتمع وأحيانًا يُنظر إليهم بعدائية وشك، ونادرًا ما يشاركون في الديناميكيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المناطق. نعلم أنه واقع معقد ولكن نعلم أيضًا أن الغجر مدعوون للمساهمة في الخير العام، وهذا الأمر ممكن من خلال مسارات ملائمة للمشاركة في المسؤولية في الحفاظ على الواجبات وفي تعزيز حقوق كلّ فرد.
تابع البابا فرنسيس يقول: من بين الأسباب التي تسبب حالات بؤس في شريحة من الشعب في مجتمع اليوم يمكننا أن نحدد: النقص في البنى التربوية من أجل تنشئة ثقافية ومهنيّة، صعوبة الحصول على الرعاية الصحية، التمييز في سوق العمل وقلّة المساكن الكريمة. فإذا كانت جراح النسيج الاجتماعي هذه تطال الجميع بدون تفرقة، فالمجموعات الأشد ضعفًا هي التي تصبح وبشكل أسهل ضحايا أشكال العبودية الجديدة. في الواقع، إن الأشخاص الذين لا يتمتعون بالحماية الكافية هم الذين يسقطون في فخاخ الاستغلال والتسول الإجباري ومختلف أشكال سوء المعاملة. والغجر هم بين الأكثر استضعافًا خصوصًا عندما تنقصهم المساعدات للإندماج وتنمية الإنسان في مختلف أبعاد العيش المدني.
أضاف الحبر الأعظم يقول: وهنا يدخل اهتمام الكنيسة ومساهمتكم الخاصة. فالإنجيل في الواقع، هو إعلان فرح للجميع لاسيما للأكثر ضعفًا والمهمشين. ونحن مدعوون لنؤمّن لهم قربنا وتضامننا على مثال يسوع المسيح الذي شهد لمحبة الآب لهم. لذا فمن الأهمية بمكان، بالإضافة إلى العمل التضامني مع الغجر، أن يُصار إلى التزام من قبل المؤسسات المحليّة والوطنية ودعم من قبل الجماعة الدوليّة لتحديد مشاريع ومداخلات موجهة لتحسين نوعيّة الحياة. فأمام صعوبات الإخوة وانزعاجهم على الجميع أن يشعروا بأنهم مدعوون ليضعوا في محور اهتمامهم كرامة كلّ شخص بشريّ. أما فيما يختص بوضع الغجر في العالم بأسره، فمن الضروري اليوم تطوير أساليب جديدة في المجال المدني والثقافي والاجتماعي، وفي إستراتيجية الكنيسة الراعوية لمواجهة التحديات التي تظهر تحت أشكال حديثة من الاضطهاد والظلم والاستعباد.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أشجعكم على الاستمرار بسخاء في عملكم المهم هذا وألا تفقدوا الشجاعة، بل تابعوا التزامكم في سبيل من يعيشون حالات من الحاجة والتهميش في الضواحي البشريّة. يمكن للغجر أن يجدوا من خلالكم إخوة وأخوات يحبونهم بالمحبة عينها التي أحب فيها يسوع الأشد تهميشًا. كونوا وجه الكنيسة الفرح.