كيفَ يَقدِرُ…  هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”: تأمل في قراءات الخميس 3 ابريل 2014

كيفَ يَقدِرُ… هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”: تأمل في قراءات الخميس 3 ابريل 2014

كيفَ يَقدِرُ…

هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”.

تأمل في قراءات الخميس 3 ابريل 2014 الموافق 8 برمودة 1730 

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَرِّيَّةِ وماتوا. 50هذا هو الخُبزُ النّازِلُ مِنَ السماءِ، لكَيْ يأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَموتَ. أنا هو الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ. والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ”.فخاصَمَ اليَهودُ بَعضُهُمْ بَعضًا قائلينَ:”كيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُم. مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ. كما أرسَلَني الآبُ الحَيُّ، وأنا حَيٌّ بالآبِ، فمَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي. هذا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. ليس كما أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ وماتوا. مَنْ يأكُلْ هذا الخُبزَ فإنَّهُ يَحيا إلَى الأبدِ”. قالَ هذا في المَجمَعِ وهو يُعَلِّمُ في كفرِناحومَ.” فقالَ كثيرونَ مِنْ تلاميذِهِ، إذ سمِعوا:”إنَّ هذا الكلامَ صَعبٌ! مَنْ يَقدِرُ أنْ يَسمَعَهُ؟”. 61فعَلِمَ يَسوعُ في نَفسِهِ أنَّ تلاميذَهُ يتذَمَّرونَ علَى هذا، فقالَ لهُمْ:”أهذا يُعثِرُكُمْ؟ 62فماذا إنْ رأيتُمُ ابنَ الإنسانِ صاعِدًا إلَى حَيثُ كانَ أوَّلاً! 63الرّوحُ هو الذي يُحيي. أمّا الجَسَدُ فلا يُفيدُ شَيئًا. الكلامُ الذي أُكلِّمُكُمْ بهِ هو روحٌ وحياةٌ، 64ولكن مِنكُمْ قَوْمٌ لا يؤمِنونَ”. لأنَّ يَسوعَ مِنَ البَدءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الذينَ لا يؤمِنونَ، ومَنْ هو الذي يُسَلِّمُهُ. 65فقالَ:”لهذا قُلتُ لكُمْ: إنَّهُ لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يأتيَ إلَيَّ إنْ لم يُعطَ مِنْ أبي”.مِنْ هذا الوقتِ رَجَعَ كثيرونَ مِنْ تلاميذِهِ إلَى الوَراءِ، ولم يَعودوا يَمشونَ معهُ. 67فقالَ يَسوعُ للِاثنَيْ عشَرَ:”ألَعَلَّكُمْ أنتُمْ أيضًا تُريدونَ أنْ تمضوا؟”. 68فأجابَهُ سِمعانُ بُطرُسُ:”يارَبُّ، إلَى مَنْ نَذهَبُ؟ كلامُ الحياةِ الأبديَّةِ عِندَكَ، 69ونَحنُ قد آمَنّا وعَرَفنا أنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيِّ”. 70أجابَهُمْ يَسوعُ:”أليس أنِّي أنا اختَرتُكُمْ، الِاثنَيْ عشَرَ؟ وواحِدٌ مِنكُمْ شَيطانٌ!”. 71قالَ عن يَهوذا سِمعانَ الإسخَريوطيِّ، لأنَّ هذا كانَ مُزمِعًا أنْ يُسَلِّمَهُ، وهو واحِدٌ مِنَ الِاثنَيْ عشَرَ. (يوحنا 6: 47-71).

نص التأمل

سؤال إستنكاري ردده اليهود تلقائياً إذاء تصريحات المعلم الناصري

الذي يقدم لهم جسده ودمه ماكلا ومشربا

وهي نفس صيغة الإستفهام والإستنكار التي مازال العالم يواجه بها هذا العرض، عرض الرب  يسوع

والحقيقة لا يستطيع احد ان يلومهم على الرفض وعدم القبول فحتى اخص تلاميذه شعروا بهذا

” فقالَ كثيرونَ مِنْ تلاميذِهِ، إذ سمِعوا:”إنَّ هذا الكلامَ صَعبٌ! مَنْ يَقدِرُ أنْ يَسمَعَهُ؟”

والحقيقة الثابتة أيضاً أنه لم ُيسمع قط عن أحد قال عن تفسه:

ü     أنا هو خُبزُ الحياةِ

ü     أنا هو الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ

ü     إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ

ü     والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ

ü     فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُم.

ü     مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ،

ü     لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ.

ü     مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ.

ü     كما أرسَلَني الآبُ الحَيُّ، وأنا حَيٌّ بالآبِ، فمَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي.

ü     هذا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. ليس كما أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ وماتوا.

ü      مَنْ يأكُلْ هذا الخُبزَ فإنَّهُ يَحيا إلَى الأبدِ”.

ü     فقالَ لهُمْ:”أهذا يُعثِرُكُمْ؟ فماذا إنْ رأيتُمُ ابنَ الإنسانِ صاعِدًا إلَى حَيثُ كانَ أوَّلاً!

ü     الرّوحُ هو الذي يُحيي. أمّا الجَسَدُ فلا يُفيدُ شَيئًا

ü     الرّوحُ هو الذي يُحيي. أمّا الجَسَدُ فلا يُفيدُ شَيئًا

ü     الكلامُ الذي أُكلِّمُكُمْ بهِ هو روحٌ وحياةٌ …

كل هذا في موقف واحد، في خطاب واحد، في مكان واحد، في مناسبة واحدة

أي انه يعني حرفيا ما يقول وحتى حين عَلِمَ أنَّ تلاميذَهُ يتذَمَّرونَ علَى هذالكلام ولا يقبلونه ومنهم” قَوْمٌ لا يؤمِنونَ”

وكثيرون منهم ” رَجَعَ كثيرونَ مِنْ تلاميذِهِ إلَى الوَراءِ، ولم يَعودوا يَمشونَ معهُ” ..

لم يكن رد فعله إنسحابا او تراجعا، ولم يتجه إلى الرمز والتخفيف أو التشبيه او المثل،

لم يخش سوء الفهم او إلتباس المعنى ولم يبال بهجر الأتباع وتشكك التلاميذ وتركهم إياه ليمضوا بعيدا

لكن زاده إصررهم على الرفض إصرارا على تاكيد ما ذهب إليه من معنى 

باختصار وهو يعلم علم اليقين ويدرك تمام الإدراك ما افصح عنه من معان

    فكلماته هنا ليست مجالا للترميز او التفسير أو التاويل او الإختيارات المتعددة

وهو يقصد توصيل ما تحمله حروف كلماته من معنى

ومتمسك بهذه المعاني مهما بدت صعبه وعسيرة،

ويعلم أن إتباعه والإيمان به دعوة من الآب

فقالَ:”لهذا قُلتُ لكُمْ: إنَّهُ لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يأتيَ إلَيَّ إنْ لم يُعطَ مِنْ أبي”

مما يدعوه إلى الوصول إلى أقصى درجات التخلي

فقالَ يَسوعُ للِاثنَيْ عشَرَ:”ألَعَلَّكُمْ أنتُمْ أيضًا تُريدونَ أنْ تمضوا؟”

كما ترون المسألة مسألة كيان لا مجال لأنصاف الحلول: ” اكون او لا اكون”

إما ام تقبله وتأكله فتحيا به

وإماأن ترفض ذلك فترفضه هو شخصيا وتمضي بعيدا…

لذا فهو مستعد حتى وإن تركه جميع أتباعه وتخلى عنه كل مريديه ان يبدأ من الصفر

فأجابَهُ سِمعانُ بُطرُسُ:”يارَبُّ، إلَى مَنْ نَذهَبُ؟ كلامُ الحياةِ الأبديَّةِ عِندَكَ،

ونَحنُ قد آمَنّا وعَرَفنا أنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيِّ”.

الإختيار لك … لكنه لن يتنازل عن حرف مما قال…