عن موقع راديو الفاتيكان –
لعام خلا، وتحديدا في التاسع عشر من آذار مارس، عيد القديس يوسف، ترأس البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس قداس بداية خدمته البطرسية بحضور زهاء مائتي ألف شخص، بينهم وفود رسمية من أكثر من مائة وثلاثين دولة. وقد شكر الحبر الأعظم الرب على الاحتفال بهذه الذبيحة الإلهية في عيد القديس يوسف، خطّيب مريم العذراء وشفيع الكنيسة الجامعة، ووجه التحية الأولى لسلفه بندكتس السادس عشر، وقال “إنها مصادفة غنيّة بالمعاني، خصوصا وأن سلفي الموقر يحمل اسم يوسف: إننا قريبون منه بالصلاة المفعمة بالمحبة وعرفان الجميل”.
تمحورت عظة البابا فرنسيس حول الحراسة، وأشار إلى أن القديس يوسف حرس مريم، وقام بهذه المهمة “بوداعة وصمت، كما وبحضور دائم وأمانة تامة”، وأكد بعدها أن الاعتناء يتطلب الطيبة وذكّر بأن القديس يوسف يظهر في الأناجيل بمظهر الرجل القوي والشجاع والعامل، كما وينبع من نفسه حنان كبير ليس صفة الضعيف إنما يدلّ على قوة النفس والقدرة على الانتباه والرحمة والانفتاح على الآخر والمحبة. وأضاف البابا قائلا: “لا ينبغي أن نخاف من الطيبة والحنان”.
توقف الحبر الأعظم في عظته عند الخدمة البطرسية، وقال “علينا ألا ننسى أبدا أن السلطة الحقيقية هي الخدمة” وعلى البابا أن ينظر للخدمة المتواضعة، الملموسة والغنية بالإيمان التي أداها القديس يوسف، ويفتح ذراعيه ليحرس شعب الله كله، ويقبل بعطف وحنان البشرية كلها، لاسيما الأشخاص الأشد فقرًا وضعفا الذين يصفهم القديس متى في الدينونة الأخيرة حول المحبة: “الجائع، العطشان، الغريب، العريان، المريض والسجين” وأضاف قائلا: وحده من يخدم بمحبة يعرف الحراسة.
ختم البابا فرنسيس عظته بدعوة إلى الرجاء وقال: نحتاج حقا لأن نرى نور الرجاء ونمنح أنفسنا الرجاء. إن حراسة الخليقة، كل رجل وامرأة بنظرة حنان ومحبة، تعني فتح أفق الرجاء. وهذا الرجاء الذي نحمله نحن كمسيحيين، على غرار إبراهيم والقديس يوسف، ينفتح أفقه على الله، الذي انفتح علينا بواسطة المسيح، وهذا الرجاء يرتكز على صخرة وهذه الصخرة هي الله. أطلب شفاعة العذراء مريم والقديس يوسف، والقديسين بطرس وبولس والقديس فرنسيس كي يرافق الروح القدس خدمتي، وأقول لكم جميعا صلوا من أجلي!