إعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل- نقلا عن إذاعة الفاتيكان
خلال تواجده في مدينة فيلاديلفيا الأمريكية قام البابا فرنسيس يوم أمس الأحد بزيارة إلى سجن… “كاران فرومهولد” المحلي حيث كان له لقاء مع عدد من المساجين فضلا عن موظفي السجن ومدرائه. وألقى البابا خطابا باللغة الإسبانية استهله متوجها بالشكر على هذه الفرصة التي أتيحت له، لافتا إلى الوضع المؤلم الذي يعاني منه المساجين وعائلاتهم والمجتمع ككل. وقال إنه يزور السجن كأخ يرغب في مشاطرة الوضع الذي يعيشه المساجين وفي الصلاة معهم. بعدها لفت البابا إلى الإنجيل الذي يحدثنا عن يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه خلال العشاء الأخير، وهو عمل لم يفهمه التلاميذ بسهولة وفي ذلك الزمان من الاعتيادي أن تُغسل أرجل من يدخل إلى البيت، وكانت هذه هي الطريقة التي كان يُستقبل بها الأشخاص.
وتابع البابا يقول: نعلم جميعا أن العيش هو عبارة عن مسيرة تجتاز مختلف الطرقات ودروب عدة تترك أثرها في حياتنا. وبدافع الإيمان نعلن أن يسوع يبحث عنا، يريد أن يشفي جراحنا، ويعتني بأرجلنا التي جرّحتها مسيرة مفعمة بالوحدة، ويقول: “إن لم أغسل رجليك لا نصيب لك معي”، لا أستطيع أن أعطيك الحياة التي طالما حلم بها الآب. وأكد البابا أن المسيح يجيء إلينا ليمنحنا من جديد كرامة أبناء الله كما يريد منا أن نعود مجددا إلى الطرقات شاعرين بأن لدينا رسالة. هذا ثم شدد البابا على أن كل واحد منا يحتاج لأن يُطهّر ويُغسل، والرب يبحث عنا جميعا ليمد لنا يده. وهذا ما يُظهره لنا يسوع من خلال غسل الأرجل وحملنا على الجلوس إلى المائدة، مائدة أُعدت للجميع، والكل مدعو إليها.
من هذا المنطلق شدد البابا فرنسيس في خطابه إلى السجناء على ضرورة أن نمد اليد من أجل استكمال المسيرة، والانخراط مجددا في المجتمع، هذا الانخراط الذي يبحث عنه الجميع: السجناء، العائلات، الموظفون فضلا عن السياسات الاجتماعية والتربوية؛ انخراط يعود بالفائدة على الجماعة بأسرها ويرفع من معنوياتها. هذا ثم شجع البابا الحاضرين على أن يكونوا صانعين للفرص وللدروب الجديدة مذكرا بأن كل الأشخاص بجاحة لأن يُغسلوا وينقوا من شيء ما وسائلا الجميع أن يوجهوا أنظارهم نحو يسوع الذي يُخرجنا من القناعة بأن الأمور لا تستطيع أن تتغيّر. في الختام سأل البابا الرب أن يبارك الجميع ويُشع عليهم بوجهه ويمنحهم نعمه.