ما أهمية الكرسي الرسولي في محيطنا؟

ما أهمية الكرسي الرسولي في محيطنا؟

رأي الكاردينال بارولين حول دبلوماسية الفاتيكان

بقلم ندى بطرس

روما, 19 مارس 2015 (زينيت) 

احتفلت الجامعة الغريغورية الحبرية في 11 آذار الماضي باليوم الأكاديمي وعنوانه “السلام: هبة من الله ومسؤولية بشرية والتزام مسيحي”. وفي مداخلة لوزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين موضوعها “الحركة الدبلوماسية للكرسي الرسولي في خدمة السلام”، ذكّر الكاردينال أنّ السلام “هبة من الله وثمرة العمل البشري”، داعياً بذلك الشعوب إلى تحمّل مسؤوليّاتها.

وقد جاء في كلمة الكاردينال التي اختصرتها الكاتبة آن كوريان على موقع وكالة زينيت العالميّة، أنّ الدبلوماسية التي يعتمدها الفاتيكان “وسيلة لبلوغ المحيط الكنسيّ ومحيط العائلة البشرية” بالنسبة إلى قداسة البابا. فبدون حركة البعثات الدبلوماسية الحبريّة، لكانت المؤسسات الكنسيّة بدون صلة حيوية مع حكومتها التي تدعمها وتمدّها بالمصداقيّة. أمّا على مستوى المجتمع المدني، فغياب الكرسي الرسولي الذي يتبادل العلاقات الدبلوماسية مع 179 بلداً ومع الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين، بالإضافة إلى مؤسسات بَيحكوميّة، كان ليمنع التوجّهات الأخلاقية من تطبيق التعاون ونزع السلاح والاعتناء بالمرضى ومواجهة الفقر ومحو الجوع والتعليم، كما السعي إلى المفاوضات والوساطة ومنع الحرب في كلّ أشكالها ضمن القانون الدولي. وهذه الأرقام والوقائع تبرز حجم العمل اليومي الصعب، لا بل المعقّد لدبلوماسيّي الكرسي الرسولي، الذين يتوخّون خلاص النفوس ضمن هدفهم القاضي بإحلال السلام الحقيقي على الأرض.

من ناحية أخرى، أشار الكاردينال إلى أنّ العمل الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي “لا يكتفي بمراقبة الأحداث وتقييمها. فهو يسهّل المساكنة بين الأمم المختلفة لتشجيع الأخوّة بين الشعوب، ضمن احترام المعايير الدولية وحقوق الإنسان”. أمّا من ناحية الأفراد، فلا يكفي أن نصبو فقط إلى السلام، ولا أن تكون لدينا النيّة للتصرّف لصالح إحلال السلام، بل علينا جميعاً أن نتصرّف بشكل محسوس ومناسب، مع التحلّي بضمير “بنّائي السلام” في حياتنا اليومية، وضمن أعمالنا المختلفة.