تامل اليوم الأربعاء 25 سبتمبر
بقلم الأب بولس جرس
لوقا 10 : 1 – 20
“وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضا، وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي فقال لهم: إن الحصاد كثير، ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا أحذية ، ولا تسلموا على أحد في الطريق وأي بيت دخلتموه فقولوا أولا : سلام لهذا البيت فإن كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه ، وإلا فيرجع إليكم وأقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم ، لأن الفاعل مستحق أجرته . لا تنتقلوا من بيت إلى بيت وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم ، فكلوا مما يقدم لكم واشفوا المرضى الذين فيها ، وقولوا لهم : قد اقترب منكم ملكوت الله وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم ، فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم . ولكن اعلموا هذا إنه قد اقترب منكم ملكوت الله وأقول لكم : إنه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة أكثر احتمالا مما لتلك المدينة ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لأنه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما ، لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد ولكن صور وصيداء يكون لهما في الدين حالة أكثر احتمالا مما لكما وأنت يا كفرناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية الذي يسمع منكم يسمع مني ، والذي يرذلكم يرذلني ، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني فرجع السبعون بفرح قائلين : يا رب ، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك فقال لهم : رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ، ولا يضركم شيء ولكن لا تفرحوا بهذا : أن الأرواح تخضع لكم ، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات “.
صورة مفزعة مرعبة قاتلة مميتة!!!
ما هذا المصير الرهيب الذي ترسل تلاميذك، خاصتك الذين احببتهم إلى المنتهى؟
كيف تسوغ لك نفسك الطاهرة أن تلقي ببنيك إلى التهلكة وتطرحهم في جب الأسود؟
وهل يطاوعك قلبك الطاهر الحنون أن تفترس أنياب الذئاب تلاميذك الذين اخترتهم؟
وأخيراً كيف قبل التلاميذ هذه المهمة الشاقة المستحيلة ولم يفروا عائدين أدراجهم لحضنك؟
اسئلة تستوقفني وتعترض علىُ طريق تأملي في إنجيل اليوم وتدفعني إلى مراجعة حياتي الكهنوتية ودعوتي… لكن الإجابة تأت في نهاية النص “رجع التلاميذ فرحين” ما سر الفرح؟
لم نخفمن الذهاب ولم نخش الطريق ولم ترهبنا الذهاب فباسمك أسقطنا حتى الشياطين
وقد اختبرت ذلك في حياتي ولعلك أيضا قد اختبرته… ما أصدق كلمات الإنجيل ولو كانت عاتية على الفهم، وما أحلى كلمات يسوع حتى ولو وضعتنا في مواجهة الأسود لا فقط الذئاب
” إن سرت في وادي ظلال الموت فلا أخاف لأنك معي