ندوة بعنوان “سلام داخلي، سلام بين الشعوب”
روما, 21 مايو 2013 (زينيت) – مسيحيون وبوذيون: “الرحمة المحبة”
ندوة بعنوان “سلام داخلي، سلام بين الشعوب”
“على الرغم من الاختلافات، إن التعليم الأخلاقي البوذي والمسيحي عن احترام الحياة هو بحث عن خير عام مبني على الخير والرحمة المحبة.”
هذه هي خاتمة الندوة الرابعة البوذية-المسيحية، التي انعقدت في روما، في 6 مايو 2013، برعاية المجلس الحبري للحوار بين الأديان، بالاشتراك مع مكتب الحوار المسكوني والحوار بين الأديان لمجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا.
في ندوة بعنوان “سلام داخلي، سلام بين الشعوب”، شدد المشاركون على مسؤولية الديانتين، اللتين تعملان باسم “السلام الداخلي للفرد” و”السلم الاجتماعي” معززتان “الحرية الداخلية، وتطهير القلب، والرحمة، وبذل الذات.”
نص البيان الختامي
1- إن المجلس الحبري للحوار بين الأديان وبالتعاون مع مكتب الحوار المسكوني والحوار بين الأديان لمجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا، قد نظم الندوة البوذية –المسيحية الرابعة في الجامعة الأوربانية الحبرية، في 6 مايو 2013، تحت شعار “سلام داخلي، سلام بين الشعوب.
2- رأى المشاركون أن الوثائق المختلفة المقدمة، والمناقشات الرسمية، والحوارات الودية في أوقات الفراغ، قد ساهمت بتعميق التفاهم المشترك لتقاليد كل ديانة، وبمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بينهما، وبكون كل ديانة واعية لمسؤولياتها بالحفاظ على السلام واحلاله.
3- أشار المشاركون القادمون من ايطاليا، واليابان، وجمهورية الصين (تايوان)، وفييتنام، ومن كوريا الجنوبية، وتايلاندا، وبورما، وسريلانكا، والهند على أن المشهد الديني اليوم يمر بتغيرات سريعة. في هذا السياق، يمكن أن يساهم أتباع التقاليد الدينية بخلق الصداقة والتضامن بين الأشخاص والشعوب.
4- بالنسبة الى المسيحيين إن الخطيئة بأشكالها كافة – الأنانية، والعنف، والجشع، والرغبة بالسلطة والهيمنة، والتعصب، والكراهية، والهياكل الظالمة-تكسر الشراكة بين الله وبيننا وفي ما بيننا. إن احلال السلام يمر بشكل ضروري بالتحرر من الخطيئة ورفضها. أعاد يسوع المسيح الشراكة الإلهية-البشرية التي انكسرت. إذًا السلام هو حالة الذين يعيشون بتناغم مع الله، ومع أنفسهم، ومع الآخرين، ومع كل الخليقة.
5- فيما يتعلق بالبوذيين، فبوذا ساكياموني قد علّم بأن أصل كل الشرور هو الجهل والمفاهيم الخاطئة المبينة على أساس الطمع أو الكراهية واكتشف “الحقائق النبيلة الأربع” كطريق للتحرر من المعاناة الى السكينة. وكنتيجة لذلك، فإن الأخلاق والطهارة العقلية ليستا إلا جانبين يمارسان بالطريقة عينها. في هذا المعنى، الأخلاق- الجهود الرامية لتحرير المخلوقات الأخرى من معاناتها- والطهارة العقلية- الهدوء الذي يهدف اليه التأمل- ليسا سوى جانبين من الممارسة نفسها- وتدعمهما الحكمة. في الواقع، إن الرحمة البوذية تنبع من الوعي حيال الهوية الجوهرية، ووحدة كل الكائنات، حكمة متجذرة بعمق في الممارسة التأملية.
6- في المسارين المسيحي والبوذي، الحرية الداخلية، وطهارة القلب، والرحمة، وبذل الذات، هي الشروط الأساسية للسلام الداخلي للفرد كما للسلم الاجتماعي.
7- على الرغم من الاختلافات، فإن التعليم الأخلاقي البوذي والمسيحي حول احترام الحياة هو بحث عن الخير العام المبني على الخير، والرحمة المحبة. تمنى المشاركون تعزيز الحوار بين البوذيين والمسيحيين، لمواجهة التحديات الجديدة كمثل تهديد الحياة الإنسانية، والفقر، والمجاعة، والأمراض المعدية، والعنف، والحرب…التي تحد من الطابع المقدس للحياة البشرية، وتسمم السلم في المجتمعات.
8- أقر المشاركون بأن لديهم مسؤولية خاصة في مكافحة هذه المشاكل. إن التعاون من أجل رعاية الإنسانية يجب أن ينبع من عمق التجارب الروحية. وحده السلام الداخلي يمكنه أن يحوّل قلب الإنسان فيرى جاره/أو جارته كأخ أو كأخت. إن أردنا حقًّا أن نبني عالمًا يسوده السلام، فمن المهم للغاية أن نوحد قوانا لنثقف الناس بخاصة الشباب، ليسعوا الى السلام، وليعيشوا بسلام وليخاطروا للعمل من أجل السلام.
9- اختتمت الندوة بتأكيد على أن المحبة هي التي تجلب السلام أو تحله في القلوب البشرية وتقيمه بيننا. كذلك شدد المشاركون على أن طريق السلام صعب، وهو يتطلب الشجاعة، والصبر، والمثابرة والعزم والتضحية. هم يرون الحوار على أنه أولوية وعلامة رجاء، فيجب عليه أن يستمر!
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية