الأب/ يوسف المصري
إن تأملت في الصليب ، ترى خلاله آلام وموت المسيح ، ثمرة خطايا العالم وقساوة الإنسان وخطيئته . وترى من خلاله خصوصاً حب الله غير المتناهي الذي بذل أبنه الوحيد لكي يخلّص العالم . ذلك الحب الذي يغفر للجميع . ويغفر كل شىء ، ويغفر دائماً . فقد قال المسيح على الصليب : ” إغفر لهم يا أبـتِ ، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ” (لو 23: 34) . ذلك الحب وتلك المغفرة الني تقودنا إلى رجاء القيامة .
الصليب هو الأيقونة الرائعة ، ذكرى المأساة الإنسانية التي تتجدد كل يوم في كل إنسان !
فقد قال باسكال : ” إن الله يتألم معنا وينازع معنا ، حتى منتهى الدهر “. وهذا ما يملأ قلبنا تعزية وثقة ورجاء ، ويعطي معنى للحياة وللألم . فقد جعل الله الألم وسيلة لتطهيرنا ولخلاص الآخرين مع المسيح الفادي ، وسيلة للعطاء والحب ، وعربون للحياة الأبدية . فقد قال بولس الرسول : ” إن آلام هذا الدهر لا تقاس بالمجد المزمع أن يتجلى فينا ” .
يقول أحد الآباء : ” في الجلجة تألم المسيح كإنسان وذاق من أجلي كل أنواع العذابات ، لكى يفتح لنا أبواب القيامة ، حيث سعادتنا الأبدية ” . فأحمل صليبك معه كل يوم ، ناظراً إليه ، ففيه عزاء وشفاء وقوة .
كان القديس فرنسيس الأسيزي يعشق المسيح المصلوب ، ويتأمل فيه كثيراً . وكان يطلب من إخوته الرهبان أن يكّرموه ويعظموه في كل كنيسة قائلين : ” نسجد لك ، أيها المسيح ونباركك ، في هذه الكنيسة , وفي كل كنائس العالم ، لأنك بصليبك المقدس ، خلصت العالم ” .
الأب/ يوسف المصري