للأخوات / مريم شفيق غالي ، ماري تريز ميخائيل زاخر ، جيهان حسني غطاس
كتب : عصام عياد
تزامنا مع سنة الحياة المكرسة، أمضت آخوات جمعية راهبات ” الميردي ديو ” بديرهن الاقليمي بمنطقة جاردن سيتي بوسط المدينة، يوما مبهجا حول ثلاثة من بناتهن اللواتي احتفلن بتقديم نذورهن الاحتفالية الدائمة بعد مسيرة طويلة من التكوين الرهباني و الدراسات اللاهوتية و الانسانية و اللغات و الاعداد – ما بين مصر و الاسكندرية و لبنان و فرنسا – بين يدي غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق – الكلي الطوبى – بطريرك الكرسي الاسكندري للأقباط الكاثوليك ، و امام الأخت جوليت الرئيسة العامة للرهبنة التي حضرت خصيصا من فرنسا ، و محطين باخواتهن الراهبات من مختلف الأديرة المنتشرة بالقاهرة و أوسيم بالجيزة و المنيا و الاسكندرية و لبنان ، و بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء من ” النجيلة ” بسوهاج ، ” أبو قرقاص ” بالمنيا ، و ” أوسيم ” بالجيزة حيث رعايا الأخوات الناذرات ، الى جانب أعضاء هيئة التدريس و الخريجات و طالبات المدرسة .
أقيمت الذبيحة الالهية بالكنيسة الملحقة بالدير يوم الثلاثاء قبل الماضي بالتزامن مع الزمن المريمي و أعياد تمجيد أمنا مريم العذراء و انتقالها الى السماء نفسا و جسدا ، و ترأسها غبطة أبينا البطريرك الأنبا اسحق و شاركه في الخدمة لفيف من الآباء الكهنة الرعاة و الرهبان المرافقين و المكونين و العديد من الرهبانيات النسائية، بمصاحبة كورال ” الوردة الصغيرة ” ببازيليك سانت تريز بشبرا قيادة الدكتورة منى ميشيل .
شارك بالحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للأقباط الكاثوليك .
قدمت الأخوات الناذرات التزامهن الرهباني متخذن شعارا ” كتابيا ” لهن بعد خبرة و مسيرة روحية ، حيث جاءت مراسيم النذور بعد العظة حسب الأصول المتبعة ليجيبن نداء الأم الرئيسة ” ها أنا ذا يارب بما أنك ناديتني ” ، مرددن كلمات ” نعم نريد بقوة الرب ” من خلال حوار بين الأب البطريرك و الناذرات ، طالبا لهن من الرب أن يسكب عليهن غزير بركاته، ليقدمن حياتهن بكل طواعية حبا للرب في طاعة كاملة و عفة دائمة و فقر حقيقي ” ،بعدها تتلى ” تسبحة القديسين ” ، ثم البستهن الأخت جولبت ” الخاتم ” رمزا للعهد الأبدي ، بعدها سلمهن الأب البطريرك ” الصليب ” وسط فرحة الجميع ، و هنا استقبلتهن الأخت جوليت و هي تتلو هذه الكلمات… ” أيتها الأخوات لقد التحقتن بصفة دائمة في جمعيتنا ، فليمنحكن الرب روحه القدوس كي تثبتن في محبة يسوع و تعيشن مع اخواتكن الراهبات في شركة و محبة و وئام و تفاهم تام ، و اخيرا لكي يجعلكن تضحين بذواتكن من غير حدود في تربية و تقويم النشىء حسب روح الأب أوليه مؤسس جمعيتنا و معونة أمنا مريم العذراء أم الله … آمين ” بعدها يتبادل الجميع ” قبلة السلام ” و يستكمل القداس للنهاية .
من جانبه تحدث الأنبا اسحق في عظة القداس عن أهمية ” المشورات الانجيلية ” في حياة الكنيسة … الفقر ، العفة ، الطاعة كأساس لنمو الدعوة الرهبانية و انطلاقا من نعمة العماد المقدس ، حياة عفة تامة منفتحة في ذات الوقت على محبة الله و الآخرين ، حياة فقر متواضعة على صورة السيد المسيح ” الذي لم يكن له موضع يسند رأسه اليه ” ، حياة طاعة منفتحة كحياة السيد المسيح الذي أطاع آباه السماوي حتى الموت ، و أشار غبطته لأهمية دور العائلة في نمو الدعوة التكريسية و حياة الصلاة و المذبح العائلي، و اختتم كلمته بالاشادة برسالة الاخوات الراهبات من خلال رسالة التعليم و الخدمات الرعوية المتنوعة ، و مهنئا للأخوات الناذرات بالتزامهن التكريسي الدائم و لكل العائلات الذين قدمن بناتهن لخدمة الرسالة .
تجدر الاشارة الى أن روحانية رهبانية الميردي ديو ..ترتكز على استقبال ” الكلمة ” لاعلانها للملأ ، و كانت قد تأسست في سنة 1648 على يد الأب جان جاك أوليه في باريس برعية ” سانسلبيس ” لتربية الأطفال و بخاصة الأيتام و المحرومين من عاطفة الوالدين و هادفا الى تربيتهم تربية انسانية و مسيحية حقة فكانت انطلاقة رهبانية ” أم الله ” و اتخاذها الطريق الى الوجود ، و بعد انتهاء الثورة الفرنسية في سنة 1789 حرصت الأم ” دي ليزو ” على العمل على استمرارية الرهبانية ، و الرهبانية منفتحة على كل أشكال الرسالة و التي تتفق و دعوتها و ملبية لنداء المسيح .
تهنئة من القلب للأم جوليت و لجمعية راهبات المير دي ديو و للأخوات الناذرات .. مريم ، ماري تريز ، جيهان بهذه المسيرة التكريسية الدائمة ،لترافقهن نعمة الرب و معونة أمنا مريم العذراء مع كل التمنيات القلبية برسالة مثمرة و خدمة متجددة لمجد الله الأعظم و خدمة النفوس ، و ليرسل الرب دوما فعلة لحصاده .