فاعلية برنامج للتخفيف من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لعينة من الأطفال
اللاجئين بمصر باستخدام استراتيجيات تنمية المهارات الانفعالية والاجتماعية
كتب : عصام عياد
اضافة جديدة قدمها الباحث وائل وهبة سمعان – من أبناء كنيستنا الكاثوليكية – حول ” فاعلية برنامج للتخفيف من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لعينة من الأطفال اللاجئين بمصر باستخدام استراتيجيات تنمية المهارات الانفعالية والاجتماعية ” عبر مبحثه للحصول على درجة دكتوراة الفلسفة في الدراسات النفسية للأطفال تخصص ” ذوي احتياجات خاصة ” ،وذلك برحاب معهد الدراسات العليا للطفولة “قسم الدراسات النفسية للأطفال ” جامعة عين شمس ،وسط كوكبة من العلماء وأسرة المعهد وأعضاء هيئة التدريس والاكاديميين والباحثين والطلاب مع الأسرة والأقارب والأصدقاء والمحبين ،الى جانب بعض أعضاء أسرة معهد التربية الدينية بالسكاكيني ، وامتدت جلسة المناقشة على مدى الثلاث ساعات ،وذلك في شهر سبتمبر الفائت .
تكونت لجنة المناقشة والحكم من أ.د. سعدية محمد علي بهادر أستاذ علم النفس النمو بقسم الدراسات النفسية بالمعهد جامعة عين شمس … مشرفا ورئيسا ، أ.د. قدري محمود حفني أستاذ متفرغ علم النفس بقسم الدراسات النفسية للأطفال بالمعهد جامعة عين شمس … مناقشا ، أ.د. عبلة حفني أستاذ علم النفس رئيس قسم العلاج النفسي بالفن جامعة حلوان ،نائب رئيس جامعة حلوان سابقا … مناقشا ، د. ميشيل صبحي مجلع مدرس بقسم الدراسات النفسية للأطفال بالمعهد جامعة عين شمس … مشرفا .
من جانبه ذكر الدكتور وهبة في مقدمة بحثه….
يعدّ الصراع سمة موجودة بصورة مستمرة ومرتبطة بالبشر، حيثُ يشهد المجتمع العالميّ العديد من الصراعات المسلّحة، وفي الآونة الأخيرة شهد المجتمع العربيّ ما يُعرف بالربيع العربيّ من ثورات متعدّدة واتّسم الصراع بالعنف الشديد في العديد من البلدان المجاورة، تونس،العراق ، ليبيا، سوريا، الصومال، فاضطرّ العديد من الأُسر إلى الهجرة واللّجوء إلى الدول المجاورة هربًا من حمية المعارك ونجاة بالأسرة من أهوالها، ( تستضيف مصر حاليا ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات )، ومع انتشار هذه الأحداث أصبحت الاضطرابات النفسيّة جزءًا مرتبطًا بهؤلاء الأشخاص، وأصبح الأطفال الحلقة الأضعف في الإصابة بالاضطراب النفسيّ، خاصّة اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Discords P.T.S.D.
صنفت الأعراض التالية إلى الصدمة كمرض يسمى ” الكرب ” أو القلق بعد الصدمة. وبحسب الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الرابع للاضطرابات النفسيّة(Fourth Edition of Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders) “DSM IV ” الذي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسيّ جرى تغيير المُسمى إلى متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة( Post-Traumatic Stress Disorder) (PTSD)، التي تتعلّق بظهور أعراض نفسيّة بعد تعرّض الشخص إلى أحداث صادمة تؤدّي إلى أعراض تستمر معه شهورًا وأحيانا سنوات، بحيث تؤثر على توافقه وأدائه الوظيفيّ وعلى ممارسة أنشطته اليوميّة. وعادة ما تظهر الأعراض بوضوح خلال الثلاثة أشهر الأولى من التعرض إلى الأحداث الصادمة، وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر الأعراض بعد سنوات. وقد تشتدّ حدّة الأعراض وترافقها نوبات الهلع عند زيادة الضغوط النفسيّة أو عند التعرض لما يُذكِّر الشخص بالأحداث الصادمة.
و نظرًا إلى افتقار الأماكن المتخصِّصة في علاج الأطفال من هذه الاضطرابات، بالإضافة إلى الافتقار إلى الأخصائيّين المؤهلين علميًّا في علاج الاضطرابات النفسيّة بصورة عامّة، واضطراب ما بعد الصدمة بصفة خاصّة؛ جاءت هذه الدراسة، كإسهامة متواضعة في سدّ جزء من نواحي العجز في هذا المجال، وذلك بتقديم برنامج لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد الاسترشاد بالبحوث والدراسات السابقة في هذا المجال، والتي تعتبر هذا الاتّجاه من الأساليب الحديثة التي أثبتت كفاءة وفاعليّة كبيرة في اضطراب ما بعد الصدمة.
في ذات السياق ذكر الدكتور وهبة أن عينة الدراسة شملت 30 طفل وطفلة من اللاجئين السوريين بمصر،ممن هم الذين لديهم مستويات مرتفعة من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة،ترواحت أعمارهم الزمنية ما بين ( 9 – 11 ) سنة.
وتشير نتائج الدراسة عن فاعلية برنامج الدراسة في خفض اضطراب ما بعد الصدمة لدي الأطفال .
هذا وقد ” أجازت ” لجنة المناقشة والحكم الرسالة وأقرت طباعتها وتبادلها بين كافة الجامعات ومنح الباحت وائل وهبة سمعان تادرس درجة ” دكتوراة ” الفلسفة في الدراسات النفسية للأطفال ،وسط عاصفة من التصفيق .
الجدير بالذكر أن الدكتور وائل حاصل على ” ليسانس ” الآداب جامعة عين شمس ،و” دبلوم ” علم النفس الاكلينيكي جامعة عين شمس سنة 2005 ،و ” دبلوم ” علم النفس الرياضي جامعة حلوان سنة 2007 ،و ” ماجستير ” علم النفس للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جامعة عين شمس سنة 2011 ، تصريح ممارسة العلاج النفسي من وزارة الصحة المصرية سنة 2013 ،و ” دكتوراة ” علم النفس الطفولة جامعة عين شمس سنة 2016 ،و” مدرس ” بمعهد التربية الدينية بغمرة ،وخادم مرحلة جامعة بكنيستنا السيدة العذراء بالمعادي ، متزوج وله ابن وابنة .
تحية وتقدير للباحث الدكتور وائل وهبة سمعان تادرس مع كل التهاني القلبية بحصوله على درجة “دكتوراة ” الفلسفة ، والتمنيات بالمزيد من التقدم ونوال الدرجات العلمية الأعلى في خدمة مجالات الدراسات النفسية للطفل .