زينيت – العالم من روما
مع إعلان يوبيل الرحمة، لا بدّ لنا أن نذكر شهادات حيّة لمسها قرار البابا بالسماح للكهنة بحل على وجه خاص خطايا كانت محصورة بالأسقف. فطوال السنة اليوبيلية، يمكن لكل الكهنة في العالم أن يمنحوا الغفران لمن اقترفوا خطيئة الإجهاض. إنها دعوة قويّة إلى التوبة!
من هنا، تخبر بياتريس فاتزي، البالغة من العمر 43 عامًا شهادة حياتها مشيرة إلى ما عانته عند اتخاذها قرار الإجهاض وتقول: “لقد وجدت نفسي حاملاً وكنت أفتقر للتوجيه. تركني زوجي ولم يشأ أن يربي الطفل الذي في أحشائي. وكنت قد وصلت لتوّي إلى روما بعد أن قمت برحلة من مدينة في الإقليم الجنوبي. كان يصعب عليّ الاعتراف لأحد الآباء بهذه الخطيئة التي كانت تُعتبر كوصمة عار وتسبب الإقصاء الإجتماعي. كانت صدمة كبيرة لي”.
ثم بقيت وحدي، أشعر بالخجل ولم يكن يوجد أي شخص إلى جانبي لكي يرشدني فقررت أن أجد حلاً بديلاً وأجهضت الطفل. ومنذ ذلك الوقت، حُفر ما قمت به في قلبي وجرجني كثيرًا فبات من المستحيل الشفاء منه. مرّ 15 عامًا ولم أستطع أن أشفى من هذه الصدمة إلى أن وجدت نفسي أهتدي شيئًا فشيئًا إلى الإيمان…
“قررت يومًا أن أذهب لكي أعترف بالمعتقدات الخرافية التي كنت أفكّر فيها والخوف من أنّ الله هو قاضٍ ويريد معاقبتي. اعترفت بكل خطاياي للكاهن ولكنه لم يمنحني الحلّة بما أنني اقترفت خطيئة الإجهاض. وهنا، انتابني شعور الذنب من جديد” كيف أني أجهضت طفلاً ولم أعطه الفرصة لكي يأتي إلى هذا العالم ولم أدافع عنه”.
“وأما اليوم ومع تقدّم مسيرتي الروحية، بدأت أفهم أنّ الطفل الذي أجهضته يومًا هو ملاك في السماء واسمه ماتيو. من خلال الإيمان، تحوّل الاحتقار إلى رحمة وفهمت أنّي يوم أجهضت طفلي لم أكنّ أمتمتّع بالحرية الكاملة بل كنت مقيّدة. إستطعت من خلال هذه المسيرة المؤلمة أن أستردّ كرامتي فتملّكتني الشجاعة لمواجهة خطاياي وأقبل الصفح على خطيئة لم أدرك حجمها فكانت عبئًا لا يُطاق”.
وتتابع فاتزي لتخبر بأنّ البابا فرنسيس قام بخطوة كبيرة من خلال يوبيل الرجمة ليضمّ إلى الكنيسة أكبر عدد من المؤمنين بالأخص من “هم أمثالي ولاقوا الرفض” وقالت: “الرحمة تأتي أولاً من العدالة. أنا في بيتي والكنيسة هي هنا”.
***
نقلته من الإيطالية إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية