أشخين ديمرجيان – أشجان
لا نريد أن نكرّر ما ورد في وسائل الاعلام عن زيارة الرئيس الفلسطيني أبو مازن لقداسة البابا فرنسيس هذه الزيارة الفريدة من نوعها يوم الخميس الماضي الموافق 17 أكتوبر تشرين الأوّل. ولم يخلُ اللقاء من لحظات مرحة حين قدّم الرئيس أبو مازن مثلاً وزير الماليّة، فضحك البابا قائلاً: “هو من يملك السلطة إذن”، أو حين سأل البابا فرنسيس رئيسة بلديّة بيت لحم السيدة فيرا بابون غطاس: “ألم نلتقِ من قبل؟”.
حاضرة الفاتيكان أوّل من اعترف بالسيادة الفلسطينيّة في الغرب، ولا عجب، فإنّ الكرسي الرسولي هو ضمير الكنيسة والانسانيّة في عالم السياسة الذي تسوسه المصالح لا المبادىء الأخلاقيّة.
وكان قداسة البابا بيوس الثاني عشر أوّل مَن هبّ لنجدة اللاجئين الفلسطينيين سنة النكسة 1948 مؤسّساً “البعثة البابويّة لفلسطين” والتي ما زال مقرّها في المدينة المقدّسة، حيث أيضاً سفارة الفاتيكان أو القصادة الرسوليّة لدى فلسطين.
وأصدر الفاتيكان أكثر من مئة وثيقة حول القدس ومكانتها ووضعها الدولي والاقليمي انطلاقاً من قيمتها الروحانيّة الفريدة. ومعروفة أيضاً مواقف المحبّة والمودّة التي يُبديها الفاتيكان للعالم الاسلامي وخصوصاً الرسالة السنويّة منه بمناسبة عيد الفطر السعيد. ولا عجب فالقدس قلب المسيحيّة وأمّ الكنائس قاطبة وروما فقط رأسها الإداريّ في الكنيسة.
خاتمة
وهنا يصلّي المرء من أجل زعمائنا في العالم العربي انطلاقاً من فلسطين، ومن أجل قداسة البابا فرنسيس، وسائر القادة الدينيين في الغرب، ليتمّموا نبوءة السيّد المسيح عن إنائه المختار الرسول بولس : “كما أدّيتَ الشهادة في أورشالم فلسوف تؤدّيها في روما أيضاً” (أعمال 23 : 11).