نصر المجالي – إيلاف
قالت وزيرة بريطانية إن الشخص عندما يكون مسيحياً في أجزاء معينة من العالم اليوم يعني تعريض حياته للخطر، وأوضحت أن المتطرفين يستهدفون المسيحيين في الشرق الأوسط كنوع من “العقاب الجماعي” احتجاجاً على السياسة الخارجية الأميركية.
حذرت وزيرة الدولة لشؤون الجاليات والمعتقدات الدينية في الحكومة البريطانية البارونة سعيدة وارسي من خطر انقراض المسيحيين في الشرق الأوسط. واستبقت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إلقاء البارونة وارسي لكلمة الجمعة في جامعة جورج تاون الأميركية بنشر مقتطفات من هذه الكلمة المكتوبة.
وتشير البارونة (الباكستانية الأصل) في كلمتها إلى أن العنف الذي يمارسه المتعصبون ضد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى بات يمثل “أزمة عالمية” وأخطر تحدٍ يواجه العالم في هذا القرن. وتقول وارسي الوزيرة من حزب المحافظين في حكومة الائتلاف التي يرأسها ديفيد كاميرون في خطابها: “تحدث هجرة جماعية (خروج) بالمعيار التوراتي. وثمة خطر حقيقي من أن المسيحية ستنقرض في بعض الأماكن”.
وفي الكلمة تضيف الوزيرة البريطانية أن قمة دولية ستعقد في العام الجديد لرسم خطة لوقف العنف ضد المسيحيين وبشكل خاص في البلدان التي ولد فيها الدين. يذكر أن سعيدة وارسي مولودة العام 1971 في بريطانيا من أصول باكستانية مهاجرة، وهي محامية في الأصل قبل انخراطها في العمل السياسي، كما أنها متزوجة لمرتين.
دين ضد آخر
وكتبت البارونة وارسي لموقع الصحيفة ذاتها مشيرة إلى الهجوم المسلح الذي استهدف حفل زفاف قبطي في مصر أو تفجير كنيسة في باكستان في أيلول (سبتمبر) أودى بحياة 85 من المصلين في آخر الاعتداءات للمسلحين الذين يحاولون تحريض “دين ضد آخر وطائفة ضد أخرى”.
وأضافت وارسي “أن تكون مسيحيًا في أجزاء معينة من العالم اليوم يعني تعريض حياتك للخطر… فمن قارة إلى قارة يواجه المسيحيون التمييز والأبعاد دون محاكمات والتعذيب وحتى القتل، هكذا ببساطة بسبب الدين الذي اتبعوه”.
واستطردت وارسي: “يتم إبعاد الدين عن بعض مواطنه التاريخية وعدد السكان المسيحيين في تراجع. ففي العراق انخفض عدد السكان المسيحيين من 1.2 مليون نسمة في عام 1990 إلى 200 ألف حاليًا. ويحجب حمام الدم الفظيع في سوريا النزيف الجاري في سكانها المسيحيين”.
وفي الختام، ترى الوزيرة البريطانية أن الإرهابيين يستهدفون المسيحيين في الشرق الأوسط في نوع من “العقاب الجماعي” احتجاجاً على السياسة الخارجية الأميركية “، وبات ينظر إلى المؤمنين بوصفهم قادمين جدداً أو عملاء للغرب على الرغم من عيشهم في هذه المناطق لقرون”.