يا أورُشَليمُ، ياأورُشَليمُ!
تأمل في قراءات الجمعة 11 ابريل 2014 الموافق 16 برمودة 1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
سوع يرثي أورشليم
في ذلكَ اليومِ تقَدَّمَ بَعضُ الفَرِّيسيِّينَ قائلينَ لهُ:”اخرُجْ واذهَبْ مِنْ ههنا، لأنَّ هيرودُسَ يُريدُ أنْ يَقتُلكَ”. فقالَ لهُمُ: “امضوا وقولوا لهذا الثَّعلَبِ: ها أنا أُخرِجُ شَياطينَ، وأشفي اليومَ وغَدًا، وفي اليومِ الثّالِثِ أُكَمَّلُ. بل يَنبَغي أنْ أسيرَ اليومَ وغَدًا وما يَليهِ، لأنَّهُ لا يُمكِنُ أنْ يَهلِكَ نَبيٌّ خارِجًا عن أورُشَليمَ! ياا أورُشَليمُ، ياأورُشَليمُ! يا قاتِلَةَ الأنبياءِ وراجِمَةَ المُرسَلينَ إليها، كمْ مَرَّةٍ أرَدتُ أنْ أجمَعَ أولادَكِ كما تجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تحتَ جَناحَيها، ولم تُريدوا! هوذا بَيتُكُمْ يُترَكُ لكُمْ خَرابًا! والحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ لا ترَوْنَني حتَّى يأتيَ وقتٌ تقولونَ فيهِ: مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبِّ!”.
نص التامل
كم هي عزيزة دمعتك يا يسوع
وكم هي غالية غصة صوتك التي تعبر عن ألمك وحسرة قلبك
لما تنتحب سيدي على مدينة رفضك اهلها
لما لا تستمطر من سمائك نارا وكبريتا لتحرق بمن فيها تلك القرية الظالمة
ما خطأ سدوم وما ذنب عمورة إزاء جرم أورشليم
وما مثل الكرامين القتلة إلا انعكاس لصورة اهلها الذين ينتظرون قدومك غلى العيد بصبر فارغ
لكن بمنطقك ” هوذا الوارث آت، هلم نقتله فيكون الكرم لنا”
بذا استحقوا لعنة لنفسهم ولوثوا الكرم بدماء انقياء ما كان يجب ان تسفك
وهكذا صدق قولك: “ياا أورُشَليمُ، ياأورُشَليمُ! يا قاتِلَةَ الأنبياءِ وراجِمَةَ المُرسَلينَ إليها “
وهكذا استحقت وعدها الأليم: ” هوذا بَيتُكُمْ يُترَكُ لكُمْ خَرابًا!”
ليس امام شعورق الرقيق الحزين أروم اليوم التأمل، بل امام جحودها وجحودي اقصد التوقف
نعم يا رب جاحدون نحن إلى أقصى مدى:
– فضلتتها عن سائر المدن وفضلتني عن سائر الخلائق فرفضناك
– اخترتها موضعا لك واخترتني لك مسكنا فطردناك وطاردناك
– اردت ان تكون ملكها وحصنها وحاميها وكذا أردت لي فابينا ان نستقبلك
– احببت ديارها وباركتها وباركت كل من ياتيها وهكذا شئت لي:
كأبي إبراهيم: ” تكون بركة بك تتبارك جميع شعوب الأرض”
ولكنها ولكني أوليناك ظهرورنا ومضينا بعيدا
– كم مرة افتقدتنا كلانا وكم مرة تجاهلنا رسائلك وأغمضنا العيون ألا نراك فنستنير
– كم من مرة أسمعتنا صوتك واضحا مجلجلا وكم من المرات صممنا الآذان الا نسمع فنستجيب
– كم من مرة طرقت ابواب بيوتنا وقلوبنا وكم من المرات أغلقناها بالمتاريس في وجهك كي لا تقبلك
– كم من مرة أردت ان تجتمع بنا برحم حنان وشفقة رأفة وفي ظل جناحيك تحمينا وكم جفلنا وهربنا
– كم مرة وقفت امامنا تصرخ محذرا وكم من المرات استهنا بكل تحذيراتك
كم وكم وكم وكم
أليست ارشليم وأنا في الخطيئة توئمان !!!