يوحنا النبي الصارخ
تأمل في قراءات الأحد 31 أغسطس الموافق الأحد الأول من توت 1731
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
يسوع ويوحنا المعمدان
18فأخبَرَ يوحَنا تلاميذُهُ بهذا كُلِّهِ. 19فدَعا يوحَنا اثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، وأرسَلَ إلَى يَسوعَ قائلاً: “أنتَ هو الآتي أم نَنتَظِرُ آخَرَ؟”. 20فلَمّا جاءَ إليهِ الرَّجُلانِ قالا: “يوحَنا المعمدانُ قد أرسَلَنا إلَيكَ قائلاً: أنتَ هو الآتي أم نَنتَظِرُ آخَرَ؟”. 21وفي تِلكَ السّاعَةِ شَفَى كثيرينَ مِنْ أمراضٍ وأدواءٍ وأرواحٍ شِرِّيرَةٍ، ووَهَبَ البَصَرَ لعُميانٍ كثيرينَ. 22فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُما: “اذهَبا وأخبِرا يوحَنا بما رأيتُما وسمِعتُما: إنَّ العُميَ يُبصِرونَ، والعُرجَ يَمشونَ، والبُرصَ يُطَهَّرونَ، والصُّمَّ يَسمَعونَ، والموتى يَقومونَ، والمَساكينَ يُبَشَّرونَ. 23وطوبَى لمَنْ لا يَعثُرُ فيَّ”.
24فلَمّا مَضَى رَسولا يوحَنا، ابتَدأَ يقولُ للجُموعِ عن يوحَنا: “ماذا خرجتُمْ إلَى البَرِّيَّةِ لتنظُروا؟ أقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيحُ؟ 25بل ماذا خرجتُمْ لتنظُروا؟ أإنسانًا لابِسًا ثيابًا ناعِمَةً؟ هوذا الذينَ في اللِّباسِ الفاخِرِ والتَّنَعُّمِ هُم في قُصورِ المُلوكِ. 26بل ماذا خرجتُمْ لتنظُروا؟ أنَبيًّا؟ نَعَمْ، أقولُ لكُمْ: وأفضَلَ مِنْ نَبيٍّ! 27هذا هو الذي كُتِبَ عنهُ: ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي الذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ! 28لأنِّي أقولُ لكُمْ: إنَّهُ بَينَ المَوْلودينَ مِنَ النِّساءِ ليس نَبيٌّ أعظَمَ مِنْ يوحَنا المعمدانِ، ولكن الأصغَرَ في ملكوتِ اللهِ أعظَمُ مِنهُ”. 29وجميعُ الشَّعبِ إذ سمِعوا والعَشّارونَ بَرَّروا اللهَ مُعتَمِدينَ بمَعموديَّةِ يوحَنا. 30وأمّا الفَرِّيسيّونَ والنّاموسيّونَ فرَفَضوا مَشورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أنفُسِهِمْ، غَيرَ مُعتَمِدينَ مِنهُ.
31ثُمَّ قالَ الرَّبُّ: “فبمَنْ أُشَبِّهُ أُناسَ هذا الجيلِ؟ وماذا يُشبِهونَ؟ 32يُشبِهونَ أولادًا جالِسينَ في السّوقِ يُنادونَ بَعضُهُمْ بَعضًا ويقولونَ: زَمَّرنا لكُمْ فلم ترقُصوا. نُحنا لكُمْ فلم تبكوا. 33لأنَّهُ جاءَ يوحَنا المعمدانُ لا يأكُلُ خُبزًا ولا يَشرَبُ خمرًا، فتقولونَ: بهِ شَيطانٌ. 34جاءَ ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ، فتقولونَ: هوذا إنسانٌ أكولٌ وشِرِّيبُ خمرٍ، مُحِبٌّ للعَشّارينَ والخُطاةِ. 35والحِكمَةُ تبَرَّرَتْ مِنْ جميعِ بَنيها” (لوقا 7: 18-35).
نص التأمل
ليس نَبيٌّ أعظَمَ مِنْ يوحَنا
ما أعظم شهادة يسوع المسيح اليوم
إنها تنطلق من فم لا يعرف الرياء وتنبعث من شفتين نقيتين لا تعرفا الغش
يقولها الرب المعلم يسوع شهادة حق يراد بها تسجيل خاطر
نعم كان يوحنا الرجل الأقرب إلى قلوب رؤساء الشعب عن يسوع
نعم كانت مكانته سامية ورصيده عظيم عند الشعب
نعم كان يستطيع ان يكون منافسا قويا إذا أراد
لكنه الرجل الذي كان يفرح لصوت العريس لمجرد أنه صديقه
الرجل الذي قال حين عايره الناس بنجاح صديقه “له ان ينمو ولي أن أنقص”
الرجل الذي حين طالبه السيد بالطاعة أطاع وعمده
مقرا انه هو المحتاج الى المعمودية والتوبة لا من يعمد
الرجل الذي شهد” يأتي بعدي من كان قبلي من لست أستحق ان أحل سيور حذاءه
الرجل الذي لم يهب الرئاسات ولم يخجل أمام السلطات ولم يخش هيبة السلاطين
الرجل الذي قدم الآخر وأخّر نفسه فرفعه الله إلى أعظم الرتب
ليس في مواليد النساء مثله وهو الأعظم بين الأنبياء
وهو آخر الأنبياء ذلك لأن جميع من تنبأوا عبر التاريخ
كانوا يشيرون إلى السيد الرب يسوع المسيح وإلى مجيئه
وكان خاتمهم يوحنا الذي لم يكتف بالإشارة
بل عمده حسب طلبه وشهد له أمام الجميع واشار نحوه امام تلاميذه:
“هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم”
يوحنا أعظم الأنبياء كما سليمان الحكيم الأعظم بين الملوك
تلك شهادة ملك الملوك ورب الأرباب فطوباك يا يوحنا.