لا يمكن لاحد ان يبشر بالمسيح، ما لم يحيَ روحانية المرسل
بقلم الخوري جان بول الخوري
لبنان, 29 يوليو 2015 (وكالة زينيت)
لا يمكن لاحد ان يبشر بالمسيح، ما لم يحيَ روحانية المرسل اي الحياة المتّحدة بالروح القدس. لهذا سنتعرف في هذه المقالة على بعض العناصر الروحية التي تتألف منها روحانية المرسل، الهدف زيادة الوعي الداخلي فينا تجاه بشارة فرح الإنجيل.
أ- تتكون روحانية الإرسال
من العناصر التالية :
1) جذب لا يقاوم؛2) حنان يشفي القلوب المنكسرة؛٣) حرية تحرر النفوس؛ 4) دعوة مجانية من قبل اﻵب.
5) علاقة حب شخصية متينة لا تتزعزع. ٦) روحانية سريعة اﻹنتشار، ﻷنها تحمل الى الإنسان الخير.
والخير من طبيعته يجذب إليه القلوب، فيحركها من الداخل، فيبعث في العقل صفاء الفكر وفي القلب نقاوة العواطف والمشاعر وفي الارادة العزم الثابت في صنع اعمال المحبة الخيّرة. إنه تدفق دائم لمحبة الله في حياة الانسان، مما يجعله اكثر ليونة وطاعة لعمل الرب وتحقيق وصاياه. وهذا التدفق في حياة الانسان، يسمى حلول الروح القدس.
روحانية المرسل عنصرة دائمة بامتياز، انسجام وتنساق وتكامل واتحاد قوي ومتين في الجسد- الكنيسة والرأس – يسوع المسيح.
ب- ميزة عريسنا المرسل
أنه معطاء كريم لا يبخل بعطاياه يوزعها بسخاء وحكمة، لا يخاصم لا يحقد لا يضمر الشر (آية 19)؛ لا يتبجح بإنجازاته او ينتفخ “باﻷنا”؛ تراه يمنح فرصا كثيرة للإنسان لكي يحظى هذا الاخير بالخلاص، يراهن على 1% من الخير الذي فيك، لانه ينظر دوما إليك نظرة محبة وثقة ورجاء، لا ييأس ابدا منك. يثابر لا يتعب لا يتراجع لا يستسلم لا ينهزم لا يخاف، واثق، إرادة صلبة، عزم ثابت، إصرار دائم، تحد لا تقف في وجهه الصعوبات واﻹغراءات، ﻷن صاحب الحق سلطان، فالذي يعرف كيف يحب يعرف كيف يثق فينتصر في معركة الحق ضد الباطل.
المرسل الحقيقي لا يتذمر قط، أو يتكدر او يصاب بالاحباط، لان اتكاله الوحيد لا على ذاته بل على الروح القدس الذي يعمل في العالم.
ج- نحن والإرسال
يعلمنا شخص العريس، كيف نكون على مثاله، رجال الله وأصحاب مبادىء، ننصر الحق لا نضعفه أو نسجنه في نرجسية اﻷنا القاتلة. رجال ونساء الله، هم واحد في المسيح يسوع، روحانيتهم هي روحانية عريسهم اﻹلهي. يتجددون دوما بخمرة الرب المحيية، اي جسده ودمه الأقدسين، دواء الخلود. أفكارهم هي افكار حبيبهم إرادتهم تتطابق مع أرادته اي خلاص النفوس، يعملون بهدي وحيه، ينشرون في اوطانهم ثقافة المحبة في الحقيقة، لا يحكمون على احد، همهم الوحيد هو يسوع، ان يكون محبوبا بالروح والحق وسط عالمهم ومجتمعاتهم.