أبناء القديس فرنسيس في مصر يحتفلون بعيد التأسيس

أبناء القديس فرنسيس في مصر يحتفلون بعيد التأسيس

المركز الفرنسيسكاني للدراسات المسيحية الشرقية – القاهرة

الاكليريكي مايكل عادل – مصر
منذ 800 عام شعر شخص اسمه فرانشسكوا بنداء المسيح في وقتٍ غاب منه صوت الله الحقيق، كان من الطبقة الارستقراطية لا يُبالي بالفقراء والمحتاجين، ولا يعرف حتى كيف يعيشوا هؤلاء أو أنهم موجودون في عصر مليء بالبذخ. فجاء نداء الله إليه ليعرف أن هناك من يموتون من الجوع بينما يموت آخرون من التخمة والامتلاء. فأخذ القرار الصعب بالاهتمام بهذه الطبقة المتآكلة من المجتمع. فجعل قانونه تعليم المسيح، وجعل رسالته الذهاب للفقراء، جعل الأخوة نظام لحياته.

سار على خُطاه تلاميذ كثيرون انتشروا في كلّ العالم، وكان من نصيب مصر أن يزورها هذا الشخص العظيم ويترك البذور التي ستنمو فيما بعد. لم يرد فرنسيس إقامة رهبنة، وجدت حياته صدى في قلوب متعطشة لعمر الخير وخدمة الفقراء. أصبح هذا الشخص القديس فرنسيس أخ الإنسان الضعيف وصديق الطبيعة الصامتة وكلمة الله الفعّالة في عصره.

تحتفل رهبنة الفرنسيسكان في هذا العام بالمئوية الثامنة لتأسيس الرهبنة، والعام 70 على تأسيس دير الآباء الفرنسيسكان بالجيزة، لذلك يقيم الرهبان الفرنسيسكان بمصر احتفالات بهذه المناسبة وبعض الأنشطة التي تعبر عن وجودهم وحضورهم في البلاد. ففي بداية العام الميلادي الحالي انطلقت مجموعات إلى عدة محافظات للقيام برتبة توبة بمناسبة العام الجديد.

وفي يوم الخميس الموافق 5 فبراير (شباط) افتتح سيادة سفير الفاتيكان مايكل فيزجيرالد، والأب يوسف أمين الرئيس الإقليمي للرهبنة اليوم الرياضي الذي أقيم يوم الجمعة 6 فبراير (شباط) بحضور صاحب النيافة الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة، وشارك في هذا اليوم الرياضي الذي أقيم في الدير بالجيزة عدة محافظات مختلفة من الإسكندرية والجيزة والمنيا والأقصر ومن الكلية الإكليريكية بالمعادي ومن المعهد الفرنسيسكاني بالجيزة. رحب بالحاضرين الأب كمال وليم مسئول الدير بالجيزة. وبذل رهبان الدير مجهوداً رائعاً في تنظيم هذا اليوم تحت إشراف الأب كمال لبيب مسئول التكوين بالدير.

لقد ساد اليوم الرياضي روح فرنسيس أي روح البساطة والفرح والسلام، ولمس الشباب الحاضرون روح القديس فرنسيس المتجسّدة في رهبانه بمصر. تأثير هذا اليوم الرياضي لم يكن على المستوى الجسدي فقط بل أيضا على مستوى الإنساني، لإن الحاضرين قد أثّر فيهم وجود أشخاص يحاولون العيش ضد تيار العالم، فيعطون في عالم يبحث كيف يأخذ، يحاولون عيش العفة والفقر في عالم مليء بكل المغريات. ووجود أشخاص يحاولون عيش قيم الإنجيل في عالم يتجاهل رسالة الإنجيل ربما يجعل هناك توازن في عصرنا هذا.

نصلي لله الآب أن يرسل لنا أشخاص أمثال القديس فرنسيس لينيروا الأماكن المظلمة، ويشجعوا البشر على إتباع المسيح بإرشاد الروح القدس. وأتقدم بالتهنئة للرهبان الفرنسيسكان في مصر, ونصلي أن تكون الرهبة الفرنسيسكانية مزدهرة على الدوام في مصرنا الحبيبة.
amenmichael@gmail.com
عن موقع أبونا