أكرم أبنك لكي تطيب بك الحياه في أخر أيامك

وجائت ساعت العصاري حيث خبئت في أذيالها شوقاُ الي يوماُ جديد وسرعاُ ما أتجهت الطفله الصغيره الي جدتها لترسم صوره من ألوان الشمس والبحر . كانت الجده تركد علي كرسي متحرك تنتظر حفيدتها الصغيره تلك الجنيه التي تحول الواقع الي خيال وها قد جائت الجنيه ورسمت بسمة وأشاره ألي بدء نزهه مع جدتها وكانت الجده شغوفه لوجودها بجانبها بل أن وجود حفيدتها بجانبها كان سبباً لشكر الله علي جزيل أنعامه ويظهر علي الجده طبع دهر مضي دهر يتسم بالحب والامان فهي أمراه من زمن الرحمه يظهر في عينيها جلد سنين ولكن لم يمر هباء بل أراد الله أن يكافئها علي ما لست أعلم ولكن لا سبيل للمكافأه ألا بعد تعب سنين .وبدأت النزهه علي شاطيء البحر وبدأت الانامل الصغيره في دفع الكرسي المتحرك وكان خفقان قلب الجده يسمع دوياُ للعابر بجانبهم وبدأ الحديث يفرض نفسه بين ربيع العمر وظهرة العمر وتحدثت عن الاسكندريه القديمه ومحطة الرمل وتجمهر الناس بها وحي بحري أقدم أحياء المدينه وما يحويه من تراث ولكن كانت الحكمه تخرج من بين الكلام كأنها سهماُ في صدر الجاهل . وكانت الساحره الصغيره تنصت بكل أهتمام وتحاور وتلقي بما يحلو من كلام ويصفو لسمع جدتها وكأن الوقت لا يمر بينهما والطبله والعود يعزفان لحن من ألحان السماء . وهذه الطفله لا يسعها مكان فهي ثائره متحرره لا هويه لها ولا قيود عندها سائحه في جدة الحياه ولا يعكر صفوها ألا من كانت الهويه والذات وحسابات الوقف والممتلكات تقيده .يغنيها برأة الاطفال وتوقف عمرها عند سن السابعه وضحكه تخلو من تجاعيد الحزن وعينين هم ينابيع أنهار ينمان عن قلب يرجع ألي زمن ما قبل الخطيه . وعلي قدر ما أعطت من حب لجدتها علي قدر ما كانت تتوقع الجده هذا فهذه الاخيره لم تقصر يوماُ في حب أولادها وكانت الحكمه التي ترنمت بها هي أن الحياه هي أن تربي أولادك ألي أن يعود أولادك وأحفادك لأن يردوا هذه التربيه . وأخيراُ يا صديقي أكرم أباك وأمك لكي تطول أيام حياتك هذه الايه رأيتها بعيتي في هذا المشهد بل أني أظن أنك تكرم أولادك فتطيب لك الحياه في أخر أيامك