ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ أم للجميعِ أيضًا؟: تأمل الجمعة 28 فبراير

ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ أم للجميعِ أيضًا؟: تأمل الجمعة 28 فبراير

ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ

تأمل في قراءات الجمعة 28 فبراير 2014 الموافق الرابع من شهر برمهات1730

السنكسار

مجمع الاربعة عشرية بجزيرة عمر

فى مثل هذا اليوم اجتمع بجزيرة بنى عمر مجمع على قوم يقال لهم الاربعت عشرية ، وهؤلاء كانوا يعملون عيد الفصح المجيد مع اليهود فى اليوم الرابع عشر من هلال نيسان فى أي يوم اتفق من أيام الأسبوع . فحرمهم أسقف الجزيرة، وأرسل الى سرابيون بطريرك إنطاكية ، ودمقراطس أسقف روما ، وديمتريوس بطريرك الإسكندرية ، وسيماخس

أسقف بيت المقدس ، وأعلمهم ببدعة هؤلاء القوم . فأرسل كل منهم رسالة حدد فيها أن لا يعمل الفصح إلا فى يوم الأحد الذي يلي عيد اليهود . وأمر بحرم كل من يتعدى هذا ويخالفه . واجتمع مجمع من ثمانية عشر أسقفا ، وتليت عليهم هذه الرسائل المقدسة . فاستحضروا هؤلاء المخالفين ، وقرأوا عليهم الرسائل . فرجع قوم عن رأيهم السيىء ، وبقى الآخرون على ضلالهم . فحرموهم ومنعوهم ، وقرروا عمل الفضح كأوامر الرسل القديسين القائلين : ان من يعمل يوم القيامة فى غير يوم الأحد ، فقد شارك اليهود فى أعيادهم ، وافترق من المسيحيين . أما الخلاف بسبب عيد الفصح المسيحي (القيامة) فقد بدأ بين آسيا الصغرى وروما ، فجاهر بوليكربس أسقف أزمير المحافظة على يوم 14 نيسان لذكرى الصلب ، و 16 نيسان لذكرى القيامة ( وهما التاريخان اللذان حدث فيهما الصلب والقيامة بدون نظر الى اليوم فى الأسبوع . وسار معه فى رأيه مسيحيو ما بين النهرين وكيليكيا وسوريا . أما فكتور أسقف روما فجاهر بضرورة ملاحظة أن يكون الصلب يوم الجمعة والقيامة يوم الأحد . ( باعتبار أن يوم الجمعة هو اليوم الذي حدث فيه الصلب ، والأحد هو اليوم الذي حدث فيه القيامة ) . وقد شايعه فى ذلك مسيحيو مصر والعرب وبنطس واليونان . واشتد الخلاف بين الأسقفين ، إلا أن المودة كانت قائمة . وتدخلت الإسكندرية فى هذا الموضوع ، وحاول أسقفها يمتريوس الكرام التوفيق بين الرأيين (أن تكون ذكرى الصلب يوم الجمعة والقيامة يوم الأحد ) ، على أن يرتبطا بيوم 14 نيسان ( الفصح اليهودي ) . وجمع لهذا الغرض علماء الإسكندرية الفلكيين ، وبينهم بطليموس الفلكي الفرماوى ، ووضع بواسطتهم حساب الابقطى ، المشهور بحساب الكرمة ، والذي بموجبه أمكن معرفة يوم عيد الفصح اليهودي ( ذبح الخروف ) فى أية سنة من السنوات المصرية القبطية ، وحدد يوم الأحد التالي له عيدا للقيامة . وبهذا ينفذ ما أوصى به الرسل ألا يكون الفصحان اليهودي والمسيحي فى يوم واحد . وقد أقر المجمع المسكوني الأول المنعقد فى نيقية سنة 325 م هذا الرأي وكلف الإسكندرية بإصدار منشور عن العيد كل سنة . الرب يحرسنا من غواية الشيطان ببركة صلاة القديسين . آمين .

استشهاد القديس هانوليوس الأمير

في مثل هذا اليوم استشهد القديس الطوباوي هانوليوس الأمير فى مدينة برجة (أنظر أع 13 : 13،14 : 25) من بمفيلية وهذا الأمير دفعته محبته للمسيح أن يجاهر بأيمانه فقبض عليه بارنباخس الأمير من قبل دقلديانوس فاعترف أمامه بالسيد المسيح معطيا إياه المجد بالتراتيل البهية  ثم ذم الأصنام ولعنها . فغضب عليه الأمير وأمر أن يصلب على خشبه فسبح المسيح الذي أهله للشهادة علي اسمه. ثم أسلم روحه بيد الرب ونال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين .

نص الإنجيل

“لا تخَفْ، أيُّها القَطيعُ الصَّغيرُ، لأنَّ أباكُمْ قد سُرَّ أنْ يُعطيَكُمُ الملكوتَ.بيعوا ما لكُمْ وأعطوا صَدَقَةً. اِعمَلوا لكُمْ أكياسًا لا تفنَى وكنزًا لا يَنفَدُ في السماواتِ، حَيثُ لا يَقرَبُ سارِقٌ ولا يُبلي سوسٌ، لأنَّهُ حَيثُ يكونُ كنزُكُمْ هناكَ يكونُ قَلبُكُمْ أيضًا. لتكُنْ أحقاؤُكُمْ مُمَنطَقَةً وسُرُجُكُمْ موقَدَةً، وأنتُمْ مِثلُ أُناسٍ يَنتَظِرونَ سيِّدَهُمْ مَتَى يَرجِعُ مِنَ العُرسِ، حتَّى إذا جاءَ وقَرَعَ يَفتَحونَ لهُ للوقتِ. طوبَى لأولَئكَ العَبيدِ الذينَ إذا جاءَ سيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ ساهِرينَ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يتمَنطَقُ ويُتكِئُهُمْ ويتقَدَّمُ ويَخدُمُهُمْ. وإنْ أتَى في الهَزيعِ الثّاني أو أتَى في الهَزيعِ الثّالِثِ ووَجَدَهُمْ هكذا، فطوبَى لأولَئكَ العَبيدِ.وإنَّما اعلَموا هذا: أنَّهُ لو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي السّارِقُ لَسَهِرَ، ولم يَدَعْ بَيتَهُ يُنقَبُ. فكونوا أنتُمْ إذًا مُستَعِدِّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسانِ”.فقالَ لهُ بُطرُسُ:”يارَبُّ، ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ أم للجميعِ أيضًا؟”. فقالَ الرَّبُّ: “فمَنْ هو الوَكيلُ الأمينُ الحَكيمُ الذي يُقيمُهُ سيِّدُهُ علَى خَدَمِهِ ليُعطيَهُمُ العُلوفَةَ في حينِها؟ طوبَى لذلكَ العَبدِ الذي إذا جاءَ سيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفعَلُ هكذا! بالحَقِّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يُقيمُهُ علَى جميعِ أموالِهِ. “

نص التأمل

ألَنا تقولُ هذا المَثَلَ أم للجميعِ أيضًا؟

يتحدث الرب يسوع بإسهاب وتدقيق شديد عن أهمية السهر والإستعداد

وضرورة التاهب والحضور امام الله نافيا الخوف خارجا مظهرا حب الله وسروره

بأن يشرك معه أحبائه في ملكوت السماوات وبذا يصير بديهيا ألا ينشغلوا عنه بأي شيء آخر

والا يسمحوا لمال او بنون او مشاغل الحياة  من طعام ولباس

ولا حتى النوم نفسه ان يصرف تركيزهم وتمحورهم حول شخصه والحياة في نوره…

ويستخدم المعلم الإلهي في سبيل ذلك العديد من التشبيهات والأمثال

محاولا إيقاظ ذهن التلاميذ من غفوته ولكن يبدو وكأنه يصرخ في وادٍ والتلاميذ في وادٍ آخر

تماما كما كان الوضع في البرية: الرب يقود ويقوت ويظلل وينير ويفجر المياه من الصخور؛

والشعب يتذمر على الله وعلى موسى ويتضجر ويفكر في قدور اللحم والبصل والثوم في ارض العبودية!!

الرب يظهر ويتكلم ويري الشعب مجده ؛

وعندما يلتفت عنهم يقولون” إصنع لنا آلهة تسير أمامنا”

وحبن فرغوا من صهر حليهم: الحلَق والغويشة والكردان وصوروا العجل ؛

نجدهم بلك غرابة امامه يسجدون قائلين: ” هذه آلهتك  يا إسرائيل التي اخرجتك من ارض مصر!!!

عجبا فالخروج  حدث مضى والعجل الذهبي لم يجف بعد من إنصهاره…لكنها دوما حماقة البشر

واليوم بعد كلمات يسوع الجميلة الواضحة القاطعة الناصعة:

“فكونوا أنتُمْ إذًا مُستَعِدِّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسان

يأتي الإنسان ابنُ الإنسان بطرس ويسأل هذا السؤال الذي اقل ما يوصف به أنه غريب

ونرى رد فعل يسوع في إجابته” : فمَنْ تُرى هو الوَكيلُ الأمينُ الحَكيمُ”؟؟؟

اليس لدينا فهم واستيعاب وإدراك وعقل وفكر…؟؟؟

الرب يطلب الإستعداد من الجميع …

هذا ما يحدث إلى اليوم وكان الكلام لا يخصنا والموضوع بعيدا عنا والأمر كله موجه إلى غيرنا

ولقد كان لنا في بطرس صاحب السؤال اليوم ذلك الوكيل الذي الحكيم الأمين الذي أقامه سيده كصخرة

نموذجاً سيئاً للإنسان المسيحي الذي مازال يحتاج إلى مزيد من الجهد والكفاح  كي يصل للنضوج

لقد كان اول النائمين الذين لم يسهروا مع المسيح في بستان الزيتون

لم ييستيقظ ولم يصلِّ لذا سقط في أول اختبار أمام جارية فأنكر سيده…

حقا لقد كانت التجربة مريرة … ولقد تعلم بطرس الدرس فهل نعيه نحن ايضا؟

ام نظل نتصور ان الحديث غير موجه لنا وان المر لا يخصنا وأن التحذير والتنبيه موجه إلى الآخرين؟

السهر للجميع، والموضوع موجه إلى كل من اراد أن يتبع المسيح

إسهروا وصلوا إذن لأن الملكوت قريب