“أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ” : تأمل في قراءات الخميس 15 مايو 2014 الموافق 20 بشنس 1730

“أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ” : تأمل في قراءات الخميس 15 مايو 2014 الموافق 20 بشنس 1730

“أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ”

تأمل في قراءات الخميس 15 مايو 2014 الموافق 20 بشنس 1730

نص الإنجيل

“أنتُمْ حَسَبَ الجَسَدِ تدينونَ، أمّا أنا فلستُ أدينُ أحَدًا. وإنْ كُنتُ أنا أدينُ فدَينونَتي حَقٌّ، لأنِّي لستُ وحدي، بل أنا والآبُ الذي أرسَلَني. وأيضًا في ناموسِكُمْ مَكتوبٌ أنَّ شَهادَةَ رَجُلَينِ حَقٌّ: أنا هو الشّاهِدُ لنَفسي، ويَشهَدُ لي الآبُ الذي أرسَلَني”. فقالوا لهُ:”أين هو أبوكَ؟”. أجابَ يَسوعُ: “لستُمْ تعرِفونَني أنا ولا أبي. لو عَرَفتُموني لَعَرَفتُمْ أبي أيضًا”.هذا الكلامُ قالهُ يَسوعُ في الخِزانَةِ وهو يُعَلِّمُ في الهيكلِ. ولم يُمسِكهُ أحَدٌ، لأنَّ ساعَتَهُ لم تكُنْ قد جاءَتْ بَعدُ.قالَ لهُمْ يَسوعُ أيضًا:”أنا أمضي وستَطلُبونَني، وتموتونَ في خَطيَّتِكُمْ. حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا”. فقالَ اليَهودُ:”ألَعَلَّهُ يَقتُلُ نَفسَهُ حتَّى يقولُ: حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا؟”. فقالَ لهُمْ:”أنتُمْ مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فمِنْ فوقُ. أنتُمْ مِنْ هذا العالَمِ، أمّا أنا فلستُ مِنْ هذا العالَمِ. فقُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ تموتونَ في خطاياكُمْ، لأنَّكُمْ إنْ لم تؤمِنوا أنِّي أنا هو تموتونَ في خطاياكُمْ”. فقالوا لهُ:”مَنْ أنتَ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا مِنَ البَدءِ ما أُكلِّمُكُمْ أيضًا بهِ. إنَّ لي أشياءَ كثيرَةً أتكلَّمُ وأحكُمُ بها مِنْ نَحوِكُمْ، لكن الذي أرسَلَني هو حَقٌّ. وأنا ما سمِعتُهُ مِنهُ، فهذا أقولُهُ للعالَمِ”. ولم يَفهَموا أنَّهُ كانَ يقولُ لهُمْ عن الآبِ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”.وبَينَما هو يتكلَّمُ بهذا آمَنَ بهِ كثيرونَ. فقالَ يَسوعُ لليَهودِ الذينَ آمَنوا بهِ:”إنَّكُمْ إنْ ثَبَتُّمْ في كلامي فبالحَقيقَةِ تكونونَ تلاميذي، وتعرِفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. أجابوهُ:”إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستَعبَدْ لأحَدٍ قَطُّ! كيفَ تقولُ أنتَ: إنَّكُمْ تصيرونَ أحرارًا؟”. أجابَهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ. والعَبدُ لا يَبقَى في البَيتِ إلَى الأبدِ، أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ. فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا. أنا عالِمٌ أنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. لكنكُمْ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني لأنَّ كلامي لا مَوْضِعَ لهُ فيكُم. أنا أتكلَّمُ بما رأيتُ عِندَ أبي، وأنتُمْ تعمَلونَ ما رأيتُمْ عِندَ أبيكُمْ”. أجابوا وقالوا لهُ:”أبونا هو إبراهيمُ”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ! ولكنكُمُ الآنَ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني، وأنا إنسانٌ قد كلَّمَكُمْ بالحَقِّ الذي سمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذا لم يَعمَلهُ إبراهيمُ. أنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ أبيكُمْ”. فقالوا لهُ:”إنَّنا لم نولَدْ مِنْ زِنًا. لنا أبٌ واحِدٌ وهو اللهُ“.فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كانَ اللهُ أباكُمْ لكُنتُمْ تُحِبّونَني، لأنِّي خرجتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وأتَيتُ. لأنِّي لم آتِ مِنْ نَفسي، بل ذاكَ أرسَلَني. لماذا لا تفهَمونَ كلامي؟ لأنَّكُمْ لا تقدِرونَ أنْ تسمَعوا قَوْلي. أنتُمْ مِنْ أبٍ هو إبليسُ، وشَهَواتِ أبيكُمْ تُريدونَ أنْ تعمَلوا. ذاكَ كانَ قَتّالاً للنّاسِ مِنَ البَدءِ، ولم يَثبُتْ في الحَقِّ لأنَّهُ ليس فيهِ حَقٌّ. مَتَى تكلَّمَ بالكَذِبِ فإنَّما يتكلَّمُ مِمّا لهُ، لأنَّهُ كذّابٌ وأبو الكَذّابِ. وأمّا أنا فلأنِّي أقولُ الحَقَّ لستُمْ تؤمِنونَ بي. مَنْ مِنكُمْ يُبَكِّتُني علَى خَطيَّةٍ؟ فإنْ كُنتُ أقولُ الحَقَّ، فلماذا لستُمْ تؤمِنونَ بي؟ الذي مِنَ اللهِ يَسمَعُ كلامَ اللهِ. لذلكَ أنتُمْ لستُمْ تسمَعونَ، لأنَّكُمْ لستُمْ مِنَ اللهِ”.فأجاب اليَهودُ وقالوا لهُ:”ألسنا نَقولُ حَسَنًا: إنَّكَ سامِريٌّ وبكَ شَيطانٌ؟”. أجابَ يَسوعُ:”أنا ليس بي شَيطانٌ، لكني أُكرِمُ أبي وأنتُمْ تُهينونَني. أنا لستُ أطلُبُ مَجدي. يوجَدُ مَنْ يَطلُبُ ويَدينُ. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ أحَدٌ يَحفَظُ كلامي فلن يَرَى الموتَ إلَى الأبدِ”. فقالَ لهُ اليَهودُ:الآنَ عَلِمنا أنَّ بكَ شَيطانًا. قد ماتَ إبراهيمُ والأنبياءُ، وأنتَ تقولُ:إنْ كانَ أحَدٌ يَحفَظُ كلامي فلن يَذوقَ الموتَ إلَى الأبدِ. ألَعَلَّكَ أعظَمُ مِنْ أبينا إبراهيمَ الذي ماتَ؟ والأنبياءُ ماتوا. مَنْ تجعَلُ نَفسَكَ؟”. أجابَ يَسوعُ:”إنْ كُنتُ أُمَجِّدُ نَفسي فليس مَجدي شَيئًا. أبي هو الذي يُمَجِّدُني، الذي تقولونَ أنتُمْ إنَّهُ إلَهُكُمْ، ولستُمْ تعرِفونَهُ. وأمّا أنا فأعرِفُهُ. وإنْ قُلتُ إنِّي لستُ أعرِفُهُ أكونُ مِثلكُمْ كاذِبًا، لكني أعرِفُهُ وأحفَظُ قَوْلهُ. أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأَى وفَرِحَ”. فقالَ لهُ اليَهودُ:”ليس لكَ خَمسونَ سنَةً بَعدُ، أفَرأيتَ إبراهيمَ؟”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ”. فرَفَعوا حِجارَةً ليَرجُموهُ. أمّا يَسوعُ فاختَفَى وخرجَ مِنَ الهيكلِ مُجتازًا في وسطِهِمْ ومَضَى هكذا.( يوحنا 8: 15- 59)

نص التأمل

“أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ”

لو تاملنا الحوار الشديد الصراحة والتعقيد الذي يديره يسوع

في هذا الفصل الدقيق من انجيل يوحنا اللاهوتي

والذي تقدمه لنا الكنيسة للتأمل خلال الأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة

والذي عشنا عبره أكثر من تأمل:متى رفعتم ابن الإنسانوالحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ

   عبودية الخطيئة- أنا أعرِفُهُ لأنِّي مِنهُ

وإذ نحاول ان نحصي في هذا الفصل وحده كم مرة ترد كلمة ا”لآب”

سنجدها ترد نحو عشر مرات حرفيا وأخرى في صيغة ضمير الغائب

أما كلمة الإبن فتتكرر كثيرا جدا في هذا الإصحاح

فما هي علاقة الآب والإبن؟

هكذا سألني احدهم الأسبوع الماضي في أحد الأماكن العامة بمدينة شرم الشيخ

إذا كا الله “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ أحد”

فهل هناك فعلا بنوة في المسيحية وما ماهية هذه البنوة

فأكدت ببساطة على هذه الاية القرآنية  الجميلة

وأضفت أن المسيحية نفسها تحارب وتدين من يقول  بغير ذلك

فنحن لا نؤمن بأن الله إتخذ له ولدا ونجرّم من يقول ان له زوجة

فالله حسب الإيمان المسيحي لم ينجب يسوع

لكن يسوع هو ابن الله

قال: كيف؟

قلت ببساطة :أنت كائن حي لك روح وعندك النطق

فإذا خرجت الروح صار الجسد جثمانا بلا حياة  ولم تعد تنطق، هل توافقني في ذلك؟

فأجاب: وهل يختلف احد على ذلك

قلت: ونحن وأنتم نؤمن أن “الله حي”  وبالتالي فروحه هي روح إلله القدوس

أردف: بالطبع لا مشاكل في ذلك فنحن نؤمن بالروح القدس…

 سالته هل روح الله كائن وله وجود بالفعل أم إفتراضي تصوري؟

قال إذا كنا نؤمن بان روح الإنسان هي قبس من روح الله

فكيف لا نؤمن بروح الله ككيان؟

قلت نحن نؤمن مثلكم بالروح القدس الرب المحيي

الكائن منذ الأزل، المنيثق من الله الآب قبل كل الدهور …

وهو الذي اوحي إلى الرسل والأنبياء وتكلم في الكتب المقدسة

شعرت به يقفز سعادة وهو يقول إتفقنا…. إلى هنا لا خلاف

لو أوصلتني إلى هذا الوضوح في شرح ” الإبن” فسيكون ذلك رائعا

فسالته مازحا” العجل في بطن امه حيوان ناطق؟” قال ولا بره بطن امه

قلت الطفل في بطن أمه ناطق؟ قال لسه قلت قادر على النطق قال بالطبع

قلت منذ متى قال من اول لحظة وجوده وتكونه…

فكلمة الله إذن موجوده منذ وجوده اي منذ الأزل

حتى ولو لم تخرج وليس فقط حين خرجت

ونحن نعلم ان الله خلق كل شيء بالكلمة قال سبحانه يقول للشيء كن فيكون

قلت رائع جدا فالكلمة أزلية موجودة في كيان الله منذ البدء

تخرج منه فتصير حياة وتخلق الكون …استطرد بالطبع

فسالته مازحا من جديد ” هو مش الراجل بكلمته؟”

يعني كلمة الإنسان تعبر عن رجولته وشخصيته ونوعيته وكيانه؟

كذلك كلمة الله تحمل جميع سماته وتتسم بجميع صفات الله

وتعرف ان المسيح عيس بن مريم هو كلمة الله…

خرج من الله من جوهر كيانه، حضوره هو حضور الله

وهو أزلي مثله أبدي معه سرمدي لا يعرف غروبا

لذا نؤمن به وإن كان تعبير ” الإبن” يجرح أذن الغرباء

فلنرفعن عنكم الحرج ونقول إن المسيح هو “الكلمة”

وفي البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة

به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان

فيه كانت الحياة والحياة كانت نورا للناس والنور اضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه.