إذا كان الاتصال أمرا سهلاً فى واقعنا المعاصر بفضل الوسائل التكنولوجية الحديثة ، إلا ان التواصل الإنسانى أضحى أمراً صعبا المنال لكنه ضرورى للتلاقى والحوار من أجل المحبة . بهذه الكلمات تحدث غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك خلال قيامه بخدمة الافتقاد وزيارة الكنائس بايبارشية اسيوط برفقة أخيه صاحب النيافة الانبا كيرلس وليم مطران كرسي اسيوط للأقباط الكاثوليك . وأكد غبطته أن حضور البطريرك بين ابناء الكنيسة يمثل علامة قوية فى الوحدة والترابط للمشاركة فى الخيرات الروحية . وقد عبر ابناء الايبارشية فى كل موضع عن امتنانهم بالزيارة المباركة للأب البطريرك كما شارك ابناء الايبارشية فرحتهم الروحية لفيف رفيع من القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية بمحافظة اسيوط فضلاً عن مشاركة كوكبة من رجال الدين الاسلامى وأعضاء مجلس النواب والقيادات المجتمعية من ذوى الارادة الصالحة .
- افتتاح كنيسة جروحات القديس فرنسيس :
فى امسية روحية ووطنية مساء الجمعة 25 نوفمبر 2016 قام غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق والأنبا كيرلس وليم مطران اسيوط والأنبا عمانوئيل عياد مطران الاقصر وفضيلة الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الاوقاف واللواء اركان حرب خالد توفيق سعيد مساعد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية بقص الشريط عن الباب الرئيسى لكنيسة جروحات القديس فرنسيس للآباء الفرنسيسكان ابتهاجاً بإعادة افتتاح الكنيسة للصلاة بعد قيام الادارة الهندسية للقوات المسلحة بتجديدها بالكامل حيث كانت الكنيسة قد تعرضت للحرق إبان فض اعتصامى رابعة والنهضة فى اغسطس 2013 . وكان قد شارك فى احتفالية اعادة افتتاح الكنيسة للصلاة كوكبة من الرهبان الفرنسيسكان بمصر يتقدمهم الاب كمال لبيب الخادم الاقليمى للرهبنة . إلى جانب مشاركة اللواء توفيق نائبا عن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية ومعه عدد من كبار الضباط، وكذلك العميد محمد الجبالى رئيس الحماية المدنية ، والسيدة نبيلة على محمود سكرتير عام مساعد محافظة أسيوط ومدحت القاضى رئيس حى غرب اسيوط ومحمد حمدى الدسوقى وتادرس قلدس تادرس عضوي مجلس النواب عن مدينة اسيوط والشيخ سيد عبد العزيز امين عام بيت العائلة والمهندس عادل سدراك مدير الشركة الهندسية المنفذة للتجديدات بالكنيسة.
خلال الاحتفالية قال الانبا كيرلس وليم للحاضرين : نرفع الشكر لله الذى دعانا فى هذا المساء لنجتمع معاً فى هذا المكان المبارك لنفرح بإعادة افتتاحه للصلاة كجزء من تراث الوطن الغالى بعد ان امتدت إليه يد التدمير لا لشيء سوى لأنه جزء من تراث الوطن الحبيب . ولقد ادرك ابناء الوطن ان المستهدف الحقيقى من وراء التخريب هو وحدتنا الوطنية فراح اخوتنا المسلمون يدافعون عن الكنائس فى صورة وطنية ابرزت تكاتف الشعب المصري مع رجال الشرطة والجيش فى القضاء على الفتنة . وسرعان ما اعربت القوات المسلحة عن استعدادها عبر الهيئة الهندسية لإعادة تعمير ما تهدم من كنائس وهى التى لا تتوانى عن السهر على مقدسات الوطن العزيز . واليوم نثبت للعالم أجمع ان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وعد وأوفى فلسيادته نقدم الشكر والتقدير ولكل من تعب فى الحفاظ على هذه التحفة المعمارية . وفى كلمته قال الشيخ محمد العجمى : حقيقة ان هذه اللحظات السعيدة التى نعيشها تثبت للعالم اننا واحد ، شعب واحد وجسد واحد ، اذ تدعونا هذه اللحظات المشرقة من تاريخ مصر ان نردد جميعاً انا مصرى بكل فخر كما تدعونا المناسبة الجليلة إلى تقديم الشكر للقوات المسلحة على ما بذلوه من جهد فى تجديد الكنائس تعبيراً عن دورهم الرائد فى حماية المنشآت الوطنية . كما تحدث غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق للحاضرين قائلاً : انا سعيد ان اشارككم هذه الفرحة الروحية فاليوم عيد وطنى حقيقى نجدد فيه انتمائنا لبلدنا العظيم مصر ونعرب للجميع اننا فى الكنيسة القبطية الكاثوليكية نربى ابنائنا على حب الوطن والانتماء له . فكونوا ايها الابناء مستعدين دائماً للصلاة والعطاء من اجل رفعة وطننا العزيز ، كونوا ملتزمين وأمناء فى اعمالكم وعائلاتكم ، وصلاتى إلى الرب ان يحفظ مصر ويهب المسئولين الحكمة والقوة لكي يؤدوا واجبهم الوطنى فى تحقيق الخير العام . وخلال الاحتفالية تم عرض فيلم تسجيلى عن تاريخ كنيسة جروحات القديس فرنسيس ( 1925 – 2016 ) من اعداد المرشد السياحى سليمان جندى كما قدم كورال الكنيسة عدد من الترانيم والأناشيد الوطنية . فى نهاية الاحتفالية قدم الاب بشارة جودة راعى الكنيسة كلمة شكر للحاضرين ثم قام البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بإهداء الدروع التذكارية لكل من تعب فى اعادة تشييد الكنيسة . وكان قد قام بتقديم فقرات الاحتفالية الاب لوكاس حلمى مدير كنائس الاباء الفرنسيسكان بأسيوط .
- قداس ختام يوبيل الرحمة الإلهية :
فى مساء الاحد 27 نوفمبر 2016 ترأس صاحب الغبطة الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك بمصر والمهجر قداساً احتفالياً بكاتدرائية ام المحبة الالهية بمدينة اسيوط احتفالاً بختام يوبيل الرحمة الإلهية . وقد عاون غبطة البطريرك فى صلاة القداس صاحب النيافة الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط إلى جانب لفيف من الاباء الكهنة يتقدمهم القمص مرقس بطرس وكيل المطرانية والأب دانيال لطفى راعيا الكاتدرائية .
خلال العظة قال غبطة البطريرك للمصلين : ايها الاحباء نحتفل الليلة بختام سنة اليوبيل الاستثنائى للرحمة الإلهية الذى دعا إليه قداسة البابا فرنسيس واختتمه يوم 20 نوفمبر الجارى برسالة إلى كل ابناء الكنيسة عنوانها ” رحمة وبؤس ” . وفى هذه الرسالة يتأمل الاب الاقدس فى عدد من المواقف الانجيلية التى اظهر فيها الرب يسوع رحمته فى مقابل النفس الخاطئة البائسة وتدعونا الكنيسة أن نعيش الرحمة دائماً لأن رحمة الله دائمة . وأننى أدعوكم إلى التأمل فى رحمة الله لأن الرحمة تدعونا إلى التفكير فى المستقبل للحصول على المغفرة حيث ان الرحمة هى العلامة الملموسة لمحبة الله ومتى تذوق الإنسان محبته الله يتولد الفرح فى قلبه ويصبح أداة طيعة فى نشر الحب والسلام والمغفرة بين الناس . واختتم القداس الاحتفالى بصلاة قداسة البابا فرنسيس لسنة الرحمة الإلهية .
- زيارات رعوية لكنائس الايبارشية :
من بين تخوم ايبارشية اسيوط المترامية الأطراف والتى تضم داخل حدودها الجغرافية عدد 40 رعية قبطية كاثوليكية قام غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بصحبة نيافة الانبا كيرلس وليم بزيارة عدد من كنائس الايبارشية منها كنيسة الانبا انطونيوس الكبير غرب مدينة اسيوط ، كنيسة القديسين بطرس وبولس باسيوط الجديدة ، كنيسة سيدة الوردية ببويط ، كنيسة قلب يسوع الاقدس بالقوصية، كنيسة السيدة العذراء بالمنشاة الكبرى ، كنيسة القديسة تريزا بديروط ، كنيسة مارجرجس بكوم بوها ، كنيسة السيدة العذراء بنجع رزيق ، كنيسة السيدة العذراء بالنخيلة وكنيسة السيدة العذراء بصدفا، وكنيسة السيدة العذراء بالزرابي . وفى كلمة ختامية بمناسبة زيارته الرعوية الأولى إلى ايبارشية اسيوط قال غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق : اشكر الرب من كل قلبى على هذه العطية الثمينة فمنذ اكثر من اسبوع وأنا أتامل العديد من المشاهد الروحية خلال زيارتى لنماذج من كنائس ايبارشية اسيوط العامرة وسعدت جداً بما رأيت وسمعت وليبارك الرب رسالة اخى الانبا كيرلس وليم راعى الايبارشية على جهده المبذول فى كل مكان وغيرته الرسولية . كما اننى سعدت بلقاء الكهنة شركائنا فى الخدمة والأخوات الراهبات وجميعهم جنود يعملون بكل ما اعطاهم الرب من مواهب فى تنشيط الكنيسة ولقد غمرتنى زيارتى الرعوية إلى اسيوط بالفرحة والاندهاش وأكدت لى ان فى كنيستنا من الحب والغيرة والنشاط اكثر مما هو متوقع واثقين فى نعمة الله العاملة فى كل مكان .
تقرير – ناجح سمعـان
