أول منشور بطريركي لكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك

أول منشور بطريركي لكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك

خاص بالموقع- لأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

من كيرلس الثاني،

بتعطف الله وباختيار الكرسي الرسولي المقدس بطريرك الإسكندرية مصر والصعيد وليبيا والخمس مدن والنوبة وأثيوبيا وبلاد الهوميريين،

إلى إخوتنا الأجلاء وشركائنا في الأسقفية، سلامًا في الرب يسوع

وإلى أبنائنا الأعزاء القمامصة والكهنة والشمامسة

ومؤمني الكرازة المرقسية

سلام ونعمة الله الأب بابنه يسوع المسيح في الروح القدس. آمين.

شاءت العناية الإلهية رغمًا عن عدم استحقاقي أن أعتلى العرش المرقسي. فقررنا كما كان يصنع أسلافنا بأن نبدأ حبريتنا بزيارة قبر القديس مرقس.

إن رفاة القديس مرقس بقيت ثمانية أجيال في الإسكندرية وان أسلافنا العظام يتوجهون لتكريمه ويقسمون على أن يتبعوا أثره وأن يحافظوا على عظمة عرشه.

وقد سمح الله أن تنقل رفاة القديس مرقس إلى مدينة البندقية ولذا قررنا بعد تجليسنا أن نتوجه بسرعة إلى مينة البندقية وفعلاً كنا فيها في 17 سبتمبر الماضي (1899) مع الوفد الكبير الذى مثل كنيستنا الإسكندرية لشكر قداسة البابا الذى رد اعتبار الكرسي الإسكندري. ولما وصلنا شعرنا بفرح عظيم وفى الوقت ذاته بحزن عميق إذ أن رفاة أبينا ومؤسس كنيستنا موجودة في بلاد الغربة. واحنينا رؤوسنا أمام قبر القديس مرقس وقبلنا الرخام الذى يحوى رفاته وقسمنا أمامه على أن نبذل حياتنا في سبيل إعادة أمجاد الكنيسة المصرية التى اشتهرت بها عندما كانت في وحدة الكنيسة الجامعة…

أننا نعدكم أيها الأبناء الأعزاء، أننا على مثال سلفنا الأول على الكرسي الرسولى الإسكندرى، سنتمسك بإنجيل الكلمة الإلهية المتجسد، أي بكل الحقائق التى أوحاها لنا السيد المسيح لتكون نورًا لخلاص العالم. فقد سلم السيد المسيح هذا الكنز للرسل مجتمعين وعلى رأسهم بطرس الذى هو الصخرة التى لا تتزعزع والذي تمسك به أسلافنا وكانوا متحدين به اتحادًا وثيقًا لا سيما في الأجيال الأولى، متمسكين بوحدة الكنيسة الجامعة. كذلك نحن نتمسك بتلك الوحدة ونسهر عليها في القارة الأفريقية وتحافظ عليها من كل الهجمات التى تريد أن تشوهها….

ولما كان الإيمان هو أثمن كنز بين يدي المؤمنين، فمن الواجب علينا أن نعلن تمسكنا بالحبر الروماني الذى أقامه السيد المسيح رأس الكرازة الرسولية ومحور وحدة كنيسته. فعلى مثال أبينا القديس مرقس الذى كان تلميذًا لبطرس، ونال على يديه في روما الأسقفية والرعاية الرسولية لشعب مصر، وكان أمينًا لتعاليم معلمه حتى الممات، وكذلك نحن بنعمة الله قررنا أن نكون دائمًا مخلصين ومطيعين لخليفة رئيس الرسل. فقد تعلمنا فعلاً من أسلافنا أن بطرس هو عامود الإيمان وأساس الكنيسة الكاثوليكية ولا يزال حيًا دائمًا في خلفائه باباوات روما العظمى. ولذا فقد أسرعنا بعد تجليسنا في الذهاب إلى عاصمة العالم المسيحي لنقدم لنائب المسيح على الأرض الإكرام الينوى الواجب، مؤكدين له اتحادنا الدائم به…

وأخيرًا أيها الأبناء والأخوة المحترمون، لقد قسمنا عند قبر القديس مرقس على أننا سنبذل كل جهدنا ونضع كل اهتمامنا لصالح الكنيسة الإسكندرية والأمة القبطية على قدر المستطاع في سبيل إعلاء شأنها.

ولما كان أول هم في سبيل ذلك هو تكوين إكليروس صالح ومثقف فكان علينا أن ندشن المعهد الإكليريكي الوطني اللاونى بطهطا والذي تأسس بواسطة كرم وعطف الحبر الأعظم البابا لاون الثالث عشر.

لقد وضعنا كتابة الدستور العقائدي والكنسي بكل دقة في سبيل السير بموجبه وقد عقد السينودس في العام الماضي لذلك (في 18 يناير عام 1898) وقد صدق على أعماله الكرسي الرسولى. فإننا نعلنه الآن ونعلن تصديقه على الأمة ولذا فنعتبر قرارات السينودس ملزمة في كل أنحاء البطريركية الإسكندرية، ومنذ ذلك اليوم سيتقيد بها الإكليروس والعلمانيون.

وحتى لا يعود الفضل لضعفنا، بل لرحمة الله وقدرته الذى خلصنا، فقد كرسنا في نهاية أعمال السينودس الأمة القبطية لقلب يسوع الأقدس واعترفنا بيسوع رئيسها الأول ملكًا عليها….

إن غايتنا هي التمسك بوحدة الكنيسة، وأننا متأكدون بأن السيد المسيح أسس كنيسة واحدة، وجماعة رسل واحدة لا تتجزأ تحت رئاسة بطرس، ولا يمكن أن يوجد مجد وعظمة بعيدًا عن الوحدة….

وأخيرًا في الختام ندعوكم، أيها الأبناء الأعزاء، في بدء بطريركيتنا إلى عيد كبير هو ينبوع نعم وبركات جديدة، ألا وهو سنة اليوبيل المقدسة، والتي أعلنها حديثًا قداسة البابا لاون الثالث عشر. وهى تعتبر بدء القرن العشرين من ديسمبر في العام القادم.

والغاية من هذه السنة المقدسة هو تقديم الإكرام الاحتفالي العالمي إلى السيد المسيح مخلص العالم وملك الجنس البشرى لمناسبة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وستعتبر مظاهر عظيمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية إذ سيشترك فيها إكليروس وعلمانيون في العالم أجمع متحدين برأي واحد في سبيل تعظيم وتمجيد ذلك الذى صالحنا وفدانا بدمه الثمين. فباشتراكما في احتفالات السنة المقدسة سوف نشعر بوحدة الكنيسة، والذين هم خارجون عنها يقتادون بنور السيد المسيح ويعطون بعضهم بعضًا قبلة السلام.

“صدر بالقاهرة بالقرب من كاتدرائية العائلة المقدسة في 22 ديسمبر سنة 1899 في السنة الأولى لبطريركيتنا.”

 

الأنبا كيرلس الثاني مقار

بطريرك كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك

وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك

 

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com