“إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ”: تأمل في قراءات الإثنين 21 يوليو 2014 الموافق 27 أبيب 1730

“إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ”: تأمل في قراءات الإثنين 21 يوليو 2014 الموافق 27 أبيب 1730

إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ”

تأمل في قراءات الإثنين 21 يوليو 2014 الموافق 27 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

لا أعودُ أُسَمِّيكُمْ عَبيدًا، لأنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سيِّدُهُ، لكني قد سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ لأنِّي أعلَمتُكُمْ بكُلِّ ما سمِعتُهُ مِنْ أبي. 16ليس أنتُمُ اختَرتُموني بل أنا اختَرتُكُمْ، وأقَمتُكُمْ لتذهَبوا وتأتوا بثَمَرٍ، ويَدومَ ثَمَرُكُمْ، لكَيْ يُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما طَلَبتُمْ باسمي. 17بهذا أوصيكُمْ حتَّى تُحِبّوا بَعضُكُمْ بَعضًا.”إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ. 19لو كنتُم مِنَ العالَمِ لكانَ العالَمُ يُحِبُّ خاصَّتَهُ. ولكن لأنَّكُمْ لستُمْ مِنَ العالَمِ، بل أنا اختَرتُكُمْ مِنَ العالَمِ، لذلكَ يُبغِضُكُمُ العالَمُ. 20اُذكُروا الكلامَ الذي قُلتُهُ لكُمْ: ليس عَبدٌ أعظَمَ مِنْ سيِّدِهِ. إنْ كانوا قد اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكُمْ، وإنْ كانوا قد حَفِظوا كلامي فسَيَحفَظونَ كلامَكُمْ. 21لكنهُمْ إنَّما يَفعَلونَ بكُمْ هذا كُلَّهُ مِنْ أجلِ اسمي، لأنَّهُمْ لا يَعرِفونَ الذي أرسَلَني. (يوحنا 15 : 15- 21)

نص التأمل

بعد أن إستمعت إلى اخبار اليوم وتصفحتها عبر صفحات الإنترنت

اصابني وجوم رهيب وإنغلقت نفسي عليّ من الكابة

فمن حرب غير متكافئة الأطراف في غزة

إلى إرهاب وقتل على الهوية في العراق

نحو جماعات إرهابية تقتل 22 جنيا مصريا على الحدود الغربية…

لكني توقفت اليوم طويلا امام صورة سيدة عجوز

تجلس وحيدة في إحدى كنائس مدينة الموصل العراقية

حيث أُنذر المسيحيون من قبل داعش

بالخروج أو الإرتداد عن الإيمان المسيحي أو القتل او الجزية

ليس لديها شيئا تدافع به عن نفسها

فهي لا تملك مالا تدفعة جزية للغزاة

وليس لديها ملجأ تفر إليه ولا القوة اللازمة لذلك

ولم يعد لديها إنسان يأبه بها او يفكر في أمرها أمثالها

لم تجد غير الكنيسة الخاوية ملاذا من آلام وظلم العالم واضطهاده

فقصدت الكنيسة بيت الآب الذي لا يغلق ابوابه في وجه احد

لكن الصدمة هي هروب الكنيسة نفسها

حيث لم يعد حتى هناك من يأوي او يساعد او يواسي

وسؤالي الجريح الآن: كيف تفر الكنيسة وتترك مواقعها في العراق وفي الموصل

ومنذ متى تركت الأم بنيها وفرت ومتى كانت الكنيسة تحتمي بالاخرين

أي ام هي تلك التي نفر وتهجر بنيها

وكيف ولماذا وإلى متى يصمت العالم امام وحشية هؤلاء التتار الجدد

العالم الإسلامي الذي يجاهر بالتسامح والتعايش والعفو عند المقدرة

كيف يسلم اقداره لأمثال هؤلاء السفاحين

ابناء القاعدة وبن لادن والظواهري والإخوان الإرهابيين

غلاظ القلوب غلاظ العقول غلاظ الأكباد

ثم كيف يسمح العالم المتمدين في القرن الحادي والعشرين

ان تخطف الفتيات في نيجريا

وتقطع الرؤؤس في سوريا

وتمزق الأكباد في العراق

ويشرد الأطفال ويسحل الأبرياء في عالم اليوم

نعم سبق المسيح وانبأ ” سيكون لكم ضيق في العالم”

وها هو اليوم يشرح “إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ”

وأنا واثق في نصره الخير لكن يبرز في عقلي وقلبي سؤال يتردد بقوة

وسؤالي اليوم ليس هل يبغضنا العالم؟

بل لماذا يكرهوننا إلى هذه الدرجة

ولماذا يزعجهم كثيرا وجودنا بينهم

أإلى هذه الدرجة رمدت عيون قلوبهم

فصار الضوء الخافت للوجود المسيحي في الشرق

يزعجهم بهذه الصورة الرهيبة؟