الأماكِنِ المُحجِرَةِ

الأماكِنِ المُحجِرَةِ

الأماكِنِ المُحجِرَةِ

تأمل في قراءات الثلاثاء 4 مارس 2014 الموافق الثامن من شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“في ذلكَ اليومِ خرجَ يَسوعُ مِنَ البَيتِ وجَلَسَ عِندَ البحرِ، فاجتَمَعَ إليهِ جُموعٌ كثيرَةٌ، حتَّى إنَّهُ دَخَلَ السَّفينَةَ وجَلَسَ. والجَمعُ كُلُّهُ وقَفَ علَى الشّاطِئ.فكلَّمَهُمْ كثيرًا بأمثالٍ قائلاً:”هوذا الزّارِعُ قد خرجَ ليَزرَعَ، وفيما هو يَزرَعُ سقَطَ بَعضٌ علَى الطريقِ، فجاءَتِ الطُّيورُ وأكلَتهُ. وسَقَطَ آخَرُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ، حَيثُ لم تكُنْ لهُ تُربَةٌ كثيرَةٌ، فنَبَتَ حالاً إذ لم يَكُنْ لهُ عُمقُ أرضٍ. ولكن لَمّا أشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، وإذ لم يَكُنْ لهُ أصلٌ جَفَّ. وسَقَطَ آخَرُ علَى الشَّوْكِ، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. وسَقَطَ آخَرُ علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ فأعطَى ثَمَرًا، بَعضٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّينَ وآخَرُ ثَلاثينَ. مَنْ لهُ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ”.(متى 13: 1-9)

نص التأمل

سامحني يا ربي وسامحوني إخوتي…

كثيرا ما يبدو لي الأمر حين أقف للوعظ في بعض الأماكن أو المناسبات

أنني القي ببذار الكلمة الثمين في” الأماكِنِ المُحجِرَةِ، “

كما ينتابني هذا اشعور أحيانا وانا أسجل كلمات تأملي اليومي

“لعله لذلك استوقفتي هذه الكلمة اليوم وانا أقرأ مثل الزارع

الذي سبق بالطبع أن تأملت كلماته وإياكم لمرات عدة،

ليس فقط لبلاغة التعبير وعمق دلالته بل لصدقه وواقعيته

تعالوا نستعيد كلملت النص:

وسَقَطَ آخَرُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ،

حَيثُ لم تكُنْ لهُ تُربَةٌ كثيرَةٌ،

فنَبَتَ حالاً إذ لم يَكُنْ لهُ عُمقُ أرضٍ،

ولكن لَمّا أشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ “

تعالوا قبل ان نصنف البشر كتربة جيدة صالحة وتربة فاسدة ملعونة

ونضع ذواتنا بالطبع من بين درجات الأولى، هلم نسأل أنفسنا:

كم مرة سقطت كلمات الرب على “أماكن حجرة” فيّ؟

كم مرة طرقت ابواب قلبي؟

كم مرة اقتحمت طبلة أذني؟

والسؤال التالي كيف؟

                كيف استمعت إلى الواعظ أو الكلمة؟

                كيف تأثرت بكلمة الإنجيل غلى حد بعيد؟

                كيف توصلت لقرار فوري وحاسم بأني يجب حتما أن أتغيير ؟

أما السؤال المحرج فهو لكم من الوقت استمر قراري؟

                كم من الزمن مر علىّ بهذا الإصرار؟

كم من الوقت ظللت على هذه الحال؟

هل تذكرت وعودي حين صحوت صباحا؟

بلا خجل دعوني أصنف نفسي من هذه الفئة…حكم قاس…

ألعل في حياتي جانب أو جوانب من هذه الفئة؟

نعم هناك اماكن مهما بدى كلام الإنجيل فيها واضحاً وعتياً

يزلزل أركان قشرة تربتي الهشة فتتسرب إليها الكلمات بفاعليتها الإلهية

ومهما بدوت مقتنعا ومستسلما وعازما على التغيير

فإني حالما تشرق شمس المواجهة يتيبس في كياني كل أمل في التغيير

قل للمدخن ألا يدخن لأنه يدمر صحته وماله، يسمع ويقتنع …ويدخن

قل للسارق ألا يسرق فهذا حرام وغير لائق سيسمع ويقتنع …ويسرق

قل للزاني ان يتوقف عن سلب الأعراض فهذا دمار في الدنيا والاخرة…

قل للمتلذذ بسلب أعراض الاخرين في غيبتهم ان يتوقف عن النمية…

قل للكذاب ان الكذب لا يجدي وصور له كم الخجل حين ينكشف كذبه…

قل للمرائي والمغتاب والشره والنهم والمتعاطي… سيقنعون جميعا وفورا وربما يعدونك

لكن سرعان ما تشرق شمس الحقية اليومية فتيبس الكلمات وتتلاشى المقاصد

وتتهوه كلمات غنجيل الحياة بين أحجار أرض قلوبنا لاسيما في تلك “الأماكِنِ المُحجِرَةِ”