الأمانة والرضى : تأمل في قراءات الجمعة 11  يوليو 2014 الموافق 17 أبيب 1730

الأمانة والرضى : تأمل في قراءات الجمعة 11 يوليو 2014 الموافق 17 أبيب 1730

الأمانة والرضى

كُنتَ أمينًا في القَليلِ فأُقيمُكَ علَى الكَثيرِ

تأمل في قراءات الجمعة 11  يوليو 2014 الموافق 17 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“حينَئذٍ يُشبِهُ ملكوتُ السماواتِ عَشرَ عَذارَى، أخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وخرجنَ للِقاءِ العَريسِ. وكانَ خَمسٌ مِنهُنَّ حَكيماتٍ، وخَمسٌ جاهِلاتٍ. أمّا الجاهِلاتُ فأخَذنَ مَصابيحَهُنَّ ولم يأخُذنَ معهُنَّ زَيتًا، وأمّا الحَكيماتُ فأخَذنَ زَيتًا في آنيَتِهِنَّ مع مَصابيحِهِنَّ. أبطأَ العَريسُ نَعَسنَ جميعُهُنَّ ونِمنَ. ففي نِصفِ اللَّيلِ صارَ صُراخٌ: هوذا العَريسُ مُقبِلٌ، فاخرُجنَ للِقائهِ! فقامَتْ جميعُ أولئكَ العَذارَى وأصلَحنَ مَصابيحَهُنَّ. فقالَتِ الجاهِلاتُ للحَكيماتِ: أعطينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ فإنَّ مَصابيحَنا تنطَفِئُ. فأجابَتِ الحَكيماتُ قائلاتٍ: لَعَلَّهُ لا يَكفي لَنا ولكُنَّ، بل اذهَبنَ إلَى الباعَةِ وابتَعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهِباتٌ ليَبتَعنَ جاءَ العَريسُ، والمُستَعِدّاتُ دَخَلنَ معهُ إلَى العُرسِ، وأُغلِقَ البابُ. أخيرًا جاءَتْ بَقيَّةُ العَذارَى أيضًا قائلاتٍ: ياسيِّدُ، ياسيِّدُ، افتَحْ لنا! فأجابَ وقالَ: الحَقَّ أقولُ لكُنَّ: إنِّي ما أعرِفُكُنَّ. فاسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ التي يأتي فيها ابنُ الإنسانِ.

“وكأنَّما إنسانٌ مُسافِرٌ دَعا عَبيدَهُ وسلَّمَهُمْ أموالهُ، فأعطَى واحِدًا خَمسَ وزَناتٍ، وآخَرَ وزنَتَينِ، وآخَرَ وزنَةً. كُلَّ واحِدٍ علَى قَدرِ طاقَتِهِ. وسافَرَ للوقتِ. فمَضَى الذي أخَذَ الخَمسَ وزَناتٍ وتاجَرَ بها، فرَبِحَ خَمسَ وزَناتٍ أُخَرَ. وهكذا الذي أخَذَ الوَزنَتَينِ، رَبِحَ أيضًا وزنَتَينِ أُخرَيَينِ. وأمّا الذي أخَذَ الوَزنَةَ فمَضَى وحَفَرَ في الأرضِ وأخفَى فِضَّةَ سيِّدِهِ. وبَعدَ زَمانٍ طَويلٍ أتى سيِّدُ أولئكَ العَبيدِ وحاسَبَهُمْ. فجاءَ الذي أخَذَ الخَمسَ وزَناتٍ وقَدَّمَ خَمسَ وزَناتٍ أُخَرَ قائلاً: ياسيِّدُ، خَمسَ وزَناتٍ سلَّمتَني. هوذا خَمسُ وزَناتٍ أُخَرُ رَبِحتُها فوقَها. فقالَ لهُ سيِّدُهُ: نِعِمّا أيُّها العَبدُ الصّالِحُ والأمينُ! كُنتَ أمينًا في القَليلِ فأُقيمُكَ علَى الكَثيرِ. اُدخُلْ إلَى فرَحِ سيِّدِكَ. ثُمَّ جاءَ الذي أخَذَ الوَزنَتَينِ وقالَ: ياسيِّدُ، وزنَتَينِ سلَّمتَني. هوذا وزنَتانِ أُخرَيانِ رَبِحتُهُما فوقَهُما. قالَ لهُ سيِّدُهُ: نِعِمّا أيُّها العَبدُ الصّالِحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا في القَليلِ فأُقيمُكَ علَى الكَثيرِ. اُدخُلْ إلَى فرَحِ سيِّدِكَ. ثُمَّ جاءَ أيضًا الذي أخَذَ الوَزنَةَ الواحِدَةَ وقالَ: ياسيِّدُ، عَرَفتُ أنَّكَ إنسانٌ قاسٍ، تحصُدُ حَيثُ لم تزرَعْ، وتجمَعُ مِنْ حَيثُ لم تبذُرْ. فخِفتُ ومَضَيتُ وأخفَيتُ وزنَتَكَ في الأرضِ. هوذا الذي لكَ. فأجابَ سيِّدُهُ وقالَ لهُ: أيُّها العَبدُ الشِّرِّيرُ والكَسلانُ، عَرَفتَ أنِّي أحصُدُ حَيثُ لم أزرَعْ، وأجمَعُ مِنْ حَيثُ لم أبذُرْ، فكانَ يَنبَغي أنْ تضَعَ فِضَّتي عِندَ الصَّيارِفَةِ، فعِندَ مَجيئي كُنتُ آخُذُ الذي لي مع رِبًا. فخُذوا مِنهُ الوَزنَةَ وأعطوها للذي لهُ العَشرُ وزَناتٍ. لأنَّ كُلَّ مَنْ لهُ يُعطَى فيَزدادُ، ومَنْ ليس لهُ فالذي عِندَهُ يؤخَذُ مِنهُ. والعَبدُ البَطّالُ اطرَحوهُ إلَى الظُّلمَةِ الخارِجيَّةِ، هناكَ يكونُ البُكاءُ وصَريرُ الأسنانِ. (متى 25 : 1 –30)

نص التأمل

كُنتَ أمينًا في القَليلِ فأُقيمُكَ علَى الكَثيرِ

الأمانة من الإيمان والصدِّيق هو الرجل الصادق الإيمان

والعبد الأمين  هو من يعمل مشيئة سيده ويؤدي عمله بأمانة

ودون انتظار ربح أو مكافاءة او مديح

وكما يقول المسيح: إذغ فعلتم كل شيء حسنا فقولوا أنّا عبيد بطالون

قمنا بما يتوجب علينا فحسب” ليس فضلا ان عملنا في الحقل النهار كله

ولا فضلا ان عدنا إلى البيت فنظفناه وأعددنا طعام العشاء

وليس فضلا أن نعد المائدة ونطعم السيد ثم نجلس نحن لنأكل سعداء

أعتقد أن هذا ما كانت تفعله كل يوم أمي وامك أبي وابيك

حيث كانوا يعملون اليوم كله ويعودون إلى البيت ينتظرونك

لتجد البيت معدا والسرير مفروشا والطعام جاهزا

وهم سعداءأن تتقبل وتأكل بشهية مفتوحة حتى لو تبقى لهم القليل أو لم يتبق على الإطلاق

ستسمع صوت أمك تقول بالهنا والشفاء يا حبيبي مطرح ما يسري يمري

دا أنا حتى ما كنتش عاوزة… على إيه يا حبيبي بكرة أهمل تاني…

يا سلام على الكلام الخارج من القلب

إنه تعبير عن الأمانة الحقيقية والحب الحقيقي

إنه تجسيد للبذل الصامت وعدم انتظار الشكر والمدح والجزاء

فالجزاء هو الرضى الداخلي وسعادة القيام بما يجب

فإذا لم تكن لديك هذه السعادة في داخلك

فعبثا تتعب وعبثا تتألم وعبثا تنتظر الجزاء

ولقد كان نجاح العبد ذو الوزنات الخمس في رضاه

ولقد كان فشل ودمار العبد صاحب الوزنة في عدم الرضى

لقد قابلت في حياتي الكثير والعديد من البشر

من مختلف الطبقات والدرجات الإجتماعية والبلدان

ولم ار في حياتي أسعد من الأبب المين والزوجة الأمينة والموظف الأمين

ولم أتاثر في عمري قدر تأثري بكاهن واحد أمين…

هل أنت امين؟ هل أنت راض؟

إذن فنعم لك أيها العبد الراضي الأمين

كُنتَ أمينًا في القَليلِ فأُقيمُكَ علَى الكَثيرِ