الانبا باخوميوس آب الشركة الرهبنية

الانبا باخوميوس آب الشركة الرهبنية

ولادته

ولد الانبا باخوميوس فى مركز دشنا محافظة قنا فى عام 292 ميلادى من ابوين وثنيين وعلى الرغم من الجو الوثنى الذى نشا فية كان قلبه يكره الوثنية وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة واتصف منذ صباه بالهدوء والاتضاع ومحبة الحق والبعد عن الدنس والشرور وقد حدثت بعض الحوادث التى ثنبئ بما سيكون عليه من شان عظيم ففى احدى المرات اخذه ابواه وذهبوا جميعا لتقديم العبادة للاصنام وكانت هذه الاصنام تشبه مخلوقات نهرية وحدث عن دخول الصبى باخوميوس انها سقطت على الارض فضرخ مقدم الذباح الوثنية قائلا ابعدوا عدو الالهة من هنا حتى تكف الالهة عن غضبها علينا.

عماده

نال القديس سر المعمودية على يد الانبا سرابيون اسقف دندرة سنة 314 ميلادية ثم تقرب من الاسرار المقدسة.

رهبنته

إزداد شوق القديس لحياة الرهبنة فذهب الى الشيخ الناسك الانبا بلامون الذى كان يحيا حياة العزلة فقبلة بعد اختبارات عديدة وبعد صلاة طويلة قص شعره والبسه اسكيم الرهبنة وظل متتلمذا لة لمدة سبع سنوات.

فى ذات تم تجنيد باخوميوس ضمن جنود الملك . فحدث بينما كانوا مسافرين وهم بحال سيئة للغاية ان اتاهم قوم مسيحيون من اسنا بطعام وشراب فى المعسكر . فسأل باخوميوس كيف امكن لهؤلاء الناس ان يتحننوا علينا وهم لا يعرفوننا قط ؟ فقيل له انهم مسيحيون وانهم يفعلون ذلك ممن اجل إله السماء ، فلما سمع باخوميوس هذا الكلام قرر فى نفسه انه لو اتيحت له فرصة يصير مسيحيا ويخدم المحتاجين ، وبتدبير الله غلب الملك اعداءه واصدر اوامر بتسريح الجنود . فرجع باخوميوس وتعمد، وبعد ثلاث سنين ترهب عند قديس اسمه بلامون

تأسيسه لنظام الشركة:

أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م وكثر حوله عدد الاخوة فبنى لهم حوالى عشرة اديرة واسس اول دير رهبان وعاش الانبا باخوميوس وسط رهبانه فى محبة وابوة واتضاع كبير وكان لا يميزنفسه عنهم وقد بلغ عدد رهبان اديرته حوالى عشرة الالاف راهب وبذلك يعتبر الانبا باخوميوس .

– جائه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جائته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها.

– أهم ملامح نظامه الشركة الرهبنية وهو مؤسسها بدأ هذا النظام كحركة علمانية، لذا رفض فى البداية القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية

– اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم كان يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية.

– إنفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، فان لكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب.

– تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي.

– اجتمع اليه كثيرون وبنوا اديرة واتخذوا لهم عيشة مشتركة . وكان القديس يرسل لهم قانون العبادة وشغل اليد والتصريف اللائق ويديرهم فى الجلوس والقيام والسكوت والكلام ويتشدد فى ذلك الى ابعد حد. ولقد كان لخدمته العسكرية اثر كبير فى حياته إذا تدرب فيها على الطاعة والعمل اليدوى والحياه المشتركة ، وقد تضمن تنظيم حياه الشركة وتدبيره للاباء الرهبان جميع هذه النواحى العملية.

بعض قوانين الرهبنه

اولا : كان مفروضا على طالب الرهبنه ان يعرف معنى الرهبنه هى : الصوم بمقدار ، والصلاه بمداومة ، وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الامكان ، والزهد فى كل شىء.

ثانيا : النوم كان القديس باخوميوس يديم الصلاه بنسك زائد وسهر ، واذا اراد ان يرقد ، لم يكن يرقد ممتدا ، ولا على مصطبة بل كان يجلس مستندا الى الحائط . وكان اذا مضى الى موضع خارج الدير مع الاخوة واضطروا الى المبيت كان يفرض عليهم ان يحفر كل واحد منهم لنفسه حفرة فى الارض مثل مراقدهم فى الدير قائلا لهم الواجب على الانسان الراهب ان يتعب نفسه فى مرقده لكون روح الزنى يقفز على الرجل ليجربه بشده لاسيما اذا رقد ممتدا براحة.

ثالثا :العمل اليدوى على الجميع الالتزام به راهب او رئيس رهبنه . وعليه فلقد كان انبا باخوميوس يشاطر رهبانه اعمالهم اليدوية . يخرج معهم الى الحقول لمزاولة الزرع والحصاد ويحمل مؤونته بنفسه اسوة بهم وقيل انه مضى مع الاخوة وكان ذلك الامر يحتاج الى ان يحمل كل واحد منهم كمية من الخبز . فقال له احد الشبان حاشاك ان تحمل شيئا ياأبانا . هوذا انا قد حملت كفافى وكفاك . فاجابه القديس : هذا لا يكون ابدا . ان كان قد كتب من اجل الرب انه يليق به ان يتشبه باخوته فى كل شيىء ، فكيف اميز نفسى انا الحقير عن اخوتى حتى لا احمل حملى مثلهم لانه مكتوب : من يريد ان يكون كبيرا فيكم فليكن لكم عبدا.

رابعا :العقاب كان العقاب ضوررة لا بد منها فى حياه الشركة فكان يوبخ للهفوات حتى البسيطة منها .

– العناية البالغة التى كان يبديها ابو الشركة برهبانه انه كان يجلس كل مساء معهم بعد صلاة الغروب ليستمع الى اسئلتهم ويجيب عنها.

– نياحته :

فى سنة 348 م تفشى فى مصر وباء الطاعون وبلغ اديرة الصحارى . فكان الانبا باخوميوس فى هذا الظرف يطوف بين المصابين بهذا الداء . وبيما كان ابو الشركة يحضر شعائر القداس الالهى ليلة عيد الصعود احس بعوارض ذلك المرض الخبيث فى جسمه . وبعد انتهاء الخدمة دعا تلاميذه واخذ يوصيهم بالمحافظة على قوانين الشركة الروحية والعمل بها . وما ان فرغ من وصيته لهم حتى اسلم روحه الطاهرة.

+ من اقوال الانبا باخوميوس

– حينما تزعجك الافكار وتضايقك لا تستسلم لها بقلبك ولكن تشجع وارفضها بكل قلبك .

– يابنى تعال إلى الله واحبه واهرب من عدو الخير وإتركة حتى تدرك نعمة الله.

– انا ارجوك من كل قلبى ان ترفض المجد الباطل لان المجد الباطل هو سلام الشيطان

– يحتفل دير القيس الانبا باخوميوس بجبل ادفو باسوان بتذكار نياحتة يوم22 مايو من كل عام