البابا تواضروس .. القلب الممتلئ بالمحبة و الشركة الحقيقة

البابا تواضروس .. القلب الممتلئ بالمحبة و الشركة الحقيقة

الجمعة 27 ديسمبر 2013 –
مايكل فيكتور

“نحن نعتبر ان احتفالات عيد الميلاد المجيد تبدأ من 25 ديسمبر و تمتد حتي 7 يناير…” مقولة أرساها قداسة البابا تواضروس الثانى العام الماضى فى أول قداس لعيد الميلاد المجيد فى حبرية قداسته.. و بقلب محب تعامل قداسة البابا مع كل الكنائس المسيحية فتصادف أن جاء عيد الميلاد المجيد للكنائس التى تتبع التقويم الغربى فى الشهر التالى لتتويج قداسته،

فكانت أولى زياراته – صباح الثلاثاء 25 ديسمبر 2012 – للمقر البطريركى للاقباط الكاثوليك مهنئاً نيافة الانبا كيرلس وليم المدبر البطريركى وقتئذ للظروف المرضية التى يجتازها غبطة الكاردينال الانبا أنطونيوس نجيب، و فى لفتة محبة حرص قداسة البابا تواضروس على زيارة غبطة الانبا انطونيوس فى اليوم التالى لتهنئته و الاطمئنان على صحته و قد رافقنا قداسته أيضا فى زيارته، لقداسة البابا ثيئودوروس بابا و بطريرك الروم الارثوذكس، و لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا و سائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.. و كانت لقاءات طيبة للتهنئة بالعيد، و تعبيراً عن المحبة المتبادلة بين الكنائس المسيحية، و مبادرة من البابا تواضروس نحو الوحدة الكنسية و الشراكة الكاملة و صار هذا تقليداً فى كل الاعياد.. فرافقنا قداسته فى زيارته الاخيرة يوم الاربعاء الماضى 25 ديسمبر 2013، لقداسة البابا ثيئودوروس، و لغبطة الانبا ابراهيم اسحق، و لغبطة البطريرك غريغوريوس لحام و كانت لقاءات تسودها المحبة و الدعوة للتقارب و التعاون فى الجسد الواحد…
نعود من جديد للعام الاول من حبرية قداسة البابا و شهادة جديدة فى حصاد البابا المسكونى، ففى يوم الثلاثاء 12 مارس 2013 احتفلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية بتنصيب بطريركها الجديد غبطة الانبا ابراهيم اسحق – فيذهب البابا مشاركاً و مهنئاً وسط تصفيق و ترحيب كبير من جميع الحضور و القى كلمة بفرح قلبى.. لان الكنيسة الكاثوليكية المحبة للمسيح اختارت اختياراً مباركاً – كما جاء بكلمة قداسته – و قدم باسم الكنيسة القبطية صليباً مذهباً و سلسلة تحمل أيقونة السيدة العذراء مريم هدية لغبطة البطريرك الجديد.
و على طريق وحدة الكنائس استضاف البابا تواضروس كل رؤساء الكنائس المصرية يوم الاثنين 18 فبراير 2013 ليعلنوا تأسيس مجلس كنائس مصر و يوقعوا ميثاق، و كان رؤساء الكنيسة القبطية الارثوذكسية و الكاثوليكية و الانجيلية و الروم الارثوذكس و الكنيسة الاسقفية اتفقوا على انشاء هذا المجلس الكنسى تدعيماً للمحبة و التعاون المستمر و المثمر و التشاور و الحوار.
و فى طريق وحدة الكنيسة، و هو الامل الذى يملأ قلب البابا تواضروس ذهب قداسته الى الفاتيكان يوم 10 مايو و نحن نرافقه .. و فى كلمة البابا تواضروس الثانى الى البابا فرنسيس طلب أن يكون هذا اليوم بمثابة عيد تحتفل به الكنيستان كعلامة للمحبة التى تربطهما.. و تمنى البابا تواضروس فى كلمته أن تزداد العلاقات المتميزة بين الكنيستين القبطية و الكاثوليكية، قوة و صلابة.. و قال فلنعمل معاً من أجل تدعيم الحوار المسكونى، و ليكن السلام العالمى هدفاً مشتركاً بيننا نسعى لتحقيقه..
و هذه شهادة لشاهد على لقاءات المحبة .. و شاهد على قلب بابا ممتلئ بالمحبة و فكر متحمس للشركة الحقيقية…