البابا فرنسيس: الرجاء لا يخيّب: إنه دائمًا هنا صامت ومتواضع إنما قوي

البابا فرنسيس: الرجاء لا يخيّب: إنه دائمًا هنا صامت ومتواضع إنما قوي

“الرجاء المسيحي هو تواضع وفضيلة أساسية تمدّنا بالقوّة حتى لا نغرق في المصاعب الكبيرة التي نواجهها في حياتنا” هذا ما قاله اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ الرجاء في الرب لا يخيّبنا أبدًا بل هو الفرح والسلام القاطنين في قلوبنا.

تحدّث البابا فرنسيس عن علماء الشريعة معلّقًا على القراءات التي تقدّمها الليتورجيا اللاتينية مثل سفر التكوين (17: 3 – 9) وإنجيل القديس يوحنا (8: 51 – 59) مؤكّدًا أهمية الرجاء في حياة المسيحي. وقال: “لقد واجه ابراهيم الكثير من التجارب في مسيرته إنما آمن وأطاع الرب حتى النهاية”.

الرجاء يدفعنا إلى السير نحو الأمام ويعطينا الفرح

أضاف البابا: “تحدّثنا اليوم الكنيسة عن فرح الرجاء. في الصلاة الأولى من القداس سألنا الرب أن يمنحنا نعمة أن يبقينا في رجاء الكنيسة لأنه لا يخيّب. عندما يفتر الرجاء بين البشر، يوجد دائمًا ذلك الرجاء الذي يدفعنا نحو الأمام، هو متواضع وبسيط إنما يمنحنا الفرح، الفرح الكبير والسلام فالرجاء لا يخيّب”.

وتابع: “هذا الفرح الذي شعر به ابراهيم نما على مر التاريخ. إنه مستور في بعض الأحيان ومكشوف في مواضع أخرى”. وذكر البابا فرنسيس مثال إليصابات التي ابتهجت عندما رأت نسيبتها مريم. “إنه فرح حضور الرب الذي يسير مع شعبه. وحيث الفرح يوجد الرجاء. هذه هي فضيلة الرجاء: من الفرح إلى السلام”. وكرّر: “هذا الرجاء لا يخيّب أبدًا “حتى في أوقات العبودية” عندما كان شعب الله في أرض غريبة”.

الرجاء يدعمنا حتى لا نقع في الصعوبات

“سلسلة الرجاء بدأت مع ابراهيم الذي تحدّث إلى الله وتكلّلت مع يسوع. وسأل: “هل نتحلى بالرجاء؟ هل تتحلى بفرح الرجاء؟ إنما يا أبتِ أنا لا أفهم. هل يمكنك أن تفسّر لي؟ الرجاء، تلك الفضيلة المتواضعة، تلك الفضيلة التي تغرق تحت مياه الحياة، إنما يحملنا حتى لا نغرق في العديد من الصعوبات حتى لا نفقد هذه الرغبة بإيجاد الله، بإيجاد هذا الوجه الرائع الذي كلنا سنراه يومًا ما: الرجاء”.

الرجاء لا يخيّب: إنه صامت ومتواضع وقوي

وأردف البابا: “سيكون من المفيد اليوم لو نفكّر في ذلك: إنه الإله نفسه الذي دعا ابراهيم وجعله يخرج إلى أرضه من دون أن يعلم إلى أين ذاهب، هو الإله نفسه الذي يذهب إلى الصليب حتى يتمم الوعد الذي قطعه. إنه الإله نفسه الذي في ملء الزمان أكّد أنّ الوعد سيصبح حقيقة لنا كلنا. وما يربط اللحظة الأولى باللحظة الأخيرة هو سلسلة الرجاء. وما يربط حياتي المسيحية بحياتنا المسيحية من لحظة إلى أخرى هو الرجاء حتى نسير كلنا إلى الأمام، خطأة إنما نسير إلى الأمام. وما يمنحنا السلام في اللحظات الصعبة من حياتنا هو الرجاء. الرجاء لا يخيّب: إنه دائمًا هنا: صامت ومتواضع إنما قوي”.