البابا فرنسيس سيُعلن العلمانيّ الإيطالي نونزيو سولبريتزيو قدّيساً في 14اكتوبر القادم

البابا فرنسيس سيُعلن العلمانيّ الإيطالي نونزيو سولبريتزيو قدّيساً في 14اكتوبر القادم

اعلن البابا فرنسيس يوم  19 يوليو ،  أنّه سيُعلن العلمانيّ الإيطالي نونزيو سولبريتزيو (1817 – 1836) قدّيساً في 14 تشرين الأول المقبل خلال سينودس الأساقفة حول الشباب، أعطى البابا للشباب مثالاً أعلى يُحتذى به.

+ أصبح نونزيو يتيماً في سنّ صغيرة، فربّته جدّته والدة أمّه الى سن التاسعة من عمره. وعند وفاة الأخيرة، بقي مع خاله الذي استغلّه وأساء معاملته بدون رحمة في مصنعه للحِدادة. لكن كلّما استطاع ذلك، كان نونزيو يلتجىء أمام بيت القربان ليكون برفقة يسوع.

بعد أن أُصيب بالغنغرينا في قدمه، تمّ التخلّي عنه في مستشفى أصحاب الأمراض المستعصية في نابولي، حيث قدّم معاناته ليسوع قائلاً: “يسوع تألّم كثيراً لأجلي. فلمَ لا أتألّم لأجله؟ أريد أن أموت لأجعل خاطئاً واحداً يرتدّ”.

أمّا في سنّ الخامسة عشرة، عرّفه خاله العسكريّ بالكولونيل فيليتشي وشنغر المعروف باسم “أب الفقراء” الذي أخذه تحت رعايته. فتحسّنت حالة الشاب نونزيو، إلّا أنّه سيبقى طوال حياته يتّكىء على العصا ليمشي. فما كان منه إلّا أن تكرّس للمرضى من حوله قائلاً لهم: “ابقوا دائماً مع المسيح، لأنّ منه يأتي كلّ خير”.

بعد فترة، أراد نونزيو أن يتكرّس لله، لكن بعد آلام كبيرة، عرف عام 1835 أنّه مصاب بسرطان في العظام. وفي 5 مايو  1836، طلب مصلوباً كما وطلب الاعتراف. ولدى وصول الكاهن المعرّف، قال له: “افرح، فسأساعدك دائماً من السماء”.

مات نونزيو في اليوم نفسه عن عمر 19 سنة. وبحسب الشهود، أصبح جسمه الذي كان المرض قد شوّهه جميلاً ونضراً، فيما انبعثت منه رائحة ورود. دُفن في نابولي في كنيسة سان دومينيكو سوريانو التي أصبحت مكاناً للحجّ.

لدى تطويبه عام 1963 مع افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، أعطى البابا بولس السادس مثله ليكون قدوة للشباب قائلاً: “أيمكن لشاب أن يكون قدّيساً؟ أيمكن لعامِل أن يكون قدّيساً؟ لم يكن نونزيو أهلاً للتطويب بصفته شاباً وعامِلاً، بل لأنّه كان شاباً وعامِلاً”.

الشباب فرصة

في السياق عينه، قال البابا الراحل بولس السادس  في عظته: “نونزيو سولبريتزيو سيقول لكم أيها الشباب إنّه ليس عليكم اعتبار الشباب سنّ الشغف والسقوط المحتّم والأزمات والتشاؤم والأنانية المؤذية. بل سيقول لكم إنّ الشباب نِعمة وفرصة”.

كما وتطرّق بولس السادس إلى حياة الطفل اليتيم، مشيراً إلى أنّ “طفولته تدعونا إلى التأمّل بسرّ المعاناة البريئة”، وداعياً الشباب إلى مصادقة الطوباوي الذي مات عن 19 عاماً ومُصِرّاً على طيبته: “من الناحية الإنسانيّة، تبقى هذه الطيبة غير قابلة للشرح، وتُشير لنا إلى أننا أمام سرّ… هو سرّ القداسة”.

عَظَمة العمّال

كما وتوجّه البابا الراحل في عظته إلى العمّال قائلاً: “إنّ زميلكم الفقير والمتألّم يقول قبل أيّ شيء آخر إنّ الكنيسة تفكّر فيكم وتقدّركم وتثق بكم، وهي ترى فيكم كرامة الإنسان لا سيّما المسيحي، كما وترى أنّ ثقل تعبكم هو لقب لعَظَمتكم”.

وبالنسبة إلى البابا، تشهد حياة نونزيو على “أننا بحاجة إلى الحماية والمساعدة لنكون أحراراً وبشراً، ولنقبل تطوّر الحياة الطبيعيّ في العمل”.

كما وتوقّف آنذاك البابا بولس السادس أيضاً عند ضرورة “الغذاء السماوي” الذي يُعطى لنا في الصلاة قائلاً: “لا شيء أكثر ضرراً للروح وللحياة العائلية والاجتماعية من أن نتجاهله”.