البابا فرنسيس يترأس كوسيستوارا لتعيين خمسة كرادلة جدد ويدعوهم إلى خدمة الله والأخوة

البابا فرنسيس يترأس كوسيستوارا لتعيين خمسة كرادلة جدد ويدعوهم إلى خدمة الله والأخوة

اعداد مراسل الموقع من القاهرة- ناجى كامل- نقلا عن إذاعة الفاتيكان

رأس البابا فرنسيس عصر الأربعاء أعمال كونيسستوار عادي في الفاتيكان سلّم خلاله القبعة الكاردينالية لخمسة كرادلة جدد هم: جان زربو، رئيس أساقفة باماكو بمالي؛ خوان خوسيه أوميلا، رئيس أساقفة برشلونة بإسبانيا؛ أندريس أربوريليوس أسقف ستوكهولم بالسويد؛ لوي ماري لينغ مانغانيكون النائب الرسولي في باكسي بلاوس وغريغوريو روزا شافيز الأسقف المعاون الحالي على أبرشية سان سالفادور بالسلفادور. وتخللت الأعمال عظة للبابا فرنسيس استهلها بالإشارة إلى مقطع من إنجيل القديس متى الفصل العاشر الذي يقدم لنا صورة للرب سائرا أمام تلاميذه، وهذه الصورة ترافق أعمال الكونسيستوار.

قال البابا بعدها إن يسوع كان سائرا بحزم باتجاه أورشليم وكان يعلم تماما ماذا ينتظره هناك وقد أطلع تلاميذه مرارا على هذا الأمر. لكن يوجد فراغ بين قلب يسوع وقلوب التلاميذ لا يستطيع أن يملأه أحد سوى الروح القدس. وكان يسوع يعلم هذا الأمر جيداً لذا كان صبورا مع تلاميذه، وتحدث معهم بصراحة، وسبقهم سائرا أمامهم. ومضى فرنسيس إلى القول إن التلاميذ ـ وخلال المشوار ـ استقطبت اهتمامهم مسائل لا تتماشى مع “اتجاه” يسوع، ومع مشيئته التي هي مشيئة واحدة مع الله الآب. ولفت البابا على سبيل المثال إلى أن الرسولين الشقيقين يعقوب ويوحنا كانا يفكران بكم هو جميل أن يجلسا عن يمين ويسار ملك إسرائيل (راجع الآية 37). ولم ينظرا إلى الواقع، وكانا يعتقدان أنهما يريان وهما لم يريا وأنهما يدركان وهما لم يدركا وبأنهما يفهمان أكثر من الآخرين وهما لم يفهما.

تابع البابا يقول إن الواقع كان مخالفا تماما، وهو الواقع الذي كان يدركه يسوع والذي كان يقود خطواته. إن هذا الواقع هو الصليب، إنه خطيئة هذا العالم التي جاء ليأخذها على عاتقه ويجتثها من أرض الرجال والنساء. الواقع هم الأبرياء الذين يتألمون ويموتون بسبب الحروب والإرهاب؛ إنها العبودية التي ما فتئت تنكر الكرامات حتى في زمن حقوق الإنسان؛ الواقع هو واقع مخيمات اللاجئين التي أحيانا تشبه الجحيم أكثر مما تشبه المطهر؛ الواقع هو الإقصاء المنتظم لكل ما لم يعد مفيدا، بما في ذلك الأشخاص. واعتبر فرنسيس أن هذا هو الواقع الذي رآه يسوع فيما كان سائرا باتجاه أورشليم. وخلال حياته العلنية عبّر عن حنان الآب، وشفى كل من كانوا تحت سطوة الشرير. وهو يدرك الآن أنه آن الأوان للغوص في العمق، ولاستئصال جذور الشر، ولهذا السبب توجه بحزم نحو الصليب.

بعدها توجه البابا إلى الحاضرين مذكرا بأننا نحن أيضا نسير مع يسوع في هذه الدرب. وخاطب بنوع خاص الكرادلة الخمسة الجدد قائلا لهم إن يسوع يسير أمامهم ويطلب منهم أن يتبعوه بحزم في هذه الدرب. إنه يدعوهم للنظر إلى الواقع، وعدم الالتهاء باهتمامات أخرى. وقال إن الرب لم يدعو الكرادلة الجدد ليصيروا أمراء في الكنيسة أو للجلوس عن يمينه ويساره بل يدعوهم كي يخدموا مثله ومعه؛ كي يخدموا الآب والأخوة. إنه يدعوهم لمواجهة خطيئة العالم ونتائجها على البشرية اليوم، كما فعل هو. وأكد البابا أن الكرادلة، وخلال اتّباعهم يسوع، يسيرون هم أيضا أمام شعب الله القدوس، مبقين نظرهم محدقاً بالصليب وبقيامة الرب. في الختام سأل البابا الروح القدس  ـ بشفاعة العذراء مريم ـ أن يملأ كل فراغ بين قلوبنا وقلب المسيح، وأن تصبح حياتنا كلها خدمة لله والأخوة.