البابا فرنسيس يعقد مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة في طريق عودته إلى روما

البابا فرنسيس يعقد مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة في طريق عودته إلى روما

اعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل- نقلا عن اذاعة الفاتيكان

عقد البابا فرنسيس يوم أمس الاثنين مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة التي أقلته من فيلاديلفيا إلى روما في ختام زيارته الرسولية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا. خلال المؤتمر الصحفي الذي استغرق قرابة الخمسين دقيقة رد البابا على أسئلة الصحفيين وتناول مواضيع عدة من بينها أزمة اللجوء في أوروبا والسينودس المقبل حول العائلة والاستنكاف الضميري. عبّر البابا عن تأثره الكبير بالاستقبال الحار وحسن الضيافة اللذين وجدهما في البلدين لافتا إلى أن التحدي المطروح اليوم أمام الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة يكمن في مرافقة الشعب الأمريكي في أتراحه وأفراحه، عندما يفتقر إلى فرص العمل ويعاني من المرض، لأن الكنيسة ـ تابع يقول ـ مدعوة إلى الوقوف بجانب الشعب الأمريكي، ويجب ألا تكون بعيدة عنه على الإطلاق.
وفي معرض حديثه عن التعديات الجنسية على الأطفال الممارسة من قبل بعض رجال الدين الكاثوليك سلط البابا الضوء على هذه “الضيقة الكبيرة” التي عانى منها الأساقفة الأمريكيون لافتا إلى أن رجال الدين عانوا بسبب هذه الآفة، والتي لم يسلم منها الرعاة الشرفاء مذكرا بأن دعوة الكاهن تكمن في حمل الأطفال على الاقتراب من محبة الله، من الخير والنضوج العاطفي. وانتقد البابا أيضا بعض الأساقفة الذين عملوا على تغطية هذه الفضائح مشيرا إلى أن الكهنة الذين لم يطلبوا المغفرة على ما فعلوا لن يحصلوا عليها لأنهم كأشخاص أقفلوا الباب من الداخل وأكد في هذا السياق أنه يصلي من أجل ضحايا التعديات وعائلاتهم ولا يحكم على من لا يستطيع أن يغفر من هؤلاء.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن اتفاقات السلام في كولومبيا، والتي تمت بفضل جهود الوساطة التي قام بها الكرسي الرسولي وقال: لقد سررت جدا بهذا الأمر، مشيرا إلى أنه تطلع باستمرار إلى هذا الاتفاق وتناول هذه المسألة مرتين مع الرئيس سانتوس. وفي على سؤال أحد الصحفيين بشأن أزمة الهجرة واللجوء التي تشهدها أوروبا، تحدث البابا عن أفريقيا واصفا إياها بالقارة المستغَلة مشددا على ضرورة الاستثمار هناك كي يجد الأشخاص فرصا للعمل من أجل تفادي الأزمات. وانتقد البابا سياسة بناء الجدران في أوروبا، مذكرا الجميع بأن كل الجدران مصيرها الانهيار حتى ولو بعد مائة عام. وأكد أن الجدار ليس الحل معتبرا أن الحل يمكن التوصل إليه من خلال الحوار بين مختلف البلدان المعنية بالأزمة.
وفي سياق حديثه عن العائلة خصوصا مع اقتراب موعد سينودس الأساقفة المزمع عقده في الفاتيكان في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل، قال البابا إن آباء السينودس طالبوا بتخفيف إجراءات إعلان بطلان الزواج في الكنيسة الكاثوليكية. وأكد في الآن معا أن من يتحدثون عن طلاق كاثوليكي يخطئون لأن الزواج سر ولا يمكن حله. وفيما يتعلق بمشكلة الاتحادات الجديدة للأزواج المطلقين قال البابا إن هذه ليست المشكلة الوحيدة، داعيا الجميع إلى قراءة ورقة العمل للسينودس. أما بشأن مسألة الاستنكاف الضميري أشار البابا إلى بعض موظفي الإدارات الرسمية في الولايات المتحدة الذين رفضوا التصديق على شهادات زواج مثليي الجنس وأكد أن الاستنكاف الضميري حق، وعندما يُمنع شخص ما من اللجوء إليه يُحرم من أحد حقوقه الإنسانية الأساسية.
هذا ثم عبّر البابا عن رغبته في زيارة الصين وقال إنه يحب الشعب الصيني، ويأمل بقيام علاقات جيدة مع هذا البلد. وفي معرض حديثه عن دور المرأة في الكنيسة أشاد بالجهود التي تقوم بها الراهبات في الولايات المتحدة، وعبّر عن معارضته لمنح السيامة الكهنوتية للنساء، وقد شدد على الموقف نفسه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وختم البابا فرنسيس حديثه للصحفيين مؤكدا أنه ليس نجما بل خادم لخدام الله.