البابا فرنسيس: يمكننا أن نفهم رحمة الله فقط عندما تفيض علينا

البابا فرنسيس: يمكننا أن نفهم رحمة الله فقط عندما تفيض علينا

إعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل، نقلا عن إذاعة الفاتيكان

لنتنبّه من أن يكون قلبنا قاسيًا لا يسمح لرحمة الله بأن تدخل إليه” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وحث المؤمنين على عدم التصدّي لرحمة الله ومقاومتها معتبرين أن أفكارهم ولائحة الوصايا التي ينبغي عليهم تطبيقها هي أعظم منها.
قال البابا فرنسيس لقد قاوم النبي يونان إرادة الله، لكنّه تعلّم في النهاية أنه ينبغي عليه أن يطيع الرب. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر النبي يونان وأشار إلى أن نينوى المدينة العظيمة قد تابت بفضل مناداة يونان. لقد صنع يونان آية حقًا لأنه وضع عناده جانبًا وأطاع مشيئة الله وصنع ما أمره الرب إياه. لقد تاب أهل نينوى وإزاء هذه التوبة، نجد يونان الذي كان رجلاً غير طائع لروح الله يغضب؛ لقد ساءَ الأَمرُ يونانَ مَساءَةً عظيمَةً وغَضِب وبادر إلى الرب يوبِّخه.
تابع الأب الأقدس يقول إن قصة يونان مع مدينة نينوى تُقسم إلى ثلاثة فصول: الأول: مقاومة الرسالة التي أوكلها الرب إليه؛ الثاني: الطاعة، وعندما يطيع المرء يصنع المعجزات، لقد أطاع يونان مشيئة الله فتاب أهل نينوى. وأخيرًا الفصل الثالث: مقاومة رحمة الله. وهذه كانت كلمات يونان للرب: “أَيُّها الرَّبّ، أَلَم يَكُن هذا كَلامي وأَنا في أَرضي؟ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ رَحيمٌ طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الرَّحمَةِ، وأنا تنبأت لأهل نينوى وقمت بما طلبته مني بشكل جيّد وأنت تُسامحهم؟” هكذا هو القلب المتصلب الذي لا يسمح لرحمة الله بأن تدخُله: إن نبؤتي هي الأهم، وأفكاري هي الأهمّ، ولائحة الوصايا التي ينبغي علي تطبيقها هي الأهم، كل شيء هو أهمّ من رحمة الله.
أضاف الحبر الأعظم يقول وهذه هي المأساة عينها التي عاشها يسوع مع معلّمي الشريعة الذين لم يفهموا لماذا لم يسمح لهم برجم المرأة الزانية، وكيف كان يأكل مع العشارين والخطأة. لم يفهموا الرحمة. لقد صلينا في المزمور اليوم “إِنَّكَ، رَبِّ، وَدودٌ غَفور كَثيرُ ٱلحَنانِ لِكُلِّ دُعاتِكَ” وهذا المزمور يدعونا لانتظار الرب لأن مع الرب الرحمة ومعه نجد خلاصًا عظيمًا. فحيث يكون الرب – تابع البابا يقول – نجد الرحمة، ويضيف القديس أمبروسيوس: وحيث هناك القساوة نجد خدامه وكهنته، فالعناد الذي يتحدى الرسالة يتحدّى الرحمة.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول مع اقتراب سنة الرحمة لنصلِّ إلى الرب ليُفهمنا كيف هو قلبه وما معنى الرحمة وما معنى قوله “رحمة أريد لا ذبيحة”. ولذلك رفعنا صلاتنا اليوم في صلاة الجماعة: “أُبسط علينا جزيل مراحمك”، لأنه بإمكاننا أن نفهم رحمة الله فقط عندما تفيض علينا وعلى خطايانا وبؤسنا…